أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال محمد تقي - فلوجة الرصافي تفاخر بقصائده وكانها تقال اليوم !















المزيد.....

فلوجة الرصافي تفاخر بقصائده وكانها تقال اليوم !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2775 - 2009 / 9 / 20 - 11:38
المحور: الادب والفن
    



كانت الفترة التي عاشها الرصافي في مدينة الفلوجة " 1933 ـ 1941 " واحدة من اهم فترات حياته خلوة وانتاجا شعريا بعيدا عن انشغالات العاصمة وغلاء معيشتها ، انتج في الفلوجة كتابه المخطوط "الشخصية المحمدية " وكتب عيون قصائده !
وصف الرصافي بانه شاعر الاباء والكرامة الوطنية ، شاعر الشعب ، له مزاج شعبي مرهف ، لا يميل لمجالس الصالونات و المكاتب الرسمية ، يكره الزيف والرياء !
كان يحب مجالسة الشاعر الشعبي الكبير الملا عبود الكرخي ونوري ثابت صاحب مجلة حبزبوز الساخرة ، كان يحس بمعاناة الفقراء والمسحوقين ، الايتام والارامل ، كان نصيرهم ، صوتهم ، وهو منهم ومثلهم يتطلع لحياة يسودها العدل والانصاف والكرامة الانسانية !
كتب عام 1941 قصيدة يوم الفلوجة ، بعد اعادة احتلالها من قبل قوات الليفي التابعة لجيش الاحتلال الانكليزي في العراق واعتداء هذه القوات على الاهالي ، ومنها اخترنا :
ايها الانكليز لن ننسى
غيكم في مساكن الفلوجة
هو كرب تأبى الحمية انا
يسوي السيف نبتغي تفريجة
هو خطب ابكى العراقيين والشام
وركن البنية المحجوجة . . .
قال صاحبي ان اهالي الفلوجة المطلعين اعادوا الحياة لهذه القصيدة اثناء المواجهات التي حصلت بينهم وبين جيش الاحتلال الامريكي اثناء محاولاته لاقتحام المدينة في عامي 2004 ـ 06 ، وراحوا يتداولونها بكثرة

" ولد الرصافي عام 1877 في محلة القراغول ، احدى المحال الشعبية من بغداد لعائلة فقيرة ، ابوه من اصول كردية يدعى عبد الغني محمود وكان يعمل في الجندرمة العثمانية ضمن قوات الدرك ، امه فاطمة جاسم القراغولي من اصول عربية " !
قبل فترة التقيت بفلوجي مثقف حدثني كثيرا عن الرصافي وكانه يعرفه شخصيا ، مع انه لم يره او يعرف احدا من عائلته قط ، فقد ولد صاحبنا زمن الجمهورية الاولى ، يقول : انه عندما اراد الرصافي تنفس النقاء جاء الى الفلوجة ، انه شاعرها الاول بين كل شعراء العراق الراحلين والحاضرين !

من اين يرجى للعراق تقدم
وسبيل ممتلكيه غير سبيله
لا خير في وطن يكون السيف عند
جبانه والمال عند بخيله
والرأي عند طريده والعلم عند
غريبه والحكم عند دخيله .

وفي قصيدة اخرى يقول :

انا بالحكومة والسياسة اعرف
أألام في تفنيدها واعنف

للانكليز مطامع ببلادكم
لا تنتهي الا بان تتبلشفوا
علم ودستور ومجلس امة
كل عن المعنى الصحيح محرف
اسماء ليس لنا سوى الفاظها
اما معانيها فليست تعرف
من يقرأ الدستور يعرف انه
وفقا لصك لانتداب مصنف !

من وحي قصيدته الرائعة اعلاه كتب شاعر فلوجي الهوى قائلا :

بالحكومة والسياسة انا
> جاهلُ
>
> عما يدور من المكائد
> ِ غافل ُ
>
>
> لكنني هيهات افـْقهُ
> كوننا
>
> شعبا ً يتامى جـُلـّه
> ُ وأرامل ُ
>
>
> في كل ّ يوم ٍ فتنة ٌ
> ودسيسة ٌ
>
> حربٌ يفجّرُها زعيم ٌ
> قاتل ُ
>
>
> هذا العراقُ سفينة ٌ
> مسروقة
> ٌ
>
> حاقت براكينٌ بها
> وزلازل ُ
>
>
> هو منذ تموز المشاعل
> ظلمة ٌ
>
> سوداءُ ، ليل ٌ دامس ٌ
> متواصلُ
>
>
> شعبٌ اذا حَدّقـْتَ ،
> كلّ ُ جذوره
>
> اقتـُلِعـَتْ ، وان
> دققتَ شعبٌ راحلُ
>
>
> اما قتيلٌ
> شعبـُنا او هاربٌ
> متشردٌ او ارملٌ او
> ثاكلُ
>
>
> هذا هو الأمل المرجى
> صفقة ٌ
>
> أثرى بها الوغدُ
> العميلُ السافل ُ
>
>
> هذي شعارات الطوائف
> كلها
>
> وهم ٌ ، سراب ٌ ، بل
> جديب ٌ قاحل ُ
>
>
> والقادة "
> الأفذاذ "! سرب ٌ خائب
> ٌ
> هم في الجهالةِ لو
> نظرتَ فطاحل ُ
>
>
> هذا هو الوطنُ
> الجميلُ مسالخ ٌ
>
> ومدافن ٌ وخرائب ٌ
> ومزابل ُ
>
>
> سحقا لكم يامن
> عمائِمكم كما
>
> بـِزّاتكم ، شكل ٌ
> بليدٌ باطل ُ
>
>
> سحقا كفى حِزبية ً
> ممقوتة ً
>
> راحت تـُمايز
> دينـَها وتفاضلُ
>
>
> ما الحزبُ الاّ سرّ ُ
> فـُرقة ِ رُوحِنا
>
> فقبائلٌ هو شعبُنا
> وعوائلُ
>
>
> في كل حزب ٍ مصحف ٌ
> مُوحى به
>
> وبغار حـَرّاء ٍ ملاك
> ٌ نازل ُ
>
>
> في الثأر أوطانُ
> التطرفّ مسلخ ٌ
>
> متوارث ٌ او مذبح ٌ
> متبادلُ
>
>
> في كلِّ حزبٍ للنواح
> منابرٌ
>
> وبكل قبو ٍ للسلاح
> معاملُ
>
>
> ولدق رأس العبقريّ ِ
> مطارقٌ
>
> ولقطع عنق اللوذعي ّ
> ِ مناجلُ
>
>
> انتم بديباج الكلام
> أماجدٌ
>
> وبنكث آصرةِ الوفاء
> أراذل ُ
>
>
> لا لم تعد نجفٌ
> تفاخرُ باسمكم
>
> لاكوفة ٌ ، لا كربلا ،
> لا بابلُ
>
>
> ما انتمُ الا بناءٌ
> ساقط ٌ
>
> نتنٌ مليءٌ ارضة ً
> متآكلُ
>
>
> انتم كأندلس
> الطوائفِ اُجهضتْ
>
> والموت اما عاجلٌ او
> آجلُ
>
>
> هجرت عباقرة ٌ مساقط
> َ رأسِها
>
> وخلافها ، لم يبق الأ
> الجاهل ُ
>
>
> لم يبق الا الجرح ُ قد
> خدعوه اذ
>
> قالوا لنزفه انت جرحٌ
> باسلُ
>
>
> لا ياعراقُ ثراك نهرٌ
> للدما
>
> وعلى ضفافِه للدموع
> خمائلُ
>
>
> الارض كل الارض من دم
> شعبنا
>
> اتقـّدَتْ مصابيح ٌ
> بها ومشاعلُ
>
>
> الارض نبع الحُبّ
> لولا شلة ٌ
>
> هي حابلٌ للاجنبيّ
> ونابلُ
>
>
> يتآمرون على العراق
> وأهلِهِ
>
> زمرٌ على وطن الإبا
> تتطاولُ
>
>
> فهنا عميلٌ ضالع ٌ
> متآمرٌ
>
> وهناك وغد ٌحاقدٌ
> مُتحاملُ
>
>
> " شايلوكْ "جذلانٌ بكون
> بلاده
>
> فيها مآس
> ٍ جمة ٌ ومهازلُ
>
>
> ومتى العراقُ مضى
> ليرفعَ رأسَهُ
>
> دارت فؤوسٌ فوقـَهُ
> ومعاولُ
>
>
> تـُجـّارنا
> اوطانـُهُمْ
> صفقاتـُهُمْ
>
> هم في الخيانة
> والرياء اوائل ُ
>
>
> لكن برغم صليبنا
> ونجيعنا
>
> فيسوع جلجلة العذاب
> يواصل
>
>
> يحيا العراق برغم
> شائكة الدما
>
> للنور نبعٌ للحياة
> مناهلُ
>
>
> لاتبك ِ قافلة ً تموت
> ، فإثرها
>
> ازدحمت على درب
> الفداء قوافل ُ
>
>
> ما أعظم الوطن الفخور
> بحتفه ِ
>
> متشائم ٌ بحياته ،

> وبموته متفائل
رحم الله الرصافي وصبر العراق وفلوجته على المكروه الذي يعيشونه في عراقهم المهشم والذي صار الايتام والارامل والمهجرين فيه يعدون بالملايين !




#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ها أنا حر ووطني اسير كذبوا وصدق منتظر !
- وصية عبد العزيز الحكيم حجة عليه !
- العراق الجديد والدراما التلفزيونية !
- هل تعلمت امريكا من درس 11 سبتمبر ؟
- حكومة المالكي مصابة بامراض نفسية الاسقاط والتقمص !
- في عراق اليوم يقتلون القتيل ويمشون بجنازته !
- أسئلة من صميم علمانيتنا - اي من صميم دنيانا-!
- انتقاد اسرائيل جريمة بحق السماء !
- تنتخبني لو افجرك ؟
- قناع الدين سوف لن يستر العورات الفاضحة لاصحابه !
- الفكرة المقلوبة عند العزيز شامل عن التطورالاجتماعي وعوائقه !
- ليس من الشرف الاساءة للعزل في معسكر اشرف !
- هذه المرة مراوغة وزوغان ياشامل !
- انتخابات السيد مأمونة ومضمونة!
- العنوان ليس واضحا ويحتاج الى تفصيل يا شامل !
- علمان ونشيدان لبلاد ضاع علمها ونشيدها !
- عندما تتوحد الارض ويتقاتل الناس بأي مقياس نقيس الوحدة ؟
- حتى نكون على بينة المشكلة الحقيقية ليست مع الاسلام !
- النفط سلاح في معركة تقسيم العراق !
- ابن رئيسنا سفير فوق العادة !


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال محمد تقي - فلوجة الرصافي تفاخر بقصائده وكانها تقال اليوم !