أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم - أنور نجم الدين - الاتحاد السوفيتي: اسطورة اشتراكية القرن العشرين – القسم الثالث















المزيد.....

الاتحاد السوفيتي: اسطورة اشتراكية القرن العشرين – القسم الثالث


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2433 - 2008 / 10 / 13 - 09:35
المحور: ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم
    


بعد الاستيلاء على الحكم السياسي، باشر لينين من جديد، بتشويه كلِّ مفاهيم الماديين حول الطابع الأممي للثورة البروليتارية. و لأجل تقوية الموقع التنافسي للاتحاد السوفيتي في السوق العالمية، كان يجب التنكر بشعارات الثورة نفسها منذ الايام الاولى لاعلان السلطة السوفيتية، ففي حين كان العالم يتابع باهتمام، النتائج النهائية للثورة الأممية التي بدأت ترتعد في القارة الأوروبية بأجمعها منذ سنة 1918، رفع لينين شعار الدفاع عن الوطن و الدخول في الاتفاقات السرية مع الدول التي كانت تتطور فيها الثورة البروليتارية على الأخص، و نعني بها النمسا، هنغاريا، و ألمانيا، هذا و بعد حل السوفيتات البروليتارية في المعامل الروسية و جعلها أجهزة هزيلة تابعة للسلطة البيروقراطية (انظر: الشيوعية و أسطورة الماركسية – ماركس و لينين).

في زمن لينين، كانت هناك فعلاً أرضية واقعية لتطوير امبراطورية جديدة في العالم، لأنَّ الأسواق المتخلفة الآسيوية والإفريقية واللاتينية، كانت بمثابة دعامة اقتصادية، وسياسية لهذه الامبراطورية الجديدة، و كانت القدرة التنافسية للاتحاد السوفياتي في السوق العالمية، و في زمن معين من التاريخ، تتوقف على وجود هذه الأسواق. لذلك بدأت جغرافية الاتحاد السوفيتي بالاتساع في السوق العالمية منذ البداية و بشكل ملحوظ، هذا بالإضافة إلى العوامل الداخلية المتمثلة في وجود الموارد الطبيعية، كالحبوب، والنفط، والغاز الطبيعي مثلاً، و التي كانت أهم عامل من عوامل الاستقرار في الاقتصاد السوفيتي، في العقود الأولى منذ ظهوره. و يمكننا أن نلخص أطروحتنا بصدد التوسع في الاقتصاد السوفيتي من عشرينات القرن الماضي الى الستينات، ومن ثمَّ انكماشه في السبعينات و الثمانينات في النقاط الآتية:

1) التجارة السوفيتية مع آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية:

كانت أهم المنتجات السوفيتية المعدَّة للتصدير هي: الحبوب، والنفط، و الأسلحة، أي المنتجات التي كانت الدول النامية بحاجة اليها، و كانت التجارة متوازنة، من عشرينات القرن الماضي الى الستينات، بسبب مبيعات الأسلحة على الأخص، هذا و رغم أزمة الثلاثينات و موت الملايين من الجوع في الاتحاد السوفيتي كنتيجة مباشرة لتلك الازمة.

كان للاتحاد السوفيتي، الاكتفاء الذاتي في أنواع الوقود الثلاثة الرئيسية، التي تدفع الصناعة الى الأمام وهي: الفحم، والغاز الطبيعي، والنفط. و رغم الكثير من الموارد النفطية، بادل الاتحاد السوفيتي، الأسلحة و المعدات العسكرية بالنفط مع العراق، و إيران، و سوريا، بغرض بيعه إلى الدول الصناعية مقابل العملة الصعبة التي كانت دائماً مشكلة أساسية من مشكلات الاتحاد السوفيتي، و كان الاتحاد السوفيتي، بحاجة الى العملة الصعبة، لاستيراد السلع الاستهلاكية من الدول الصناعية.

كانت البلدان المتخلفة و النامية في آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية، لها الحصة الأساسية من صادرات السوفيت (80%). و هكذا، كان تطور الامبراطورية السوفيتية (في الواقع الامبراطورية الروسية)، يعتمد كلياً على أسواق الدول النامية في العالم، كالصين، وكمبوديا، ولاوس، وفيتنام، وكوريا الشمالية، وكوبا، والعراق، وإيران، وسوريا، وأفغانستان، وأنغولا، وإثيوبيا، وموزنبيق، ونيكاراغوا، واليمن، والجزائر، وبورما، والكونغو، وغينيا، ومدغشقر، ونيجيريا ، وتنزانيا ، وزيمبابوي، والهند، والأرجنتين، ومصر، وتركيا، ونيجيريا، وماليزيا، هذا و بالاضافة الى تقسيم العالم مع الحلفاء الامريكيين و الاوروبيين بعد الحرب العالمية الثانية و السيطرة التامة على بلدان أوروبا الشرقية.

2) التجارة السوفيتية مع البلدان الصناعية:

كانت جغرافية التجارة السوفيتية مع الدول الصناعية، تشمل بلدان أوروبا الغربية، وأستراليا، وكندا، واليابان، ونيوزيلندا، والولايات المتحدة. ولكن بسبب النوعية الرديئة للبضائع السوفيتية، لم ينجح السوفيت في زيادة صادراتهم من السلع المصنعة إلى الدول الصناعية. لذا، وحتى بعد سبعين سنة من وجود هذه الامبراطورية، لم تتجاوز صادرات السلع المصنعة إلى كل العالم 18% من مجموع صادرات السوفيت، وكمثال على هذه النوعية الرديئة، كانت كندا إحدى الزبائن الأساسيين للسوفيت في شراء الجرارات، ولكن كثيراً ما وجدوا أنَّ بيع هذه الجرارات في الأسواق المحلية، أمر مستحيل دون تصليحها المسبق من الكنديين أنفسهم.

في عام 1986، أي بعد 69 سنة من أسطورة اشتراكية البلشفيين، لم تتجاوز صادرات السوفيت من الآلات 5% الى البلدان الغربية.

إذاً، ما هي أسباب قلب شكل الامبراطورية السوفيتية؟ هل هو خلل في الاشتراكية التي لا يمكن ظهورها إلاَّ في المستوى الأممي؟ أم خلل في النظام الرأسمالي العالمي نفسه؟

لو سألنا الماركسيين – اللينينيين، لوجدنا أنَّ السبب الأساسي، يعود إلى وفاة لينين أو ستالين. وهكذا، سنرجع مرة أخرى، من عالم المادية التاريخية، إلى عالم الفلاسفة و التأملات الفلسفية، لذلك وبدلاً من تفتيش الوقائع التأريخية، علينا الركوع أمام العظماء و مفاهيمهم، و قبول كل ما ينشرون من الأوهام الفلسفية عن الاشتراكية في صفوف الحركة البروليتارية في العالم.

أما إذا أردنا التحقق من الوقائع الفعلية، فعلينا اللجوء الى المادية التاريخية، لكي نوضح لعلمائنا الماركسيين - اللينينيين، أنَّ حركة التاريخ لا تخضع لعقول الفلاسفة و مخططاتهم الفلسفية، لا لينين و لا ستالين، وأنَّ التاريخ العالمي لا يتحرك حسب الوصفة الآيديولوجية من هذا الفيلسوف أو ذاك (لينين، ستالين)، لذلك لا يمكن لستالين بعد لينين، أو خروتشوف بعد ستالين، تحويل مجرى التاريخ العالمي حسب ما يريده هو.

وهكذا، علينا التحقق من النتائج التاريخية للأحداث بصورة تجريبية، والتي تعتمد كلياً على قواعد مادية و ليست فلسفية، فنحن إذن غير مضطرين، إلى التحقق مما يسمى بعبقرية لينين، ودكتاتورية ستالين، وراديكالية تروتسكي، وتحريفية خروتشوف، لأنَّ الانطلاق لا يتم من أفكار العظماء، بل يتم، و بالضرورة، من الوقائع المادية للتاريخ العالمي، من القوانين الفاعلة في السوق العالمية، القوانين الاقتصادية التي تنظم الإنتاج، والتوزيع، والتبادل، والاستهلاك، في كلِّ بلد من البلدان خلال التقسيم العالمي للعمل، و قانون المنافسة، و العلاقة العالمية بين العمل و رأس المال، فمجردُ ذكر التبادل العالمي، يكفي لنسيان كل فكرة بخصوص عزل جزيرة اشتراكية عن القوانين الفاعلة في السوق العالمية، و الاشتراكية لا يمكن أن تكون إلاَّ بوصفها ظاهرة أممية، هذا هو استنتاج ماديي القرن التاسع عشر. و إنَّ كلَّ التاريخ العالمي، يثبت هذا الاستنتاج في كلِّ فقرة من فقراته، لذلك لم يكن قلب شكل الامبراطورية السوفيتية، خللاً في الاشتراكية ذاتها، بل كان نتيجة مباشرة لفاعلية القوانين الاقتصادية التي تحكم العالم في كلِّ دقيقة من دقائق التاريخ، و لم يكن بمستطاع الاتحاد السوفيتي الخروج من مدار الاقتصاد الرأسمالي، حتى ليوم واحد.

و هكذا، فالخلل لم يكن في كيفية قيادة البلد، بل في عدم خروج البلد من النظام الموجود في العالم، من النظام الذي يحكم العالم من خلال قانون المنافسة.

ان الماديون لا يتكلمون عن التاريخ إلاَّ بوصفه ظاهرة عالمية، لذلك لا يعالجون أية ظاهرة من الظواهر، إلاَّ من خلال علاقتها بالتاريخ العالمي، و هذا هو الفرق الجذري بين الاقتصاديين البرجوازيين و الماديين، لذلك ليس من المستغرب أن يستنتج الماديون، كما استنتج كارل ماركس:

"أنَّ البروليتاريا لا يمكن أن توجد إلاَّ على صعيد التاريخ العالمي، تماماً مثلما أنَّ الشيوعية، التي هي نشاطها، لا يمكن أن تصادف على الاطلاق إلاَّ من حيث هي وجود ((تاريخي عالمي))".

و على العكس من كارل ماركس، لم يغادر النقد الماركسي – اللينيني، حتى في آخر تحليله للمجتمع، ميدان العقائد المذهبية و التأملات الفلسفية. و ان جميع الاسئلة التي طرحتها الماركسية - اللينينية بخصوص الاتحاد السوفياتي من زمن لينين و الى يومنا هذا، قد أنبثقت من الآيديولوجيا الفلسفية، علما بان الآيديولوجيا الفلسفية بكامها، ترتد الى تفسير خاطئ للتأريخ (كارل ماركس). و على النقيض من الفلسفة التي تهبط من السماء الى الارض، فان الصعود يتم، من الارض الى السماء (كارل ماركس)، أي من التأريخ المادي بالضبط.

إذاً، علينا اللجؤ الى المنهج المادي للتأريخ، أي البدء بالدراسة من الوقائع المتغيرة في التاريخ العالمي في الفترة ما بين 1917 – 1991، و هذا لتقديم جواب مادي بخصوص التغيرات في السوق العالمية و أثرها على الاقتصاد السوفياتي في تلك الفترة.

ماذا حدث؟

يتابع



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتحاد السوفيتي: أسطورة اشتراكية القرن العشرين – القسم الثا ...
- الاتحاد السوفياتي: إسطورة إشتراكية القرن العشرين!
- أمريكا، بؤرة الأزمات و الحروب


المزيد.....




- العراق.. المحكمة الاتحادية ترد طلبا للبرلمان يخص تواجد القوا ...
- الكويت.. القبض على تشكيل عصابي من السوريين والمصريين
- قادة رابطة الدول المستقلة يدعون لعدم إشعال حرب عالمية ثالثة ...
- متى ستنتج إيران قنبلتها النووية؟
- قيس سعيد يفوز بولاية رئاسية ثانية وسط مخاوف على الحريات
- مبادرة -حدد هويتي-.. الإنتربول يطلب المساعدة لحل 46 قضية لنس ...
- رائدا الذكاء الاصطناعي هينتون وهوبفيلد يفوزان بجائزة نوبل في ...
- استنكار إيطالي واسع لملاحقة روسيا صحفيي -راي- بعد تغطيتهما ل ...
- السعودية.. ولي العهد يكشف عن حالة الملك سلمان الصحية بعد الإ ...
- -حزب الله- يوجه رسالة غير مباشرة إلى إسرائيل عبر الفيديو


المزيد.....

- ثورة أكتوبر .. منجزات مذهلة تتحدى النسيان / حميد الحلاوي
- بمناسبة مرور(91) عاما على ثورة اكتوبر ((الاشتراكية)) الروسية / حميد الحريزي
- الرفيق غورباتشوف / ميسون البياتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم - أنور نجم الدين - الاتحاد السوفيتي: اسطورة اشتراكية القرن العشرين – القسم الثالث