أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مازن كم الماز - لماذا يجب عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة - تعقيب على مقال مؤيد أحمد














المزيد.....

لماذا يجب عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة - تعقيب على مقال مؤيد أحمد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2773 - 2009 / 9 / 18 - 22:10
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    



يشخص مؤيد أحمد العملية السياسية في العراق على أنها عملية تهدف لإيجاد و إدامة نظام برجوازي رجعي في العراق , نظام يقوم , لا على المواطنة , بل على المحاصصة الطائفية و القومية , و أنها بالتالي عملية تستند إلى الأحزاب و القوى الإسلامية و الطائفية , يستخدم صندوق الانتخابات هنا لإعادة خلق التوازنات بين أجنحة السلطة القائمة , بعد كل هذا يبرر مؤيد أحمد أطروحته بضرورة المشاركة في العملية الانتخابية لا بانفتاح سياسي راهن و لا بالتحسن الأمني الأخير , و الأهم من ذلك , أنه يؤكد أن بنية النظام لم تتغير ( و لن تتغير بنتيجة هذه الانتخابات ) , ما يبقى بعد كل ذلك لتبرير قرار المشاركة في الانتخابات هو ما يسميه مؤيد إمكانية و ضرورة استخدام الحزب ( الشيوعي العمالي ) من هذه الظروف الأخيرة بما في ذلك ظروف الانتخابات المقبلة . الحقيقة أننا نجد أنفسنا هنا مباشرة أمام تحليل النظام الحاكم اليوم في العراق و آليات إنتاجه و تغييره من جهة , و بالمقابل آليات احتجاج الجماهير المهمشة و خياراتها في التأثير على سياسات النظام في أقل الإيمان أو تغييره جذريا و استبداله بنظام ( أو لا نظام ) يعبر عن الجماهير أو بالأصح أن تشكل الجماهير نفسها مركزه الفعلي و مجمل بنيته . لا خلاف حول طبيعة النظام العراقي الحالي حتى بين من يبرر العملية السياسية و يمتدحها و أن القوى السائدة فيه تستخدم , كما في لبنان , الطائفية , و نتيجتها المباشرة المحاصصة بين المؤسسات و القوى الدينية السائدة و إفرازاتها و امتداداتها الاجتماعية و السياسية , كأساس لخضوع المجتمع لسلطتها , كوسيلة مختلفة تماما عن القمع الفظ و المباشر الصدامي لإنتاج خضوع الناس و الفئات المهمشة . إن الحرب الطائفية و كراهية الآخر و العنف الموجه ضده من جهة و صندوق الانتخابات هما وجهان لعملة واحدة , إنهما مرتبطان بشكل وثيق , و تراجع العنف في الفترة الأخيرة ليس إلا ضرورة مؤقتة فرضته عوامل خارجية أكثر منه تطور منطقي في بنية النظام , أما الغاية من استخدام هذا أو تلك فهو أساسا إنتاج سلطة القوى السائدة و بالتالي تهميش العراقيين العاديين : أي المحافظة على الوضع القائم . إن تصاعد نضال العمال العراقيين و غيرهم اليوم واضح للعيان و هو يحمل بكل تأكيد بذور تهديد سلطة القوى السائدة , إنه خروج على القاعدة الرسمية لتسييس الناس و المجتمع أي الانقسام الطائفي و الولاء المطلق للقيادات الطائفية السائدة و امتداداتها الاجتماعية , و خروج على القاعدة الرئيسية الأخرى للنظام : خضوع الجماهير , و من المؤكد أننا هما أمام آليتين مختلفتين جذريا للنشاط المستقل للجماهير ( أو لنضالها ) : إما المشاركة في "العملية السياسية" أي البقاء في دائرة النظام و آليات عمله السائدة عبر "قوننة" نضال الجماهير أي إخضاعه لقانون السادة و الطبقات الحاكمة أو تعزيز النضال المستقل للجماهير و بالتالي تهيئة الأرضية لفرض قانون موازي هو قانون الحرية و العدالة الجماهيريين أي الذي يعني إنهاء القمع و الاضطهاد و الاستبداد النخبوي بحياة الجماهير . إذا كان تحليل مؤيد أحمد عن العملية السياسية صحيح , وهو كذلك , فإن كل مبررات المشاركة في الانتخابات تسقط مباشرة , و تصبح المشاركة , أية مشاركة مهما كانت , مجرد تعزيز لشرعية القوى السائدة و سيطرتها و تخدم استمرار و تعزيز الأوهام التي تروجها القوى السائدة عن العملية السياسية و بالتالي التعمية عن المخرج الذي يتلمسه العراقيون الفقراء تدريجيا وسط دخان الحرب الأهلية وخطابات القوى السائدة و النخبة , يبقى هذا المنطق الذي استخدمته في السطور السابقة ضروريا لمخاطبة الوعي النخبوي الأخلاقي الذي يمجد مؤقتا مفاهيم مثل المواطنة أو الانفتاح و الشفافية كمفاهيم نخبوية معادية للجماهير في الحقيقة أو الممارسة أو على الأقل مفعمة بكراهية الجماهير و الخوف منها و من عملها المستقل و مبادرتها الخاصة , تماما كما كان ابن رشد قبل قرون يقسم الحقيقة بين حقيقة نخبوية و أخرى مخصصة للعامة ( في تطابق مع خصمه الغزالي و كل من حرم على العامة التفكير المستقل بعيدا عن المقدس و قراءته السائدة ) , مجرد مفاهيم قانونية مجردة , كمثال – غير حي يلعب في الممارسة دور الجزرة في سياسة القوى السائدة إلى جانب العصا الضرورية دائما , أو كمثال مغترب عن الواقع الذي يمعن في تهميش الناس و قمعهم , هذا الوعي النخبوي المخنث في مواجهة الوعي "الذكوري" القمعي الفج و الصريح للطغم السائدة , و في مواجهة الوعي الجماهيري المجهض الذي يقسم هو الآخر بين وعي و خطاب النخب "الطليعية" التي تبحث عن ديكتاتوريات خاصة بها تحت حجج و مبررات أصولية ماركسية ( ماوية أو شيوعية عمالية ) و بين بوادر و بدايات وعي الناس بأن تحررهم سيكون نتاج نضالهم هم و أن هذا التحرر يجب أن ينتج سلطتهم هم على حياتهم لا سلطة أية نخبة ما , في نهاية حقيقية و أخيرة لقصة الاستبداد والقهر على أرضنا........

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحملة ضد قانون الأحوال الشخصية السوري
- حوار مع صديقي المؤمن
- مرة أخرى عن اليسار في الإسلام
- رأفت الغانم , بشر المقت , رياض سيف
- اليسار في الإسلام
- الشعور القومي بين الشعب السوري و النظام !!
- بين شتم الصحابة و قتل الشيعة
- عن معنى المجالس العمالية أو الكومونات
- لماذا تفشل ( و ستفشل ) الليبرالية عربيا ؟
- أنطون بانيكوك : سياسات غورتر
- دعوة لتأسيس مؤسسات قاعدية ديمقراطية محل منظمات المجتمع المدن ...
- عن تصريحات القدومي الأخيرة
- عن مجزرة تدمر
- ملاحظات عن الديمقراطية و الانتخابات
- موت مايكل جاكسون
- ما بعد سقوط السرديات الكبرى
- بين نجاد و ميلباند
- الملكية العامة و الملكية الجماعية
- المثقف الصعلوك / البقاء خارج المؤسسة
- عندما تنقلب رأسمالية الدولة البيروقراطية على نفسها


المزيد.....




- قائد الجيش الإيراني يتوعد أمريكا بـ-رد قوي- بعد ضرباتها على ...
- رسم بياني يوضح تفاصيل عملية -مطرقة منتصف الليل-
- بعد الضربات الأمريكية إسرائيل لا تسعى لـ-حرب استنزاف- مع إير ...
- ترامب يؤكد تدمير المواقع النووية الإيرانية ويجتمع مع فريقه ا ...
- مركز أصفهان لمعالجة اليورانيوم منشأة إيرانية تعرضت لقصف إسرا ...
- عاجل.. الجيش الإسرائيلي: عطلنا القدرة التشغيلة لستة مطارات ع ...
- العربدة الصهيو-امبريالية تتصاعد ولا حلّ إلا في أن تواجهها ال ...
- منظومة الامتحانات عنوان لفشل المنظومة التّربويّة
- كوريا الشمالية تُعلّق على ضربات أمريكا لمنشآت نووية إيرانية ...
- شاهد.. طاقم CNN يضطر للإخلاء أثناء البث المباشر تزامنًا مع إ ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مازن كم الماز - لماذا يجب عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة - تعقيب على مقال مؤيد أحمد