أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال محمد تقي - ابن رئيسنا سفير فوق العادة !















المزيد.....

ابن رئيسنا سفير فوق العادة !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 05:46
المحور: كتابات ساخرة
    



هو اكثر ظهورا وحركة واتصال من سفير العراق في واشنطن او ممثل العراق في الامم المتحدة ، او اي سفير مفوض اخر ، رغم انه ليس من وزراء العراق السابقين اوالاحقين لا في بغداد ، ولا في اربيل ، ورغم انه اقلهم جميعا حصافة ونضج ودبلوماسية ومهنية ، فهو لم يعمل طيل حياته في دائرة عراقية عمومية ، حتى اشيع انه يقوم مقام ابيه في الاتصالات الخارجية العامة ومن واشنطن العاصمة السياسية للعالم ، لكن حتى لو صحت هذه الفرضية فما هي فوائد هكذا زرع في بلاد جنودها مازلوا يحتلون بلاد الرئيس وابنه ، واذا اضفنا بان الرئيس نفسه يستعد لمغادرة موقعه بحكم صحته وبحكم دورات تداول المناصب الجارية بين المتحاصصين في حكم العراق ، ربما الحكمة تكمن هنا تحديدا ، اي في تأهيل احتياط من طينته لسد فجوات الحاجة المستقبلية !
يكفي انه ابن الرئيس الذي يرسم له دورا ليلعبه ، مادمنا نعيش زمن التوريث المباشر وغير المباشر زمن المكونات وشيوخها وشبابها وطلائعها !
يبدو ان للابن ايضا رغبة دفينة او مدفوعة التكاليف لاثبات الوجود في السير على خطى الوالد ، وان اقتضى الامر التعاكس معه بالاقوال لصالح ما يبرمجه الوالد من افعال ، ولما يخدم تحقيق الاهداف المنشودة في تواصل ذات الهالة بين السلف والخلف ، وهو خلف نبيه مطيع لكلام ابيه ، فسنه وطبيعة نشأته الاتكالية وضحالة تجربته بين حيتان الحرس القديم والجديد داخل حزب ابيه وخارجه لا تجعل من مهمة توريثه سهلة ، ان بدأ العمل بها من داخل العراق ، ومهاراته الاغترابية في لندن ثم امريكا تجعل منه قادرا فقط للعمل من الخارج باتجاه الداخل ـ الأوكي والكردستاني ـ نسبة الى حزب ابيه الاتحاد الوطني الكردستاني ، والعراقي ان اقتضى الامر !
البداية مدير بالوكالة لبعض مشاريع العائلة في لندن وما جاورها ثم ممثل لاوك في واشنطن بعد انتقاله للاستقرار في امريكا الى ممثل حكومة الاقليم لدى واشنطن ، وكل هذا تبلور بعد ان كان لابيه جولات مكوكية بين لندن وواشنطن ابان المباشرة بتنفيذ خطة ـ تحرير العراق ـ والولد كان ينمو مع نمو حجم استثمارات المشاريع ذاتها اي الخاصة والعامة ، الخاصة بالعائلة وتحديدا الوالد وحزبه ، والعامة المتعلقة بتحرير العراق وحجم الغنائم المكتسبة او الممكن اكتسابها في حالة توحيد العام بالخاص والاستثمار المتبادل الذي سيطرح ريعه وبالوجيهن لجهة الولد الشاطر ابن الرئيس الاشطر لعائلة تنضح شطارة ، فالوالدة اختصت بادارة الاعمال الداخلية والخال رشح نفسه لمنصب الرئاسة الكردستانية ، واللرئيس الوالد في كل هذه البيادرغلة اضافة الى بيدره الشخصي جدا والمتراكم من الرئاسة الاخيرة والذي يسميه وبتواضع الشاطر ـ التقاعد الذهبي ـ فالعمولات ونسب من ارباح التوكيلات وحصة من الميزانية وارباح اسهم في الشركات العاملة داخل الاقليم السوراني بما فيها النفط المباع بالاسود عبر صهاريج عابرة للحدود تساوي سنويا ميزانية دولة مثل جزر القمر واحيانا جيبوتي ـ في حالة تجاوز سعر برميل النفط لحاجز المئة دولار !

ست سنوات نضج الابن سنا وخبرة وازداد نموه السياسي وبالتالي طموحاته بمقدار زيادة معدلات نموه الاستثماري عقاريا وسهميا وارصدة نقدية !
قبل حوالي عام تم الاعلان عن استحداث منصب ممثل حكومة اقليم كردستان لدى امريكا وانيطت المهمة الجاهزة بالشاب الجاهز ، وهو لا يجد غضاضة احيانا في تقديم نفسه كممثل لرئيس الجمهورية لدى واشنطن مادامت الامور لا تتطلب الكثير من الدقة فالتداخل بين العام والخاص ، الشخصي والرسمي بات ميزة اضافية من ميزات العهد الجديد ، المهم في الامر ان تكون هناك صفة ذات وجهين رسمي وحزبي تتفاعل مع القيمة الحقيقية لها والمقدرة بالارصدة الشخصية ومدلولاتها ـ ابن الرئيس واكثر افراد عائلته المباشرين قدرة مستقبلية على استخلافه ، خاصة وان لكل رجالات الحكم الحاليين في العراق ابناء يعدون ليلعبوا ادوارا تكمل مسيرة ابائهم ، هذا اضافة لاستعداد ابن الرئيس ـ قباد ـ الذهاب ابعد مما ذهب اليه والده وتعهده باكثر مما تعهده الوالد وعلى رؤوس الاشهاد !
اخر تصريح له تناقلته وكالات الانباء من واشنطن يقول : ارى ان بقاء القوات الاجنبية في العراق هو ضمان لاستقرار البلد !
طبعا لم يجرؤ اي سياسي كردي له مناصب رسمية على اعلان مثل هكذا موقف شاذ بالمقارنة مع مواقف اقطاب العملية السياسية الاخرى !
نتذكرهنا تصريحات مسعود برزاني عندما كان في زيارة الى وشنطن وقت مفاوضات الاتفاقية الامنية بين العراق وامريكا حين قال : ان اقليم كردستان مستعد للموافقة على وجود اي عدد مطلوب من القواعد العسكرية الامريكية على اراضيه ، قبلت حكومة بغداد ذلك ام لم تقبل !
اي ان الاخوة الفدراليين لا يريدون من امريكا ترك العراق لاهله ، وان لم ينجحوا بذلك فانهم مستعدون لتقديم مزيدا من المغريات للامريكان ، مقرونة بمزيد من المتاعب لاصحاب الامر في بغداد !

صهاينة واشنطن والاحتواء المزدوج :

داخل العراق في بغداد والاقليم ، في اروقة السفارة الامريكية داخل المنطقة الخضراء ، وبين المكاتب الاستخبارية في تل ابيب واربيل ، وفي داخل واشنطن وقوى ضغطها ومحافلها السياسية والدبلماسية ومراكز القوى المالية والاعلامية فيها ، هنا وهناك يتم اعداد البدائل وصناعة نجوم المرحلة القادمة !

التعاون العملياتي بين السي اي اية والموساد في مناطق شمال العراق دخل مراحل ميدانية متقدمة منذ ان قررت الادارة الامريكية ورئيسها بوش الابن الشروع بتنفيذ خطة غزو العراق اي بعد وقوع احداث 11 سبتمبر التي استخدمت كغطاء دافع لتنفيذ سلسلة الحرب الاستباقية !
كانت اغلب قوى المعارضة العراقية في خارج العراق بدأت تنفتح على خطوط الاتصال المخابراتي الامريكي وبشكل اولي منذ ايام حرب الخليج الثانية 1991 وكان المؤتمر الوطني العراقي برئاسة احمد الجلبي هو صلة الوصل المعتمدة من الجانب الامريكي وقتها ، وبعد اتخاذ الكونغرس الامريكي لقرار تحرير العراق عام 1998 اي في فترة حكم الرئيس كلنتون تزايدت عمليات التنسيق الشامل بين مراكز الارتباط الرئيسية للمنخرطين في المشروع الامريكي من العراقيين وبين المخابرات الامريكية والتي كانت تتكتل جغرافيا في شمال العراق ـ اراس حبيب ، كوسرت رسول ، نيشرفان ـ وفي لندن كان لمحمود عثمان واياد علاوي وموفق الربيعي وسالم الجلبي وهوشيار زيباري وقباد الطالباني الذي لم يكن قد انتقل بعد للاقامة الدائمة في امريكا ، دور متحرك بين تلك المراكز ، يضاف اليهم الدور المشجع الذي لعبته بعض الجماعات الامريكية ذات الاصول العراقية في دمج تلك المساعي مع تحركات اللوبي الصهيوني داخل الادارة الامريكية وفي الكونغرس للعمل على الدفع في اتجاه تنفيذ مخطط الغزو الشامل ومن ابرز هؤلاء كان كنعان مكية ورند رحيم ، وكانت هناك علاقات مباشرة بينهم وبين الاجهزة الاسرائيلية المختصة ، وقد اتضح لاحقا ان هناك من اتباع البارزاني والطالباني من كان ايضا يعمل ضمن لجان ارتباط بين الامريكان والاسرائيليين ويقيمون في امريكا وبريطانيا بتوجيه ومتابعة مباشرة من البارزاني والطالباني ، فالاخير كان على علاقات وثيقة بالاسرائيليين تحت غطاء صلات الاشتراكية الدولية ، وبعد احتلال العراق تم تكوين غرفة عمليات استخبارية يديرها الامريكان وفيها ممثلين عن الموساد واسايش الحزبين الكرديين وممثلين عن جماعة مؤتمر الجلبي ، وكانت هناك انشطة ثنائية خاصة بين مجاميع الموساد والاسايش لتنفيذ عمليات مشتركة منها الوصول الى مخطوطات نادرة تعتبرها اسرائيل جزءا من تراثها التوراتي اضافة الى نقل بعض النقوش القديمة من مراقد الانبياء اليهود في مناطق الكفل والعزير !
ان تعهدات الطالباني والبارزاني والجلبي في تطبيع العلاقات مع اسرائيل وجعل العراق مفتوحا امام استثماراتها وتصدير النفط لها وعبرها من خلال اعادة الحياة لانبوب النفط الرابط بين اج 3 من داخل العراق الى حيفا واطلاق العنان للتعاون الاستخباراتي معها ، لنيل ما يقابلها من عطاء اسرائيلي كمساعدة الطالباني والبارزاني على دفع الاستثمار النفطي الخاص بهما الى اشواط تجعلهما ينافسان السلطة النفطية لحكومة بغداد ، وسخاء في التسليح والتدريب السري ـ الاسود ـ لقواتهما ، اما الجلبي وجماعته فقد فضح علاقاتهم السرية المتواصلة مع الاستخبارات الاسرائيلية السيد مثال الالوسي احد العاملين معه في مؤتمره الوطني سابقا والمنشق عنه حاليا حيث تزعم حزبا جديدا داخل العملية السياسية ، اسمه الامة العراقية ، وما يتميز به هو صراحته في المطالبة بتطبيع العلاقات مع اسرائيل حيث بادر مثال الالوسي بنفسه لزيارة اسرائيل وبالعلن تلبية لدعوة مقدمة له شخصيا لحضور مؤتمر عقد فيها لمناقشة موضوعة الارهاب ، والان فقد تراجع نفوذ الجلبي وحزبه بعد ان تمكنت الاحزاب الطائفية ذات الولاء الايراني من فرض اجندتها على العملية السياسية التي يعتبر نفسه صاحب الفضل في اطلاقها ، وبعد ان استنفذه الامريكان ، ورغم ذلك فهو مازال يحاول الامساك بركن ما في السلطة من خلال انتظار الفرص القادمة التي قد تدفعه للواجهة مجددا لاسيما وان ارتباطاته لم تنقطع بعد مع ثلاث جهات استخبارية فاعلة في عراق اليوم ، السي اي اية والموساد واطلاعات الايرانية !

قباد الطالباني من خلال دوره كممثل لحكومة اقليم كردستان في واشنطن ، يجتهد وبتوجيهات مباشرة من والده لتغليف سعيه نحو بناء مركز قوة ضاغط يأتمر بامره هناك ، بغلاف رسمي تتحمل تبعاته حكومة الاقليم ومن ثم حكومة العراق !
الاندماج سرا باللوبي الصهيوني والتقرب من جماعات الضغط النفطية والصناعية وتكوين شبكة للعلاقات العامة والخاصة باعضاء الكونغرس ، وكذلك وسائل الاعلام المؤثرة والتي ترتبط اسهمها بالمحافل الصهيونية ، واذا كانت اهداف الطالباني الصغير تدور حول البحث عن دور في خارطة التغييرات المحتملة ، فان الدوائر الصهيونية تحتوي هذا النزوع وتغذيه باتجاه يصلب من البعد العام لهذا الدور ، اي في تعزيز مساعي قسمة العراق وتاهيل الاقليم ليكون نواة لدولة جديدة في المنطقة تكون حليفا استراتيجيا لاسرائيل في مواجهة البعد العربي المقاوم للتبعية والتفكك والتشوه !

كانت استضافة مؤتمر إيباك الاخير الذي يمثل اعلى هيئة تنظيمية للقوى الداعمة لاسرائيل في امريكا لقباد الطالباني كضيف شرف هي عملية تتويج علني لاندماج التحركات الداعمة للانفصال الكردي عن العراق وتكاثفها وعلى كافة الاصعدة وبغطاء الشرعية الفدرالية نحو المزيد من الاندماج بالمشروع الامريكي الصهيوني لمنطقة الشرق الاوسط ، لقد اعلن عن مشاركته كنجل لرئيس جمهورية العراق وكممثل لحزب ابيه ولحكومة اقليم كردستان ، بمعنى انه وحزب ابيه وحكومة الاقليم تعترف باسرائيل وتقيم معها علاقات اهم من الدبلوماسية ـ علاقات سياسية وعسكرية ومخابراتية وتنسيقية واستشارية متطورة ـ علاقات تحالفية لها تداعيات مستقبلية يسعى اليها الطرفين !
في مؤتمر الاشتراكية الدولية الاخير التقى جلال الطالباني بشمعون بيرز ولم يكن اللقاء غريبا سوى بتبريراته غير المنطقية ، لانه ورغم طابع السرية الذي يحيط باغلب الاتصالات بين قيادات الحزبين الكرديين والمسؤولين الاسرائيليين لكنها باتت مكشوفة من خلال التسريبات المكررة ، الطالباني برر اللقاء بكونه قد انتخب نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية وهو بهذه الصفة التقى ببيرز ، لكن جلال الطالباني لم ينتخب لهذا المنصب الشرفي الا لكونه رئيسا لجمهورية العراق اي نتيجة لمركزه الجديد والمؤثر في بلده !
اسرائيل محمية غير طبيعية تعزل نفسها بنفسها عن جيرانها ومحيطها ، بانتهاجها السياسات العدوانية والعنصرية واخيرا بالاسوار الكونكريتية المعمدة باعلان دولة اسرائيل كدولة يهودية ، متجاهلة وعن عمد عنصري حقيقة ان 20 % من سكانها بحدود ما قبل عام 67 هم من غير اليهود ، بمعنى انها لن تتخلى عن مساعيها المرسومة خطوة خطوة لتحقيق اهدافها البعيدة ، ومنها تهجير غير اليهود من السكان الاصليين لارض فلسطين ـ السكان العرب ـ ليكون منطلقها " نقيا " قويا بتوازيه مع عملية الضم والقضم لاراضي الجوار وحسب الحاجة ، وحتى تحقيق ذلك فانها تتعامل فعليا مع مواطني دولتها من العرب كرعايا من الدرجات الدنيا !

اسرائيل كيان مسكون بالاغتراب ، وهي كمشروع استثماري طويل الامد لا يعبه بالربح السريع فقط ، وان انحصرت مرجعيتها الفاعلة باسهم اشد الاحتكارات الامريكية اصولية ، فان المرجعية متحركة ومتسربة الى اغلب العواصم المؤثرة وهي تتحرك بانعكاس شبه مباشر في السياسة الامريكية ، لاسرائيل دور يجب ان تلعبه في الاستراتيجيات السياسية المتعلقة بشكل العلاقة بين الغرب والشرق الاوسط ، وضمنا كقاعدة انطلاق دائمة للحفاظ على المصالح الحيوية للغرب عموما والامريكا خصوصا ، فالمنطقة شريان حيوي يغذي قلب الغرب بالطاقة ، ومن يسيطر على الشرق الاوسط سيسيطر على جسر العبور الى الشرق الاقصى ، وهذه الخصائص عززت من تصاهرات الربط البنيوي بين الحركة الصهيونية وربيبتها اسرائيل وبين زعيمة الامبريالية امريكا !
في مفردات الاستراتيجية الصهيونية التركيز على اضعاف الجوار من خلال اللعب على التناقضات الداخلية لدوله ، فاثارة النعرات الطائفية والعنصرية وتغذيتها ، نهج لازم اسرائيل منذ نشئتها ـ محاولاتها لاثارة الخلافات بين مسلمي ومسيحيي فلسطين ، محاولتها لاستمالة مسيحيي لبنان اثناء الحرب الاهلية ـ سعد حداد ـ وسعت ايضا للامساك بخيوط تاثر به على التجانس الاجتماعي بين الاقباط والمسلمين في مصر ، اما بالنسبة للعراق فان بناء جسور لعلاقات وطيدة مع القيادات العنصرية في الحركة الكردية في الشمال كان بالنسبة لها حجرا واحد تصطاد به عشرات العصافير ، لقد نسجت العلاقة خيوطها الاولى بواسطة جهاز سافاك شاه ايران وتواصلت تلك العلاقات وتلونت بعد سقوط الشاه ثم تصاعدت نوعيا في العقدين الاخيرين !
اسرائيل لم تدع مجالا يضعف من مناعة وتصدي دول الجوار لها الا ودخلته ، فمن لم تفلح بجره لعلاقة ما بها او للدوران بفلكها بصورة مباشرة ، سعت معه لتحقيق ذات المأرب بطرق ملتوية وغير مباشرة او بواسطة عناوين مقنعة ، وان لم تفلح فانها لا تبخل بما يغذي ظروف تفاقم الصراعات الداخلية ذاتها مستخدمة كل الوسائل بما فيها الارهاب ، والاشاعات ، وشراء الذمم ، مستفيدة من اخطبوطها الاستخباري ومن نفوذ اللوبيات الصهيونية في امريكا واوروبا ، فما تعجز عن انجازه وتجده ملحا لها ترحله للامريكان ليسهلوا مهمتها من خلال فتح الطريق للاختراق المطلوب !
منذ عام 1991 كان الاخطبوط الموسادي يمد اذرعه وبشكل متطاول الى منطقة الزوم الامن في شمال العراق ، وباشكال متعددة منها تغلغله للمنظمات الدولية العاملة هناك ، وافتتاح مكاتب كواجهات لشركات استثمارية اجنبية ، الى جانب التواجد المباشر والمتفق عليه مع قيادات الحزبين الكرديين المتسلطين على زمام المنطقة ـ حدك وأوك ـ وتحديدا اجهزة الامن ـ الاسايش ـ التابعة لهما ، ضمن برامج متفق عليها للتدريب والاستشارة ، وهناك دورات خاصة للكادر الاستخباري المتقدم في الحزبين يجري تنفيذها داخل اسرائيل !
بعد احتلال العراق وبعد كل الذي جرى فيه اصبحت منطقة الزوم الامن قاعدة ضامنة لتعميم الخراب الشامل في العراق ، فالاقليم تحول الى دولة داخل دولة وتفرض شروطها التي تتلائم مع اصحاب المشروع الاوائل على الدولة كلها ، دفعوا باتجاه حل الجيش العراقي ، عجلوا بتمرير الدستور الفتنة ، فرضوا وصايتهم الامنية على معظم مناطق محافظات الموصل وكركوك وديالى ، راحوا ينفردون بعقد صفقات النفط ، يشترطون التقاسم وفي كل صغيرة وكبيرة ، على اساس المكونات لالغاء قاعدة المواطنة العراقية ، واخيرا اقروا دستورا خاصا بجمهوريتهم يؤسس لدولة متكاملة الابعاد !

الان وبعد ان قطع المشروع الامريكي الصهيوني شوطنا بعيدا في الميدان من خلال تحطيم اركان الدولة العراقية واقامة بدلا منها كيانا مهلهل مفصص طائفيا وعرقيا ، يبقى الحفاظ على هذه ـ المنجزات ـ
وتجذيرها ومحاصرة اي محاولة شعبية للاطاحة بها بغية اعادة العراق الى وضعه الطبيعي واستقلاله الحقيقي وفاعليته وتلاحمه الوطني ، كهدف مطلوب من كل القوى المستفيدة من استمرار الوضع على ماهو عليه وخاصة الحزبين الكرديين حيث ينكران على العراق وحدة كيانه التاريخية والجغرافية ويدعوان لتقسيمه فعليا وينكران ذلك اسميا !
ان ابقاء القوى المهيمنة حاليا في العراق وخاصة جماعتي البرزاني والطالباني ، وتعميق التصاهر البرغماتي معها مقابل تعميق الشرخ العراقي ، وتبني وتربية جيل بديل قادر على حمل ذات الراية من مثل قباد الطالباني وسرور البارزاني ، وتغذيته بهذه النزعات ستصب حتما بمصلحة من ارادوا للعراق ان يتحول الى اقطاعيات يسهل تسييرها والتحكم بمصائر اهلها !
لكن حساب البيدر غير حساب الحقل فاهل العراق مصرون على طرد من احتلهم ودمر بلدهم وسيعلمنا الزمن من سينتصر في النهاية !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاد نشفت إلا من النفط والثورة !
- هل سينكسر خنجر اوباما وهو يطعن الشبكة الحديدية ؟
- ارض السواد تشوى وتملح !
- اجابات مباشرة !
- البارزاني يدستر للجمهورية الكردية الثانية بعد مهاباد !
- من يعوض العراق ؟
- مدينة الارامل المرأة العراقية في مسيرة التحرير !
- خريف الليبرالية !
- لمن نكتب
- شنو يعني اشننزع بعد لاسرائيل حتى نغري النتن ياهو ؟
- الخطاب غير النمطي لخادم الحرم الامريكي !
- مبدأ الارض مقابل السلام تكريس للمغالطات الاسرائيلية !
- تهافت الاديان يستدعي انتعاش الفلسفة ؟
- هل القول بعودة المسيح او المهدي المنتظر -سماوي- ؟
- فنتازيا الاديان السماوية !
- ثلاثية العطش العراقي الماء والخضراء والحكم الحسن !
- احبونا نحبكم !
- وطني حقيبة وانا مسافر !!
- الرؤوس الفاسدة التي تحكم العراق لا تزيده الا فسادا وانقساما ...
- عمو بابا آية حقيقية من آيات العراق !


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال محمد تقي - ابن رئيسنا سفير فوق العادة !