أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - مسرحية (السفينة التي لم تبحر)















المزيد.....

مسرحية (السفينة التي لم تبحر)


فاضل خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2769 - 2009 / 9 / 14 - 20:33
المحور: الادب والفن
    


تأليف : د.فاضل خليل

فضاء يفضي إلى سماء صافية تتلألأ فيها نجوم بعيدة ، عواء الذئاب البعيدة ، [غريبة] تعاني الآلام المخاض لطفل يرفض الولادة في زمن ضاع فيه الأمان ، و[بدر] الذي يعانى من وحدانية الموقف والى حاجته لمن يسانده في مثل هذه المحنة .
غريبة : [تصحو من إغمائها .. تنظر في وجه بدر ] لم أحضرتني إلى هنا ؟
بدر : [ لا يجيب ، لمعرفته بأنها تهذي]
غريبة : أعلم انك تجرني إلى الموت ؟ تريد ذبحي إذن يا بدر؟
بدر : واحد نحن يا غريبة .
غريبة : [تبتسم في عدم تصديق] في أي يوم من أيام الحزن والخريف نحن ؟
بدر : [ يهم بالإجابة] نحن في اليوم ألـ...
غريبة : [ تقاطعه] .. أتذكر يا بدر ؟
بدر : أذكر ماذا ؟ يوم أخذني الغيم فقادني إليك ؟ أو يوم أخذك الغيم فقادك إلى .
غريبة : [بعد فترة صمت] بدر ..
بدر : قولي .. أنا أصغى إليك .
غريبة : وددت لو يطول الليل ، ولا تنكشف الغيوم .
بدر : كأنا هوينا من فوق ..
غريبة : صحيح ؟ أنا حسبتها سكرة موت ، كالتي مرت قبل الآن ..
بدر : إنها من نوبات الحمل يا غريبة .
غريبة : أتدري يا بدر ، أنا يوميا أدعو الله أن يؤجل ولادتي ؟
بدر : لكننا نريده ولدا .
غريبة : لا أريده أن يولد للنار والحجارة ..
أتعرف لماذا ؟
بدر : لا أدري ، لماذا ؟
غريبة : لأن المسافة بين البيت والمدرسة مسافة بعيدة
بدر : وماذا يعني هذا ؟
غريبة : تعني الموت ، حين لا تكون المسافة بين البيت والمدرسة ليست قريبة .
بدر : سنقصر المسافة يا غريبة ، يوم يولد .
غريبة : صدقني وهو في بطني يميز من الصوت نوع الدبابة ونوع الهمر والمروحيات
، حتى القذائف ، من أي نوع .. يعرفها.
بدر : [يضحك] لا تجزعي يا غريبة ،
إن ولدي يميز عدوه من غير تعريف ، كحال كل أطفالنا .
غريبة : إن حكت الحياة عن بؤسها ، فما الذي عن بؤسنا تحكي ؟
الشيخ : [يقترب منها] أي الأغاني تحبين يا ابنتي ؟
أتلك التي تتحدث عن عطش الحب ؟
أم التي تتحدث عن زمان مضى ؟
غريبة : من يقول لي يا عمي .. ألآن دعك من الأمس واحلم بالأمل البعيد
الشيخ : [على الربابة]
بعيدا عنه في ديار بعيدة
ولا حدن جاب إلى منه إفادة
تجيبه حلوم الليل عندي
وأحط الزند للغالي وساده
غريبة : إيه .. سنون الغربة ، خلقت منا أطيافا ،
فلا تقينا الجغرافيا صقيع المنافي ، أو حرارتها .
العريف: [يغالب ألمه من الحالة الكاملة]
ولكن الحدود يجب أن تبقى آمنة .
بدر : يهمنا سماع صوت اطلاقة على الحدود .
العريف: لماذا ؟
بدر : لأنها تربك العدو .
العريف: [لا يجيب]
الشيخ : لنقول إننا حاولنا استرداد بعض كرامتنا المهدورة .
غريبة : [للعريف] يا أبن العم .
العريف: تكلميني أنا ؟
غريبة : نعم
العريف: [يصغي إليها]
غريبة : أتعرف كم كان مهري ؟
العريف: لا
غريبة : بندقية ، وزفتي كانت زغاريد ورصاص . لأن تكاليفها ليست باهضة .
الشيخ : [للعريف] كنت ذاهبا للعلاج .
هل تعرف ؟ وهذا هو السبب الذي جمعني بكم .
العريف: ولماذا هربا عن طريق الحدود ؟
الشيخ : منعوا ذهابي بتصريح ..
وكل همي أن أشم تراب الوطن ، واتعالج بأيدي أبنائي ..
لأنه يشعرني بالأمان .
العريف: ولماذا لم تذهب للعلاج في بلد أجنبي .
الشيخ : ذهبت .. ورجعت من المطار .
العريف: لماذا ؟؟ [باستغراب] .
الشيخ : في المطار الأجنبي .
حدق الشرطي بي .. قبل أن يطلب أوراقي .
العريف: انك تشبه الحالة بالحالة الآن .
الشيخ : لا .. الوجه الثاني لها .. حدق الشرطي بي .
العريف: [يصمت باهتمام]
الشيخ : [يكمل] ولما لم يجد عندي لسانا وشفه ، زم عينيه ،
وأبدى أسفه ، قائلا : أهلا وسهلا يا صديقي العربي .
المرأة : [تقدم له الشاي] الشاي يا ولدي .
الشيخ : [يدندن على عوده]
المرأة : أن تكوني امرأة ... هذا هو الألم ..
عندما تصبحين فتاة تتألمين ..
عندما تصبحين عاشقة تتألمين ..
عندما تصبحين أما تتألمين ..
ولكن أكثر ألم لا يطاق على وجه الأرض ..
أن تكوني امرأة لم تعرف كل هذه الآلام ..
ألما .. ألما .. ألما ..
الشيخ : [يغني]
الزوجة: من الآن فصاعدا سأحيا دون حب
لن أنتظر في المساء عودة الحبيب
لن أتيبس من كلمة
لن أحترق فوق الجمر
الشيخ : [يغني على العود]
لن تبك على كتف قاس
لن تضحكي من قلبك
ولن تموتي من نظرة
لكن في الحقيقة ، لنتكوني حينها على قيد الحياة
بدر : بقدر ما يغدو هذا ليس ممكنا
لاأومن بأن ثمة شيئا يفاجئني
كل شئ يتكرر ، احفظه عن ظهر قلب
لا توجد زاوية بلا ذكريات
ولا يوجد درب بلا أسف
كل جواب قد أعطي دون سؤال
وأسئلة كثيرة دون جواب
العريف: هذا الظل يسجل حضوري
وهو أمر يتكرر دائما
دائما يحول خوفي إلى هلع لا يطاق ..
الشيخ : لعل مصدره هلوسة ، نتجت عن شعور بالذنب
العريف: [يلتفت صوب الظل] لا [بهمس] لا ..
[يكررها بأشكال متعددة]
منذ سنوات بعيدة ..
عندما كنت مبتدأ في الرياضة ،
تركت أعز أصدقائي يموت ..
كنا أنا وصديق لي نتسلق صخرة مسطحة خالية من النتوءات ..
لذلك لم تترك ظلالا ، وكانت الشمس لافحة تلهب الأرض، والحجر ..
صنعت لي ظلا كهذا ..
كنا قد فقدنا جزءا من الزاد ، والماء ، سوى ما يكفي لشخص واحد ..
وكانت القمة على بعد ثلاثة أو أربعة أيام ..
لم يكن من الممكن متابعة التسلق ..
[يستجمع قواه] لقد قتلته .. [يشير إلى ظله]
لذلك عاد ليعاقبني [يصرخ] أنا الذي تخليت عنه في الجدار الصخري ..
[يهبط كالوس بسرعة كبيرة يستوعب الظل بحالة الوقوف الذي تزامن حركته
حركة الكالوس ، يستدير ، حيث الظل ، فيطعنه بمدية ، وببالغ القوة ] .
الشيخ : هل ارتحت .. لاتكن طفلا يا ولدي .. اعترف بأن سلوكك كان أنانيا .. فقط لا غير .. ابك حتى تستعيد صفاءك ..ابك ، فالبكاء سيفيدك ..
العريف: [يبكي بحرقة] لعن الله الجبن .. لقد كان طيبا معي ..
الشيخ : الألم رهينة وجه الممتحن المحض ، رغما عما تختلج به أو تتأس سحنات البعض منه .





******
المصادر
*ديوان محمود درويش [أرى ما أريد] .
*قصيدة للشاعرة البلغارية : بلاغا ديمتروفا ، ترجمة : د.عدنان حافظ جابر [إعداد بتصرف]
مجلة الرافد ، ص99،98 .
*من قصة [الظل الذي يفرمن خطان] لـ : فكتوريا روبنسن – مجلة الرافد ، ص111،110



#فاضل_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية قمر من دم
- جليلة بكار ... التكامل الفني في المونودراما
- آفاق اللقاء بين القديم والجديد في المسرح العربي
- الممثل يصنع المسرح
- في ذكرى رحيله .. جعفر علي عراب السينما العراقية
- يوسف الصائغ
- ماكس راينهاردت
- القصب والتحطيم الغاضب للتقليد
- أهمية الثقافة و الديمقراطية
- قاسم محمد ... وسلطة المسرح المسكون بالناس
- الرأي الجاهز في التلقي ... والنقد الاكثر جاهزية في المسرح
- الموسيقى في المسرح ... بين التأليف والاختيار
- الواقعية في المسرح (1)
- ( باسوان ) المسرحية الأنموذج
- هاملت بين .. [كريج] و[بيكاسو]
- تكنولوجيا الخشبة توصل خطاب المخرج بلا ثغرات
- جاسم العبودي(#) .. المربي الأكاديمي
- توفستونوكوف .. مخرجاً .. ومنظراً
- حين تجيء الشهادة متأخرة .. ذكريات... أحلام... تأملات
- فن المخرج : فن الفعل ... فن المتفرج


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - مسرحية (السفينة التي لم تبحر)