أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - هل تعلمت امريكا من درس 11 سبتمبر ؟















المزيد.....

هل تعلمت امريكا من درس 11 سبتمبر ؟


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صار تأمل واقعة 11 سبتمبر لدى الكثيرين يفضي عفويا الى اعتبارها السبب المباشر في بلورة مجمل السياسات الامريكية الداخلية والخارجية لعقد من الزمان على اقل تقدير ، باعتبار ان فترة حكم اوباما جاءت لتكون بمثابة الكابح لردود افعالها المباشرة والتي تمظهرت داخليا ، بالتضييق على الحريات العامة ونظرة الازدراء للمسلمين ودفع الامريكان للاصطفاف طويلا خلف حكومتهم رغم تهورها ، والتغاضي عن تجاوزاتها واخفاقاتها بدافع الخوف من استفحال التهديدات الارهابية التي تتطلب تفرغ السلطات لها ، كاهمية اولى تخص امن المواطن وهي بالتالي تتصدر كل الاولويات ، اما خارجيا فان شن الحروب الوقائية والاستباقية ووضع العالم اجمع امام خيارين لا ثالث لهما اما مع امريكا لمواجهة ـ الارهاب ـ او ضدها ، بمعنى ان الذي لا يتعامل ايجابيا مع السياسات الامريكية فسيكون هو ذاته ارهابيا ، مما جعل الكثير من دول العالم تتململ من سياسة الابتزاز الامريكية تلك ، هذا النسيج السياسي الداخلي والخارجي ما كان له ان يتآكل و يتراجع ويرتكس بل ويتهتك لولا الورطة الامريكية وتكلفتها العالية في كل من افغانستان والعراق ، اي نفس الهدفين المباشرين لرد الفعل الامريكي المعلن والمباشر لاحداث 11 سبتمبر !
سقوط كابل السريع واحتلال افغانستان غير المكلف شجع الامريكان على مواصلة الزحف نحو بغداد المتعبة اصلا ولمدة 12 عام بحصار شامل وكامل شل البلاد والعباد ، كان الامريكان يطرحون خرائط لشرق اوسط جديد ليس فيه ما يقلق التواجد الامريكي فيه بل يستدعيه ليكون عونا له في مواصلة الزحف على القلاع العصية الاخرى ، لقد ارفتفعت اصوات اتباع امريكا في الشرق الاوسط وهي مستبشرة بطوفان امريكي شامل من اندنوسيا وحتى مورتانيا مرورا بباكستان وايران وسوريا والسعودية ومصر والسودان وليبيا واليمن والصومال ، طوفان الفوضى الخلاقة الذي يعيد تقسيم المقسم وينثر على الناس ديمقراطية الطوائف والاعراق والعشائر ، لينتفي والى الابد مايسمى الصراع العربي الصهيوني ، فالعرب حينها سيتفسخون حتى دون ان يبقى فيهم كيان اكبر من اسرائيل الحالية !

احتلت بغداد بنفس سهولة احتلال كابل ، لكن العبرة تبقى بالنتائج ، والنتائج تسفر عن سقوط حزب بوش بالانتخابات نتيجة لا شرعية حروبه ونتيجة لاكاذيبه وفشله في تحقيق اهدافه المعلنة ، ناهيك عن الكلفة العالية للحربين وتحديدا حرب العراق التي مازالت مستمرة رغم اعلان الادارة الجديدة عن نيتها الفعلية بسحب جميع القوات عام 2011 !
سلمت ليبيا لامريكا ما تتحجج به ضدها ، وبصفقة تعتبر خاسرة ماديا للنظام الليبي ورابحة معنويا له ، حيث اثبتت بالدليل القاطع ان امريكا لا يهمها شيء سوى مصالحها وتحديدا النفطية والاستراتيجية ، اما شعارات حقوق الانسان والديمقراطية فهي شعارات للاستهلاك المحلي لاغير ، وبقي النظام الليبي كما هو !
رغم النجاح الامريكي في الدخول المنتصر لكابل وبغداد ، لكن ليست هناك اية مؤشرات عن اي خروج غير مهزوم ، من العراق او افغانستان ، وهذا ما عطل كامل الاندفاعة الامريكية المفتعلة ، بل وجعلها ترتد على اصحابها على شكل ازمات داخلية خانقة وازمة مصداقية على صعيد العالم كله !
يصور البعض احداث 11 سبتمبر وكانها وبكل روايتها وتفاصيلها ومصادرها قرينة بالمحرقة من حيث طرحها كرواية لا تقبل الطعن ، وجعلها اساس غير قابل للتقليب والغربلة ، ولا تفتح امام الباحثين فيها كل الوثائق السرية بشانها ويمنع الغوص باعماقها ، خشية التعرف على حقائقها ومقدار التلاعب بها !

هزيمة المشروع الامريكي في العراق وافغانستان وما يترتب عليها من تداعيات ستقزم حتما من اوهام التهويلات والانعكاسات المباشرة والمبالغ بها لواقع احداث 11 سبتمبر على الرأي العام والخاص في امريكا وخارجها !


قبل احداث 11 سبتمبر التي شكلت انعطافة قوية في شدة الاندفاع الامريكي نحو تاكيد وحدانية استقطابه للعالم ومكوناته ، باعتبار نهاية الحرب الباردة وعلى النحو الذي سارت عليه كان بمثابة اعلان نصر امريكي وبلا منازع على القطب المنافس ، وعليه تصرفت امريكا بطريقة تكرس حقوق المنتصر المكتسبة ، كالتحكم بالميدان كله وتسيير الدفة العالمية والى حيث تريد !
كانت امريكا تعد العدة لاستثمار ـ نصرها ـ وترجمته الى قيم فائضة تغذي نزوعها الامبراطوري الذي اعلن عن نفسه وبجلاء منذ شروع امريكا بتنفيذ سيناريوهات حرب النجوم ايام حكم رونالد ريغان ، فحتى ناسا وتمويل مشروعاتها اخذ بعدا متماهيا مع ابعاد النزوع الامبراطوري على الارض !

ستكون للحادي عشر من سبتمبر ابعاد جديدة متفاعلة بين مسافات ما قبل زمن الحدث وبعده لتعكس وبتروي الرسالة الى الداخل الامريكي ـ الى عقر الدار ـ الذي كان يتوهم او يوهم الراي العام انه بمأمن من كل ردات الفعل التي تنتج عن شررفتائل الشرور المسببة بتطلعاتها وسياساتها وعربداتها الخارجية ، فهو القادر ، والسوبر ، والمحصن !
في حرب فيتنام مثلا كان لحجم الخسائر البشرية الامريكية هناك دوره المباشر في اشتعال حركة المعارضة الشعبية لها في الداخل الامريكي ، وحصل ذلك كنتيجة غير مباشرة لتراكم حسي ومعنوي اخذ مسافة زمنية تقدر بحوالي 8 سنوات ، من التدخل المباشر الى الحرب الشاملة على بلد يبعد مئات الاف من الاميال عن امريكا !
11 سبتمبر اقرار بان ماتفعله امريكا في الفضاء او في اسواق المال او في حروبها الخارجية له انعكاساته السلبية او الايجابية المباشرة او غير المباشرة على الداخل الامريكي ، فليست امريكا الا دولة امبراطورية حالها حال الامبراطوريات عبر التاريخ ـ الامبراطورية الرومانية سقطت بفعل هجمات الاطراف على المركز ـ مهما اتسعت رقعة الاطراف واصبحت بعيدة عن المركز فانه لن ولن يكون بمنأى عن تاثيراتها صعودا وهبوطا ، وهذا درس في حركة التاريخ من الانجع للامريكان تعلمه ، وان غطت الغطرسة وهالة القوة على شموله فعسى ان يكون 11 سبتمبر حافزا لاستيعاب الدرس ، القوة الامريكية ليست خالدة ، وليس نموذجها نهاية للتاريخ كما يزعم مروجوا بضاعتها ، نعم امريكا قوية اليوم عسكريا وماليا وربما اقتصاديا وستراتيجيا ، ولكنها قابلة للضعف والاختراق انها جسم حي قابل للموت كباقي الاجسام في هذا الكون !
حربي افغانستان والعراق حرفت طريق اخذ العبرة والاتعاض من درس 11 سبتمبر ، بل تحولت بنتائجها الى درسا جديدا اضافيا وقاسيا ، ربما سيجبر الامريكان على المراجعة والتراجع قبل فوات الاوان وربما ستجعلهم يهربون الى الامام الى المزيد من التهور والسقوط !
سياسة التغيير التي جاء بها اوباما تمثل املا لامريكا وخروجها على ذاتها ، ولكن هذا الامل محاصر باطماع ونوايا وثقل مؤسسات جبارة لا تقبل لنفسها الانحسار ولن تشبع اوتقنع بما حققته لان دورات حياتها تتناسل وبما يجعلها بحالة جوع مستمرة !
لناخذ قانون التأمين الصحي الذي يقترحه اوباما مثالا على معوقات التغيير الحقيقي في النموذج الامريكي ، فالقانون هو واحد من اهم مخارج التمييز غير الانساني بين مالكي المال والذين لا يملكوه في الداخل الامريكي ، اكثر من 66 مليون انسان امريكي خارج نطاق التغطية الصحية ،، صرفت شركات التامين الصحي الخاصة اكثر من 200 مليون دولار كدعاية مضادة لقانون اوباما وهو يواجه مازقا في تمريره حتى بين من هم في حزبه ، ربما يتراجع عن بعض اصلاحته التي يقترحها في قانونه ليستجيب لضغوطات المستفيدين من استمرار الحال على ماهو عليه !
اوباما تخلى عن بدعة الحرب على الارهاب التي دعى لها المحافظون الجدد ، واكد "ان لا مصداقية لمكافحة خطر ما ونحن انفسنا نتطرف احيانا في ممارسته هنا وهناك " !
اوباما اصدر قرارا بغلق معتقل اغوانتانمو ، وشدد على قرارات منع التعذيب داخل وخارج امريكا !
اوباما ونهجه التغييري يواجه يوميا بعقبات جديدة تريد ترويضه من اجل بقاء الحال على ماهو عليه ،
والمحافظون الجدد لن يستسلموا لما يدعو له بل انهم سيتحينون الفرص للنيل منه ومن دعواته تلك ، لتعود امريكا كما يريدوها ان تكون ، لا تغيرمن نفسها بحسب حاجات اهلها والعالم ، وانما تواصل عادتها بالاستلاب الداخلي والخارجي ، وبحسب حاجات مراكز القوة والثروة فيها !
كم وكم 11 سبتمبر ، وكم وكم حرب خاسرة تحتاجها امريكا ليصبح طريق التغيير معبدا ؟



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة المالكي مصابة بامراض نفسية الاسقاط والتقمص !
- في عراق اليوم يقتلون القتيل ويمشون بجنازته !
- أسئلة من صميم علمانيتنا - اي من صميم دنيانا-!
- انتقاد اسرائيل جريمة بحق السماء !
- تنتخبني لو افجرك ؟
- قناع الدين سوف لن يستر العورات الفاضحة لاصحابه !
- الفكرة المقلوبة عند العزيز شامل عن التطورالاجتماعي وعوائقه !
- ليس من الشرف الاساءة للعزل في معسكر اشرف !
- هذه المرة مراوغة وزوغان ياشامل !
- انتخابات السيد مأمونة ومضمونة!
- العنوان ليس واضحا ويحتاج الى تفصيل يا شامل !
- علمان ونشيدان لبلاد ضاع علمها ونشيدها !
- عندما تتوحد الارض ويتقاتل الناس بأي مقياس نقيس الوحدة ؟
- حتى نكون على بينة المشكلة الحقيقية ليست مع الاسلام !
- النفط سلاح في معركة تقسيم العراق !
- ابن رئيسنا سفير فوق العادة !
- بلاد نشفت إلا من النفط والثورة !
- هل سينكسر خنجر اوباما وهو يطعن الشبكة الحديدية ؟
- ارض السواد تشوى وتملح !
- اجابات مباشرة !


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - هل تعلمت امريكا من درس 11 سبتمبر ؟