أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد كرمه - لو المبكية















المزيد.....

لو المبكية


رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 - 06:50
المحور: الادب والفن
    



لم تكن فكرة عرض مسرحية ( البرقية ) لفرقة الطريق * في مخيلة اللجنة التنظيمية أو في برنامج لجنة تنسيق الأحزاب العراقية ـ الكوردستانية , كما انها لم تكن واردة أصلا عند النوادي والجمعيات والأحزاب التي تعني بهموم ومأسآة الكورد الفيلية في ساحة يوتبوري ـ السويد , ولما كانت الدعوة الملحة على تنظيم مهرجان تأبيني لشهداء الأنفال وشهداء المقابر الجماعية متأخرة جدا , إقترح البعض تأجيل المهرجان كي يتسنى للـ( اللجنة التحضيرية ) وقتا جيدا للإعداد يتناسب ومكانة المحتفى بهم , ولقد أسعفنا ممثل الحزب الشيوعي العراقي بمقترحا ً يؤمن لنا تقديم عملا مسرحيا ًيوافق ما نصبوا اليه .. وهكذا بدأت اللجان المنبثقة عن اللجنة التحضيرية تجري إتصالاتها وتوصلت لبضع دقائق فقط من عقد إتفاقا مع فرقة الطريق في دولة الدانمارك , ومرة أخرى تبرهن النوايا الحسنة على نتائجها ومرة أخرى يبرهـــن المسرحي الجاد على دورونقاء المسرح الملتزم وأهميته في مثل هذه الظروف , عكس المسرح التجاري الذي ينتج ما هبط من الفن ... ولو اخذنا في الأعتبار ان المعد والمخرج والممثل ( حيدر ابو حيدر ) ومعه رفيقته في الفرقة ( نضال عبد الكريم ) هم ممن رفضوا الدكتاتورية البعثية وقارعوا الظلم والطغيان وتوسدوا الصخوروألتحفو السماء وصمدوا طيلة سنوات مع رفاقهم الأنصار في كوردستان العراق , لوجدنا ان دور المثقف لايقل أهمية في هذه المرحلة في ظل إختلال وتـدنــــي منظومة الوعي المعرفي التي سفهها النظام المقبور والتي يراد بها في الوقت الحاضر طمسها عبر كم من الفرمـــانات والفتاوي و البـــُدَع والدجل والشعوذة والتخريف وصولا الى تحريم الثقافة وأدواتها . ولا بد من حماية إرثنا الثقافي والتصدي لم يريد إغتياله .
فمرحى لك رفيقي حيدر ومرحى لك رفيقتي نضال عبد الكريم وغفران ابو سالم على عمل أحاول لملمة جوانبه إذ تحول العرض المسرحي الى ورشة عمل تجريبية منتجة إبتداء من الديكور والأكسسوار والأنارة والصوت وكل ماأحتاجه العرض المسرحـــي من فضاء ولوازم ومعدات والذي شارك فيه انصار شيوعيون يتقدون روعة وبهاء للعمل والتفاني مثلما فعل( كريم الشريفي ) و( هادي الواسطي ) حيث نفذ ـ الشريفي ـ مؤثرات صوتيه وهو عملا فنيا بحتا ً يحتاج الى تخصص وممارسة وخبرة عاليتين وهذ ا ما جعل من ( كريم الشريفي ) يردد لقد ورطوني ,,, ولقد تأخر العرض في دقائقه الأولى وهو ماعبربه واشار المخرج ــ حيدر ابو حيدر ـ للجمهور وثمة مرحى كبيرة للمتفاني ( هادي الواسطي ) الذي اشرف على الأنارة والذي اثار اسمه اسئلة المقربين اليه بسؤالهم من هو الواسطي ؟ إذ يعرفه الناس إنه ( ابو حسن ) أو ( هادي حبيب ألبي ) ولقد أرتأيت دائما ان أناديه هادي الواسطي تذكيرا بشقيقه الراحل ( عبد الرزاق الواسطي ) أحد أمهر عمال الأنارة في فرقة الفن الحديث في السبعينات .
وتشاء الظروف ان يكتب الروائي الجزائري المتعلم ( الطاهر وطار ) رواية بعنوان ـ الوالي الطاهر يعود الى مقامه الزكي ـ والجزائروالعراق كلاهما مرا بفترات إحتلال وكان( الوطار ( ضمن فصائل المقاومة ضد المحتل الفرنسي وفكرة الرواية نفسها تعود الى مجموعة قصصية تحمل عنوان ( الشهداء يعودون هذا الأسبوع ) اول ترجمتها ظهرت في العراق عام 1974 ولقد تحولت المجموعة القصصية الى المسرح الفلسطيني والى مسارح أخرى ملتزمة .
ولقد نالت فكرة المؤلف على إستحسان ضمائر الناس وأنتجت سؤالاً مقبولاً ومنطقياً جدا , حتى ان صحفيا وناقدا جزائريا ًكان قد طرحه على ( الطاهروطار ) نفسه , مـــاذا لــــو عــــــاد الشهداء ؟ ... ضحك ( الطاهر وطار ) وأجاب : سيتحسرون .
من هنا إقتبس ( حيدرابو حيدر ) مغزى وجوهر النص ثم قام بتعريقه اي حول النص الى اللهجة العراقية بغية إيصال الفكرة واضحة لا لبس فيها ولا غموض إذ تسلق الأنتهازين والنفعيون ليس على أكتاف الأحياء من الناس ولكن على حساب دماء شهداء عددهم ليس بقليل , اؤلئك الذين ضحوا بحياتهم من اجل حرية وطن وسعادة شعب .
لقد تفاعل الجمهور مع النص والأداء وقدسية وجدية المناسبة وهذا ما وفر للجميع مساحة من التفكير والخروج من نمطية البكاء والعويل والنواح .
شهدائنا ليسوا بحاجة الى البكاء انهم بحاجة الى من يؤمن وصيتهم في إشاعة العدل وتوفير فرص افضل للحياة لذويهم وحتى لا تتكرر المأسـآة علينا كشف زيف المدعين وفضحهم ولا بد من وقفة الى جانب المظلومين والكادحين الذين يعملون خلف التنور لأنتاج خبزا ً للناس وقوتا حلالا ًلهم من كدهم وشقائهم .
لقد حسن فعلا ( حيدر ابو حيدر ) إذ تصرف بالنص الأصلي ( الشهداء يعودون هذا الأسبوع ) كإضافة ما استحدث من تكنولوجيا ( الهواتف الخلوية ...مثلا ) وصولا الى ما صار اليه الوضع الراهن في العراق فلقد وصل المنتفعون الى مراكز ومرافق الدولة سواء في المجالس البلدية أو البرلمان العام ولا بد من معالجة ... واذا كان من امرٍ محزن في ان تنتهي القضية الى تشرد وجنون الأم في نص ( الطاهر وطار ) حيث ضغط رجل الدين وأنتهازيته وتجيير التعاليم السماوية للأتجار والأرتزاق وتدني وعي الناس والأستكانة الى واقع اللا مبالاة وبالتالي إنتصار طبقة الطفيليين والمنتفعين والدجالين , فان النص المعرق ( البرقية ) يعلن صفارة الأنذار ,, وعلى الشعب ...الناس ... الأحزاب إعادة الأعتبار للشهداء من خلال نصرة الحق وإنصاف موقف ,, لقد مزج حيدر بين رمزية عودة الشهيد ودلالة الأنتظار ليخرج بنفس الأستنتاج والطرح في صيغته التي أبكت وستبكي المهتمين بالأمر وخصوصا عوائل وذوي الشهداء .. ماذا لو عادوا ؟؟؟
انها ( لو ) مبكية حقا .
لقد تحملت فرقة الطريق عناء درب طويل وفي وقت ضيق الآ انها قدمت عملا رائعا رغم نواقص العمل المسرحي ورغم النقص في عدد الممثلات , وكنت قد حضرت بروفه نهائية كان المخرج قد توصل الى فكرة يلغي فيها حوارا مع الفتاة ,,, ولكن مع وصول العوائل الى قاعة العرض مساء يوم 12 نيسان والساعة أزفت على العرض شاهدت الفرقة فتاة ( ندى نبيل )بعمر 11عام عرضوا عليها فكرة التمثيل واستعانوا بها وانتجت أمسية العرض ولادة ممثلة اتمنى لها الأستمرار..
ولا يفوتني ان اشكر الأخ صلاح كورابي ورزكار فرج والرائع دلشاد أحمد على جهودهم في توفير كل ما إحتاجه العرض المسرحي في غضون قلة من الدقائق .
الهوامش
ــــــــــــــــــــــــــــ
* فرقة الطريق المسرحية , فرقة أنشئت حديثا في الدنمارك يشرف عليها الفنان ( حيدر ابو حيدر ) والبرقية هي باكورة عمل الفرقة وسبق لأبو حيدر ان مثل وعمل في أكثر من عمل مسرحي مثل :

1- انحطاط مدينة مهاكوني لبرشت عام 76
2-اوديب لسوفوكلس عام 78
3- مغامرات رجل غامر صوب البحر لواسيني الاعرج عام 86
4- من هناك لوليم سارويان عام 86 بمناسبة يوم المسرح العالمي
5- اصوات في زمن الحرب لعبد القادر البصري عام 87
6-حكاية المواطن طه لصباح المندلاوي عام 87
7- الدوارة اوبريت للاطفال عام 88
8- كلهم قصخون لخلدون جاويد وسمير نقاش الدنمارك عام 93
9- الرافض والمرفوض تاليف واخراج عام 96
10- سيدوري سيدة الحانة عام 2007 الدنمارك
11- جثة مجهولة الهوية عام 2007 الدنمارك .
اشترك حيدر ابو حيدر ممثلا في الاعمال التالية :
1- جدارية فائق حسن نص لسعدي يوسف من اخراج الفنان سلام الصكر
2-الجنة تفتح ابوابها متاخرة لفلاح شاكر ومن اخراج الفنان لطيف صالح
3- الهنا والهناك لسلامير امروجك من اخراج الفنان د.حميد الجمالي .


السويد 13 نيسان 08 رشيد كَرمـــــــة



#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تضامن
- فحوى الكلمات
- تحية للشيوعيات.....تحية للشيوعيين
- نباهة ملك!!!!!!!!!!!!!
- النادي العراقي
- يوم حَزُن العراق
- هناك في روالبندي .......
- صبحة ( عبد الجبار الدراجي )
- هموم الناس
- وما زال الطريق طويلا ً
- قصص فصيرة جدا ً
- قصص قصيرة جدا ً
- قصص قصيرة جداَ
- العمل الدؤوب .......
- من التراث
- كلمات قليلة في القصة القصيرة
- المشترك بين الناس
- سبب الأسباب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- الى استاذي ع. ع مع امنياتي
- الى استاذي ع.ع مع امنياتي .....


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد كرمه - لو المبكية