أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تنزيه العقيلي - عقيدة التنزيه ومراتب التنزيه في الأديان















المزيد.....

عقيدة التنزيه ومراتب التنزيه في الأديان


تنزيه العقيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2749 - 2009 / 8 / 25 - 08:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من التأويل العقلي للدين في ضوء المذهب الظني، أي تبني الإيمان اليقيني بالله، والإيمان الظني بالدين، والذي يبقي الباب مفتوحا أمام الإمكان العقلي للتفكيك بين الإيمان والدين، بحكم التفكيك بين العقل والنص؛ من كل هذا تتشكل عقيدة التنزيه، بمعنى تنزيه الله سبحانه عن المقولات الدينية المتعارضة مع ضرورات العقل، ومع عدم إمكان أو عدم قبول تأويلها تأويلا عقليا. فالمذهب الظني والتأويل العقلي والتفكيك، أي نفي وجوب التلازم - مع الإبقاء على إمكانه - بين الدين والإيمان، هذا هو مذهب وعقيدة ودين وفلسفة التنزيه. فإذا كان الإيمان بالخالق وحده لم يؤد إلى توحيده، فجاءت الرسالات التوحيدية لتخرج الناس من الإيمان الشركي إلى الإيمان التوحيدي، بقيت هناك حاجة لانبعاث عقيدة تنزيهية حقيقية، تنزهه تعالى عما تأباه العقول السوية، وتنفر منه النفوس القويمة؛ قلنا بقيت مع انبعاث عقائد التوحيد الحاجة لانبعاث عقيدة تنزيه حقيقية، لكنها تبقى ظنية ونسبية فيما تتوصل إليه، لأن الحقيقة النهائية المطلقة تبقى في علم علاّم الغيوب سبحانه وتعالى عن فهمنا البشري القاصر.

ملامح عقيدة التنزيه
هذا موجز لعقيدة التنزيه، والتي ملخصها هو الإيمان بالله والكفر بالدين، عملا بالنص القرآني، «فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم»، ولثبوت أن الدين هو مصداق للطاغوت، كما هو مصداق للصدّ عن سبيل الله، إذا علمنا أن الطاغوت يعني كل ما طغى، أي تجاوز حده، وتحول إلى نِدٍّ لله، وعامِلِ صَدٍّ عن سبيل الله، مما يجعل أحد تفسيرات النص القرآني أعلاه على ضوء التفسير المصداقي هو «فمن يكفر بالدين، ويؤمن بالله، فقد استمسك بالعروة الوثقى، لا انفصام لها والله سميع عليم». وكون القرآن نتاجا بشريا، لا يمنع من الاستشهاد ببعض نصوصه، كما يجوز الاستشهاد بأي نص يقره العقل على نحو ما.



التنزيه هو أعلى مراتب الإيمان بالله، أو بثمة إله، من مجموع تسع مراتب على وفق التقسيم أدناه، والذي أبدؤه من أدنى المراتب، وأنتهي بأعلاها:

1. المرتبة التاسعة (مرتبة الإيمان بألوهية غير الله):

وهي مرتبة تأليه إله أو أكثر من إله، من غير أن يكون الله خالق الوجود مشمولا بالألوهيه والربوبية.



2. المرتبة الثامنة (مرتبة تعدد الآلهة التكافؤي):

هي المرتبة الدنيا من الإيمان بالله، إذا استثنينا المرتبة التاسعة أعلاه، والتي تعتمد الاعتقاد بأكثر من إله؛ بإلهين، أو بأكثر من الآلهة، أو الإلاهات، أو الآلهة والإلاهات، وهي مرتبة التعددية الإلهية، والمعتقدون بأكثر من إله أو إلهة على نحو التكافؤ، يمكن أن ننعتهم بالإلهيين التعدديين، أو المُعدِّدين، ويكون الله عندهم هو أحد آلهتهم أو إلاهَيهم، إن كانوا ثنويين، أي مؤمنين بإلهين اثنين.



3. المرتبة السابعة (مرتبة الشرك بالله):

المشركون هم أعلى مرتبة من التعددين التكافئيين، أو الإلهيين المعددين. فذوو المرتبة الإيمانية السابعة هؤلاء، أي المشركون، يمكن نعتهم بالموحدين المشركين، لأنهم وإن كانوا يشركون بالله، أي يجعلون له شريكا أو شركاء في الألوهية، ولكنهم الأقرب إلى الموحدين من غيرهم من التعدديين أو المُعدِّدين، لأنهم يؤمنون بالله بوصفه الإله الأعلى، أي رب الأرباب، وإله الآلهة. بينما المعددون المساوون بين الآلهة يجعلون كل الآلهة متكافئين، أي متساوين في مرتبة الألوهية والربوبية، ولذا يمكن أن نعدّ إيمان المشرك يمثل مرتبة أرقى من الفريق القائل بتعدد الآلهة على نحو التكافؤ. وبما أن الموحدين المشركين، أو المشركين الموحدين، يعتقدون بعقيدة تختزن التوحيد والشرك في آن واحد، فإن هؤلاء يتفاوت مدى اقترابهم من كل من قطبي التوحيد والشرك، فكلما اقتربوا أكثر من أحد القطبين، وابتعدوا بنفس المقدار، حسبوا على هذا أو ذاك الفريق. إذن في الوقت الذي يمثل فيه المعددون الإلهيون أدنى مراتب الإيمان بالله، يليهم بمرتبة أعلى منهم المشركون المؤمنون بعلوية ألوهية الله على بقية الآلهة هؤلاء.



4. المرتبة السادسة (مرتبة التوحيد العددي):

وأتباع هذه المرتبة الراقية نسبيا، أي الموحدون العدديون، أي المؤمنون بالله إلها واحدا لا شريك له في الألوهية، صحيح إنهم وحدوا الله، ولكنهم يقتصرون على التوحيد العددي إذا صح التعبير، وهذا لا يرتقي إلى مرتبة التنزيه، أو التوحيد التنزيهي، وإن كان أصحابها قد نزهوا الله تنزيها جزئيا، وذلك بتنزيهه عن الكثرة والتعدد. وهذا التوحيد العددي نجد مصداقا له في اليهودية.



5. المرتبة الخامسة (مرتبة توحيد الإسلام النصي):

وهذه المرتبة أعلى نسبيا في التنزيه، ويمكن أن نسمي أصحاب هذه المرتبة بـ(المسلمين النصيين)، نسبة إلى الدين الإسلامي، أو (المنزهين الدينيين)، ووصفهم بالدينيين، أو النصيين، أو النقليين، أو الوحيانيين، لتعويلهم بدرجة أساسية على النص (المقدس)، وعلى النقل، أو على ما يعتقدونه وحيا. فالمسلمون عموما لم يقتصروا على توحيد الله بالقول بواحديته، بل ذهبوا إلى أبعد من الواحدية بقرنها بالوحدوية، أي أنه ليس واحدا لا يتعدد، بل وحدوي لا يتجزأ، أو وحدة لا تتجزأ، ولكن النصيين هؤلاء يقعون في الكثير من الأحيان في مطبّ الابتعاد عن التنزيه، لتعويلهم على النص أو لنقل ظاهر النص، ويستبعدون العقل في تأويل النص.



6. المرتبة الرابعة (مرتبة توحيد الإسلام العقلي):

المسلمون العقليون يمثلون المرتبة الأشد تنزيها لله من النصيين أو النقليين. وذهب بالأخص العقليون منهم إلى أبعد من ذلك في التنزيه، فنزهوه عن أن تكون هناك ثغرة مهما بلغت من الضآلة في أي من صفات كماله، أي في علمه، في قدرته، في حكمته، في عدله، وركزوا على العدل بوصفه من الواجبات العقلية، فإن أرقى مراتب الإيمان بالله عند المسلمين هي مرتبة العدليين، الذين هم عقليون بالضرورة، ذلك في مقابل النقليين، أو الوحيويين، ولو إنهم عقليون نسبيون، لأنهم لم يبلغوا أعلى مراتب العقلية، فبقي تنزيههم لله، سواء عند النصيين، أو حتى عند العقليين تنزيها ناقصا، وإن كان العقليون (النسبيون) قد أسسوا لنظرية الحسن والقبح العقليين، بدلا من الحسن والقبح النقليين حصرا، والقائل بهما النصيون، الذين يستبعدون العقل في فهم الدين. وبسبب مراوحة حتى العقليين من المسلمين، من شيعة ومعتزلة، بين العقلية والنصية، غالبا ما وقعوا في التبريرية. ولذا كانت مرتبة التنزيه هي المرتبة العليا (الأولى) من هذه المراتب كما سيأتي ذكره، لأن أصحابها أصّلوا مرجعية العقل، كما سنرى، ولذا استحقوا أن ينعتوا بالمنزهين أو التنزيهيين، لأنهم حاولوا وبدرجات متفاوتة، ولكن في كل الأحوال أعلى مما بلغه المسلمون، أن يسدّوا الثغرة في تنزيه العقليين النسبيين، أو العدليين النسبيين.



7. المرتبة الثالثة (مرتبة التأويل العقلي):

وهذه أدنى مراتب المنزهين المتحررين من الجمود على النص بنسب متفاوتة، وهي مرتبة الدينيين العقليين التأويليين، فهؤلاء الذين هم أصحاب المرتبة الثالثة، يؤمنون بالدين، ولكن يسعون لفهم العقيدة على ضوء العقل، ويؤوّلون مقولاتها تأويلا عقليا، فمهما ابتعد النص أو ظاهر النص الديني الذي يواجهونه عن الضرورات العقلية، بذلوا أقصى الجهد ولو بتكلف، إلى تأويله تأويلا عقليا، وقد يكونون مضطرين لتكلف التأويل العقلي، خشية الارتداد عن الدين، الذي صحيح أنهم يبقون منتمين إليه، إلا أنه في واقع الحال قد يكون غير دين أتباع الدين، أو مبتعدا بدرجة تجعله يكاد يكون دينا آخر غير ذلك الدين، أو لنقل على وجه الخصوص إسلاما آخر مغايرا لكل إسلامات كل فرق المسلمين. وكثير من هؤلاء قد يتحولون في وقت لاحق إلى إلهيين لادينيين، أو دينيين ظنيين.



8. المرتبة الثالثة (مرتبة المذهب الظني):

المرتبة الأعلى تنزيها أي الثانية هي مرتبة الظنيين، أي الذين يؤمنون بالدين على نحو الظن، ويُقصرون اليقين على الإيمان بالله، فهؤلاء تجاوزا التأويلية، لأنهم رأوا أنهم لا يملكون اليقين بصدق تأويلاتهم، أي تأويل النصوص الدينية إلى ما ينسجم مع العقل ومع عقيدة التنزيه، ولكونهم أرادوا أن ينأوا بأنفسهم عن التبريرية بحجة التأويلية، اختاروا أن يكونوا ظنيين، أو (لاأدريين) فيما يتعلق الأمر بالإيمان بالدين، يقينيين فيما يتعلق بالإيمان بالله، لأنهم رأوا أن الظنية الدينية قرينة اليقينية الإلهية، ولذا فإنهم خطوا خطوة متقدمة على التأويليين غير الظنيين في العقلية والتنزيهية. من هنا اعتمدوا التفكيكية، وقالوا بالتفكيك بين الإيمان والدين، والإيمان هو ما ينعته العقليون التأويليون الظنيون بجوهر الدين، تمييزا عن الدين في فهم عامة الدينيين. وهؤلاء لم يبلغوا مع هذا أقصى درجات التنزيه، لأنهم اقتصروا على القول بالتفكيك بين الإيمان والدين على نحو الإمكان، دون حسمهم لوجوب التفكيك، لا وجوبا عقليا، بل وجوبا على ضوء دراسة تاريخ وواقع الأديان.



9. المرتبة الأولى (مرتبة التنزيه أو الإيمان العقلي المحض):

أصحاب هذه المرتبة سعوا ليكونوا عقليين إلى أقصى حد ممكن، مع إقرارهم بالقصور عن بلوغ المرتبة المطلقة، لأن المطلق عندهم هو الله وحده، باعتبار أن النسبية كمنهج فكري ملازمة للتنزيهية والعقلية، ومن هنا نزّهوه سبحانه عما نسبت إليه الأديان، وعدوا العقل وحده، أي العقل الفلسفي والعقل الأخلاقي، هو المرجع في فهم عقيدة الإيمان التنزيهية. وحيث بيّنا أن المنزهين هم الآخرون مراتب متفاوتة، يبقى أعلاهم مرتبة التفكيكيون القائلون بوجوب التفكيك، أو التفكيك القطعي، بمعنى ليس من حيث الوجوب الفلسفي المجرد، بل الوجوب الواقعي على ضوء واقع الأديان غير المنزهة لله حق تنزيهه، أو لا أقل على نحو الاحتمال الراجح، أو ما يسمى بالظن المتاخم لليقين، فكانوا أعلى كل تلك الفرق مرتبة في تنزيه الله، إذ نزّهوه عن كل مقولات الأديان التي لا تنسجم مع ضرورات العقل ومبدأ التنزيه الكامل، وإن كان كمال التنزيه هو كمال مطلق في حقيقته المجردة التي لعلها لا تدرك، إلا أنه كمال نسبي في إدراك العقل الإنساني في الواقع، لا العقل المجرد المفترض. فهؤلاء قد اقتربوا من التنزيه الكامل ربما بنسبة 75 إلى 99%. فالمنزهون بالدرجة العليا هذه لا يحتاجون إلى التأويل، لأنهم يستغنون أصلا عن النص الديني، وبالتالي يكون تأويل النص منتفيا بانتفاء موضوعه. وبالتالي فإنهم حسموا خيارهم باستبدالهم الإيمان الديني بالإيمان العقلي. نعم هم لا يرفضون كل النصوص الدينية، كما إنهم لا يرفضون كل نصوص أي رؤية فلسفية لا يتطابقون معها، فيأخذون من ذا وذا ما يتفق مع منهجهم العقلي، ومع عقيدتهم التنزيهية، أو لنقل بدلا من (يأخذون)، إنهم يلتقون بنسبة ما مع كل رؤية كونية أو فلسفة أو عقيدة بمقدار ما يلتقون معها، ليس بالضرورة اقتباسا، بل اقتناعا ذاتيا في ضوء قواعد العقل. وعندما نقول إنهم لا يرفضون كل النصوص الدينية، فإنهم في نفس الوقت يرفضون نسبة هذه النصوص إلى الله، إلا على نحو الاحتمال الضئيل الذي لا يعتدّ به، بل يعتبرون النصوص الدينية نتاجا بشريا، وكأي نتاج بشري فهو يتضمن على نسبة من الصواب وأخرى من الخطأ. وهؤلاء يعتقدون أن الملحدين العقلانيين والإنسانيين هم إلهيون - وإن أنكروا الله -، أكثر من الإلهيين غير المنزهين له سبحانه، أو المنزهين غير الإنسانيين.



هذه باختصار عقيدة التنزيه التي كانت الولادة الأخيرة بعد مخاضات العقلية التأويلية، ثم العقلية التأويلية المقترنة بالظنية، ثم التفكيكية الاحتمالية، ثم التفكيكية الجزمية، أي التنزيهية. ويبقى الإلحاد بين هذه المراتب من غير شك أرقى مرتبة من المراتب الخرافية التاسعة والثامنة والسابعة والسادسة، بل أرقى من المرتبة الخامسة، لأن الإلحاد ينزه الله أكثر من أتباع تلك المراتب، ولو بنفي النقص عنه بنفيه سبحانه، وجل الله وتنزه وتعالى عن وصف كل من الدينيين والملحدين.



31/08– 04/10/2008



اسم أتباع عقيدة التنزيه
أتباع عقيدة التنزيه يأبون أن يتسموا باسم محدد، وإذا ما ذكروا بتسمية ما، فمن قبيل التعريف بمن يدور الكلام عنهم، وإن ذكرت لهم ثمة تسمية، فليس من قبيل الحصر. وسبب عدم التسمي باسم خاص حصرا، هو إن أتباع هذه العقيدة، أو هذه الفلسفة التنزيهية، أو العقلية، أو اللادينية، لا يريدون أن يجعلوا من فهمهم أو عقيدتهم أو فلسفتهم دينا جديدا، فيقعون فيما وقعت فيه الديانات من دعوى احتكار الحق والحقيقة، أو وهم بلوغ الحقيقة المطلقة أو النهائية. من هنا فهم يحملون من قبيل التعريف مجموعة أسماء، فهم المنزِّهون، أو التنزيهيون، وهم العقليون، وهم اللادينيون، وكما يمكن ذكر أي من هذه التسميات مجردة، أو مقترنة بموصوف يكون أي مما ذكر صفة له، والموصوف يمكن أن يكون المؤمنون، الموحدون، الإلهيون، كما يمكن نعتهم بالحنفاء الجدد، أو أي شيء آخر. ثم هم النسبيون، وهم الظنيون، أو لعله اليقينوين الظنيون، وهم أتباع مرجعية العقل، أو أتباع تأصيل مرجعية العقل، أو أتباع منهج تأصيل مرجعية العقل.

الأصول الفكرية والأصول العملية لعقيدة التنزيه
(أو ما يسمى بالأصول والأركان، أو بتعبير آخر بأصول العقيدة وأصول الشريعة)

الأصول الفكرية:

1. العقل

2. التوحيد

3. العدل

4. التنزيه

الأصول العملية:

1. العقلانية

2. الإنسانية

3. الحرية

4. المسؤولية



الأصول الفكرية:

1. العقل: أي ابتناء الإيمان أو ما نسميه بالإيمان العقلي في مقابل الإيمان الديني على أساسي كل من العقل الفلسفي والعقل الأخلاقي.

2. التوحيد: المتضمن الإيمان بالله كعلة أولى للوجود والمقترن بالإيمان بوحدانيته ووحدته، أي استحالة تعدده واستحالة كونه مركبا وبالتالي استحالة كونه قابلا للتجزؤ.

3. العدل: بمعنى العدل الإلهي وما يترتب عليه من وجوب الجزاء ما بعد هذه الحياة على نحو يتحقق به العدل المطلق دون معرفة أحد لتفاصيل وكيفية الجزاء.

4. التنزيه: تنزيه الله عن كل المقولات الدينية المتعارضة مع الأصول أعلاه، أو مع أي من كمالاته، لاسيما مع عدله ورحمته وحكمته، كما ومع علمه وقدرته.

الأصول العملية:

1. الإنسانية: أي البعد الأخلاقي كضابط أساسي للسلوك الإنسان.

2. العقلانية: أو ما يسمى بالحكمة أو العقل العملي، كضابط أساسي هو الآخر للسلوك.

3. الحرية: أي حرية الإنسان ككائن عاقل حر الإرادة وحر الاختيار في الفكر والسلوك.

4. المسؤولية: كضابط للحرية لنفي الحرية العبثية أو الحرية المتجاوزة على حريات وحقوق وكرامات الآخرين؛ هذه المسؤولية المستمدة من أصلي الإنسانية والعقلانية.

01/10/2008



جوابا على أسئلة بعض القراء، عن من يكون ربي، وكيف توصلت إلى الإيمان به، ما دمت لا أؤمن بالأنبياء والرسل، وعما إذا كنت نبيا جديدا، أجيب أولا بنفي كوني نبيا والمعاذ بالله، فكل ما أتى به من سمّوا بالأنبياء والرسل، كما هو الحال مع الفلاسفة والمفكرين، كل ذلك نتاج فكر بشري نسبي، فيه الصواب وفيه الخطأ، وشخصيا فيما أطرح من عقيدة، لا أخرج عن هذه القاعدة، ولا أدعي لنفسي امتلاك الحقيقة النهائية، بل هو إعمال عقل، وتدبر وتأمل وتفكر، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن وجود الله هو ما وصل إليه أيضا الكثير من الفلاسفة اللادينيين، ولكن الإيمان بالله اقترن بما يسمى بالديانات السماوية والأنبياء، وربما يكمن السبب أنهم نجحوا أكثر من غيرهم في التأثير وإيصال أفكارهم التي غطت على أفكار غيرهم، هو أنهم ادعوا أن ما يدعون إليه ويبلغون به، إنما جاءهم وحيا من الله، فانشد الناس إليهم. ولا يبعد أن بعض ما جاؤوا به يمثل وحيا، لا بالمعنى المعروف، بل بمعنى الإلهام، كما هو الحال مع المبدعين من فنانين وفلاسفة ومفكرين وشعراء وغيرهم، فهناك ثمة إلهامات قد تكون إلهية، أو إيحاءات ذاتية، وبالتالي هي الأخرى من الله، لا بمعنى الإيحاء النبوي، بل بمعنى أن الله هو الذي جعل في النفس البشرية ما يجعلها تقون بعملية الإيحاء الذاتي أو الإلهام الذاتي أو الاستلهام من ثمة شيء، قد يكون هو الله، أو أي شيء غيبي.

23/08/2009




#تنزيه_العقيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكر واعتذار وملاحظات للقراء الأعزاء
- النبوة الخاصة والعامة بين الإمكان والوجوب والامتناع
- الأنبياء بين الدعوة إليه والادعاء عليه سبحانه
- بطاقتي الشخصية كإلهي لاديني
- مخالفة الأحكام الشرعية طاعة لله يثاب عليها مرتكبها


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تنزيه العقيلي - عقيدة التنزيه ومراتب التنزيه في الأديان