يمكن تجريم كل شيء إلا الديمقراطية ..!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 22:19
المحور: كتابات ساخرة
    

مسامير جاسم المطير 1647
يمكن تجريم كل شيء إلا الديمقراطية ..!
راقبتُ ، خلال الأسبوع الماضي ، معركة انتخابية شرسة في باريس بين رجل وامرأة ، على منصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة المعروفة باسم ( اليونسكو ) التي انيطت بها واجبات غاية في الأهمية هي حماية حرية التعبير إضافة إلى حماية التراث الحضاري العالمي كله .
كان الرجل المتنافس اسمه فاروق حسني . وهو مثلي عربي المولد والجنسية .
المرأة بلغارية المولد والجنسية اسمها جميل اللفظ وسهل الحفظ : إيرينا بوكوفا .
بعد خمس جولات من التصويت الديمقراطية فازت إيرينا البلغارية بهذا المنصب العالمي الرفيع بأغلبية 31 صوتا مقابل 27 صوتا لمنافسها المصري العربي .
لا بد من مصارحة قرائي الأعزاء أنني كنت منحازا من أول جولة إلى جانب إيرينا بينما تمنيت بعد الجولة الرابعة أن يعلن الفنان المصري فاروق حسني انسحابه أمام هذه المرأة الموهوبة والمثقفة والشجاعة .
كم هو أمر جميل أن نرى ونسمع أن تتولى أول سيدة لمنصب ثقافي تربوي عالمي كمنصب مدير عام اليونسكو .. كم هو جميل لو كان بإمكان العالم العربي سيدة من بلدانه الكثيرة لتحتل هذا المنصب . لكنني مع هذا وذاك كنت مسرورا للغاية بفوزسيدة بلغارية بهذا المنصب بعد سلسلة طويلة من القهر والاضطهاد لالاف السنوات عانت منها المراة بغير ما إنصاف ولا عدالة
لقد سررت كثيرا لان المصوتين في منظمة اليونسكو حسموا واحدة من علل المواقف الذكورية ضد موقع المرأة في السياسة والثقافة والمجتمع ففازت ايرينا بهذا الانصاف وبهذا التصويت العادل
ما سررت لموقف الفنان والمثقف والوزير المصري فاروق حسني الخاسر في معركة التصويت الديمقراطي مبررا خسارته على انها نتيجة الى مؤامرة اميركية – صهيونية لقلب موازنة التصويت ضده شخصيا في انتخابات مجلس اليونسكو بذلك عبر عن عدم ادراكه للحكمة الواردة في وصية ارسطو للاسكندر التي ملخصها ان اللسان والفعل نقيضان .
نعم .. تم انتخاب إيرينا بوكوفا ( 57 ) محققة نصرا كبيرا للمرأة في كل العالم .. المعروف أنها سياسية معروفة في بلادها ومثقفة معروفة في بلدان شمال وشرق اوربا بل في العالم كله فهي عضو برلمان بلغاريا لدورتين
كانت إيرينا أول نائبة لوزير الخارجية البلغارية والمنسق الرئيسي لعلاقات بلغاريا مع الاتحاد الأوروبي بين عامي‏1997,1995‏ قبل أن تصبح وزيرة للخارجية البلغارية من نوفمبر‏1996‏ إلي فبراير‏1997‏ وكانت مرشحة لمنصب نائب رئيس الجمهورية عام‏1996‏ واتخذت موقفا لانضمام بلغاريا إلي منظمة حلف شمال الأطلسي الناتو والاتحاد الأوروبي‏..‏


وهي عضو في المجلس التنفيذي لليونسكو منذ عام‏2007‏ كما تشغل منصب نائب رئيسة المجموعة الفرنكفونية للسفراء لدى اليونسكو .
كان والدها رئيس تحرير صحيفة الحزب الشيوعي وبعد انتهائها من الدراسة الثانوية التحقت بمعهد موسكو للعلاقات الدولية ثم حصلت علي منحة للدراسة في جامعة ميريلاند في الولايات المتحدة كما التحقت بكلية جون كيندي في جامعة هارفارد وهي تتحدث بطلاقه الانجليزية والاسبانية والفرنسية والروسية وهي متزوجة ولها ابنان‏.‏ وأعربت ايرينا فور اعلان النتائج عن سعادتها الكبيرة بهذه النتيجة وعن احترامها الكبير للسيد فاروق حسني وقالت انها سوف تستعين بجميع الأفكار الجيدة التي قدمها هو والمرشحون الآخرون في قيادة المنظمة الدولية لأنها لا تؤمن بصدام الحضارات‏,‏ وتعتقد أن عالم اليوم يحتاج إلي رؤية إنسانية جديدة لإعلاء قيم التعددية والحوار بين الحضارات‏.‏
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• قيطان الكلام :
• عند العرب أكذوبتان : الأولى أنهم يدّعون الإيمان بالديمقراطية ، الثانية أنهم يصدقون إدعاءاتهم ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 27- 9 – 2009

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل