رشيد كرمه
الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 09:25
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
قد تُصدَمُ وأنت العائد إلى الوطن , بمجنزرات العسكرتاريا الأمريكية ,وبالحواجز الكونكريتية في أزقة وحارات وشوارع العراق , ولكنك ستصدم أيضا ً بإرادة وعزم العراقيات والعراقيين علــى أن لا تبقى هذه الحواجز والقوات العسكرية الأجنبية طويلا ً , وقــد تفاجئك كثرة نقاط التفتيش بين البصرة والحلة , وقبلها بين الكويت والعراق ولكن المفاجئآت تكمن في الحرص من وعي الناس على دقة التفتيش , وقــد تسلب ُ منك مظاهر " التصحر والكثبان الرملية , وأبنية الطين وجفاف الأهوار والثياب الرثة لأطفال العراق ونسائه ورجاله والأوساخ ومعالم ألأميةعلى ضفتي الشارع الرئيسي بين البصرة والعمارة " لهفة اللقاء مع وطن ٍ إتسمت أراضيه بالخضرة ووفرة المياه , والطير والأسماك ألا ان اللحظة لم تسلبك : من هو " المُخرِب " ؟ ومــن هو المسؤول عن هذا الخراب ؟ وما من شك ٍفي أن تبكي مخنوقا ً أو مسموعا ً , غير أن الشك في أن لاتبكي على جريمة قتل العراق لمدة جاوزت ثلاثة عقود ونيف على يد طاغية وحزب أذلت كل شئ .
وقد يستسهل ُ " الكثير " من الناس اليوم بعد أن صار من عمر البديل أكثر من خمس سسنوات الترحم على النظام السابق , ولكن السهولة تأتيك بالقول : في أن الترحم والإشادة على النظام المباد لا يأتي بسبب كون النظام المباد كــــان جيدا ً ولكن " البديل " الديمقراطي الموعود من السوء ماجعل الناس تنفر منه وتترحم على بلطجية وبربرة حزب البعث وصدام , وهذا أمرٌُ محزن !!!!
وعلى الأخوة في جميع الأحزاب والكتل السياسية وخصوصا ًالدينية والذين إرتضوا العمل السياسي في أن يتحملوا المسؤولية عما آل وسيؤل اليه الوضع .
يممت وجهي بعد أن أرعبتني المعدات الأمريكية بسرعتها وإشاراتها , وأنا الغائب عن أرض الوطن طيلة ثلاثة عقود نحو الفرات الأوسط , حيث لازلت مؤمنا ً بأن المساحة ستتسع للجميع , في ظل المشروع الديمقراطي , والذي يتصدر العملية السسياسية بعد 9 نيسان 2003 .
خفف من رعبي لقاء عدد من رفاق درب طويل إنتظروني عند المنفذ الحدودي في صفوان , وطمأنني عناق شبيبة الناصرية فــــــي أحد المطاعم وأبهجتني دعوة شيوعي من السماوة لجلسة سمر ليلية , كما أفرحتني محلية الحزب الشيوعي في الحلة , وزادني ثقة هذا العامل الكربلائي " ص " الذي تتصدر ورشته التي يستقي منها مصدر رزقه جريدة طريق الشعب لسان حال الحزب الشيوعي العراقي حيث يأتي اليه الناس ليأخذوا زادهم الثقافي , وهنا في شارع باب طوريج ( الجمهورية حاليا )إلتقيت رفاق لم أود فراقهم ثانية غمروني بالمحبة والود , ولازالوا يحثون الخطى في إدامة الزخم المعرفي , ففي كل صباح يوم الجمعة من كل إسبوع ملتقى ثقافي في مقر الحزب الشيوعي في كربلاء الكائن قرب جامعة كربلاء حضرت أثنان منها وكانت واحدة منها للعزيزين علي الحلو , وصاحب القرعاوي , وكم أسعدني أن ارى شقيق " كامل الحلاوي " محاضرا ً وقد تركته صغيرا .
كما نظمت لجنة محلية كربلاء , أمسية للرفيق ابو برافدا عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي .
في النجف وفي مقر الحزب الشيوعي العراقي , حضرت نقاشا ساخنا ً عن الأزمة المالية العالمية , سألوني عن المجتمع المدني , عن تأثير الأزمة المالية في السويد وعن سلبيات العولمة , وعن نشاط العراقيات والعراقيين في المهجر ,,,, كان الجميع متلهفا ً عن عودة المثقفين وكوادر الحزب الشيوعي ,,, وفي مجلة الشرارة النجفية التي يصدرها الحزب الشيوعي في النجف , أطلعوني على جُهد ٍ, يحسن بي ان اقف ممتنا وعاجزا عن الشكر لمن يمهد طريقا ً للمعرفة . كانت بناية مجلة الشرارة قد خلصت للتو من مطبوع إحتفاء بشهيد الثقافة العراقية " كامل شياع "
وفي بغداد حيث أقلتني سيارة أجرة بصحبة صديقة رائعة ( ب ) إلى مقر الحزب الشيوعي العراقي في ساحة الأندلس دلفت بين دعامات كونكريتية ينتصب جانبها نصب الشهيد " سلام عادل " الى ما يشبه خلية النحل , حيث الجميع منهمك , إستقبلني الرفيق " سمير الساعدي " وأستضافني العزيز الرفيق " جاسم الحلفي " مشكورا ً,,
سعدت بلقاء صديقي العزيز عميد أكاديمية الفنون الجميلة الدكتور عقيل مهدي ولأن كانت تخبطات الدكتاتورية البعثية بحروبها الداخلية والخارجية قد سحبت الى الخلف مجتمعا ً متنورا ً كالمجتمع العراقي الى الدين كملجأ إنقاذ أخير , ألا أن الشيوعيين يتقدمون بثبات الى الصفوف الأمامية دون إخلال بالتراث ودونما إساءة لأحد , مستلهمين العزم من تراثهم ومن تجربتهم في إعادة اللحمة من جديد لبناء تيار ديمقراطي رصين ,
كان لزاما علي أن أقول لأصحاب باعة الكتب في كربلاء والحلة والنجف : ليس من الأنصاف إخفاء الكتب الماركسية وأدبيات الحزب الشيوعي العراقي , وتفضيل الكتب الدينية , فالديمقراطية التي أذنت بنشر الكتب الفقهية والفلسفية , هي التي تأذن بترويج غيرها وفي مقدمتها مطبوعات الحزب الشيوعي العراقي , فالشيوعيون العراقيون في الصفوف الأمامية دائما ً.......
السويد 23 تشرين الثاني 2008 رشيد كَرمــة
#رشيد_كرمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟