أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - التَّناقض بين المادية والدِّياليكتيكية















المزيد.....



التَّناقض بين المادية والدِّياليكتيكية


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2796 - 2009 / 10 / 11 - 19:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بقدر ما هو معقول أنْ نقول، لا داروين فيلسوف ولا أصل الأنواع فلسفة، بقدر ما هو معقول أنْ نقول لا ماركس فيلسوف ولا المادية التَّاريخية فلسفة، فداروين يحسب ضمن علماء الطَّبيعة، لا ضمن الفلاسفة، مثلما يحسب كارل ماركس ضمن علماء الاقتصاد والتَّاريخ، وليس ضمن الفلاسفة. وبقدر ما كان من الطَّبيعي، أنْ يعتمد داروين على المواد المتوفرة في مختبره الطَّبيعي، لكشف القوانين المادية للطَّبيعة، بدل الدِّياليكتيك، بقدر ما كان من الطَّبيعي أنْ يعتمد ماركس على المواد التَّاريخية والاقتصادية، لكشف القوانين الطَّبيعية للتَّاريخ، بدل الدِّياليكتيك، فالعلم التَّجريبي بدل الفلسفة، هو ميدان أبحاث داروين وماركس، ويستهدف هذا العرض، تحديد الأساس الذي ينطلق منه العلم التَّجريبي، أهو القوانين المادية، أم القوانين الدِّياليكتيكية؟ وكيف يبحث علماء الاقتصاد مثلاً الظواهر الاقتصادية؟ أمن خلال دراسة الأشياء التَّاريخية التي تؤثر تأثيراً مباشراً على حياتنا اليوميةً، أم من خلال الأفكار الفلسفية؟ وكيف يتحقق أصلاً علماء الاقتصاد من الظواهر التَّاريخية؟ أمن خلال القوانين الضَّابطة للإنتاج الرَّأسمالي، أم من خلال نظرية المعرفة (الدِّياليكتيك)؟

لنأخذ الأجرة كمثال ولنقل: إنَّ كذا من المال، يدفع لقاء كذا من العمل.

والسُّؤال هو: كيف نحدد علاقة هذا (المال) بهذا (العمل)؟ كيف نتحقق من الحركة التي تربط بين هذا المال وهذا العمل؟ وكيف نقوم بتحقيق نتائج أبحاثنا عن علاقة هذا المال بهذا العمل؟ أمن خلال العودة إلى نظرية المعرفة (الدِّياليكتيك) وقوانين الفكر الهيغلية كوحدة المتضادات، وتغيرات الكم إلى الكيف، ونفي النَّفي، أم من خلال العودة إلى الضَّوابط التَّاريخية للقوانين الاقتصادية للإنتاج الرَّأسمالي؟ وما الذي يعتمد عليه عالم اقتصادي، مثل آدم سميث، وريكاردو مثلاً، لاكتشاف هذا القانون الاقتصادي أو ذاك؟

نظرية المعرفة (الدِّياليكتيك):

إنَّ نظرية المعرفة (الدِّياليكتيك)، تعتمد أساساً على العقل الفلسفي في تحرِّي الأشياء، والمعرفة المكتسبة هنا، هي معرفة مجردة، منفصلة عن واقعها التَّجريبي، لذلك سيكون من المستحيل، الدخول إلى عالم الأشياء الواقعية، من خلال الدِّياليكتيك، ومن المستحيل أيضاً أنْ نتحقق من صحة استنتاجاتنا عن العالم المادي من خلال الدِّياليكتيك، لأنَّ القوانين الطَّبيعية، في الطَّبيعة كالتَّاريخ، تتحرك مادياً، لا دياليكتيكياً، ويجب كشفها مادياً، واقعياً، تجريبياً، لا دياليكتيكياً، أو عقلياً، أو فلسفياً.

يقول الدِّياليكتيكيون، تتحرك قوانين الطَّبيعة دياليكتيكياً، والدِّياليكتيك موجود في كلِّ مكان، وفي كلِّ حركة، وكلِّ تناقض، وللتَّحقق من صحة أو خطأ الأفكار، يعتمد الدِّياليكتيك على نظرية المعرفة، فكانت المعرفة، منفصلة عن الواقع، ولها قانون خاص بحركتها وتطورها. أمَّا العلوم التَّجريبية، الطَّبيعية كالتَّاريخية والاقتصادية، فتعتمد أساساً على دراسة الواقع. وهذا يعني، وعلى العكس من نظرية المعرفة (الدِّياليكتيك)، فإنَّ المعرفة عن القوانين المادية غير موجودة، إلاَّ بعد دراسة هذا الواقع وإجراء التَّجارب عليه، ولنعد إلى مثالنا:

إنَّ علاقة العمل بالمال في شكل الأجرة، ومبلغ الأجور وتغيراته، تعكس حركة متصلة متداخلة من القوانين الاقتصادية التي تحرك هذه العلاقة، والتَّناقضات الناتجة منها، فلا يمكن فهم هذه الحركة من خلال العقل السَّليم، أو المنطق الصُّوري، أو نظرية المعرفة (الدِّياليكتيك)، بل من خلال العلم، والذي يكشف لنا الخصائص المادية لهذه القوانين الاقتصادية وطبيعتها المتناقضة، ونعني به علم الاقتصاد، فليس فهم قانون وحدة المتضادات، والتَّراكمات الكمية للتَّغيرات النوعية مثلاً، هو الذي يقودنا نحو الاقتراب من هذه العلاقة وتفهمها، بل ودراسة تطور الإنتاج، والآلات والأدوات الإنتاجية، ومستوى التَّقدم الحضاري، وأسعار الحاجات الاستهلاكية الضَّرورية، وقانون العرض والطَّلب، ومدة نهار العمل، وتقسيم نهار العمل إلى وقت العمل الضَّروري، ووقت العمل الإضافي، هي التي تقودنا نحو فهم علاقة العمل بالمال.

ولكن هل حركة الأسعار، والأجرة، وتناقضاتها، خاضعة لقانون وحدة المتضادات، وتحول الكم إلى كيف، ونفي النَّفي؟
إذا أردنا اللجوء إلى الدِّياليكتيك، فإنَّ رفع أو خفض الأجرة، أو الأسعار، أو التَّقلبات المستمرة في السُّوق، يغدو لغزاً لا حلَّ له اطلاقاً، لأنَّ كلَّ ما يقدمه لنا الدِّياليكتيك، هو لغزٌ عقليٌ وليس فكراً واقعياً عن هذه الأشياء المادية، أو لا يعكس لنا هذه الأشياء التَّاريخية في صورتها الواقعية، فالدِّياليكتيك يقودنا نحو باطن الفكر، المجرد، المنفصل عن واقعه التَّجريبي، أمَّا العلم فيقودنا نحو باطن الأشياء المادية، الأمر الذي يعطينا فرصة الاقتراب من القوانين الاقتصادية التي تنظم هذه الأشياء، والعلاقات المادية التي تربط بينها.

وهكذا، فيمكننا تشبيه الدِّياليكتيك بأمور غيبية، وهو موجود في كلِّ مكان، وفي كلِّ حركة، وكلِّ تناقض، حسب الدِّياليكتيكيين، ولكننا لا نجده في االأجرة، وما حولها من القوانين الاقتصادية، أو القوانين المادية في التَّاريخ.

قوانين المادية:

إنَّ المال والعمل، وأسعار البضائع وقيمها، شأنها بالضَّبط شأن العلاقة بين المادة والذَّرة، فالأولى تنعكس مباشرة في الإدراك الحسي، فهي إذاً تعطي معرفة حسية تقدمها الحواس، أمَّا الثَّاني فيجب أنْ يكتشفه لنا العلم التَّجريبي. وهكذا، فليس الحس السَّليم، هو الذي يعطينا جواب سؤالنا بخصوص علاقة العمل بالمال، بل دراسة القوانين الاقتصادية، هي التي تزودنا بمعرفة واقعية عن هذه العلاقة، ومن المستحيل الاقتراب من هذه العلاقة، من خلال الدياليكتيك وأفكارنا الفلسفية المجردة، المنفصلة عن الواقع، ولا حتى من خلال الإدراك الحسي، بل من خلال التَّجربة العلمية عليها فقط.

وهكذا، فمعرفتنا عن القوانين المادية، غير موجودة، إلاَّ بعد دراسة الواقع وإجراء التَّجارب عليه، أو من خلال إخضاع الواقع لتحليل منهجي. إنَّ المال والعمل أشياء حسية، أمَّا السِّعر والقيمة مثلاً، فأشياء لا يمكن فهمها دون إخضاعها لعلم الاقتصاد بالتَّحديد، إذاً كيف يستطيع الدِّياليكتيك، وهو نظرية خاصة بالمعرفة، التَّحقق من أشياء لا يمكن فهمها، قبل التَّحقق منها من خلال العلوم التَّجريبية؟

الخلاصة:

يمكن للدِّياليكتيك أنْ يطابق الحركة الميكانيكية، الظَّاهرية للأشياء، والتي تكتشفها العيون المجردة، والمثال الأكثر شهرة، هو تحول الكم إلى كيف عند نقطة غليان أو تجمد الماء، أو تبدل الحرارة الكمي إلى كيفي، وهذا هو في الأساس، الاندماج التَّاريخي بين المادية االميكانيكية، ودياليكتيك هيغل، وهذه المعرفة الدِّياليكتيكية، لا تتجاوز إطلاقاً معرفة عينية عن واقع عيني. وهكذا، فإنَّ كلَّ تطور الدياليكتيك الهيغلي، يتلخص في انتقاله من نظرية للمعرفة، إلى نظرية للتَّحقق من الأشياء بصورة عينية، وهذا من خلال اندماجه مع المادية العينية، المادية الميكانيكية، فالدِّياليكتيك لا يمكنه تحرِّي الأشياء من خلال المكونات المادية للأشياء ذاتها، واكتشاف قوانينها الطَّبيعية، الاقتصادية، أو الفيزيائية.

لنعد إلى مثالنا السابق: كيف يمكن لارتفاع الأجور أنْ يؤثر على أسعار السِّلع؟ هل يمكن فهم علاقة الإنتاج، والأجور، والأسعار ببعضها البعض، دون فهم الطَّلب على قوة العمل، وعرض البضائع الاستهلاكية مثلاً؟ وما هو أثر القوانين الدِّياليكتيكية المزعومة، على هذه العلاقات غير العينية؟ وهل يمكن فهم التَّناقضات النَّاتجة من علاقة العمل بالرَّأسمال، من خلال الدِّياليكتيك، أو دون فهم القيمة، وفائض القيمة، ودوران رأس المال، وتراكم رأس المال، وهبوط معدل الرِّبح؟

المادية والدِّياليكتيكية:

إنَّ الثورة الصِّناعية التي غيرت وجه العالم، قلبت في نفس الوقت كلَّ المعارف البشرية عن الواقع، فالصِّناعة لا تحدد درجة تطورنا الحياتية فحسب، بل وتحدد في نفس الوقت، درجة معارفنا عن العالم الواقعي، هذه المعارف غير الموجودة، قبل وجود الآلات والأدوات، التي تعطينا فرصة التَّحقق من الأشياء بصورة تجريبية، فالعلوم الطَّبيعية بالذَّات، تستخدم الأجهزة المعقدة التي تكشف لنا، ليس التَّركيب المادي للأشياء فحسب، بل وتاريخ تطورها أيضاً، واكتشاف القوانين الفيزيائية، واكتشاف تركيب الأشياء من خلال فهم هذه القوانين، لا تغير معارفنا عن الواقع القائم فحسب، بل وتساعد على تطوير حياتنا من جديد أيضاً، فتطوير الأجهزة الكهربائية، والكمبيوتر، ووسائل النَّقل، وتوليد الطَّاقة، وصناعة الطَّيران، وتقنية استخدام الطَّائرة، إلخ...، ما هي إلاَّ نتيجة لهذه الاكتشافات العلمية، وكلُّ هذه التَّغيرات المستمرة في حياتنا اليومية، بما فيها معارفنا عن العالم، تعود في الأساس إلى تقدم الصِّناعة التي تحدد تطورنا الحياتي ومعارفنا أيضاً، فهذه المعارف ناتجة عن اكتشاف قوانين مادية، لا قوانين دياليكتيكية. إنَّ استخدام الميكروسكوب، والتِّلسكوب، والأجهزة الإلكترونية، يجب وبالضَّرورة أنْ يغير أسلوب تفكيرنا. إنَّ إنجاز هذا العمل، غير ممكن من خلال الفلسفة وآليتها العقلية كالدِّياليكتيك، لذا كان من الضَّروري تاريخياً، أنْ يحل العلم محل الفلسفة، والعلماء محل الفلاسفة، والآلات المعقدة للتَّحقق من الأشياء المادية، محل نظرية المعرفة (الدِّياليكتيك) المنفصلة عن الواقع، فالمعرفة الواقعية إذاً، جزء من حركة الأشياء وقوانينها المادية، التي لا يمكننا كشفها من خلال العيون المجردة، أو العقل المجرد، أو الفلسفة وآلياتها العقلية كالمنطق والدِّياليكتيك، وإنَّما يجب إجراء التَّجربة عليها مادياً. وهكذا، فإنَّ ما يجب إجراء التَّجربة عليه، ليس الدِّياليكتيك وقوانينه، بل القوانين المادية التي لا نصل إليها إلاَّ من خلال العلوم التَّجريبية، أو داخل مختبر مجهز بالأجهزة المعقدة التي تكشف لنا العناصر المكونة للأشياء، فليس السِّحر الدِّياليكتيكي هو الذي يقودنا نحو فهم الأسرار التي تختفي وراء الأشياء المادية، وإنَّما العلم هو الذي يقدم لنا معارف واقعية عن هذه الأسرار، فالدِّياليكتيك لا يعطينا سوى غموض عقلي داخل العقل نفسه، العقل الذي لا يمكنه عكس الأشياء في صورتها الواقعية الدِّقيقة، دون توفر مسبق للأدوات التِّقنية في متناول يدنا، فالأدوات التِّقنية تعتبر بمثابة مساعد للعقل في كشف ما يجري مادياً داخل الأشياء، فلا علماء الطَّبيعة، ولا علماء الاقتصاد، يقومون بكشف قوانين مادية، من خلال القوانين الدِّياليكتيكية المزعومة، ولا يلجؤون إلى النَّظرية الدِّياليكتيكة التي تجري عبر رأس البشر، للتَّحقق من صحة نتائج أبحاثهم، حيث إنَّ المعرفة العلمية نفسها، نتاج مباشر لدراسة الوقائع.

أمَّا إذا وقفنا قليلاً عند فريدريك أنجلس، فسنرى العكس بالضَّبط، فلدى أنجلس، حركة دياليكتيكية، بجانب كلِّ حركة مادية، أو بجانب كلِّ قانون فيزيائي، ولا يمكن فهم هذه القوانين الفيزيائية المادية، إلاَّ من خلال الدِّياليكتيك، كما يتصور أنجلس.

يقول أنجلس: "لا يمكن الحصول على تصوير مضبوط للكون، ولتطوره، ولنمو الجنس البشري، ولانعكاس هذا التَّطور في أذهان البشر، إلاَّ بواسطة طرق الجدلية – أنجلس، أنتي دوهرنغ".

يواصل أنجلس ويقول: "لم تكن المسألة بالنسبة إليَّ بناء قوانين جدلية في الطَّبيعة، بل اكتشافها في الطَّبيعة واستخراجها منها – أنجلس، أنتي دوهرنغ".

إنَّ القوانين التي يتحدث عنها أنجلس، هي قوانين دياليكتيكية هيغلية، عقلية لا طبيعية، أو لا فيزيائية، يعيدها أنجلس كما طرحها هيغل ودون أي اضافات. إنَّ هذه القوانين هي في الأساس، نظرية المعرفة، المنعزلة عن الواقع، وهي ظواهر عينية، لا تحتاج أي جهد لكشفها. أما الطَّبيعة فلها قوانينها المادية الخاصة بها، قوانين طبيعية، فالطَّبيعة لها تكوين فيزيائي وليس تكوين دياليكتيكي، والقوانين الفيزيائية، لا يمكن اكتشافها من خلال الدِّياليكتيك، أو العقل المجرد، أو العيون المجردة، أو الأمثلة التي تتعلق بتحول الماء إلى غاز عند درجة معينة من الحرارة، بل من خلال الدراسة فقط، فما هو مثلاً القانون الذي يحافظ على التَّوازن القائم في الكون؟ وكيف نفهم هذا التَّوازن الطَّبيعي؟ أمن خلال قانون الجاذبية، أم من خلال قانون وحدة المتضادات؟ فوحدة المتضادات قانون من قوانين المعرفة لدى هيغل وإنجلس، والسُّؤال الذي نطرحه هنا هو: هل وحدة العالم هي بالفعل وحدة المتضادات؟ هل وحدة العالم تجري من خلال أشياء متضادة، أم من خلال قانون فيزيائي يسمى الجاذبية؟

وهكذا، فالطَّبيعة تعمل فيزيائياً لا دياليكتيكياً، فالذَّرة مثلاً تعمل فيزيائياً، ولا يمكننا التَّجربة عليها من خلال قانون دياليكتيكي يسمى وحدة المتضادات. إذاً، ليس الدِّياليكتيك هو الذي يعلمنا عن وحدة الأشياء الفيزيائية، ولا وحدة الكون، ولا نمو الجنس البشري، ولا انعكاس كلِّ هذا التَّطور في أذهاننا في صورته الواقعية، بل التَّجربة العلمية على الأشياء المادية، هي التي تقودنا نحو فهم العالم المادي غير العيني، وكما هو موجود في الواقع، فالدِّياليكتيك لدى هيغل أو لدى أنجلس، لا يعتمد إطلاقاً على العمل التَّجريبي، بل يعتمد على العقل المنفصل عن الواقع، فهل هناك مثلاً جواب مادي (فيزيائي) لتنوع تكوين المواد؟ لقد تم تحديد الكثير من العناصر الفيزيائية للأشياء، وما يجعل التَّركيب أو العناصر تختلف عن بعضها البعض، فهو في الأساس عدد البروتونات داخل الذَّرة. إذاً، فهناك ما يفرق الهيدروجين عن الذَّهب، والذَّهب عن الحديد، والحديد عن الأكسجين، وهو اختلاف أعداد البروتونات في ذراتها، ولا يمكن الوصول إلى هذه النَّتيجة إلاَّ من خلال التَّجربة على هذه المواد، ولا نجد أي فعل دياليكتيكي داخل هذه الأشياء المادية، كما ولا يمكننا إثبات شيءٍ عن هذا التَّنوع الفيزيائي، من خلال الدياليكتيك، الذي لا يمكنه أنْ يرى، سوى غلاف العالم، ولا يمكنه التَّجربة على الأشياء، إلاَّ على ما تراه العيون المجردة. أمَّا أنجلس، فيحاول إثبات هذه المعرفة العقلية المجردة عن الواقع، بأمثلة من منتجات العلوم الطَّبيعية، ولكن وعلى عكس أنجلس، فإنَّ هذه الأمثلة لا تقدم شيئاً جديداً عن الدِّياليكتيك المزعوم، بل تتناقض معه.

لكن على أي حال، ليس من الضَّروري نقد أطروحات أنجلس الوهمية، مادام ينتقد استنتاجاته الهيغلية في مؤلفه (أنتي دوهرنغ) قبل قرن وربع قرن بالضَّبط، على الشكل الآتي:

"تتعلق النُّقطة الثَّانية بالقسم الذي يعالج العلوم الطَّبيعية النَّظرية. إنَّ في عرضي شيئاً كثيراً من الخراقة .. فلعلَّ التَّقدم في العلوم الطَّبيعية النَّظرية يصير مؤلفي نافلاً حتى درجة بعيدة أو بصورة كلية تماماً – أنجلس، أنتي دوهرنغ".

يواصل أنجلس ويقول: "وهو ما لم يكن يراودني على العموم أدنى ريبة فيه، بأنَّ القوانين التي تشق لها طريقاً في الطَّبيعة، هي نفس قوانين الحركة التي تسود اتفاقية الأحداث الظاهرية في التَّاريخ، ونفس القوانين التي تشكل بصورة مماثلة الخيط الجامع في تاريخ تطور الفكر البشري والتي ترتفع إلى الوعي في ذهن الأنسان – أنجلس، أنتي دوهرنغ، (1885م)".

تعارض ماركس مع منهج أنجلس:

في العودة إلى مادية ماركس التَّاريخية، تجب الإشارة هنا إلى أنَّ هناك تناقضاً كبيراً بين منهج ماركس ومنهج أنجلس، فأنجلس لم ينقطع قط عن المادية الطَّبيعية، أو حتى عن الفلسفة الطَّبيعية، وبالفعل كانت مادية فيورباخ، ودياليكتيك هيغل، غذاءً روحياً لأطروحات أنجلس، التي لم تنقطع قط عن الفلسفة، فأنجلس يحاول فهم العالم، من خلال الجهاز النَّظري الموروث من هيغل وفيورباخ بالذَّات، الأمر الذي يضعها مباشرة في التَّعارض مع مادية ماركس التَّاريخية، حيث لم يكنْ ممكناً للبشر فهم شروط حياتهم، وتطورهم، وعلاقتهم بالطَّبيعة بالذات، دون التَّخلي المسبق عن هذا الجهاز النَّظري الموروث من الألمان بالذَّات.

يقول ماركس: "من الطَّبيعي أنَّه من المحال فهم سلوك هؤلاء النَّاس التَّجريبي والمادي بواسطة الجهاز النَّظري الموروث عن هيغل – كارل ماركس، الأيديولوجية الألمانية".
إنَّ التَّخلي عن المنهج الفلسفي، أو اللجوء إلى منهج واقعي للنَّظر إلى التَّاريخ، كما هو موجود في الواقع، يعني التَّخلي عن المثالية بالذَّات، فالوارث الحقيقي للمثالية الألمانية، لهيغل بالذَّات، هو الدِّين وليست المادية التَّاريخية، وليس هناك في الواقع، فلسفة مادية وفلسفة مثالية، فالفلسفة مثالية في الأصل، لأنَّ الفلسفة، لا تبحث التَّاريخ مادياً، بل ومثالياً. إنَّ الفلسفة، الفكرة التَّأملية، التَّصور التَّجريدي، لا تتصور أنَّ الفكرة نفسها، جرت تاريخياً، وفقاً للمصادر التَّاريخية، فالفلسفة وعلى الأخص فلسفة هيغل، لا تولى اهتماماً بالتَّاريخ، بل بالأفكار المحضة، والأفكار فقط.

"إنَّ فلسفة التَّاريخ عند هيغل هي النَّتيجة الحاسمة الأخيرة، المختزلة في (تعبيرها الأصفى) لمجمل هذه الطَّريقة التي يتبعها الألمان في كتابة التَّاريخ، والتي لا تولى اهتماماً للمصالح الفعلية، ولا حتى للمصالح السِّياسية، بل الأفكار المحضة - كارل ماركس، الأيديولوجية الألمانية".

الفلسفة، والعلم، والمادية التاريخية:

إنَّ دراسة تاريخ الطَّبيعة، متروكة كلياً للعلوم الطَّبيعية، وهذا بعدما بينت الفلسفة عجزها التَّام، عن تحرِّي الأشياء بالفكر من خلال أدواته العقلية، كالمنطق الصُّوري، ونظرية المعرفة الهيغلية (الدِّياليكتيك)، فعلاقة المادة بالوعي مثلاً، أمر لا يمكن معالجته فلسفياً، بل من خلال الوسائط الواقعية، أو التِّقنيات التي لا تكشف لنا تركيب الأشياء الطَّبيعية وخصائصها الفيزيائية فحسب، بل تاريخها أيضاً، ولذلك حلت العلوم الطَّبيعية مكان الفلسفة في البحث عن الطَّبيعة. إذاً، ما هي الفلسفة؟

يقول هيغل: "الدِّين له محتوى مشترك مع الفلسفة، وحدها الأشكال مختلفة". ويواصل يقول: "موضوع الفلسفة هو القبض على الفكرة في شكلها الحقيقي والكلي"، و"حب الحقيقة والإيمان بقوة الرُّوح، هما الشرطان الأولان للبحث الفلسفي – هيغل، مختارات".

وهكذا، فالخط الفاصل بين المعرفة الفلسفية والمعرفة العلمية، هو الفكرة التَّأملية والعمل التَّجريبي، وهنا بالضبط، يضع الإنسان الفاصلة التَّاريخية، بين المادية الطَّبيعية والفلسفة الطَّبيعية، الأمر الذي يضع حجر الأساس للعلوم الطَّبيعية. أمَّا ما تجب الإشارة إليها هنا، هو أنَّ المادية التَّاريخية كمنهج تحليلي، لم تظهر لتكمل الفلسفة أو المادية الطَّبيعية، كما يتصور الماديون الدِّياليكتيكيون، بل ظهرت من خلال التَّناقض معها، وحجر الأساس للمادية التَّاريخية كطريقة للبحث، هو العلوم التَّاريخية والاقتصادية، تلك العلوم التي بدأت بتفسير الأحداث التَّاريخية والاقتصادية، وفق منهج تجريبي (أنظر تعارض ماركس مع الفلسفة الألمانية، والاقتصاد السياسي)، فالمسألة بالنسبة للمادية التَّاريخية، ليست إدراك سرِّ الوجود، أو العالم كما تصوره الفلاسفة، أو حتى كما يبحثه العلم، بأسلوب ميتافيزيقي ضيق، فبحكم طبيعته، يقوم العلم بعزل هذا الجانب أو ذاك من ميدان أبحاثه (الكيمياء، أو الفيزياء، أو البيولوجيا). إنَّ المادية التَّاريخية، تبحث التَّطور التَّاريخي دون عزل هذا الجانب أو ذاك من التَّاريخ العمومي لتطور البشر، أي دون عزل تطور قوى الإنتاج، والحالة الاجتماعية، وسير الوعي البشري عن بعضها البعض، ودون عزل هذه اللحظات التَّاريخية الثلاثة، عن القوانين الطَّبيعية، الموجودة هي نفسها في التَّاريخ والفكر البشري، فسير الوعي هو السَّير الطَّبيعي لتطور التَّاريخ، الأمر الذي يضع المادية التَّاريخية في التَّناقض الجذري مع الفلسفة على العموم والدياليكتيك على الأخص. وهكذا فالتَّاريخ، والتَّاريخ وحده، هو ميدان أبحاث كارل ماركس.

من أين تأتي الفلسفة؟

بكل بساطة، تأتي من تقسيم العمل الاجتماعي، فالفلسفة إذاً، ليست سوى الاغتراب الإنساني، اغتراب الإنسان عن وجوده وعلاقته بالطَّبيعة بالذَّات، إذاً فالأوهام الفلسفية في المجتمع البشري لا تنتهي، دون القضاء المسبق على شروطها التَّاريخية، أي شروط الاغتراب الإنساني، وهو تقسيم العمل، المصدر التَّاريخي للسَّلب الإنساني، ومع ذلك لا يمكن للفلسفة، الإجابة عن أيِّ سؤال بخصوص العالم المادي، سوى على شكل غموض، وشكوك، ووساوس، وبعد انتقال الإنسان إلى عالمه التَّجريبي، فإنَّ من غير الضروري، بل ومن غير الممكن، العودة إلى عالم الفلاسفة والتَّحقق من الأشياء الطَّبيعية والتَّاريخية، من خلال فلسفة الطَّبيعة وفلسفة التَّاريخ، فالفلسفة الطَّبيعية والتَّاريخية، أي الأفكار المجردة، المنعزلة عن أُسُسها التَّجريبية، والمعارف غير الواقعية، حلت محلها أفكارٌ ومعارفُ ناتجةٌ عن العمل التَّجريبي. أمَّا المعارف الواقعية عن الطَّبيعة والتَّاريخ، وكلُّ العلوم الطَّبيعية، والعلوم التَّاريخية، فتعتمد على الأساليب التَّجريبية في البحث عن المواد الطَّبيعية أو التَّاريخية، والمادية التَّاريخية لا تعتمد إلاَّ على التَّاريخ، أمَّا التَّاريخ والوعي البشري النَّاتج منه، فلا يخضع إلاَّ لنفس القوانين الفاعلة في الطَّبيعة، فنحن لا نعرف سوى (طبيعة هي تاريخية، وتاريخ هو طبيعي، كارل ماركس).

"إنَّنا نعرف علماً واحداً ألا وهو علم التَّاريخ، ويستطيع المرء أنْ ينظر إلى التَّاريخ من طرفين، وأنْ يقسمه إلى تاريخ الطَّبيعة، وتاريخ البشر، وعلى كل حال، فالطَّرفان غير منفصلين، فتاريخ الطَّبيعة، وتاريخ البشر، يشترطان بعضهما بعضاً ما وجد البشر، وتاريخ الطَّبيعة، المسمى العلوم الطَّبيعية، لا يعنينا هنا، لكنْ لابدَّ لنا أنْ ندرس تاريخ البشر، مادامت الأيديولوجية بكاملها ترتد إلى تفسير خاطئ للتَّاريخ"، "إنَّ تاريخ البشرية، يجب أنْ يدرس ويعالج دائماً في علاقته بتاريخ الصِّناعة والمبادلة - كارل ماركس، الأيديولوجية الألمانية". هذه هي النُّقطة التي تنطلق منها مادية ماركس التَّاريخية في أبحاثها في التَّاريخ البشري.

منهج المادية التَّاريخية:

إنَّ تكوين التَّاريخ العالمي، وتطور العلوم التَّاريخية والاقتصادية التي تعكس بالذات، علاقة البشر بهذا التَّاريخ، هو الأساس التَّاريخي المشخِّص للمفهوم المادي التَّاريخي. وبعيداً عن كلِّ الشوائب، والاجتهادات الشَّخصية، لندع الآن كارل ماركس، يقدم أطروحاته، عن المقدمات المادية لهذا التَّطور، وآلية التَّحقق من الأُسُس المادية التي يعتمد عليها ماركس، في طرح مفهومه المادي عن علاقة البشر بالتَّاريخ العالمي، وهذا من خلال المقارنة بين الألمان (هيغل وفيورباخ) الذين كانوا يفتقرون كلياً إلى أي مقدمات مادية لكتابة التَّاريخ مادياً، والإنجليز الذين قاموا بالمحاولات الأولى لإعطاء كتابة التَّاريخ أساساً مادياً:

"ليس لنا بُدٌّ، مع الألمان المجردين من أي مقدمات، من أنْ نبدأ بتقرير المقدمة الأولى للوجود البشري بكامله، وبالتالي للتَّاريخ بأسره، ألا وهي المقدمة التي تنصُّ على أنَّ لابدَّ للبشر أنْ يكونوا في مركز يمكنهم من العيش، كيما يكون بمقدورهم أنْ (يصنعوا التَّاريخ) بيد أنَّ الحياة تشتمل قبل كلِّ شيء على المأكل، والمشرب، والمسكن، والملبس، وأشياء عديدة أخرى، وهكذا فإنَّ العمل التَّاريخي الأول هو إنتاج الوسائط القمينة بسد هذه الحاجات، إنتاج الحياة المادية بالذات. وبالفعل، فإنَّ هذا العمل عمل تَّاريخي، شرط أساسي للتَّاريخ بكامله، لابدَّ لنا في اليوم الحاضر، من تحقيقه يوماً فيوماً، وساعة فساعة لمجرد الإبقاء على الحياة الإنسانية، مثلما كانت الحال قبل آلاف السنين، وحتى حين يرجع الواقع الحسي إلى الحد الأدنى، إلى عصا كما هي الحال لدى القديس برونو، فإنَّه يفترض بصورة مسبقة الفعالية التي تنتج هذه العصا، ولذا كان لابدَّ للمرء قبل كل شيء، في أي تصور للتَّاريخ، أنْ يلاحظ هذه الحقيقة الأساسية في كلِّ مغزاها، وفي جميع مضامينها، وأنْ يمنحها ما تستحق من أهمية. ومن المعروف جيداً أنَّ الألمان لم يفعلوا ذلك قط، وبالتَّالي فلم يكن لهم قط أساس أرضي من أجل التَّاريخ، الأمر الذي ترتب عليه ألاَّ يكون لديهم مؤرخ واحد قط، في حين أنَّ الفرنسيين والانجليز، حتى وإن لم يتصوروا علاقة هذه الحقيقة بما يسمى التَّاريخ، إلاَّ بطريقة بالغة الضِّيق، وعلى الأخص بقدر ما ظلوا سجناء للأيديولوجية السِّياسية، إلاَّ أنَّهم قاموا بالمحاولات الأولى من أجل إعطاء كتابة التَّاريخ أساساً مادياً، وذلك حين كانوا السَّباقين إلى كتابة تواريخ المجتمع المدني، والتجارة، والصناعة - كارل ماركس، الأيديولوجية الألمانية".

"والحال أنَّه بقدر ما تتعاظم في سياق هذا التَّطور، المجالات الفردية التي تتبادل التَّأثير، تتعرض لمزيد من الدَّمار، والعزلة البدائية للأمم المختلفة من جراء نمط الإنتاج المحكم، والتَّداول، وما يترتب على ذلك بصورة عفوية من تقسيم للعمل بين الأمم، ويتحول التَّاريخ أكثر فأكثر إلى تاريخ عالمي، بحيث أنَّه إذا اخترعت في إنجلترا آلة، فإنَّها تنتزع من آلاف العمال في الهند والصِّين خبزهم، وتقلب كلَّ شكل لوجود هاتين الإمبراطوريتين، لأنَّ هذا الاختراع يصبح حقيقة من حقائق التَّاريخ العمومي .. ويترتب على ذلك أنَّ هذا التَّحول للتَّاريخ إلى تاريخ عمومي، ليس مجرد حقيقة مجردة (للوعي الذاتي) مثلاً، أو روح العالم، أو أي شبح ميتافيزيائي آخر، بل فعلاً مادياً بصورة خاصة يمكن التَّحقق منه بصورة تجريبية – كارل ماركس، الأيديولوجية الألمانية".

وهكذا، فلدى ماركس يمكن التَّحقق من الفكر، والتَّناقضات التي تعكسها (بطريقة تجريبية خالصة – كارل ماركس)، فالأشياء (يمكن التَّحقق منها تجريبياً، والتي تعتمد على قواعد مادية، ومن جراء ذلك، فإنَّ الأخلاق، والدِّين، والميتافيزياء، وكلُّ البقية الباقية من الأيديولوجية، وكذلك أشكال الوعي التي تقابلها، تفقد في الحال كلَّ مظهر من مظاهر الاستقلال الذَّاتي، فهي لا تملك تاريخاً، وليس لها أي تطور – كارل ماركس، الأيديولوجية الألمانية). وهكذا، فالدِّياليكتيك بوصفه قانوناً خاصاً بالفكر لدى هيغل أو أنجلس، لا يعتبر سوى هراء باطل، حيث إنَّ الفكر ليس له تاريخ خاص به، ولا يتطور إلاَّ ضمن العلاقات البشرية الموجودة، فالفكر لا يدرس إلاَّ في علاقته بالتاريخ، والتاريخ لا يعالج إلاَّ في علاقته بتطور الصِّناعة والمبادلة.

وسوف نقدم قريباً، مواضيع أخرى حول التَّناقض بين المادية التَّاريخية والمادية الدِّياليكتيكية.





#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعارض ماركس مع الاقتصاد السياسي
- تعارض ماركس مع فلسفة هيغل وفيورباخ
- مدخل إلى: تعارض ماركس مع الفلسفة الألمانية، والاقتصاد السياس ...
- التناقض بين المادية التاريخية والفلسفة الماركسية - 2- المارك ...
- التناقض بين المادية التاريخية و الفلسفة الماركسية - 1- المار ...
- التروتسكية: نظرية الثورة الدائمة - )مقتطفات من: التروتسكية ث ...
- الهوبسنية – اللينينية و الحركة الكومونية العالمية - التناقض ...
- المادية التأريخية و اسطورة الماركسية – جوابا لانتقادات المار ...
- تصحيح خطأ!
- الشيوعية وأسطورة الماركسية – ماركس ولينين ((1))
- هل نحن على أعتاب انفجار عالمي جديد وثورة أممية جديدة؟ 6 أزمة ...
- هل نحن على أعتاب انفجار عالمي جديد وثورة أممية جديدة؟ 5) أزم ...
- الهوبسنية – اللينينية و الحركة الكومونية العالمية: التناقض ب ...
- هل نحن على أعتاب انفجار عالمي جديد و ثورة أممية جديدة؟ 4) لن ...
- هل نحن على أعتاب انفجار عالمي جديد، وثورة أممية جديدة؟ 3) أز ...
- هل نحن على أعتاب انفجار عالمي جديد و ثورة أممية جديدة؟ 2) لم ...
- هل نحن على أعتاب انفجار عالمي جديد و ثورة أممية جديدة؟ 1) أز ...
- المجاعة الكبرى في الاتحاد السوفياتي: موت الملايين من الجوع ف ...
- الاتحاد السوفياتي: اسطورة اشتراكية القرن العشرين – المجاعة: ...
- الاتحاد السوفيتي: اسطورة اشتراكية القرن العشرين – القسم الرا ...


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - التَّناقض بين المادية والدِّياليكتيكية