الحقيقة الغائبة

رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 2769 - 2009 / 9 / 14 - 16:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

رغم تكراره مفردة الحقيقة وواقع الحال فـــــــــــي أكثر من مرة , بل وفــي أغلب حديثه منذ البدء وحتى الأنتهاء ’ ألا أن الدكتور ( رياض موسى ) رئيس قسم الفنون المسرحية ـــ بغداد ــ وفـــي إستضافة ٍمشكورة مـــــــن قناة الفيحاء ضمن برنامج " صبحكم الله بالخير " تجنب وبشكل لايقبل الشك الحديث عـــن ( الحقيقة الغائبة ) وذلك حسب إعتقادي بفعل الخوف والإرهاب المتفشي جــراء تطرف ومــوجة أحـــزاب الإسلام السياسي في عراق ـــ إبن سريج و بشار بن برد , وسلامة القس , وبصبص* ـــ إذ لم يستطع المتحدث أن يشخص بإصبعه علــــــــــى السبب الأرأس للواقع المؤلم الـــــذي تعانية كلية الفنون الجميلة وأكاديمية الفنون الجميلة وأقسامها المختلفة التشكيلية والموسيقية والمسرحية , لقد سألت مقدمة البرنامج : هناك فرق بين الماضي والحاضر في طبيعة الساحة الثقافية بشكل عام والمسرح بشكل خاص فلماذا يعزف الجميع وخصوصا ً العنصر النسوي مـــــن ولوج هذا النوع مــــــن التخصص ؟ أجاب ( د. رياض موسى ) وهــــو الـذي يشغل منصب رئيس قسم الفنون المسرحية : واقـــع الأمر أن هناك سببين مهمين أولهمـــــــا أن الطالب أو الطالبة يستسهل أن يدرس تخصصه في مكان قريب عن منطقة سكناه وهــذا مـــا يعرقل أو يعوق الإقبال علــــى المركز" بغداد " .معلوم أن تعدد الجامعات فــــــي الجمهورية العراقية وإحتوائها علــى عدة فروع ومنها علـــــــى سبيل المثال لا الحصر ,أكاديمية الفنون ــ بابل ــ يؤثر بشكل وآخــرعلى مــا ذُكر, حسب ما أورده المتحدث!!. والتبرير الثاني الذي أورده يتعلق بما يعرض مـــــــن دراما عراقية هابطة والتي تؤثر بدورها عن إحجام الطالبات والطلاب على حد سواء من ولوج باب الفن والمسرح بشكل خاص , لأن مايعرض مـــــن أعمال ومسسلسلات ودراما يستخف بعقل الناس ,العراقية قبل العراقي وبالعائلة قبل الفرد وبالشعب قبل الحكومة , !!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟ وكـان بإمكان ( الدكتور . رياض موسى ) محاكاة الواقع العراقــــــــي بكل تناقضاته وبما يمليه الواقع السياسي والإجتماعـي والثقافــي والأقتصادي , ومـا أفرزته مرحلة الدكتاتورية ـــ الحملة الإيمانية ـــ وما أعقبها من تدهور مريع فـــي ظل الإحتلال الذي جاء بكل ماهو غث من متعنصرين قوميين وضيقي أفق وطائفيين ولصوص وقتلة ودجالون مجرمون , بل وعملاء ان بلدا يعاني إحتلالين أمريكي وديني ( أحزاب وميليشيات إسلامية , سنية وشيعية ) لا يمكن , ويستحيل أن يقوم بمهمة الدفاع أو حماية المسرح الذي تُنتهك به جامعاتها بفتاوى من هذا وذاك وأن يهان طلبتها مـــــــــن أجل سماع أغنية أو موسيقى , أن بلدا ً جارا ً مثل ( إيران ) يستطيع وبسهولة أن يقطع المياه من نهر الكارون ونهر الكرخة وسواها عن أراضي جارة ( العراق ) لقادر ان يمد العراق يوميا بالآف المفخخات على شكل محجبين ومحجبات وملايين مــــــــــــن كتب التخريف والدجل والشعوذة والسلاسل والسكاكين يدخلون بقوة السوط الذي يلهب التربوي والأستاذ قبل الطالب والطالبة ؟ ليس في أكاديمية الفنون الجميلة وحسب وإنمافي كل مرفق تعليمي في العراق .. أن عزوف الناس والعنصر النسوي عن المسرح ناتج مــــن تدنـــي وعي الناس بفعل إرهاب أحزاب الأسلام السياسي , والذي لابد مــــــن مواجهته بشجاعة وذلك مــن خلال إستثمار ما يقدمه المبدعون الأحرار ومنهم بالطبع الطلبة الــــــــــذين ذكرهم ( المتحدث ) بما يحملوه من رؤى جديدة ومعالجة واقعية تهز مؤسسات الدولة التي تعجز ولقد أثبتت عجزها على مدار الستت أعوام ونيف مــــن تحقيق أبسط الأشياء الخدمية !!! فما بالك من صرح الثقافة التي لايمكن للبلد أن ينهض مــــــن دونها فـــي خضم هذا الصراع الدموي والأرهاب المنفلت النظير التي تقوده ( لامسؤولية ولا وطنية ) الأحزاب والجماعات والشخصيات التي تتعكز على أوهن الأمور وأتفهها !!!!! تلكم وغيرها الحقيقة الغائبة في مقابلة قناة الفيحاء ( لمسؤول شاب ) يرأس قسم الفنون المسرحية في أكاديمية الفنون الجميلة بغداد , ولــي عودة في ذلك لما يمتلكه تراثنا المسرحي ورواده من مواجهات مـــــع السلاطين ووعاظهم بسلاح الحقيقة , حقيقة الثقافة لاغيرها .
الهوامش
ـــــــــــــــــــ
* إبن سريج : أحد أهم من غنى في زمن خلافة عثمان بن عفان والعهد الأموي.
بشار بن برد : من مخضرمي شعراء الدولتين العباسية والأمـوية .
سلامة القس :أشهر من غنت في العصر الأموي .
بصبص : مغنية من العصر العباسي .

السويد 14 أيلول عام 2009 رشيد كَرمــــــة

#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل