أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كرمه - هل كان بريمر سفيها ً















المزيد.....

هل كان بريمر سفيها ً


رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 2337 - 2008 / 7 / 9 - 10:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يشير تأريخ العراق أو هكذا يشير المؤرخون بأن البريطانيين لهم خبرة واسعة في واقع المجتمع العراقي وذلك بعد ان أسدلت الحرب العالمية الأولى أوزارها وغاب الوالي ودخل العراق والعراقيون في الجيب الإنجليزي تتقاذفه أصابع ـ ابو ناجي ـ من معاهدة إسترقاقية الى أتفاقية تقسيم مصالح والى حلف عدواني,منشئين ومنتجين خلال ذلك (طبقة إجتماعية ) أفرزت فئة عراقية تنفذ فقط ما يرتأيه (السير كوكس *) وهذه الفئة عبارة عن أرتالٍ من أبناء الذوات وكبار الملاك والإقطاعيين والمرفهين تتربع على رأس هرم الجيش والشرطة والأداريين والمخبرين تحركهم رؤوس كبيرة ( صماخات ) لاتتردد في تقبيل يد الباشا قبل الملك المفدى .
وإن لم يفعلوا ذلك خـُضِعوا للفلقة ِ أو ضرب بالعصا على اليد, وهكذا سيروا شؤون الناس ( العصا لمن عصى ) ,,,,, إلى ان إشتدَ ساعد المقهورين والمُعدَمين بفعل وعي المثقفين و( المتنورين ) مــــن رجال الدين وبفعل قوة المُثل التي ارساها الديمقراطيون الرواد واليسار العراقي ممثلة بالحزب الشيوعي العراقي الذي لم يدخرجهدا من أجل بسط كامل نفوذه في القرى والأرياف والمدن والثكنات العسكرية حيث قاد فيما بعد(الضباط الأحرار) تنظيمهم وكالوا للعملاء من خدام التاج البريطاني الصاع صاعين في صبيحة 14 تموز 1958 , ولأن غُدِر بنضال العراقيات والعراقيين في شباط 1963 بواسطة من حملهم قطار أمريكا ألا ان الناس بشكل عام لم تتعب ولم يتملكها اليأس من إيجاد البديل الديمقراطي , وهكذا قدموا وضحوا بالكثير من دماء أبنائهم ضد الدكتاتوريات المتعاقبة والتي لم يبخل عليهم الأمريكان بشئ ولم يعد الأمر اليوم خافيا على أحد .
وبفعل الجديد في عالم المصالح إنتهى دور (البعث في العراق وانتفت الحاجة لصدام ) وجاء الغول الأمريكي بدل البريطاني ولاح الأحتلال مجددا في العراق وبتطور الزمن لم تعد الفلقة مجدية ً لذلك لابد من بديل أكثر حداثة ينسجم وعالم الأنترنيت ,, لذا لم يشأ أحد أبناء (( بريمر)) إلا وأن يتمنى على أبيه قبل مغادرته إلى العراق كحاكم مطلق أن يأخذ معه صندوقا ً كان يوجد بداخله ــ جزمة تمبرلاند ـ بنية اللون ضاربة الى الصفار مع ملاحظة مفادها " إذهب وإركل مؤخرة أحدهم يا أبي "
ويذكر نائب الملك الأمريكي بول بريمر معاهدا ً ومُحدثاً نفسه في ليلته الأولى في بغداد العراق أنه سيلبس هذه الجزمة في اليوم التالي .
وهكذا أمضى السيد أيامه الـ(365 ) منتعلا ً الجزمة بقصد الركل ليس إلا . مُكرساً طائفية مقيتة ً ومُجزء ً شعب وبيوت العراق الى سنة وشيعة وأكراد فقط .!!!!!
قبل ان يغادر العراق ذهب ليودع رجل دين ذو عمة سوداء فقال له الأخير: لقد علا الشيب رأسك بعد عام في العراق أجابه بإبتسامة ٍ ماكرة ٍ: أما شيب صدغي الأيمن فإنه من السُنَة , واما الشيب في مؤخرة رأسي فإنه من الأكراد اما الباقي وهو الأشد شيبا ً فإنه من الشيعة ومنك أنت بالذات .
ولقد ظل يردد مع نفسه ومع البريطانيين خلسة " كارثة أن يحدد رجل دين واحد مستقبل العراق "
واصفاً أساليب التفاوض عند المعممين بأنها ( فارسية تقليدية ) ـ كلما قدمت تنازلا ًيأتي الآخر بمطالب جديدة , وهكذا دواليك ....
ففي حين كان الشارع العراقي والعربي والعالمي ينتظر بديلا ً أكثر عدلا ً , ضَيقَ البيت الأبيض الخناق على الديمقراطيين العراقيين , مجاملة ً لغيرهم , ولحسابات ٍبعيدة المدى وأكتفوا بتسليط الضوء على رقم 25% من مشاركة المرأة في الحكم الجديد , ولم يكن يهمهم حريتها وكرامتها في ظل فرض فتوى الحجاب والشريعة !!!! ومن هنا قالت الدكتورة رجاء الخزاعي عضو مجلس الحكم : لقد ساعدتُ طوال الثلاثين عاما الماضية في توليد أطفال آلاف الأمهات العراقيات , والآن للمرة الأولى في تأريخ العراق الحديث سيكون للنساء العراقيات مكان في مجتمعهن , وأنني أشعر بالفخر لتوليد أمة عراقية جديدة اليوم . ( وياليتها إنتظرت إلى ما سيؤول اليه الحال ـــ ر كرمة)
كان ذلك يوم الأحد 13 تموز 2003 في قاعة المحاضرات التابع لمركزالمؤتمرات في بغداد حيث جلس ممثل سلطة الإئتلاف الدولي وممثل الأمم المتحدة(سيرجيو دي ميلو ) مع حشد من وسائل الإعلام والصحافة مواجهين منصة المسرح الذي يضم خمس وعشرون شخصية بينهن ثلاث نساء يمثلون الأطار العام للخارطة السياسية العراقية , جلسوا على مقاعد صفت على شكل هلال وعلقت خلفهم خريطة جغرافية بسيطة للعراق وكلمتا (( مجلس الحكم )) وكانت تلك كلمة مقتضبة قيلت يوم إنعقاد المؤتمر الصحفي لقراءة البيان السياسي الذي اصدره ( مجلس الحكم المحلي ) والذي تأسس بمجهود محض من قبل رجل مطلق الصلاحيات ( بول بريمر ) يحمل لقب ــ السفيرــ موفداً من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية التي أزاحت بالتعاون مع أكثر من ثلاثين دولة عالمية سلطة ًوصفت بحق علـــى أنها أعتى نظام دكتاتوري مارس بقسوة متناهية كل أنواع البطش و الكراهية ضد مكونات الشعب العراقي على مدى خمس وثلاثون عاما ً مبددا ً ثروات البلاد علـــــى ماكنة حروب داخلية وخارجية مستنفذا ًمختلف الخبرات العلمية والإجتماعية والإقتصادية والفنية التي حصل عليها الناس على إختلاف قوميتهم ودينهم عبر مراحل زمنية من الكد والعناء كي ينهضوا ببلدهم .
في ظل الإستحواذ على ماأمكن من غنائم لابد وان يصار الى سن قانون يلزم الجميع , وليس هناك أفضل من سلاح الدين , والوقت مناسب إذ يترأس مجلس الحكم ( معمم ) ينحدر من عائلة ٍاسهمت في تحجيم الحرية المدنية العراقية , لذا إقترحت الأحزاب الأسلامية ــ ومنها المجلس الأعلى الذي تأسس في إيران وحزب الدعوة الأسلامية على أن يكون الأسلام هو الأساس لكل القوانين ,ولابد من فرض قرار رقم 137 الذي يدعو الى تطبيق الشريعة الأسلامية في كل أنحاء العراق , وسيترتب عليه إحالة نصف المجتمع الى الأقامة المنزلية مقيداً بالحجاب الأسلامي ذو المودة الأيرانية ويرمي الفئة المثقفة من المجتمع خارجا ً كما أن القرار يتنافى مع القانون الأداري الأنتقالي الذي يمنح العراقيات والعراقيين كما ًلابأس به من الحريات السياسية ( الدين ,, التعبير,, الأنضمام الى الأحزاب السياسية ,, النقابات ,, الأضرابات ,, وان المواطنون متساوون جميعا ً أمام القانون بصرف النظر عن الجنس والدين والمذهب والأثنية ,,,, إلخ
في 27 شباط 2004 أراد ( الأسلاميون ) تمرير القرار وأستعدوا لذلك وكان يرأس الجلسة السياسي وزير الخارجية الأسبق (عدنان الباجة جي ) الذي دعا الدكتورة( رجاء الخزاعي ) للحديث حيث طالبت بإلغاء القرار 137 الذي فرضه ( عبد العزيز الحكيم ), وحيث نال مقترحها التصويت لصالح الغاء القرار خرج الإسلاميون غاضبين ومهددين ولازالوا حتى هذا اليوم ..حيث لم تعد حرية الإنسان العراقي تهم المجتمع الدولي وهم يرون واقع المرأة الملفعة بالسواد يحيط بها شبح السكين لأدنى شك.
على هذا علق بريمر وهو لايزال في جزمته مع صدى وصية ( إبنه ) بأنه سوف لن يوافق على ان يكون القرار 137 قانونا ً, وواقع الحال يشير عكس ذلك , إذ أن هناك إنحسار كامل في دور المرأة وتتعطل كثير من الحريات الشخصية وهذه هي إحدى نكبات الأحتلال وما ترتب عليها . فهل كــان ( بول بريمر ) سفيرا ًديمقراطيا ً ؟ أو سفيها ً إجتماعيا ً ؟ أو سفيرا ًسفيها ً ؟
الهوامش
ــــــــــــــــــــــــــــــ
السير كوكس* : السير برسي كوكس ، مندوب الحكومة البريطانية السامي في العراق ، كان رجلا هادئا حليما ليناً .
السويد 7تموز 2008 رشيد كَرمـــة



#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرة أعوام
- قصص قصيرة جدا ً مجموعة جديدة
- بين نارين
- هل في الأسم من نشاز .....؟
- مجموعة قصص
- الى متى .....
- أشوه مشوه
- ما يشبه النوم
- من هنا ...............
- صوتنا أمضى
- المتحججون
- دعوة للعمل
- معا من اجل التغيير
- هم شرقي
- لو المبكية
- رسالة تضامن
- فحوى الكلمات
- تحية للشيوعيات.....تحية للشيوعيين
- نباهة ملك!!!!!!!!!!!!!
- النادي العراقي


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كرمه - هل كان بريمر سفيها ً