أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بولات جان - لنقرأ التاريخ بموضوعية وعقلية حيادية تامة دراسة عن المجازر الارمنية















المزيد.....



لنقرأ التاريخ بموضوعية وعقلية حيادية تامة دراسة عن المجازر الارمنية


بولات جان

الحوار المتمدن-العدد: 2069 - 2007 / 10 / 15 - 11:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الشعبان الشقيقان
من الممكن معرفة الكردي من النظرة الأولى برجولته وقيافته المهيبة المعبرة التي تشير في نفس الوقت إلى الهراء بالخوف. بالإضافة إلى هذا أن وجه الكردي يتصف بعيون كبيرة براقة (نارية) وحواجب كثيفة، وجبين عال، وأنف طويل معكوف، وخطوات متينة، أو بعبارة أخرى صفات الأبطال القدماء"1. هكذا يصف أب الأدب الأرمني، عالم الأستكراد و صديق الشعب الكردي الحميم خاجاتور آبوفيان، الشعب الكردي. فهذا الوصف نابع من حميميته و حبه للشعب الكردي، و إن دلّ على شيء، انما يدل على التداخل و التعايش و التناجس حتى الصميم بين أفراد و مجتمع كلا الشعبين. لا يمكن تصور التداخل الاتنوغرافي بين شعبين في أي بقعة جغرافية كما هو الحال عند الشعبين الكردي و الأرمني. فالرقعة الجغرافية المسماة بـ ميزوبوتاميا التي يقطنها العديد من القوميات الأثنية والدينية، فإن الشعبين الكردي والأرمني منصهرين في البوتقة نفسها. رغم الإختلافات والفروقات الكثيرة بين كلا الشعبين وخاصةً من النواحي الدينية، فإن النواحي الثقافية والإجتماعية والفنية والحياتية قريبة جداً ومتشابهة إلى أبعد الحدود. نعرف بأن كلا الشعبين قد عاشا في المنطقة منذ مئات السنين ضمن جواً من المودة والصداقة والتبادل. "….كان لكل أرمني، تقريباً، صديق كردي، يناديه"كريفا" ويعتبرونه صديقاً عزيزاً للأسرة الأرمنية"2. وهذه العلاقات مازالت سائرة حتى يومنا هذا. ما عدا بعض الفترات المشبوة بالإضطراب، فإن التجاور والتبادل والمودة كانت متحكمة في علاقات كلا الشعبين. لقد وصف(سيخوف) مستشار السفارة الروسية في أسطنبول ما يلي "لقد كان الأرمن في تلك البلاد الجبلية المنيعة، يعيشون مع الأكراد من قبل في وفاق أكثر بكثير من اليوم، فقد كانوا يدفعون لهم الضرائب ولم يكن الأكراد يضايقونهم، بل على العكس كانوا يدافعون عنهم ضد مكائد الترك".3
يمكننا القول بأن الفترات المضطربة، أو التي ضمغت(مهرت) بسوء الحظ فهي الفترة الممتدة قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى. أي أثناء التراجيديا المسماة بـ"المجازر الأرمنية " التي إرتكبتها الطغمة التركية العثمانية ضد الشعب الأرمني. المجازر التي راحت ضحيتها حوالي المليون ونصف المليون من أبناء وبنات الشعب الأرمني . ولسوء حظنا كأبناء الشعب الكردي وكذلك الشعب الأرمني بأن بعض الجهات حاولت ومازالت تحاول إلصاق التهمة بالشعب الكردي وهذا ما ترك بعض الارهاصات التي تركت بدورها الكثير من الأحكام والحساسيات وحتى العداوات بين كلا الشعبين .
هنا لستُ بصدد الإسهاب في تحليل ودراسة العلاقات التاريخية للشعبين الكردي و الارمني. فهذا موضوع لمقال آخر أو دراسة أخرى بحاجة إلى الدقة التاريخية والدراسة المستقصية للتاريخ والحاضر. هدفنا الأساسي من هذا المقال هو أو إلقاء الضوء على بعض الجوانب الباقية في الظل بصدد مجازر الأرمن وعلاقة الكرد بها، إن كان سلبياً أو إيجابياً. وأمنيتي الكبرى هي التخلص من الرواسب المتراكمة في عقليات المتأثرة بدعايات الإمبريالية التي كانت سبباً أساسياً في تراجيدية الشعوب ومن بينها المجازر الأرمنية وكذلك الكردية.
المجازر الجماعية أم التطهير العرقي!
كلا المصطلحين يدلان على القتل الجماعي لجماعة أو مجموعة ما بشكل من الأشكال ومن قبل نظام أو مجموعة أخرى. ومثل هذه العمليات وخاصة المجازر الجماعية تم تطبيقها على الكثير من الشعوب وحتى أبادت المئات منها من وجه المعمورة. فعندما كان ينتصر مملكة أو جيش على جيش أو بلاد أخرى، كانوا يلجؤون إلى قتل جميع من في البلاد…. وكذلك الأمر بالنسبة إلى أبادت أعضاء الطرائق أو الديانات الجديدة. أما التطهير العرقي المتعارف حالياً … فقد بدأتا مع نشوء الكيانات القومية والدول الوطنية. حيث نرى بكثافة لجوء بعض القوميات أو الأثنيات إلى أبادة القومية أو الأثنية أو الأقلية الأخرى القاطنة معها في نفس البوتقة. فمجازر اليهود مثال بارز على ذلك. وكذلك إبادة الشعب الحوبي عن بكرة أبيهم لمثال أبرز على وحشية عمليات التطهير العرقي. والذنب الأكبر للشعب المباد بأنه من قومية أو عقيدة أخرى.
لذا يمكننا تسمية عمليات الإبادة التي تمت تسييرها على الشعب الأرمني قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى بـ"Genoside" إي الجنوسيد-التطهير العرقي. لأن الدولة العثمانية لجأت إلى إبادة وإنهاء الشعب الأرمني-المسيحي من الخارطة لكي تخلو حدودها الشرقية من الأرمن المتعاطفين مع الروس "أعداء العثمانين" و المتعاملين مع الدول الغربية. يعترف أنور باشا وزير الحربية قائلاً بالحرف الواحد:"إن الوزارة بنفسها قررت التهجير".لذا فإن ما جرى في تلك الأونة لهي عمليات التطهير القومي المبرمج والمخطط جيداً من قبل أنظمة السلطة الفاشية العثمانية. يقول طلعت باشا وزير الداخلية للسلطنة العثمانية:"أن سياستنا الأرمنية ثابتة ولا يمكن لأي شيء أن يغيرها، لن نترك الأرمن في أي مكان من الأناضول، يمكنهم أن يعيشوا في الصحراء، وفي أي مكان أخر!".
العوامل المحرّضة لبعض الكرد...
بعض المؤرخين والكُتاب أو السياسيين يعطون الأولوية لعامل الدين في تورط الكرد في تلك المجازر. أي السبب الرئيسي يعود إلى الفرق في الدين الكرد(المسلمين) والأرمن(المسيحيين). حسب رأيهم ! أعتقد بأن هذه النظرية ضعيفة وناقصة ولا تفى بالبرهان. فعندما يقرأ المرء في تاريخ العلاقات الكردية- الأرمنية، الكردية-الأشورية، الكردية-السريانية…و الخ. فإننا نرى تآلفاً وتعايشاً سلمياً بعيداً عن التناحرات الدينية. وإن إستوقفتنا بعض الفترات المضطربة فهي نابعة من التناقضات الأقتصادية أو حول المياه والموارد والنفوذ السياسي وليست التناقضات الدينية، و القاعدة الأساسية هي إن كل تناقض أو توتر هو من فِعل السلطة و بتحريض مباشر منها. و نورد هنا خطاب اللورد جميس برايس أمام مجلس اللوردات البريطاني: "لم تكن هذه المذبحة نتيجة فوران غضب المسلمين ضد المسيحيين الأرمن، بل كانت كلها مطابقة لرغبات الدولة. إنها لم تكن نتيجة المشاعر الدينية العمياء".7
نعرف بأن في القرن التاسع عشر كانت أكثرية الانتفاضات و حركات العصيان الكردية تحت قيادة رجالات الدين الكرد. و في الكثير من الحالات و رغم كل محاولات الاعداء الايقاع بين كلا الشعبين، مستغلين الشعور الديني لدى الشيوخ الدينيين، إلا انهم كانوا يفشلون في ذلك. رفض الشيخ عبد الله الشمزيني عن ذبح المسيحين الذين يعيشون بين الأكراد أثناء ثورته في 1880 خير مثال على ذلك و قد اصبح موقف الشيخ هذا صفحة ناصعة لعلاقة الكرد مع الجيران. "أظن أن علاقة الأكراد بالأرمن في الأزمنة القديمة كانت جيدة."8 فإن كانت علاقات الكرد(المسلمين)على هذا النحو من التآلف مع هذه القوميات(المسيحية) فكيف وصلت في بدايات القرن العشرين إلى هذه الدرجة من النفور أو التناقض و الإضطراب؟ هذا يعني بأن العامل الديني ليس أساسياً بتاتاً. ويمكن القول بأن العامل الديني كان مساعداً أو ثنائياً. إذاً ما هي العوامل الأخرى يا ترى ؟سؤال مهم جداً. وللإجابة علينا قراءة و إستطلاع الأوضاع الإقتصادية والحياة الإجتماعية لكل من الكرد والأرمن في بدايات القرن العشرين بشكل متأني ودقيق.
-أولاً: الأرمن، لا شك أنهم أكثر تطوراً ، ولهم رؤساء أكثر تجربة في ضمنهم المثقفون. ولا ريب أنهم سوف يتقدمون أكثر في مضمار الثقافة إذا كان هناك نظام عادل، ولكن مع هذا يجب أن لا نعتقد بأن الفلاح الأرمني إينما كان هو أكثر تطوراً من الأكراد غير الرحالة. وقد ذكرنا سابقاً بأنه هناك مناطق بعيدة وعرة في الجبال يعيش فيها الأرمن وهم يتكلمون اللغة الكردية فقط, والحالة في القرى الأرمنية، بغض النظر عن الأضطهاد والخوف، أفقر من قرى المسلمين".9 أحرز الشعب الأرمني تقدماً كبيراً في النواحي الأقتصادية. حيث تركوا حياة الرعي وتربية الماشية وحتى الزراعة وأعطوا ثقلهم للتجارة و التعدين والصناعة. وهذا ما جعل الشعب الكردي(الفلاح- الراعي-المتنفذ) أن يكون محتاجاً دائماً لقروض الأرمني(التاجر والصناعي والمرابي) حيث كان الكردي مديوناً طوال شهور السنة للتاجر الأرمني ومحتاجاً له وهذا ما خلق في نفسه الحقد و النفور منه.
-ثانياً: العامل الأقتصادي وخاصتاً التجارة سنحت لحدوث الأحتكاك بين الأرمن والدول الغربية والرأسمالية(المشتركة في الدين مع الأرمن) وهذا ما طوّرت الناحية السياسة في الحياة الأرمنية.
والسياسة التي لاقت رواجاً بين الفئات الأرمنية المثقفة والمتحكمة كانت سياسة قومية وطنية قريبة من الغرب. وكذلك من الروس. وهذه السياسة القومية زادت من مخاوف الكرد خاصةً المثقفين القوميين منهم. حيث كانت سياسات ساسة الأرمن تنصب في إنشاء دولة أرمنيا الكبيرة وحسب الخرائط أو الأدعاءات التي كان يطلقها القوميون الأرمن كانت أجزاء كبيرة من كردستان تدخل ضمن خريطة الدولة الأرمنية المخطط لها في تلك الأونة. فمن عنتاب ومرعش حتى قارص و وان وإغدر وحتى عاصمة الكرد التاريخية آمد(دياربكر) كانت ضمن خريطة أرمينيا الكبرى. كل من الطاشناق والهنجاك الحزبان الرئيسيان بين الارمن حينها كانا يدعوان لتلك الفكرة الكبرى في الكثير من منشوراتها و هذا ما ذاد من قلق ومخاوف الكرد.
و خير مثال على تلك المخاوف يلخصها هذه السطور من قصيدة للشاعر الكردي القومي حاجي قادر كويي:
"و أسفاه!!!! إن بلاد الجزيرة وبوطان، أعني بلاد الكرد يحولونها إلى ديار أرمنية. "
كل هذا أدى إلى برودة العلاقات بين الفئات المثقفة لكلا الشعبين وعدم لعب دورهما في التصدي وإزالة الإضطرابات وفضح الألاعيب ومؤامرات سلطات الإتحادين ضد كلا الشعبين الكردي والأرمني حسب المطلوب و هذا لا يعني بتاتاً القطيعة أبداً. يقول عثمان بدرخان (قائد الإنتفاضة 1879):"إنه سعى لسنوات طويلة إلى توحيد قوى الأكراد والأرمن من أجل الإنتفاضة الكبرى ضد النير التركي". كتبت صحيفة (غورتوس) الأرمنية في 12 تشرين الأول 1908 " أن الجمعية الكردية لتعاون والترقي تثبت علاقات وطيدة وحميمة مع الطاشناك"."عبد الرزاق بدرخان يؤسس (جمعية التقارب الكردي الأرمني) في عام 1913."لا نستطيع إن نتهم بأي شكل من الأشكال الفئات الكردية المثقفة في مجازر الأرمن ولكنها لم تلعب دوراً مؤثراً في التصدي لها. وأما الفئات المثقفة الأرمنية وخاصةً القوميين، فإنهم أوقعوا البلاء على شعبهم وراحوا ضحية لتحريضات الفرنسيين والروس لهم ضد العثمانين. يقول (م.س.لازاريف)" في تلك الأيام (مذابح الأرمن) قدم الطاشناكيون خدمة سيئة إلى الشعب الأرمني، حيث كانوا يدفعون إلى إنتفاضة، لم يحن أوانها بعد، ويثيرون في نفوس أبنائه روح الكره والحقد للأكراد والأتراك كلهم". و قد أثّرت الدعاية الامبريالية و الجهات المشبوهة على الشعب الارمني ضد الكرد حيث ضخّموا كثيراً دور الكرد في المجازر و لذا "ليس غريباً إن ينتقم الأفواج الأرمنية التي كانت مع الروس لإحتلال كردستان في أحراق وقتل وتدمير كل شيء بدءاً من بايزيد وحتى رواندوز. عام 1916." 10

ثالثاً: عامل الدين هو العامل الأضعف وفي الدرجة الأخيرة. بالرغم من تجوال بعض الملالي والشيوخ الدينيين الترك بين القرى والمناطق الكردية للدعاية ضد الأرمن(الكفار). فإنها لم تجلب النتيجة المسترجاة منها. و براهاننا على ذلك مساعدة الكرد المسلمين في العديد من الولايات والمناطق للشعب الأرمني وحمايته أياهم. "ومن الجدير بالملاحظة إن الأكراد يعيشون مع النسطوريين في منطقة حكاري منذ الأربعينات من القرن الماضي ولكن لم يحدث إي شيء بما يشبه مذابح الأرمن.". "في التسعينات من القرن الماضي حاول الأتراك إستغلال الأكراد للغدر بجيرانهم الأرمن، إلا أن الموقف الرائع الذي وقفه الشيخ عبد الله سوف يبقى صفحة ناصعة في التاريخ.".11
علينا أن لا نضخم دور الأطراف(الكردية) في تلك الأحداث. وإن فعلنا ذلك فإننا ننسى الجاني والمجرم ومرجع القرار والمحرض الأول والأخير ونبرأ ساحته في غفلة من أمرنا ونلصق التهمة والجريمة بشعبٍ بريء من الدم الأرمني المراق. وكل شخص أو مؤسسة أو دولة فعلت أو تفعل ذلك فإن لها مآرب وأغراض دنيئة جداً تهدف إلى الإيقاع بين الشعبين الصديقين والجارين العزيزين. يقول"ف.كردلوفسكي": كان الحكام يُعلمون الإقطاعيين الأكراد، أن ينظروا إلى الأرمن بمثابة بقرة حلوبة" ويضيف "كان العداء بين الأرمن والأكراد في صالحهم، ولذا فقد كانوا يتبعون معهم سياسة فرق تسد". "حاول السلطان عبد الحميد أن يستغل الأكراد وكذلك الألبانين لأغراضه الخاصة."
ونريد هنا أن نورد نص برقية أبرقها طلعت باشا- وزير الداخلية إلى والي حلب "لقد أبلغتم من قبل أنه تقرر نهائياً، حسب أوامر الجمعية (الإتحاد والترقي) إبادة الأرمن الذين يعيشون في تركيا، والذين يقفون ضد هذا القرار لا يسعهم البقاء في وظائفهم. ومهما تكن الإجراءت التي ستتخذ شديدة وقاسية، ينبغي وضع نهاية للأرمن. لا تلقوا بالاً، بأي صورة، للعمر والوجدان والرجال والنساء!"12
لا يتناقض عاقلان على ان الفاعل و المخطط و الممارس و المحرّض الاول و الأخير لمجازر الارمن هو السلطة العثمانية و بالأخص حكومة الاتحاد و الترقي. يقول هنري موركنتاد: "إن طلعت باشا وزير الداخلية، الرجل القوي في الدولة ذكر له: إن لجنة الإتحاد والترقي درست الأمر بكل تفاصيله، بعناية والسياسة التي كانت تطبق هي السياسة التي تبنوها رسمياً. وأن سياستنا الأرمنية ثابتة ولا يمكن لأي شيء أن يغيرها، لن نترك الأرمن في أي مكان من الأناضول، يمكنهم أن يعيشوا في الصحراء، وفي أي مكان أخر".و يضيف قائلاً "إننا هجرنا ثلاثة أرباع الأرمن بالفعل وليس هناك أحد منهم الآن في (بتليس،وان،وأرضروم) إن الحقد بين الأتراك والأرمن شديد، لدرجة أنه يجب علينا أن نقضي على الباقين. وإذا لم نفعل ذلك سيخططون للثآر".13
هنا لا ننسى دور الغرب وخاصةً ألمانيا في مجازر الأرمن والتحضير لها. حيث يقول المؤرخ الدكتور أفيتيان على أن ألمانيا"إشتركت بشكل مباشر في إبادة أرامنة الأمبراطورية العثمانية". و كل هذه الشهادات التاريخية تظهر ضخامة الأكاذيب التي أطلقتها الطغمة التركية العثمانية في اتهام الكرد بدم الأرمن. يعترف أنور باشا وزير الحربية قائلاً بالحرف الواحد:"إن الوزارة بنفسها قررت التهجير". و بالعكس منه تماماً يفتري الصدر الأعظم (توفيق باشا)في مؤتمر باريس و هو يدلي بأكبر كذبة قائلاً: "إن الذين ذبحوا الأرمن هم الأكراد، وأما الترك وحكومتهم فهم أبرياء من ذلك ولولا ضرورة الحرب ومشاغلها، لكان في إمكان الحكومة الحيلولة دون ذلك وإنزال العقوبة بالفاعلين المباشرين"14. يا ترى أين هذا التصريح من الحقائق التاريخية و أعترافات طغمة الاتحاد و الترقي أنفسهم بأرتكابهم لمجازر الأرمن؟
حماية الكرد لإخوانهم الأرمن…. حقيقة تاريخية غائبة عن بال القوميين والغلاة!!
سوف أتطرق إلى هذا الموضوع الحساس جداً والذي عالجه العديد من المؤرخيين المحايدين وكذلك العديد من المثقفين والمتنورين الأرمن أيضاً. ولذا سوف أكتفي بطرح شهادات وما خطته أقلام عدد من المثقفين والساسة والمؤرخين …الخ.
"يجدر بنا أن نشير بصورة خاصة إلى مواقف معينة مدركة وقفتها قطاعات من القوى الوطنية الكردية البعيدة النظر، التي حددت في وقت مبكر جوانب كثيرة من أسباب مذابح الأرمنية وأهدافها وقدرت بشكل صحيح نتائجها المتوقعة. لذا فإنها حاولت، بأساليب متباينة وعلى مستويات مختلفة، العمل من اجل الحيلولة دون تحويل الأكراد إلى آلة لتنفيذ تلك المهمة غير المشرفة"15. كان موقف الجريدة الكردية الوحيدة-آنذاك-كردستان مشرفاً في الحوض عن الشعب الأرمني وصداقة الكرد والأرمن حيث كانت تنشر مقالات و نداءات تطلب من الكرد قائلة:"الكرد مجبولون على الإحسان والكرم عليهم أن يحافظوا على جيرانهم " الأرمن"الذين يعانون مثلهم من مظالم عبد الحميد"! ولا ننسى بأن جريدة كردستان ذكرت أسماء الجناة بصراحة تامة من الذين شاركوا في المجازر من رؤساء العشائر _الألوية الحميدية. حتى إن عبد الرحمن بدرخان-رئيس تحرير الجريدة آنفة الذكر- تبرأ من أبنه بسبب موقفه المعادي للشعب الأرمني. يقول قنصل إنكلترا في أرضروم (تيلر) "في الأشهر الأخيرة لوحظت ظاهرة جديدة وهي على وجه التحديد تعاون الأكراد مع الأرمن، ومعروف أن أحد الأسباب التي أخرت هجوم قوات الحكومة على صاصون 1894، هذا الصيف، كان مواقف الأكراد المفاجئ، أذ رفضوا الإنضمام إلى القوات الحكومية للهجوم المرتقب. وقد أخبرني زميلي الفرنسي أن المباحثات التي جرت بين الأكراد والأرمن قد إنتهت فيما بعد على وفاق، حسب الأتفاقية، فإن واجب الأكراد إتخاذ موقف حيادي، وقد يتطلب الدفاع المسلح في حالة هجوم ما" 16"نشر الجنرال شريف باشا في العام 1914 مقالاً في جريدة(المشروطية) أدان فيه سياسة الإتحاديين القومية ولاسيما ما يتعلق بمذابح الأرمن مؤكداً"لقد ظلت الأكثرية الساحقة من الكرد بمعزل عما جرى خلال المذبحتين الأولى والثانية".
كانت السلطات تلجأ إلى التهديد والوعيد كل من لا يشارك في هذه المذابح المروعة. وكانت تنشر بيانات في المناطق الكردية ومفادها"من يتجرأ على إخفاء طفل أو إمرأة أو فتاة أرمنية في منزله ويعثر عليه لديه، فإن هذا الشخص يعتبر أرمنياً وسيدفع رأسه ثمناً لذلك" 17. وظل الكرد يساعدون إخوانهم الأرمن ونستشهد هنا بما كتبه كردليفسكي:" كان للأرمن في كل مكان أصدقاء بين الأكراد ينقذونهم عند الملمات من بين أيدي الترك. كان الأمر كذلك أثناء مذابح الأرمن في خواتيم القرن التاسع عشر. و الآن فإن الأمر كذلك أيضاً. فكثيراً ما أروني أكراد أنقذوا أرامنة!"18. وليس من العجيب أو الغريب أن يحمي الكثير من قادة وفرسان الألوية الحميدية إخوانهم الأرمن. فعلى سبيل المثال إبراهيم باشا المللي"كان له دور بارز في تشكيلات الفرسان الحميدية. ومع ذلك فقد أتخذ موقفاً إيجابياً للغاية من الأرمن أثناء المرحلة الأولى من المذابح، إذ تمكن من إنقاذ حوالي عشرة ألاف أرمني"19. " لقد أنقذ هؤلاء الثلاثة(يقصد مصطفى أغا رجب وحيدر وخليل رجب في أورفا) عدا الخمسين شخصاً الذين مرّ ذكرهم أنفاً( يقصد من الكنيسة المحترقة) جميع الأرمن القاطنين في محلتهم وكثيرين غيرهم من الموت"20. ليس هذا فحسب "لقد أنقذ محمود زادة بيت الله بيَك الذي عُرف برجولته وشهامته جميع سكان منطقة مكس من الموت" محمود ذاده بيك"كان يعلم أن الأشقياء سيستغلون فرصة غيابه ويفتكون بالأرمن، فعاد على جناح السرعة وجمع حوله 400 فارس كردي شجاع وطارد رجال العشائر-الأشقياء- الذين كانوا يتجهون نحو مكس للإسهام في المعركة"." أن هذا البيَك قدم في العام الماضي(1895م)300 ليرة كتبرع للأرمن، فضلاً عن المساعدات الأخرى التي قدمها لهم".21
إن المودة و حسن الجوار و دعم الكرد للأرمن و مساندة الارمن للكرد حقيقة ثابتة. في بتليس "كانت الجماهير الكردية تعامل الأرمن بغاية الطيبة والمودة، حتى أنهم كانوا يمتنعون عن اخذ الخبز، الذي كان الأرمن يتبرعون به لهم، كانوا يأخذون من الأرمن الوقود عند الضرورة فحسب، لأنهم كانوا خلال اليوم كله تحت الثلج والمطر، وكان ذلك يريح الأرمن بشكل كبير"22. و لم يكتفي الكرد عند هذا الحد بل أثناء أنتفاضة بتليس عام 1913. إتخذت قيادة الأنتفاضة خطوات عملية في توحيد العمليات الكردية والأرمنية".تقارب الكرد و الارمن دائماً و في أثناء أنتفاضة بدليس ثانياً أقلقت السلطات يقول (سفرستيان) في هذا الصدد "أزعجت محاولات زعماء إنتفاضة بدليس التقرب من الأرمن والأشوريين، حكام الآستانة، فقد كان هؤلاء يسعون على العكس، في كل مجال لإثارة الأكراد ضد تلك القوميات، وبصورة خاصة ضد الأرمن".23
المسألة لم تتوقف عند هذا الحد، بل أن الكثير من القادة والرؤساء والعشائر ساعدت بل وحاربت جنباً إلى جنب ضد الجنود العثمانين. يقول نوري ديرسيمي بهذا الصدد ما يلي: "فقد أنضم أكراد كثيرون بأسلحتهم إلى الأرمن ونهضوا لمقاومة رجال الحكومة بقصد وضع حد للمذابح." ويضيف قائلاً"فقد إنتفضوا -يقصد أكراد ديرسم- مراراً جنباً إلى جنب مع الأرمن، ولم يقصروا في مختلف مراحل المذبحة عن تقديم أي مساعدة ضرورية للمنكوبين منهم، ولم يكونوا يتوجسون خيفة من الإتفاق مع زعماء الأرمن"24.
ويقول لازاريف ما يلي: "آوى أكراد ديرسم أكثر من خمسة ألاف أرمني وأنقذوهم من الموت. وقد أعترف الأرمن أنفسهم بمواقف أكراد ديرسم الشهمة أكثر من مرة."ولا ننسى دور الكرد اليزيديين في حماية وإيواء الأرمن المنكوبين أو المهجرين."فقد ساندوا الأرمن بمشاعر عميقة من التضامن وقدموا لهم ما كان بوسعهم تقديمه من معونة(…)فأثناء المذابح الأولى التجأ المئات من الأرمن عن طريق ديرالزور إلى اليزيدين الذين آوهم ولم يسلموهم إلى السلطات رغم كل الضغوط التي تعرضوا لها"25.
ورغم الظروف السيئة والمجاعة التي كان يعاني منها الكرد، إلا أن ذلك لم يسدهم عن مساعدة وإطعام الأرمن! يقصد الكرد "أنهم كانوا رغم معاناتهم من المجاعة، يقسمون أخر كسرة خبز لديهم مناصفة مع الأرمن، وكانوا يبيعون أمتعتهم الخاصة من أجل أطعام هؤلاء "26 مقطع من رسالة بعثها أرامنة قرية خاتسو. نرى في برقية قائم مقام بتليس إلى إستنبول، في نيسان 1903، يقول :" إنه ألقى القبض على مجموعة من الأكراد، يشتبه بهم في تمويل الفدائيين الأرمن بالأسلحة". و نضيف شهادة أخرى، و هي تقرير القنصل العام الإنكليزي في تبريز (أ. فانسيلاف) من 28 كانون الأول 1903 إلى 8 تموز 1903، يورد فيه "أن أرمن تركيا إستلموا السلاح عبر الحدود التركية الإيرانية، وذلك بمساعدة الأكراد ذوي النفوذ".كان العديد من الكرد يضعون نصب أعينهم كل شيء في سبيل حماية إخوانهم الأرمن "وفي العديد من الحالات تعرض أكراد أو غيرهم إلى شديد الأذى لأنهم أنقذوا أرامنة أو آووهم(….)كان يلقي القبض عليه فوراً و يسأت إلى المصير المجهول وتشرد عشيرته ورجاله"27.
الكثير من الارمن الذين فرّوا من المجازر خارج حدود تركيا أستقبلهم الأكراد السوريين في كوباني و قامشلو و سري كاني و حلب خير استقبال. و الكثير منهم يعيشون بين الأكراد حتى يومنا هذا و لم تحدث أية حادثة سلبية، على العكس من ذلك العلاقات حميمية إلى أبعد حدود. و هذ أيضاً يبرهن ضعف العامل الديني لهذه المجازر. فكما نعلم بان الكرد السوريين معظمهم من الديانة الأسلامية و مع ذلك لم يبدر منهم بادرة سوء نحو الأرمن. و للأرمن كنائس و أديرة في المدن الكردية آنفة الذكر .يجب أن توضح هذه الحقائق لكل الشعوب وخاصةً للشعب الأرمني بأن الكرد ليسوا ولن يكونوا جناةً على الشعب الأرمني كقومية و ولكن حتى ولو ظهرت الشواذ إلا أنها لا تمثل الشعب الكردي كقومية
فالشعب الارمني مدين للكرد الشرفاء الذين أنقذوهم من الموت و المجازر، ينقل د.كمال مظهر احمد عن عبد العزيز يا ملكي قوله" إن كان قد بقي في الأناضول أرامنه (بعد مذبحة 1915) فهم الذين نجوا بمساعدة الأكراد"28.
و علينا النظر إلى المسألة من منظور آخر و هو مساعدة الارمن للكرد قبل و بعد المجازر. مساعدة الأرمن للكرد في تأسيس جميعة الخويبون "في بيروت في بيت أحد قادة الطاشناك_فاهان بابازيان. وقدم الطاشناك مساعدات كثيرة وجعلوا أعلامهم في خدمتهم. و قد كان س.حراج بابازيان الممثل الدائم لطاشناك ضمن الخويبون. حتى إنه كان الرجل الثاني ضمن الجمعية. "وفعلاً إستفادت خويبون والحركة الكردية في البداية بشكل واسع، من إمكانيات التوسيط الأرمني .فقد تحقق جزء هام من الإتصالات بين الأكراد في مختلف الدول عن طريق الأرمن". ويداوم قائلاً "أعترف ممثل الأرمن بضرورة وقف الدعاية الأرمنية الموجهة ضد الأكراد، والتي إستمرت لفترة طويلة من الزمن، نتيجة سوء التفاهم الذي ساد بين الشعبين، و الإلتزام الأرمن بالدفاع عن القضية الكردية في إصداراتهم في أوروبا وأمريكا"29.
و خير دليل على مدى عمق جذور الصداقة بين الشعبين الكردي و الأرمني هو أتفاق الوفدين الكردي و الارمني في مؤتمر الصلح. أي بعد المجازر بمدة قصيرة، حتى ان الكثير من السياسيين و الديبلوماسيين و الصحفيين أستغربوا لهذا الأتفاق. أعلن الوفدان (برئاسة شريف باشا الكردي و بوغوص نوبار باشا الارمني) عن إتفاقهما على حل مشاكلهم فيما بينهم، دون تدخل الدول الكبرى. ويطلبان إدخال مطاليبهما في بنود معاهدة سيفر ثم يقدمان معاً، بتاريخ 20 كانون الأول 1919، مذكرة مشتركة بأسم الشعبين الكردي والأرمني إلى رئاسة مؤتمر الصلح في باريس يتضمن مطاليب الشعبين.
أما في السنوات الأخيرة فقد تقدمت العلاقات الكردية-الارمنية على مستوى التنظيمات و الأحزاب. على سبيل المثال لا الحصر: عقد كل من حزب العمال الكردستاني و تنظيم أصالا (Asala)الأرمني لبعض الأتفاقيات المشتركة في لبنان. و في بداية أعوام التسعينيات و بمبادرة مباشرة من القائد الكردي عبدالله أجلان تم إنشاء جمعية الصداقة الكردية-الأرمنية في عاصمة ارمينيا ايريفان من نخبة من المثقفين و المفكرين و العلماء الكرد و الأرمن. و الجمعية المذكورة تصدر مجلة دورية خاصة بها باللغتين الارمنية و الكردية بأسم دوستي(Dostî). و لهذه الجمعية دور كبير في تقارب كلا الشعبين و توحيد جهود مناضليهما في الكفاح و إزالة رواسب التاريخ. و بجهود هذه الجمعية تم عقد كونفرانس خاص في بيروت عام 1998. آمل أن أكون قد ألقيتَ الضوء و لو بشكلٍ ضعيف على النواحي الأيجابية لعلاقة كلا الشعبين، النواحي التي يتعامى عنها الكثيرين لأسباب عديدة. و هذا المقال قد تكون بادرة حسنة في هذا السبيل. و كـ كردي أنتظر من الأصدقاء الأرمن سلك هذا المنحى في كتاباتهم و نتاجاتهم حتى نكون لائقين جميعاً بتاريخنا الحافل بالمآثر العظيمة للصداقة و حسن الجوار.
عليهم، أي الأرمن و خاصتاً الذين يقطنون المناطق العربية و يدرسون الكتب العربية، معرفة بأن العديد من الكتاب يضخّمون ويزيدون كثيراً من دور الكرد في المذابح ولا يوردون المواقف الإيجابية للكرد وهذا ما يؤدي إلى إتساع الهوة وعدم إندمال الجرح بين كلا الشعبين الشقيقين. ومثل هذه الأمور لا تفيد مستقبل نضال كلا الشعبين لأجل الحرية والإستقلال والكرامة. الخيار الوحيد امام الشعوب هو الأخوة و الصداقة و العيش في وئام دائم.

الهوامش:
1- الأكراد _ملاحظات و إنطباعات ف.ف.مينورسكى.1915
2- صالح زهر الدين _الأرمن شعب وقضية
3- المصدر السابق .
4 - هنري موركنتاد: سفير الولايات المتحدة الأمريكية في إستانبول بين 1913_1916 في كتاب (قتل أمة):
5 صالح زهر الدين "الأرمن شعب.و قضية".
6رسالة أحد رجال الدين الأرمن إلى رأس الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية. كمال مظهر أحمد_كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى
7نقله د. كمال مظهر من المؤرخ (آرنولد توينبي).
8الأكراد _ملاحظات و إنطباعات ف.ف.مينورسكى.1915
9 المصدر السابق .
10كمال مظهر أحمد_كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى
11 الأكراد ملاحظات و انطباعات. مينورسكي.
(The memories of naim bey. Turkish official documants reading to the deportations end massacres of armenies- London 1921) - 12 13 هنري موركنتاد (قتل أمة)
14 د. بله. ج. شيركوه.
15 د. مظهر كمال أحمد- كردستان أثناء الحرب العالمية الأولى
16 جليلي جليل، نهضة الأكراد الثفافية والقومية.
(The genoside of the Armeniens) 17
(.A GARDLEVSK?) 18
( Mark sykes the caliphs last Heritage) 19
(The genoside of the Armeniens) 20
21 المساعدات الأخوية لأرامنة تركيا المنكوبين- موسكو 1897.
22 جريدة (الأوريزون) الأرمنية، عدد 74 تاريخ 10نيسان 1914
23 د. مظهر كمال أحمد- كردستان أثناء الحرب العالمية الأولى
24 نوري ديرسيمي (ديرسم ضمن تاريخ كردستان)
(Harry charlesluke mosul andits minorities) 25
(Lazarev the kurdish Question) 26
( The genoside of the Armeniens) 27
28 عبدالعزيز ياملكي_ كوردستان و كرد اختلاللري 29 من مذكرات قدري بك أحد الأعضاء البارزين ضمن جمعية خويبون
ملاحظة: نشرت هذه الدراسة في العدد الرابع من مجلة الشرق الأوسط الديمقراطي



#بولات_جان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 9 أكتوبر، يوم المواجهة بين ثورة الحرية و الإمبريالية
- لعبة السموم
- وا أسفاه يا طالباني
- الباحث عن الحقيقة
- المرتزقة
- لك سلامي
- نحن أخوة
- شمعة ناظم
- هل من معارضة سورية؟!
- لم أفرح..
- إن وقعْتَ يا فصيح
- شيلان، ما الذي أكتبه؟
- قراءة في فكر اسماعيل بشكجي
- الاعتراض الضميري و ثقافة المجتمع الديمقراطي
- طوبى للسلام
- صدر حديثاً -آفاق كونفدرالية- عن دار شيلان للإعلام
- صراع الاجيال
- ما هو الحل؟
- ترانيم الروح... لوحة من الفرات
- أوجلان فوبيا


المزيد.....




- وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب لـ-تعميق التعاون- الأمني ب ...
- قطعها بالمنشار قبل دفنها.. تفاصيل جديدة تُكشف عن رجل قتل زوج ...
- فك شفرة بُن إثيوبي يمني يمهد الطريق لمذاق قهوة جديد
- الشرطة الهولندية: عصابات تفجير ماكينات الصرف انتقلت لألمانيا ...
- بعد موجة الانقلابات.. بقاء -إيكواس- مرهون بإصلاحات هيكلية
- هل يحمل فيتامين (د) سر إبطاء شيخوخة الإنسان حقا؟
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في مدينتي أوديسا وتشيرنومورسك ...
- الاحتلال يتحدث عن معارك وجه لوجه وسط غزة ويوسع ممر -نتساريم- ...
- كاتب أميركي: القصة الخفية لعدم شن إسرائيل هجوما كبيرا على إي ...
- روسيا تصد أكبر هجوم بالمسيّرات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بولات جان - لنقرأ التاريخ بموضوعية وعقلية حيادية تامة دراسة عن المجازر الارمنية