أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم - أنور نجم الدين - الاتحاد السوفيتي: اسطورة اشتراكية القرن العشرين – القسم الرابع















المزيد.....

الاتحاد السوفيتي: اسطورة اشتراكية القرن العشرين – القسم الرابع


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2436 - 2008 / 10 / 16 - 08:18
المحور: ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم
    


ماذا حدث؟ إذا قلنا إنَّ انهيار الاشتراكية يرجع إلى عدم وجود لينين، أو ستالين في قيادة السوفيت، فلا يعني هذا سوى الاعتقاد بالسحر و الساحر، لأنَّ التاريخ العالمي، لا يغير مجراه مع وجود أو عدم وجود هذا الفرد أو ذاك.
أمَّا إذا أردنا اللجوء الى منهج المادية التاريخية، فسنرى أنَّه خلال سبعينات و ثمانينات القرن الماضي، بدأت جغرافية الاقتصاد السوفيتي بالتغير في السوق العالمية، وهذا لسبب بسيط لدى الماديين، و سبب معقد لدى الماركسيين - اللينينيين، وهو نهوض جديد في السوق العالمية، و ظهور منافسين جدد في آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، أي بالتحديد في الأسواق التي كان الاتحاد السوفيتي، يعتمد عليها في تصريف أمواله، وبالأخص الأسلحة و النفط. و أثر بالطبع هذا التغير في التجارة العالمية على العموم، ففي الدول النامية، ظهر منتجون مستقلون في الأسلحة (مصر، والبرازيل، و الهند مثلاً) والنفط (مجموعة من البلدان في الشرق الأوسط مثلاً) والحبوب (الهند و الإفريقيا مثلاً) والفوسفات و بوكسيت (المغرب و سوريا مثلاً) إلخ...، و هكذا، لم يبقَ السوفيت الوحيدين في تزويد السوق العالمية بمنتجات رخيصة، بل ظهر المنافسون مع تقديم نوعية جيدة للبضائع، و المعدات، ومع أسعار أرخص بالمقارنة مع السوفيت، وكانت النتيجة المباشرة لهذا النهوض، هي انخفاض صادرات السوفيت إلى الجزائر، وبورما، والكونغو، وغينيا، والعراق، ونيكاراغوا، ونيجيريا، وسوريا، وتنزانيا، وزمبابوي، إلخ.. من 27% عام 1980 الى 15% عام 1983.

وهكذا، بدأ التوازن الاقتصادي بالاختلال من أقصى العالم الى أدناه، من أمريكا الى الاتحاد السوفياتي، ومن بريطانيا إلى بولندا إلخ...، لأن أسواق آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، انتقلت من المستهلك إلى المنتج، من مَصدَر للمواد الخام إلى منافس في السوق العالمية، فما واجهته الامبراطورية السوفيتية (في الواقع الامبراطورية الروسية) في السوق العالمية، كان المنافسين الجدد في انتاج الحبوب، والأسلحة، والنفط، والبضائع الاستهلاكية. لذلك لم يكن من المستغرب أن تنخفض صادرات السوفيت، إلى البلدان النامية بصورة ملحوظة في ثمانينات القرن الماضي، فانخفضت حصة السوفيت من 3.9% عام 1970 الى 2.5% عام 1981، هذا رغم الازدياد في حجم التجارة السوفيتية من الستينات الى الثمانينات، و في عام 1985، كان الاتحاد السوفياتي، يحتفظ بـ 13% من مجموع التجارة السوفيتية للصادرات و 10% من الاستيراد.

و من جهة أخرى، تجب الإشارة إلى أنَّ إعطاء الأولوية للغاز، و الفحم، و الطاقة النووية، من أجل استخراج المزيد من النفط للتصدير في عام 1980، كان يسبب الارتفاع في تكاليف الإنتاج داخلياً، علماً بأنَّ الأسعار العالمية للنفط، كانت في انخفاض بسبب وجود منافسين جدد في السوق العالمية، الأمر الذي جلب وباءاً آخر للاقتصاد السوفيتي، وبسبب العجز التجاري مع الغرب، و نقص العملة الصعبة، كان الاتحاد السوفيتي مضطراً إلى محاولة تحسين علاقاته التجارية مع البلدان الغربية خلال التصدير، و نتيجة لذلك بدأ الاتحاد السوفيتي مباشرة، بإدارة الفائض التجاري مع شركائه الأوروبيين الآخرين، و كنتيجة لذلك، كانت الإيرادات السوفيتية الناتجة من صادرات الوقود، تستخدم لسد القروض الناتجة من الاستيراد من الولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا، الأمر الذي جلب وباءاً آخر للاقتصاد السوفيتي، ألا و هو الاختلال في الميزان التجاري.

و تجب الإشارة إلى أنَّ الاتحاد السوفيتي، كان يبيع معظم احتياجات النفط، والغاز الطبيعي، لأجل كسب الدولار الأمريكي، و بالضرورة، سيؤثر أي انخفاض في سعر الدولار في السوق العالمية، تأثيراً معاكساً على الاقتصاد السوفيتي، كما أدى نقص العملة الصعبة، إلى الانخفاض في الاستيراد من البلدان ذات العملات الصعبة، الأمر الذي أدى إلى أخذ القروض من الدول الغربية لتسديد قيمة الاستيراد من الغرب.

و هكذا، وصلت ديون الاتحاد السوفيتي من البلدان الغربية الى (26) مليار دولارعام 1987، و وصل عجز الميزانية السوفيتية الى (180) مليار دولار عام 1985، أي أكثر من 12% من اجمالي الدخل القومي السوفيتي.

هكذا انهارت الامبراطورية السوفيتية، فالقوانين الداخلية للسوفيت، كانت في التفاعل المادي مع القوانين الاقتصادية الفاعلة في السوق العالمية، فكيف اذن يا ترى، بمستطاع لينين عزل جزيرة اشتراكية عن التنافس العالمي، بل و عن التأريخ العالمي؟

و هكذا لم تكن اشتراكية القرن العشرين سوى أسطورة من أساطير البرجوازية نفسها، ولم يكن الاتحاد السوفيتي، سوى فخ للبروليتاريا العالمية، وكان لينين، كأي رئيس جمهوري آخر في العالم، واعياً بما ينشره من الأساطير و الاوهام ضد البروليتاريا العالمية. و اذا نظرنا الى التحاليل الماركسيين – اللينينين بخصوص السوفيت، لرأينا بانهم يحولون العالم التجريبي الى نتاج للفكر(لينين، ستالين، الخ)، و ان هذه النظرة لا تفعل سوى تكرار الاوهام الافلاطونية القديمة بشأن سلطان الفلاسفة و قدرتهم في تغير مجرى التأريخ العالمي. و ان الاختلاف الجذري، بل و التناقض الكلي بين (الفلسفة الماركسية) التي لم يكن لكارل ماركس أبسط مساهمة في ايجادها، و (المادية التأريخية)، هو الاختلاف بين (المذهبية) و (العمل التجريبي)، فالفلسفة الماركسية، ليست سوى الايمان بهيمنة أفكار الفلاسفة على العالم، و ليس من الضروري اطلاقاً، نقد الممثلين الفرادي و المذاهب المختلفة لهذه الفلسفة، مادامت مقدماتها الآيديولوجية هي نفس المقدمات الفلسفية: الايمان بسيطرة الافكار على العالم! و ان الدور الرجعي للماركسيون الشيوخ، هو تحويل الماركسية الى مادة لاهوتية، فلدى الفلسفة الماركسية، يقع العالم و حركته، في متناول الفلاسفة، لذلك سيكون من السهل، توجيه العالم، بالافكار و المفاهيم و المقولات الفلسفية، فالتأريخ عند الماركسيين – اللينينيين، منفصل تماما عن المادية، لذا ليس من المستغرب ان يحل ماركسي – لينيني، روايات و حكايات عن لينين و ستالين، مكان التفسير المادي للتأريخ، الامر الذي يضعهم بالضرورة، في التناقض مع المادية التأريخية، التي هي نفسها، نتيجة مباشرة لتطور التأريخ العالمي.

انقر هنا: http://www.ahewar.org/m.asp?i=2282 لو رغبتم الاطلاع على القسم الاول و الثاني و الثالث لـهذه الدراسة.
يتابع

المصادر:
- A Country Study: Soviet Union (Former)
- كارل ماركس - رأس المال – نقد الاقتصاد السياسي
- كارل ماركس - الآيديولوجية الألمانية



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتحاد السوفيتي: اسطورة اشتراكية القرن العشرين – القسم الثا ...
- الاتحاد السوفيتي: أسطورة اشتراكية القرن العشرين – القسم الثا ...
- الاتحاد السوفياتي: إسطورة إشتراكية القرن العشرين!
- أمريكا، بؤرة الأزمات و الحروب


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- ثورة أكتوبر .. منجزات مذهلة تتحدى النسيان / حميد الحلاوي
- بمناسبة مرور(91) عاما على ثورة اكتوبر ((الاشتراكية)) الروسية / حميد الحريزي
- الرفيق غورباتشوف / ميسون البياتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم - أنور نجم الدين - الاتحاد السوفيتي: اسطورة اشتراكية القرن العشرين – القسم الرابع