أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - بولات جان - كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الرابعة















المزيد.....



كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الرابعة


بولات جان

الحوار المتمدن-العدد: 2772 - 2009 / 9 / 17 - 14:29
المحور: مقابلات و حوارات
    


الفصل الثالث
تاريخ نضال الحركة الآبوجية في غربي كردستان

آفاق كونفدرالية

حوار مع مراد قره يلان


بولات جان ـ نسرين محمد


ـ ما الذي دعاكم إلى أختيار ساحة غربي كردستان للجوء إليها بداية سنة 1980 ؟

مع تحول حركتنا عام 1978 إلى حزب بأسم "ب ب ك" أحدثت هزة عنيفة في تركيا وشمال كردستان، وأزداد العدو شراسة وصّعد من وتيرة هجماته ضد الشعب الكردي لإن الشعارات التي كنا نرددها والأهداف التي كنا قد أعلناها عنها، كانت كالقنبلة التي أنفجرت في الوسط السياسي الكردستاني.رغم ذلك كسبنا تأييداً جماهيرياً واسعاً وخاصة أثناء كفاحنا ضد الأقطاعية المتمثلة في عشائر حلوان. فكلما زاد نشاطنا وتوسعنا في مناطق شمال كردستان والمدن التركية أزداد معها هجمات الدولة وتجاوزت شراستها كل حدود وكانت كل العلامات تشير إلى أحتمال حدوث ضربة عسكرية جديدة من قبيل الجيش والتيارات الفاشية التركية. مقابل ذلك كان على الحركة ايجاد تدابير لتجاوز ذلك بأقل خسائر ممكنة. لذا أرتأينا الأنسحاب إلى خارج الحدود التركية وأخترنا غربي كردستان للعديد من الأسباب ويمكن أختصار هذه الأسباب بالآتي:
أولاُ: كان معروفاً عن مجتمع غربي كردستان الروح الوطنية الكردية. حيث إن الكثير من الشخصيات الكردية أيام ثورة الشيخ سعيد وأنتفاضة ديرسم كانوا قد ألتجأوا إلى هذا الجزء ولاقوا فيها الاستقبال الجيد. فكلما كانت الحركات في شمالي كردستان تتعرض للضغوط وتقع في الضائقة كانت تلجأ إلى غربي كردستان .
ثانياً : كانت هذه الساحة معبراً مناسباً للتواصل و لعقد العلاقات مع الحركات الفلسطينية الثورية. خاصة وإن الحركات الفلسطينية كانت بمثابة مركز جذب مهم جداً لمعظم الحركات الثورية في الشرق الأوسط.

ـ لماذا لم تلجأوا إلى جنوب أو شرق كردستان حينها وماالذي منعكم عن ذلك؟

لم نرجح هاتين الساحتين لوجود أخطار فيها ولم يكن بمقدور هاتين الساحتين توفير السلامة والضمانة المطلوبة للحركة. كون الظروف السياسية والتنظيمية لم تكن مؤهلة لذلك خاصة وإن نشاط الإستخبارات التركية كان موجداً في هاتين الساحتين. لذا لم نرجح هاتين الساحتين؛ حينها، مع العلم بإننا دخلناهما فيما بعد.

ـ متى وكيف كان دخولكم الأول إلى غربي كردستان؟

في صيف عام 1979 أجتاز القائد آبو مع صديق أسمه " جعني" الحدود إلى الأراضي السورية في منطقة كوباني. وكان ذلك من خلال الرفيق محمد سعيد " أدهم " والذي له صلات قربى في كوباني أي إن القائد آبو كان أول من دخل إلى ساحة غربي كردستان في مدينة كوباني.
وخلال فترة بقائه في كوباني لم يكن الكثير من الوطنيين يعلمون عن شخصية القائد شيئاً. بقي في ضيافة أنور علوش وعمر مختار و أخاه علي مختار والأستاذ أوسمان فترة بقائه في كوباني. بعد العديد من المحاولات الهادفة إلى عقد العلاقة مع الحركات الفلسطينية وبمساعدة أحد الأعضاء الرواد في الحزب اليساري الكردي في سوريا بأسم عفدي الصيدلاني تمكن القائد من الذهاب إلى العاصمة دمشق وبعد توفير بعض الإمكانيات نجح في عقد علاقات جيدة مع الحركة الفلسطينية. وعقبها قام القائد بالكثير من الجولات في المدن والمناطق في غربي كردستان وعقد الكثير من الأجتماعات ومد أواصر الصداقة مع أبناء الشعب الكردي. أي أن القائد آبو يعد أول من ناضل ضمن حركتنا في الساحة. على أثر وصول القائد إلى الساحة تمكن من استدعاء الكثير من المناضلين الأوائل في الحزب كالرفيق كمال بير والرفيق دليل دوغان والعشرات من الرفاق الأخرين. مع أنقلاب الثاني عشر من ايلول عام 1980 أقر القائد بضرورة إنسحاب جميع الكوادر إلى خارج الحدود التركية والقدوم إلى غربي كردستان لتلافي الخسائر والإعتقالات.
العديد من الشخصيات حتى القرى ساعدتنا في أنتقال الرفاق من والى الشمال. هنا أتذكر قرية بوبان في منطقة كوباني عائلة (مسى بك نادي) حيث كانت هذه العائلة تساعد الرفاق على عبور الحدود. وكذلك رفيق وطني وأسمه (جليك) و (عفدل) من قرية (كورعلي)، كان يلعب نفس الدور. بالإضافة إلى عمر من قرية (خُرخوري) و بعض الأصدقاء من قرية (سفتك) كان هؤلاء الأصدقاء ورغم كل الظروف الصعبة والمخاطرة يعبرون الحدود لمساعدة الرفاق ولولاهم لكان من الصعوبة بمكان عبور أكثرية أعضاء الحزب حينها إلى غربي كردستان.

ـ هل كنتم تستخدمون معابر منطقة كوباني فقط من و إلى تركيا؟

كلا: بجانب مرورنا من منطقة كوباني كانت لنا علاقات في منطقة الجزيرة أيضاَ. حيث كان هناك رفيق أسمه كمال و رفيق آخر باسم حاجي "زنار" والذي أستشهد سنة "1990 ". كان له معارف في مدينة القامشلي. كنا نستخدم هاتين المدينتين كنقاط عبور من وإلى تركيا. مع العلم بإن علاقاتنا كانت محدودة وضيقة جداً ولم يكن لنا نشاطات تنظيمية بين الجماهير الكردية. من الأهمية بمكان ذكر أسم بعض الأصدقاء و الرفاق الأوائل الذين دعمونا و كانوا السبّاقين إلى النضال الفعّال في غربي كردستان، الرفيق (مراد زورافي) الذي التحق بالحزب في ليبيا، و احمد و كاكه شيخ(والد الشهيدة شيلان) من حلب، و محمود اوقاف في الرقة، و الرفيقين عدنان و سليمان(بشير تورك) في الدرباسية، عائلة حجي و عائلة كولو و شمس الدين في الحسكة و أبو حسين في ديريك، و الرفيق نورالدين و عائلة بركات في القامشلي، و الشهيد حسن حاجو و عائلته في (تربي سبي)، و الشهيد عبدالله شويش من عامودا، و كان أهل قرية حلنج في منطقة كوباني سباقين إلى دعمنا مادياً و معنوياً منذ البداية. استطيع القول بأن هذ الاسماء التي ذكرتها و و التي قد سهوت عن ذكرها كانت خنادقنا الأولى في ترسيخ النضال في غربي كردستان بداية دخولنا إلى الساحة.

ـ علاقاتكم كانت مع أي الحركات الفلسطينية؟

مع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والتي كان يترأسها نايف حواتمة. وكذلك مع جبهة النضال والجبهة الشعبية ومنظمة فتح، أستطيع القول بأنه كانت لنا علاقات مع أكثرية الحركات الفلسطينية حينها. ولكن أقوى علاقاتنا كانت مع حركة نايف حواتمه.

ـ ومتى بدأتم بالنضال وممارسة النشاط التنظيمي والسياسي بين الجماهير الكردية في غربي كردستان؟

بدأ سنة 1982، أنتشرت نشاطاتنا ورفاقنا في الجزيرة وكوباني وحلب وعفرين. كان هدفنا كسب التأييد والدعم الشعبي. كنا نناضل بشكلٍ سري و نذهب إلى القرى والمدن تحت ذريعة زيارة الأقرباء والأصدقاء ولم نكن نناضل ككوادر الحزب.

ـ كيف أستقبلتكم الجماهير الشعبية حينها؟ وكيف كان موقف السياسيين والمثقفين منكم؟

حقيقة يعد الشعب الكردي في غربي كردستان وطنيين أوفياء وهم دائماً يتأملون الخلاص عن طريق الأجزاء الأخرى من كردستان، قد يكون هذا نابعاً من جغرافيتها الصغيرة. فقد كان أمله الأساسي هو الحركة الكردية في شمال كردستان حتى فشلت أنتفاضة آرارات ومع قيام ثورة البارزاني توجهت بأنظارها إلى جنوب كردستان وبات الجنوب أمله الأساسي. أود التنويه إلى أن الشعب الكردي في غربي كردستان كان أكثر حظاً من الأجزاء الأخرى، كونه لم يتعرض لسياسة صهر قومية أيام الفرنسيين بالإضافة إلى وفود العديد من المناضلين والثوار من شمال كردستان إليها وقد ترك هؤلاء تأثيرات جمة من الناحية الوطنية على هذا الجزء وبهذا فقد حافظ على كرديته وروحه الوطنية. مع فشل ثورة البارزاني سنة 1974 فقد تحطمت آمال الشعب الكردي في غربي كردستان أيضاً، عندما دخلنا إلى هذا الجزء، كان الشعب قد يئس تماماً من الحركات الكردية حتى إن الكثير من المناضلين السابقين كانوا قد تخلوا عن الحياة السياسية والنضال. أحمد وطني (من قرية حاج خليل في عفرين) كان مثالاً لهذه الشخصيات التي فقدت الأمل من الحركة في الجنوب. والأنكى من كل ذلك كانت الإنقسامات الفظيعة التي عصفت بهذه الحركات المتأثرة بالانقسامات الموجودة في الحركة الأم في الجنوب كان يزيد الطين بلة. حينها كانت الأحزاب في غربي كردستان عبارة عن جماعات صغيرة ومتقوقعة ولم يكن لها أرضية وقاعدة جماهيرية ما.

ـ في لقاءلنا مع أحد السياسين القدامى، أدعى بإنكم كنتم السبب في أبتعاد الجماهير عن الأحزاب الكردية في غربي كردستان. ما مدى صحة هذا الادعاء؟

طبعاً الكثير يقولون نفس الشيء ويشتكون بإن حزب العمال الكردستاني جذب الجماهير إليه وأبعدته عن هذه الأحزاب. هذا الإدعاء باطل لا أساس له من الصحة، لإنه بالأساس لم تكن الجماهير تؤمن بسياسة الحركة الكردية في الجنوب ورديفاتها في غربي كردستان. الشعب كان قد قدم الدعم المادي والمعنوي للحركة الكردية في الجنوب، ولكن الأخيرة فشلت، وباتت الأحزاب الكردية تنقسم فيما بينها وتتعارك على الإمكانيات المادية المتبقية، لذا فإنها فقدت مصداقيتها السياسية لدى الجماهير. ولم يكن لها أرضية جماهيرية واسعة. ولا أقول بإنها جميعاً كانت في نفس الدرجة من الصغر فقد كان لبعضها نشاطات أوسع من أخواتها.

ـ نعود إلى سؤالنا الأول عن كيفية أستقبال الجماهير لكم؟

كان الشعب عاطفياً جداً ولكنه كان قد يئس من السياسة. فكثيراً ما كانوا يبكون لدى سماعهم أنباء المقاومات التي يبديها رفاقنا في زنزانات آمد وتركيا. ولكن خلال فترة غير طويلة تعرفوا على حركتنا عن كثب وتأكد لديهم بإن حركتنا هي المرشحة الوحيدة لتحرير كردستان. بهذا الشكل أزداد عدد الأصدقاء والمقربين حول الحركة. لكننا كنا نناضل بشكلٍ سري دون علم الدولة وكذلك الأحزاب الكردية خشية خلقها للعراقيل والمعوقات أمام نشاطنا في هذه الساحة. مع بداية سنة 1985 صعدنا من نشاطاتنا بشكلٍ علني وكنا قد كسبنا الألوف من المؤيدين والأنصار وحتى المناضلين وقد صعق الكثيرون من هذه النتيجة ومن ألتفاف الجماهير الهائل حولنا.

ـ ألم تكن الدولة تسمح لكم بممارسة النشاط التنظيمي بين الجماهير؟

كلا، بتاتاً، كانت الدولة تحذرنا دائماً من عدم ممارسة التنظيم بين الجماهير. لذا فقد كنا نعمل بشكل فردي وعبر الأصدقاء وعلاقات القربى دون جذب أنتباه الدولة. كان هذا حتى عام 1985، بعدها بدأنا بالنشاط العلني، حتى إنه تم الأحتفال أول مرة بعيد نوروز من قبِل أنصار ومؤيدي (ب ك ك ) في مدينة كوباني سنة 1985 وكذلك تم إنشاء أول لجنة محلية من قبل مؤيدي حزبنا في حلب لتسيير الأعمال التنظيمية.

ـ ماهي العراقيل التي كانت تعترضكم بعد عام 1985 وظهوركم العلني في نضالكم التنظيمي بين الجماهير؟

مؤيدونا لم يكونوا يحملون بعضهم البعض موضع الجدية، حتى كثيراً ما كانوا قليلي الثقة ببعضهم البعض، كنا نضطر دائماً الى تسليم إدارتهم الى رفاقنا الوافدين؛ كون الشعب لم يكن يقبل إلا بالإداريين القادمين من الشمال. أعتقد بإن الأمر كان نابعاً من إنعدام الثقة التي خلقتها الأحزاب الصغيرة في هذا الجزء.

ـ من كان الكادر الأول الذي ألتحق رسمياً بحزبكم من أبناء غربي كردستان؟

أول ألتحاق رسمي حصل سنة 1985 من قبل الرفيق إسماعيل وكذلك الرفيق عمر وعدد من الرفاق الأخرين في دمشق. معظمهم كانوا من طلبة الجامعات. وبقوا في النضال التنظيمي في سوريا وغربي كردستان. أما بالنسبة إلى أول رفيق ألتحق بالقوات الأنصارية في الجبال فقد كان الرفيق محمد علي دمير( قره عمر كوباني) فقد كان هذا الرفيق متطوعاً في الجيش السوري وعلى إثر إصراره فقد إلتحق وتوجه إلى جبال كردستان. كان ذلك سنة 1985. بعدها بعامين أنطلقت مجموعة أخرى من غربي كردستان إلى الجبال للإلتحاق بالقوات الأنصارية المحاربة. وكان بينهم الرفيق دجوار، و كان اسماعيل قد سبقهم بمدة.

ـ متى وكيف كانت أولى نشاطاتكم التنظيمية في منطقة عفرين؟

كان رفاقنا قد تحدثوا مع احدى الأحزاب لأخذ أحد رفاقنا إلى عفرين وكان ذاك الحزب قبل على مضض. لكن الحزب الآنف لم يفسح المجال أمام هذا الرفيق للتعرف و عقد العلاقات مع الجماهير والشخصيات الكردية. ولكن كبداية فقد كان خطوة جيدة لأجل إرساء أسس النشاط التنطيمي وعقد علاقات الصداقة فيما بعد...

أي حزب كان؟

الحزب التقدمي الكردي في سوريا أقصد حزب حميد حاج درويش .
استطاع رفيقنا عقد عدد قليل جداً من العلاقات الشخصية مع بعض الأشخاص. كـ أبو حاجي من مابات وكذلك الدكتور عبد الرحمن ... بعدها عملنا على إيجاد سبل أخرى للدخول إلى المنطقة وعقد العلاقات فيها. أول السبل كان عن طريق تاجر من عفرين يأتي دائماً إلى كوباني وأسمه (صبري حبو) وكان له أخ أسمه (وطني)... بعد تعرفنا عليهما ساعدانا للوصول إلى المنطقة. وكذلك فقد كان هنالك بعض المهربين الكرد بين تركيا وسوريا ومن خلال هؤلاء تعرفنا على قرية مارساوا وهي واقعة بين عفرين والإعزاز. ولكن يبقى الفضل الأساسي لتعرفنا على المنطقة وإتساع نشاطنا يعود إلى وطني (من ناحية راجو قرية حاج خليل) وكذلك لا ننسى دور (رشيد متينان وعمر وأوسمان الحداد وأحمد زينكى ومجيد و منان من قرية شتيكان...) والعديد من الشخصيات والأصدقاء الآخرين.

ـ هل عملتم في عفرين شخصياً؟

نعم، بقيت مدة لا بأس بها في عفرين، سنة 1983. وفي العام نفسه حدث الغزو الإسرائيلي للبنان، وبعد المعارك الأولى سحبنا العديد من رفاقنا إلى المناطق الحدودية في غربي كردستان في حلب وعفرين وكوباني والدرباسية والحسكة والعامودا وهذا ما جعل نشاطنا يتقدم اكثر اكثر.

ـ هل تعرضتم للملاحقة أو الإعتقال من قبل الأمن السوري؟

كنا نتجول مستخدمين الهويات الفلسطينية. كثيراً ما كانوا يعتقلوننا ويرسلوننا إلى لبنان وقد أعتقلت مرة في عفرين وبعد شهرين سلموني إلى المعسكرات الفلسطينية في لبنان .

ـ هل كانت لكم علاقات مع السلطات السورية ؟

كلا، لم تكن هنالك علاقات مباشرة مع السلطة السورية أنما كانت علاقاتنا مع الفلسطينين فحسب وكنا نحمل الهويات الفلسطينية ...

ألم تكن سوريا تدعمكم و تفسح لكم المجال للعمل؟

أود القول بإن سوريا وإنطلاقاً من مصالحها كانت تتقرب بشكلٍ إيجابي من المعارضة التركية. ولم تكن تضغط كثيراً عليها...فقد كانت تعتقلنا ولكنها تعود وتطلق سراحنا بعد مدة ما .

ـ أ لإنها لم تكن ترى فيكم خطراً يهددها؟

نعم، لم تكن ترى فينا الخطر الذي يهددها... ولكنها لم تكن تتساهل معنا أيضاً.

ـ متى بدأت العلاقات الرسمية بينكم وبين السلطة السورية؟

في نهاية الثمانينات. لكنها لم تكن شاملة وإنما على مستوى ضيق جداً... يمكننا القول بإنها كانت علاقة مع عائلة الأسد وخاصة مع جميل و لم تشمل السلطة و المؤسسات الأخرى. مثلاًَ: أنا كنت إدارياً للحزب في مناطق غربي كردستان، رغم ذلك كانت الأجهزة الأمنية تتعقبني وتعمل على إلقاء القبض علي وإعاقتي عن العمل دائماً. كنتُ أضطر إلى تغيير أسمي دائماً. مع العلم بإن هذه العلاقات كانت موجودة بين السلطة وجميع الحركات اليسارية التركية المتواجدة في دمشق. كانت الدولة تتغاضى عن بعض نشاطاتنا كنا نستفيد من ذلك خير استفادة ... وكنا نعتمد بالأساس على صلات القربى الموجودة في غربي كردستان أكثر من كل العلاقات الأخرى.

ـ مع أزدياد نشاطاتكم في غربي كردستان كيف كان موقف الأحزاب الكردية بعد سنة 1985؟

لم تكن هذه الأحزاب في وضع يؤهلها لمعاداتنا ولكنها كانت تعمل على إعاقتنا وزرع العراقيل أمامنا وتنعتنا بأننا حزبٌ شمالي ولا يحق لنا العمل في غربي كردستان. لكننا تمكنّا من تجاوزها جميعاً وأصبحنا نملك اكبر قاعدة جماهيرية في غربي كردستان سنة 1987 .

ـ هل نشبت بينكم العداوة ؟ كونكم قد سحبتم البساط من تحتهم؟

كلا كلا! إن كلمة العداوة في غير محلها. لم تكن هذه الأحزاب في نفس الموقف الهادف إلى عرقلتنا...

ـ قلتم بإنكم أصبحتم أصحاب اكبر وأوسع قاعدة جماهيرية بعد سنة 1987 ... فما السر الكامن وراء ذلك؟

(ب ك ك) كحركة ثورية تؤثر على المجتمع بشكل سريع والسبب إن عملها ونظريتها متطابقتان. فالشيء الذي تقوله، تعمله وتطبقه. مثلاً كنا نقوم بالدعاية سنة 1983 بأننا سنعود إلى الجبال لمتابعة النضال ولأجل ذلك كنا نطلب منهم الدعم والعون. ولكنهم لم يكونوا يثقون بنا بشكلِ ٍ كبير. كنا حينها في ضائقة شديدة من الناحيةالمادية. فقد كنا نجمع الملابس القديمة من بين الشعب كي نكسي بها رفاقنا وكذلك كنا نجمع الرز والسكر والمواد الغذائية الأخرى لإطعام الرفاق. و مع ذلك فقد بدأنا بالكفاح المسلح سنة 1984.

ـ ومن أين حصلتم على الأسلحة التي حاربتم بها الجيش التركي في الخامس عشر من آب سنة 1984 ؟

سأقول كيف كنا نتدبر أسلحتنا: عندما كنا بين الحركات الفلسطينية وهي بطبعها تقدم المعاش لمناضليها. كنا أيضاً نستحق هذا المعاش الشهري ولكننا كنا نرفض أخذ المعاش لإنه ليس من مبادئنا حصول المناضلين على المعاشات أو الأستحقاقات المالية وكان الفلسطينيون يتعجبون من موقفنا. أصر الفلسطينيون على تقديم مبلغ قليل، ليس كمعاش وأنما للمصاريف الضرورية. لم نكن نصرف هذه المبالغ، بل كنا نجمعها في مركز واحد وأستطعنا شراء عدد قليل من الأسلحة بهذا الشكل...

ـ ألم تكن هنالك دول أو أطراف أخرى تدعمكم مادياً وتمدكم بالسلاح والذخيرة ؟

كلا! لم تدعمنا أية دولة ...

ـ ولا سوريا؟

أبداً! وهنا أود القول بإن السلطة السورية لم تقدم لنا أية أسلحة، أعرف بأن احد عناصر رفعت الأسد قام ولمرة واحدة فقط بتوصيل أسلحتنا من لبنان إلى ديريك...

ـ كانت سوريا تتغاضى عن بعض نشاطاتكم الموجهة ضد تركيا. هل هذا نابع من كون السلطة في سوريا بيد الأقلية العلوية أم هنالك اسباب أخرى؟

كان لسوريا تقليد في إيواء الحركات الثورية اليسارية والمعارضات. علينا ذكر دور حافظ الأسد القدير. فقد كان شخص ذا مبادئ ولم يكن يعادي المعارضة التركية. ومن ضمنها حركتنا الكردية. لإن سوريا كانت تنظر إلى نفسها كمركز للحركات الثورية واليسارية في الشرق الأوسط. وإنكار هذه الحقيقة سيكون إعتداءً على الحقائق التاريخية. أعرف جيداً بإنه كان لمعظم الحركات الثورية في العالم ممثلون أو معسكرات في سوريا...
صحيح بإن سوريا لم تتعرض بشكلٍ شديد لنا وللحركات المعادية للحكم الفاشيستي في تركيا، إلا إنها لم تكن تقدم أية مساعدات فعليةَ.

ـ ولماذا لم يتقرب بنفس الإنسانية من الشعب الكردي في سوريا؟

حسب رأيي بإنه لم يتاجر ولم يخن الحركات الكردية كما فعلت الدول الأخرى. كما تعلم بإن الممارسات اللإنسانية قلت كثيراً ضد الشعب الكردي بعد أن تبوء حافظ الأسد سدة الحكم في سوريا. فقد كانت له سياسة معتدلة نوعاً ما .

ـ ألم يكن تقربه هذا نابع من مصلحة الدولة السورية فقط؟

بل كانت هنالك مصالح مشتركة. فقد كانت لسوريا الكثير من التناقضات الأساسية مع تركيا حول مشكلة المياه ومسألة لواء الأسكندرون. وبدعمها للحركات اليسارية والمعارضة التركية كانت تقوم بالضغط على تركيا. نحن أيضاً أستفدنا من ذلك خير أستفادة. وقد أستطاع قائدنا البقاء في سوريا أكثر من ثمانية عشر سنة. هذا أمر يدعو لشكر وتقدير موقف حافظ الأسد...

ـ نعود إلى السؤال عن السر الكامن وراء أتساع قاعدتكم الجماهيرية في غربي كردستان؟

نعم. كنت قد تحدثت عن السبب الأول ؛ أي أن حزبنا يفعل ما يقوله حيث مقاومات السجون وحملة الخامس عشر من آب خير مثال على ذلك والسبب الثاني أو بالأحرى العامل الآخر هو الشخصية الثورية وطراز الحياة التي كان يتحلى بها كوادرنا المناضلون حينها. فقد ترك العامل الأخير تأثيراً بالغاً لدى الجماهير. بهذا الشكل فقد قام (ب ك ك) بثورة روحية كبيرة في غربي كردستان وأعادت الأمل إلى أبناء الشعب وأوقدت فيهم نار الثورة وروح الوطنية والنضال وأرتفعت للذروة مع حلول سنة 1991. وكل هذا يعود إلى جهود القائد آبو نفسه.

ـ هل كانت السلطة السورية تضع أمامكم شروطاً محددة للبقاء في سوريا؟

نعم! كانت السلطات السورية تحذرنا دائماً بعدم الخروج من دمشق، كانت تهددنا بالسجن والتسليم للسلطات التركية. كانت ترفض خصوصاً تحركاتنا في المناطق الكردية. وقد أعتقلت رفيقاً لنا باسم (حسني آلتون) وسلمته للحكومة التركية ولم نتمكن من إنقاذه رغم كل محاولاتنا وتدخلاتنا ..وكثيراً ما كانت تعتقل الرفاق وتسجنهم لسنين عديدة وكل ذلك لردعهم عن النضال ضمن الشعب. وكنا كمن يجلب الماء من ألف بئرٍ كي نتحرك بين الحماهير لتنظيمه وتوعيته.

ـ هل كانت المخابرات تساعدكم في شيء؟

لا. لا بتاتاً ...بل كانوا يعرقلوننا في كل فرصة ...

ـ كثيراً ما يدعي بعض الأطراف بإن المخابرات السورية كانت تدعمكم وتسهل أعمالكم؟

حالياً الأوضاع مختلفة جداً. وقد طرأ التغيير على الكثير من الأمور وشكل العلاقات. فحالياً الدولة السورية تضطهد جماهيرنا ومؤيدينا كثيراً وقد قتلت العديد منهم تحت التعذيب وكل هذا يشير إلى أن صفحة العلاقات الجيدة السابقة مع سوريا قد طوت. أي أننا نستطيع وبكل صراحة الحديث عن هذا الموضوع:
أقول بشكلٍ واضح بإن السلطة أيام حافظ الأسد كانت تتقرب بشكلٍِ إيجابي منا أي أنها لم تكن تعادينا مباشرة بالإضافة إلى وجود بعض العلاقات المحدودة في دمشق عن طريق جميل الأسد وكانت هذه العلاقات ضيقة جداً كما أسلفنا في الأعلى. كانت نشاطاتنا السياسية والتنظيمية سرية أو شبه سرية في غربي كردستان. كل هذا يبرهن على ضحالة هذه الأدعاءات البعيدة كل البعد عن الحقيقة. فأنا شخصياً كنت مسؤولاً عاماً في حلب ومن ثم في دمشق حتى نهاية عام 1989 وخلال هذه الفترة لم يكن لدينا أية من هذه العلاقات المزعومة حتى إن أحد القادة العسكريين السوريين نادى القائد آبو وبالحرف الواحد قال هذا الجنرال السوري للقائد " إنك تدعنا في موضع الحمير ولكننا لسنا حميراً يا أوجلان"

ـ من كان هذا الجنرال السوري؟

لا أتذكر أسمه...

ـ كيف كنتم تنظرون إلى غربي كردستان في وثائق المؤتمرات والكونفرانسات الخاصة بحزبكم، وهل كانت لكم مشاريع رسمية موثقة؟

بالطبع فقد كنا نعتبر هذا الجزء، جزءاً من كردستان الكبرى وكنا ندعو إلى توحيد الأجزاء الأربعة، ومن ضمنها من غربي كردستان بدولة كردستان المستقلة والموحدة.

ـ ماهو الدور الذي لعبه غربي كردستان في حركتكم وثورتكم التحريرية ؟

منذ البداية، حينما كانت حركتنا تمر في أصعب مراحلها، قدم الدعم وفتح إحضانه لنا وأن كان بشكلٍ محدود. أزداد هذا الدعم بعد قفزة الخامس عشر من آب كمياً ونوعياً، خاصة من ناحية ألتحاق الشبان الكرد لصفوف الحزب ونضالهم ضمن القوات الأنصارية في الجبال. أستطيع القول بإن الدعم المادي والمعنوي و الكادري أزداد سنة بعد أخرى. وأكثرية الكوادر الذين ألتحقوا من هذا الجزء، كانوا ذوي نوعية ووعي عالي جداً .
خلاصة القول بإن غربي كردستان كان بمثابة الدعامة الأساسية والسند القوي والمحرك الفعلي للثورة وليس كداعم ومساند فحسب، بل بات الريادة والقدوة للثورةالكردستانية.

ـ بدوركم ما الذي قدمتم كحركة لهذا الجزء؟

معروفٌ عن هذا الجزء صغر جغرافيته وهذا كان قد أثر وبشكلٍ سلبي على نفسية المجتمع الذي يأمل الخلاص من الخارج ولا يثق إلا بالحركات الكردية في الأجزاء الأخرى. بجهود ونضال حركتنا تمكننا من إزالة هذه العقدة وجعله صاحب إرادة تؤمن بقواه الذاتية وبإنه صاحب قوة أكبر بكثير من حجمه وجغرافيته الصغيرة. بعد أن ألتحق كوادر هذا الجزء وحاربوا في جبال كردستان ببسالة وأستشهدوا ببطولة كبيرة، أثبتوا بذلك بإن أبناء هذا الجزء أيضاَ بإمكانهم أن يكونوا ثواراً ومحاربين وأبطال وشهداء في سبيل الحرية و إن هذه الميزة ليست حكراً على اكراد الأجزاء الأخرى فحسب.
تبوء الكثير من كوادر غربي كردستان لمناصب إدارية وقيادية عليا بين الأنصار وهذا الأمر أثر كثيراً على معنويات الشعب. بالإضافة إلى كل ذلك كان إنضمام الفتيات إلى صفوف الحزب، هذا كان ذا تأثير بالغ عليهم و قد استشهدن ايضاً نتذكر الرفيقة دجلة و الرفيقة روكن. بالإضافة إلى أستشهاد الكوادر الطليعيين كمحي الدين ورفعت ومحمود و فراس كوباني و زنار و أحمد والأخرين...
نستطيع القول بإن حركتنا قامت بثورة الإرادة الحرة في غربي كردستان. وأستئصال القطيعة الطبيعية والتناقضات البدائية بين عفرين والجزيرة وكوباني؛ ووحدتها جميعاً في خندقٍ واحد. أي قوت الروح الوطنية البعيدة عن التفرقة الإقليمية والمنطقاتية وخلقت الوحدة الروحية بينهم جميعاً وكذلك خلقت الوحدة في المسير والنضال والقيم الوطنية بين شمالي كردستان وغربها وهذه الوحدة كانت بمثابة الركيزة الأساسية في الوحدة الوطنية.

ـ يتهمكم بعض الشخصيات والأطراف السياسية بإنكم أستثمرتم غربي كردستان لمصالحكم الحزبية ؟

مثل هذه الادعاءات عائدة لبعض الجهات السياسية الفاشلة في غربي كردستان لإنها لم تتمكن من فعل أي شيء لهذا الجزء ولم تتمكن من تفعيل أي حراكٍ سياسي أو جماهيري وكل شيء تطور وتنامى خارج مبادرتهم وهذا ما أخرجهم من جلودهم وبدؤا بدعاية تحريضية بأننا قد خدعنا شبانهم الأغرار. ولكننا نعرف بإن هؤلاء الشبان أصبحوا قادة وأداريين كباراً في الثورة ...

ـ أو ليس إنشغال شبيبة غربي كردستان بالثورات الكردية في الإجزاء الأخرى جعلته يهمل الثورة في غربي كردستان؟ وبالأحرى، ألم يكن من الأفضل نضالهم في جزئهم الأساسي؟

وأنا اسألك بدوري : لماذا ومنذ أيام جمعية خويبون وهذا الجزء منشغل مع الخارج؟
وسأجيب: لإنه ليس بمقدور هذا الجزء أن يتحرر لوحده. فهو صغير جغرافياً ومتشتت بين مناطق عديدة وسكانه قليلون. لذا ومنذ أن أنسلخ عن كردستان المركزية وهو منشغل مع الخارج وما زال كذلك. وليس هنالك ضرر من هذا. الإدعاء بأنه على هذا الجزء الإنغلاق على نفسه وعدم الأنشغال مع الحركات و الأجزاء الأخرى يعني بصريح العبارة (الأستسلام)، نعم الاستسلام و مداومة الحياة العادية في النظام السوري و التحول إلى موظفين لدى الدولة و التخلي عن الروح الوطنية و النضال التحرري. هذا هو الاستسلام بحد ذاته. لإن الروح الوطنية و الكفاح الكردستاني يستوجب تبادل و انشغال الأجزاء ببعضها البعض. ياترى ماالذي يريده أكراد عفرين؟ إنهم يريدون الحرية وأستقلال كردستان ولذا فإن شباب وشابات عفرين يحاربون في كل بقاع كردستان وصولاً إلى سرحد وإلى كل جزء من أجزاء كردستان. فالشعب الكردي في غربي كردستان قام بوظيفته الوطنية حتى الآن وسيداوم على نضاله هذا.

ـ هل كانت لكم علاقات مع المعارضة السورية؟

كانت لنا علاقات ضعيفة مع المعارضة السورية، لإن المعارضة كانت ضعيفة جداً فغالبية الأحزاب كانت تحت مظلة الجبهة الوطنية الحاكمة في سوريا. ما عدا ذلك كان هنالك حزب العمل الشيوعي وحركة الأخوان المسلمين. لم يكن لنا علاقات معهما. لإنه كان قد قضي عليهما؛ إللهم إلا بعض العلاقات مع كوادر أكراد في حزب العمل الشيوعي. حتى إن عدد من هؤلاء الكوادر ألتحقوا بحزبنا.

ـ و كيف كانت علاقاتكم مع الأقليات و الشرائح الاجتماعية؟

كانت لنا علاقات جيدة مع أكثرية الأقليات الأثنية والدينية كالآشوريين والأرمن والدروز والمسيحيين ومع الشرائح الأخرى.

ـ كيف كان مستوى فعالياتكم الأعلامية والدفاعية في غربي كردستان؟

أولاً قمنا بترجمة أدبيات الحزب وكُتب القائد آبو إلى اللغة العربية. مثل (برنامج الحزب) و(المختارات) و(الوضع الراهن في الشرق الأوسط) و(المسألة الشخصية في كردستان) و (دور العنف في كردستان) والعديد من المؤلفات الفكرية والإيديولوجية الأخرى، كذلك قمنا بإصدار مجلة حزبية باسم (صوت كردستان) هذه المجلة تعتبر أول مجلة لنا باللغة العربية في غربي كردستان. وكنا نعطي ثقلنا الإعلامي على توزيع النشرات والبيانات الحزبية.

ـ كيف كانت علاقاتكم مع الأحزب الكردية في غربي كردستان؟

كانت العلاقات موجودة وغير موجودة في نفس الوقت ! كما أسلفتُ في الأعلى بأنه لم يكن بيننا شيء من العداوة ولكننا كنا نتفاداهم بعد عام 1987 لأن بعض الشخصيات كانت على صلة مع السلطات والمخابرات السورية. وهي نفسها التي تتدعي بإن لنا علاقات مع المخابرات وهذا بهدف تلطيخ سمعتنا وتشويه صورتنا لدى الرأي العام الكردي والسوري. بشكلٍ عام كانت هنالك بعض العلاقات المتقطعة مع بعض الأحزاب ولكن كان اتجاهنا السياسي مختلفاً جداً. هذه الأحزاب كانت تتخذ من جنوب كردستان محوراً لسياساتها وأستراتيجيتها وكانت تعمل دائماً لجذب انتباه عفرين وكوباني ومدن الجزيرة صوب جنوب كردستان، وفي الوقت عينه تبعدها عن الشمال فكيف يمكن فصل قامشلي عن نصيبين وكوباني عن أورفا وعفرين عن مرعش وعنتاب؟ هذا غير ممكن بتاتاً؛ كون وجود صلة قرابة قوية بين الجماهير في غربي كردستان وشماله. الأحزاب الكردية في سورية عاندت في سياساتها التقليدية الدائرة في الفلك الجنوبي ولم ترَ المشاركة القوية لغربي كردستان في الثورة التحريرية المتمركزة في الشمال والخطأ الاستراتيجي لهذه الأحزاب نابع من هذه النقطة وهذا بطبيعة الحال لم تقرب بيننا. هذا لا يعني بإنها أحزاب سيئة، كلا، قد يكون لها هدف لخدمة القضية الكردية ولكن سياساتها كانت خاطئة ولم تغير من استراتيجيتها بعد تعاظم الثورة الكردستانية في الشمال، لذا فأنها تقزمت ولم تلعب دوراً ذا أهمية وقد ضعفت كثيراً في غربي كردستان.







#بولات_جان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الثالثة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الثانية
- كتاب آفاق كونفدرالية
- فن كتابة اليوميات
- أخي المقاتل
- انتهاء النساء...
- أمي
- انتهاكات الجيش التركي للاتفاقيات الدولية في كردستان
- معركة أورمار
- لنقرأ التاريخ بموضوعية وعقلية حيادية تامة دراسة عن المجازر ا ...
- 9 أكتوبر، يوم المواجهة بين ثورة الحرية و الإمبريالية
- لعبة السموم
- وا أسفاه يا طالباني
- الباحث عن الحقيقة
- المرتزقة
- لك سلامي
- نحن أخوة
- شمعة ناظم
- هل من معارضة سورية؟!
- لم أفرح..


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - بولات جان - كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الرابعة