أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ما العلاقة بين النقد وبين العاملين في الشأن العام في العراق؟














المزيد.....

ما العلاقة بين النقد وبين العاملين في الشأن العام في العراق؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 10:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نشأ وتطور عبر الزمن وفي حياة البشرية ومجتمعاتها المختلفة تقليداً حضارياً سليماً, وأن اختلف الموقف منه ومن النظر إليه بين المجتمعات المتحضرة والمجتمعات التي لا تزال تسعى إلى اللحاق بتلك المجتمعات المتحضرة. وهذا التقليد الثقافي الناضج يؤكد ما يلي:
أن من يشتغل في الشأن العام, أي في السياسة والثقافة والعلاقات الاجتماعية والعلاقات العامة; يكون من حيث المبدأ مكشوفاً على المجتمع كله, وبالتالي, فأن جميع تصرفاته وسلوكه العام, بل والخاص ونشاطه السياسي والثقافي والاجتماعي, وربما العائلي بالنسبة للأفراد أو كحزب أو جمعية أو منظمة أو نقابة, يكون معرضاً للنقد في مختلف وسائل الإعلام وبين الناس عموماً, كما يمكن أن يمارس النقد الذاتي إن امتلك الشخص أو الحزب المستوى الحضاري والثقافي المناسب الذي يساعده على ممارسة ذلك. هذا من جهة , ومن جهة أخرى يفترض في من يمارس النقد أن ينتظر من هذا الشخص السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي أو هذا الحزب أو ذاك رد فعل للنقد الذي مارسه بممارسة نقد مضاد لما طرحه من ملاحظات إزاء عمل الآخرين. ومثل هذا النقد المتبادل يعتبر ممارسة طبيعية ويفترض أن تكون اعتيادية, إذ لا ضير فيها حين تكون موضوعية وهادفة إلى التحسين وليس الإساءة, بل هي ضرورية ومساهمة فعالة في تحسين أوضاع معينة لدى هذا الشخص أو ذاك ولدى هذا الحزب أو ذاك وفق رؤية الناقد.
ودون أدنى ريب يفترض أن تحافظ ردود الفعل على مستوى مناسب في النقد, إذ لا فائدة من تصعيد النبرة وتحويلها إلى قضية شخصية فقط لا مسألة عامة تمس المجتمع وأن تحركت صوب أشخاص معينين وليس حول علاقات شخصية, بل المحرك للنقد هو الشأن العام.
كما يكون من غير المنطقي ودون مسؤولية ممارسة الإساءات أو الشتائم أو التهديد بكشف أوراق غير موجودة, بل بهدف جعل الأمر معلقاً في الهواء, وكأن الشيء أشبه بماء سكب لا يمكن جمعه, قرأه من قرأه وتم تداوله دون أن يكون لدى هذا الشخص أو ذاك أي شيء يهدد به, إذ كان الأصوب نشر ما لديه مباشرة دون التهديد والوعيد بالنشر. إن مثل هذا التهديد ينطبق عليه المثل القائل "لا يطير ولا ينكض (يمسك) باليد".
أقول هذا لمن لم يتعلم أن يسمع النقد وأن يتفهم الأغراض الإصلاحية المحتملة الكامنة وراء هذا النقد وليست التخريبية, أقول هذا لكي يكف البعض عن تهديد الناس بما لا يملكون ولكي لا يثيروا لغطاً يعود عليهم بمفعول عكسي.
تعتبر ظاهرة ممارسة النقد مسألة حضارية وفضيلة, في حين تعتبر ممارسة التهديد والوعيد ظاهرة متخلفة ورذيلة في المجتمعات المتحضرة, ولكنها تقبل لدى البعض بسبب الجهل والأمية السياسية والحضارية, وأحياناً يهلل لها من لا يعي أصلاً أهمية النقد في الحياة السياسية.
وتحدث عن ظاهرة النقد الكثير من الناس, وكان أكثرهم وضوحاً ذلك الذي قال "أن النقد ضوء ينير الطريق لمن يريد أن يستنير به", أو من قال "لا تصدق الذي يضحكك ويطبطب على كتفيك ويمسح چوخك, بل صدق من يمارس النقد الواقعي إزاء عملك, والشعب يقول "لا تركض وره اللي يضحكك, أركض وره اللي يبچيك".
كم أتمنى أن يتعلم البعض هذه الحكم الشعبية المجربة بدلاً من توجيه من يسيء للآخرين. فمثل هذا الأسلوب لا يفيد ولا يستفيد منه أحد, كما أنه غير منتج لما هو نافع للمجتمع.
علينا جميعاً أن نتعلم, فنحن ما زلنا نزحف بعيداً عن جرف الديمقراطية, نحن ما زلنا نحمل سلوكاً مستبداً لا يبرز في الحاكم وحده, بل في سلوكنا اليومي إزاء البعض, كم كنت أتمنى أن استمع إلى نقد موضوعي لكي أناقش بصورة موضوعية ما يطرح من أفكار تنتقد ملاحظاتي النقدية وليس إلى من كان ينتظر أن يشتم الرجل ليقولوا له أحسنت فقد حان أوان إسكات هذا الناقد أو ذاك!
كم هم مخطئون هؤلاء الناس, كم هم غرباء عن الفكر العلمي الذي يسعى إلى تقديم فرضية أو موضوعة مقابل فرضية أو موضوعة أخرى ليتم النقاش والحوار حولهما ويصلوا فيما بعد إلى موضوعة أخرى أكثر نضوجاً للجميع.
إنها محنة التخلف ومحنة الاستبداد بالرأي ومحنة الرغبة في التسلط ومنع ممارسة النقد.
ولكن الحياة تقول شيئاً آخر. لنستمع إلى الحكمة المندائية الرائعة لنكتشف كم هي عميقة وكم هي قيمة إنسانية خالدة وكم تعبر عن قدم هذا الدين وتجربة المؤمنين الكبيرة في الحياة:

"ويل لعالم غير منفتح على غيره, وويل لجاهل منغلق على نفسه"

كم أتمنى أن تفهم هذه المقولة لكي لا يتكرر ما لا ينبغي تكراره في ممارسة ردود فعل غير محسوبة العواقب. كم أتمنى أن نعي جميعاً أهمية النقد والنقد الذاتي, كم أتمنى أن نخلق حواراً جديداً ومدرسة جديدة في الحوار المتبادل بين الأشخاص والأحزاب ونقاشاً جديداً حول الأفكار.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يمكن إخضاع مبادئ وشرعة حقوق الإنسان للإرادة الذاتية للحكا ...
- هل العراق بحاجة ماسة إلى جبهة ديمقراطية واسعة؟
- مقابلة صحفية في الشأن العراقي
- قوى التيار الديمقراطي ستبقى بحاجة إلى مزيد من الجهد لتوحيد ص ...
- التردي الحضاري في السلوك الأكاديمي لجامعة تكريت وموقف الدكتو ...
- حوار مع الأخ الفاضل الدكتور جواد الديوان
- حين تتوقف ساعات بعض أو كل القوى الديمقراطية في العراق, فإن ا ...
- رسالة مفتوحة إلى من يهمه الأمر في قوى التيار الديمقراطي العر ...
- مهرجان الحزن والفرح المتشابك, مهرجان الحب والحنين والحياة في ...
- ماذا يجري في صفوف القوى الديمقراطية العراقية ؟
- الضحية هو شعب العراق والجلاد متعدد الهويات!
- قناة العراقية الحكومية تشجع على ممارسة العنف المضاد!
- شارع المتنبي ونعيم الشطري وجهان لكتاب واحد هو الإنسان ...
- الثقافة العراقية ما بعد 2003
- هل من صعوبات أمام تحقيق التعاون والتنسيق أو التحالف بين القو ...
- التفجيرات الأخيرة ... ماذا تعني؟
- مرَّ عام وقتلتك غير معروفين يا أبا إلياس!! .. فهل هم صادقون ...
- يا برجوازيي العراق ويا عماله اعملوا من أجل التصنيع وتحديث ال ...
- لا لتطويع الكتاب والصحفيين .. لا لكم الأفواه ...!!
- ما الذي كشف عنه أحمد عبد الحسين لينحى ويُهدد بأسوأ العواقب؟


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ما العلاقة بين النقد وبين العاملين في الشأن العام في العراق؟