أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رشيد كرمه - عام مضى















المزيد.....

عام مضى


رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 2749 - 2009 / 8 / 25 - 02:38
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كتب أستاذي الطيب ومعلمي وصديقي ( ابو هدف ــ زهير الدجيلي ــ ) قصيدة شعر شعبي : وين دمك ضاع ياكامل شياع ؟
إنه سؤال كبير , وجرئ يتحمل المثقفون العراقيون قبل أي جهة أخرى الأجابة عليه وذلك عبر التفاعل مـــــع القوى الديمقراطية الجادة ومنها الحزب الشيوعي العراقي الذي لابد له من المطالبة ِوبشكل علني وعلى أعلى المستويات بالتحقيق فــي قضية إغتيال مثقف عراقي أولا ً وموظف حكومي ثانيا ً ومُعارضاً لنهج الدكتاتورية ثالثا ً ورابعا ًانه ينتمي لفكرٍ حداثي يحمل مشروع ثقافة يهدد ويقوض كـــل القيم الخرفة التي يريد لها (الضد )الشراني أن تسود .
ورغم أن قصيدة الشاعر الكبير ( مظفر النواب *) ألمحت على عدم ضياع دم صويحب , ألا ان القصيدة عند ( زهير الدجيلي ) تنتهي بواقعية مأساوية إن سادت فلنقرء على عنصر ثقافة الحداثة والسلم والحوار والتحضر والحرية والديمقراطية السلام حيث يقول : ليش دمك ضاع يا كامل شياع ؟
لابد والحال ان نستنفر كل إمكانياتنا لأن قوى التخلف تستهدف العراق وتراثه ومبدعيه , وبودي ان اعيد نشر ما كتبته عن الشهيد ( كامل شياع )قبل عام وذلك أنني أجد ان الراحل يستحق مثل هذا الرثاء .
الهوامش
ــــــــــــــــــ
* من ديوان الريل وحمد ( صويحب من يموت المنجل يداعي )


كامل العراقــي
رشيد كَرمــة
تحية ً لك أيها الشجاع ( كامل شياع ) تنويه :
ــــــــــــ
حين إقترح الصديق الدكتور ( عبد الخالق حسين ) طبع ونشر بحوث وأعمال ( كامل شياع ) بعد ان إغتالته القوى الشريرة , كرد ٍعلى منهجيتهم الظلامية , كنت قد شرعت فعلا ً بالبحث عما يمكن فعله , لذا سارعت الى ما إختزنته مكتبة النادي العراقي في مدينة بوروس / السويد ووجدت أكثر من مقال وفكرة ودراسة كتبها الشهيد , وكانت جل كتاباته علمية رصينة يغلب عليها صفة الواقعية وبما تحملها من مرارة ..
ولعل إستشهادي بمقالات ثلاث سابقة عن دراسته النقدية عن موضوعة ( الشر ) لاتخرج عن إطار إختيار شخصي مني كون ان الشر صفة ملازمة للبشر وأنها من أهم وأبخس وأشرس الأضداد المتصارعة التي ضمنتها الماركسية , من جانب آخر وددت لفت إنتباه القارئ من حاسة الرجل العراقي ( كامل شياع ) للقوى الشريرة والتي سوف تتحين الفرص للفتك به كجزء من محاولة تفكيك ونزع أسلحة الثقافة الوطنية , الثقافة التي لايحرسها إلا المتعلمون وعشاق الكلمة الصادقة والتي كتب بعض أصدقاءه الأحياء عن جزء صغير من مفردات حياته اليومية , ولن أتردد في تأييد ما ذكره ( جبار ياسين ) و(حسين كركوش ) من ان ( كامل شياع ) كان أشجعنا تماما ً .
ونظرة الى فحوى الكلمات بحق الشهيد بعد إغتياله تجد ان الرجل كان يتمتع
بأخلاق وتواضع جم , وبثقافة عريضة , وبصدق ٍوامانة واضحين
كما ان ( كامل شياع ) كان جسورا ً ومبدأيا ً وتحمل شخصيته سمة الأصرار
والعناد على المنازلة والرهان على قدرة العراقيين للكسب في نهاية المطاف
نبذ التفاؤل الكوني
عندما علُق الشر عند ( لايبنيتز ) علـــى فكرة التفاؤل الكوني ( الميتافيزيقي ) وعند ( فوكوياما ) على فكرة التفاؤل التأريخي فإن هذا إستثار في ناقدين لهما , هما على التوالي " فُولتير و دريدا "تساؤلا ًعن مشروعية إحتواء حقائق الواقع ضمن فكرة جامعة ومسبقة فالمعروف أن فُولتير إستهدف في إقصوصته الفلسفية الشهيرة ــ كانديد ــ والتي كتبها إثر زلزال لشبونة المروع عام 1755 فكرة التفاؤل الكوني لـ(لايبنيتز) وكان سؤالهما المحمول بحس البداهة هـو كيف يمكن أن يحصل كــل الذي حصل فـــــــــي أفضل العوالم الممكنة ؟
وبعد ان أخذ بطله المتفائل الساذج " كانديد " في رحلة خرافية حول العالم إنتهى إلى أنه لا جامع لهذه الفكرة بالحقائق القبيحة للحياة .
وقد تعلم " كانديد " عبر خيبات أمله المتلاحقة أن التفاؤل هو موقف سلبي وفارغ فلا الوقائع التي جربها يمكن أن تتكلل به ولا هو قادر على تفسيره أو تغييرها , ولهذا عرف فُولتير بطريقته التهكمية التفاؤل بأنه : ذلك الجنون الذي يؤكد بأن كل شئ بخير عندما يكون شرا ً ( ص55 من كانديد ) ولكن فُولتير لم يخلص الى التشاؤم بعد أن أظهر تهافت التفاؤل بل الى موقف واقعي لخصته عبارة ــ ينبغي حراثة حديقتنا ـــ لوضع حد للتأملات اللامجدية ولجعل الحياة قابلة للإحتمال ص 103ـــــ 104 كتاب الحضارة واستياءاتها لــ( فرويد ) حيث يفسر الاخير عبارة فُولتير أعلاه بأنها واحد من تدابير ثلاثة لتحمل قسوة .
powerful deflectionالحياة وآلامها ويسميه حيود قوي
في جزء من كتابه الأخير " أشباح ماركس " يفضح جاك دريدا بطلان نظرة تعليق الواقع على المثال التي أتبعها فوكوياما عند جعله النظام الديمقراطي الليبرالي الغاية المتحققة للتأريخ ومثاله الأخير والوحيد .
يقوم موقف دريدا والذي هو حصيلة منهجه التفكيكي لميتافيزيقيا الوعي على رفض الثنائيات التقليدية للفلسفة كالذات والموضوع , الروح والجسد , والواقع والمثال , وربما يكون مجاز الشبح في كتابه هذا مناسبا ً جدا ً للتعبير عن طابع اللاإكتمال واللاتطابق واللاقطعية الذي يحكم العلاقة بين هذه الثنائيات .
وإرتباطا ًبنقد دريدا لفوكوياما فإن مجاز الشبح كمرادف ٍلمستقبل ٍيأتي أبداً دون تحديدات مسبقة يحيل الخطاب الأنتصاري للأخير عن النهاية السعيدة للتأريخ الى مجرد دوغما أو إكتشاف متأخر محمول على روح إعتذارية للقوة المهيمنة : الرأسمالية .فبإسم الغاية التي لامحيد عنها يتم تجنب التعامل المباشر مع ظواهر التأريخ المعاصر كالعنف السياسي واللامساواة والإستغلال الأقتصادي والتي تتحكم بمصائر غالبية البشر .
والحال أن هذه بنظر فوكوياما لاقيمة لها ولايمكنها أن تثني مسيرة التأريخ نحو مثاله الاخير , بل انها مهما تفاقمت , وهي فعلا في تفاقم , لايمكنها أن ترتقي إلى أكثر من مجرد أعراض زائلة إو أنحرافات مؤقتة عن الغاية الأخيرة التي تنتظر الجميع .
أي جرأة " يتسائل دريدا " وراء هكذا تبشير بالغاية- المثال على خلفية مآسي الأنسان المتفاقمة ؟ ألا يستدعي القول بالغاية اللاتأريخية للتأريخ تفكيكا ًلكشف أوهامه وخفاياه ؟ والتفكيك هو بالتأكيد ما لايكل عنه دريدا ولا يناظره فيه أحد ( بصورة ما يمكن مقارنة دريدا بماركس ــ كناقد لمفهوم الحرية في الايديولوجية الليبرالية من حيث أن كليهما إهتما بـ(تفكيك ) العلاقة بين العبارة ومحمولها ويكشف الاختلاف الفعلي خلف التجانس الإسمي ) إذا كان الحدث عند فوكوياما هو البشارة( نهاية التأريخ )المستوحاة من تصور أخروي فإنه عند دريدا فعل الحدوث بموصفات مادية ومتفردة , إذ أن تأريخية التاريخ الحقة , بالنسبة له تفترض اللاتطابق مع أي تحديد ميتافيزيقي ــ لاهوتي له , ومن خلال الإنفتاح على حدثية الحدث يمكن للتأريخية أن تخدم كمعبر لـ( تفكير أيجابي بخلاصية وتحريرية الوعد ) ص 125ــ 126 أشباح ماركس ,الطبعة الفرنسية .
والوعد عند دريدا هو ليس التفاؤل المجرد بل يقابل الأمل عند فُولتير ويشير إلى ضرورة المستقبل المجهولة التي تفتح التأريخ مرة أخرى , بعد أن ينطلق أو يُغلق .
ما يشبه الخلاصة
يدلنا تأمل موقفي فُولتير ودريدا على أن تجنبهما إحتواء الشر ضمن فكرة ميتافيزيقية مضادة قد إفترض رؤية الواقع مجردا ًمن المثال أو كوجود قائم ما بعد اليوتوبيا .
فالأعتراف بحقيقة الشر يمكن أن يعني أن اليوتوبيا هي أما مستحيلة زمانيا ًومكانيا ًأو تم تجاوزها بصيغتيها الأخروية القروسطية والدنيوية الحديثة , وواقع دون يوتوبيا هو واقع خائب انفض سحره وتقوضت فيه أسبقية المبتغى والمرغوب على الفعلي والمعاش , وكذلك إمكانية إحتواء المظاهر الجزئية للشر في كل ضروري تنعقد فيه المسارب وتكتمل الماهيات , إنه واقع يمتحن التفاؤل بمآل الأشياء الى خير وإنسجام نهائي .
وهو واقعنا اليوم حيث فقدت الأفكار الكبيرة قدرتها على تبرير ما يصدر عنها تأريخيا ًكشرعة العنف المترتب على الثورة أو حق الأستغلال واللاعدالة المكفول من قبل النظام الرأسمالي السائد . وعندما ينزع عن الواقع إمتياز الفكر ( الكلاني ) يصبح من اللازم رؤيته كحالة نقص مزمن في الأشياء . حالة صيرورة لا تتوافق مع نفسها ولا تستوي في أي لحظة معطاة مع النهاية .
لكن التفكير دون غاية نسخ الشر من العالم ( اليوتوبيا ) ودون إسقاطه على الآخر كوصمة ( الأيديولوجيا ) لايعني تعطيل هاجس النقد , فهذا يبدأ من التمايز عن فلسفة الوعي المتعالية وعن فكرة التماثل الميتافيزيقي القائلة بواحدية الجوهر رغم إختلاف المظاهر والأعراض , ليواصل مساوقة حركة العالم مؤشراً حدثيته كدلالة إختلاف لاتكرار .
إن النقد بمعناه الواسع كرؤية متبصرة للعالم يفترض أسبقية مادية الحدث على صورية الفكرة , وإلا سوف لن تتهيأ له إلا الأساطير .
السويد 30 آب 2008 رشيد كَرمــة






#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبناء هنا وهناك
- الموسيقى لغة للجميع
- تساؤلات ثقافية مرة ةأخرى
- تسؤلات ثقافية
- من أجل حملة ديمقراطية ...
- كي لاننسى 3
- حتى لاننسى شهدائنا 2
- كي لاننسى شهدائنا
- المشهداني صقيعا ً
- الكارثة
- هل هناك من سيد
- السؤال الجمالي مرة اخرى
- عراقي أصيل أنت ...
- الشيوعيون في الصفوف الامامية
- الديمقراطية
- الديمقراطية
- مهرجان رمضان
- شئ من التأريخ
- السفير العراقي
- الشهيد : شيوعي


المزيد.....




- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رشيد كرمه - عام مضى