أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تنزيه العقيلي - لماذا يستثنى المؤمنون اللادينيون من حوار الأديان؟














المزيد.....

لماذا يستثنى المؤمنون اللادينيون من حوار الأديان؟


تنزيه العقيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2775 - 2009 / 9 / 20 - 15:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بقطع عن الموقف من الأديان، لا بد من الإقرار بأن لحوار الأديان، ومن غير شك، دورا إيجابيا في بناء صرح الأخوة الإنسانية، وذلك ما لحوار الأديان من أثر في التقريب ما بين أتباعها، وتعرّف بعضها على البعض الآخر، والبحث عن المشتركات والكلمة السواء فيما بينها. ثم إننا، الإلهيين اللادينيين، ولكوننا ننتمي إلى مساحة أوسع، هي مساحة المنتمين لمبدأي العقلانية والإنسانية، أو قل المنتمين إلى العلمانية السياسية، والعلمانية الفلسفية، لكوننا نؤمن بحوار الحضارات والثقافات، نجد أن الحوار والتفاهم على قاعدة الاعتدال، والتسامح، والرغبة في التعايش، من لوازم تحقيق السلم العالمي. فنحن في هذا الجانب نؤمن بضم حتى الملحدين الملتزمين بمبدأي العقلانية والإنسانية إلى هذا الحوار.



ولكن دعونا نتحدث بشكل خاص عن حوار الأديان، حيث لا بد من القول هنا أن حوار الأديان قد اقتصر حتى الآن على ما هو معروف بالأديان الإبراهيمية، أي الإسلام، والمسيحية، واليهودية، وتعدى ذلك أحيانا إلى البوذية وغيرها. ولكن هذه الأديان، حتى الآن، لم تنفتح في حواراتها على شريحة واسعة جدا من المؤمنين، ألا هم اللادينيون.



أما إذا قيل إن الأديان تتفق على مشترك بينها، ألا هو أصول العقيدة: التوحيد، والمعاد، والنبوة، فأقول نحن، اللادينيين، نتفق معكم في اثنين منهما، ألا هما التوحيد والمعاد، وإن اختلفنا في التفاصيل، تماما كما تختلفون أنتم في التفاصيل فيما بينكم، بل كما يختلف أتباع كل دين من دياناتكم في داخله في الكثير من التفاصيل، كما هو الحال بين المذاهب والمدارس والتوجهات الإسلامية، أو بين الكنائس المسيحية، أو التيارات اليهودية. ثم إننا إن اختلفنا في إنكار النبوات وإلهية كتبكم المقدسة، فنحن لا نختلف في ذلك من حيث المبدأ عن إنكار بعضكم البعض لنبوات البعض الآخر، فأنتم إن اتفقتم على أصل النبوة كمفهوم، أو ما يسمى بالنبوة العامة، اختلفتم في المصاديق فيما هي النبوات الخاصة لكل منكم.



فاليهود لا يعترفون، لا بنبوة عيسى، ولا بنبوة محمد، والمسيحيون لا يعترفون بنبوة محمد، ويعتبرون اليهودية قد نسخت بالمسيحية، وإن الإسلام ليس إلا فكرة بشرية، وليس وحيا إلهيا، كما إن المسلمين يعتقدون بنسخ الإسلام لكل من اليهودية والمسيحية، بل وبتحريف اليهود لليهودية، والمسيحيين للمسيحية.



وهكذا نحن اللادينيين، نعتقد بالله الواحد المتفرد المتوحد، وبجزائه، الملازم ملازمة عقلية لعدله، الملازم ملازمة عقلية لكماله، الملازم ملازمة عقلية لكونه واجب الوجود. أما النبوة التي يقول بها الدينيون، فالغاية منها متحققة لدينا بالعقل والضمير الإنسانيين، وبالنمو المطرد للتجربة والرشد البشريين. ثم استعداد الأديان الإبراهيمية لضم البوذية للحوار الديني، مع إن البوذية فلسفة أخلاقية وروحية، أكثر من كونها دينا ينسب نفسه إلى الخالق، ينبغي أن يكون مبررا لشمول الإلهيين اللادينيين بحوار الأديان، أو لنقل حوار العقائد، لكون اللادينية الإلهية تلتقي مع الأديان في الإيمان بالله، كما تلتقي مع المدارس الإنسانية والعقلانية المادية، أي القائلة بالإلحاد، مما يعني أن حوار العقائد والمدارس العقائدية ذات المنحى الإنساني والأخلاقي، لا بد أن يشمل، ليس فقط الإلهيين من اللادينيين، بل حتى اللاإلهيين منهم، أو الماديين، أو العلميين التجربيين، أو الملحدين، طالما اعتمدوا البعدين الإنساني والعقلاني. ولكن الذي أحتمله، هو إن أكثر الدينيين يخشون محاورة الإلهيين اللادينيين، أكثر من حذر أكثرهم من محاورة الدينيين المغايرين، بل ربما حتى أكثر من محاورة الملحدين. لأن الإلهيين اللادينيين قادرون على زعزعة أركان النظرية الدينية، بأدواتها هي، أي بأدوات الميتافيزيقا، لكن الميتافيزيقا العقلية الفلسفية، لا الميتافيزيقا الدينية الوحيانية، لاعتمادهم مرجعية العقل، واعتماد الدينيين مرجعية النص المقدس، المقدس عندهم طبعا.



لكن الحوار الذي أدعو له، لا يجب أن يكون حوار التحاجج والجدل والسجال، بقدر ما هو حوار التعارف والبحث عن المشتركات، لما للحوار من فوائد للبشرية من أجل تكريس السلام، والاعتدال، والتسامح، والتفاهم، والتعايش. ولو إني أرى أن من الضروري أن نتعلم كيف نتخاصم فكريا، حضاريا؛ فكريا بمعنى خصومة الأفكار فيما بينها، عندما تتقاطع، وحضاريا، بمعنى أن تكون آليات التخاصم حضارية، عقلانية، علمية، سلمية. لأن التعايش في تصوري لا يتحقق بشكل متجذر وحقيقي، ما لم يتعلم المتغايرون فكريا وسياسيا وعقائديا، كيف يتحاورون، كيف يختلفون، كيف يتفقون، كيف يتخاصمون متصالحين، ويتصالحون متخاصمين، إذا ما تقاطعت الأفكار، ما زال الاتفاق والاختلاف يقومان على قاعدتين أساسيتين، هما الإنسانية والعقلانية، إنسانية التوجه والتعامل، وعقلانية التفكير والسلوك والتعايش.



من هنا أدعو دعاة وناشطي حوار الأديان، أن يفكرا جيدا وجديا، بمحاورة الإلهيين الفلسفيين اللادينيين، والملحدين العقلانيين الإنسانيين، ولا يقتصروا على تحاور الأديان فيما بينها، أي أن يتعدوه إلى الآفاق الرحبة لحوار الحضارات، والأفكار، والعقائد، والفلسفات.



19/09/2009






#تنزيه_العقيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين
- دعاء ما بعد الاهتداء إلى الإيمان اللاديني
- مع وجود الله، هل وجود الدين واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 3/3
- مع وجود الله، هل وجود الدين واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 2/3
- مع وجود الله، هل وجود الدين واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 1/3
- كلمات من وحي عقيدة التنزيه
- العقليون في التوحيد نقليون في النبوة والإمامة
- دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية
- ما هي مصادر المعرفة للإنسان؟
- التلاوة العلنية للقرآن مساس صارخ بكرامة الآخرين
- بين تنزيه الله وتنزيه الدين
- خاطرة ستبقى تحوم حولي الشبهات
- تسبيحة من وحي عقيدة التنزيه
- عقيدة التنزيه ومراتب التنزيه في الأديان
- شكر واعتذار وملاحظات للقراء الأعزاء
- النبوة الخاصة والعامة بين الإمكان والوجوب والامتناع
- الأنبياء بين الدعوة إليه والادعاء عليه سبحانه
- بطاقتي الشخصية كإلهي لاديني
- مخالفة الأحكام الشرعية طاعة لله يثاب عليها مرتكبها


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تنزيه العقيلي - لماذا يستثنى المؤمنون اللادينيون من حوار الأديان؟