أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح الشرقي - الواجب يحتم التفاني














المزيد.....

الواجب يحتم التفاني


صباح الشرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2767 - 2009 / 9 / 12 - 10:22
المحور: الادب والفن
    


ترعرعت زهرة في كنف عائلة فقيرة، حيث انقطعت عن الدراسة وهي في السنة الثالثة ابتدائي، تلك

الفتاة بقامتها الطويلة المائلة إلى النحافة ووجهها الأبيض وعيناها العسليتين الضيقتين وشعرها الطويل

ملت من إعداد الطعام لإخوتها وأمها العجوز العاجزة والاعتناء بكل فرد من عائلتها الصغيرة.


لم تستطع زهرة أن تحيى الحياة التي رسمتها في مخيلتها والتي تروق لها وتتمناها بشغف إذ أصبحت

تشعر بالكآبة والحزن يعتريانها جراء ظروف أقوى من القوة، و عوز اكبر من الظلم حالتين كفيلتين

بتدمير آمالها مثلما طحنت أحلام شريحة كبرى من أناس أمثالها والتهمت طموحهم رغم قتالهم

ومقاومتهم من أجل الصمود أمام وجه هذه الطامة الكبرى.


بعد استراحة هدوء و تفكير وجدت عزائها الوحيد في أسرتها المتماسكة ، وفي أفرادها جمعاء الذين

يجودون بأكثر ما يقدرون عليه وعن طيب خاطر رغم البؤس و الألم الذي يكلف التضحية في النفوس

ولو أنه ليس منالا يسيرا .

ذات مساء أحست بطعنة تصيب فؤادها فصرخت في هياج وانفعال وتمنت لو أنها أكملت دراستها

كأمثالها من الفتيات خصوصا حين وصل إلى مسمعها التحاق أختها الصغرى بوظيفة ولمست فرحة

العائلة وسرورها ، توجع قلبها وشابتها مرارة الخيبة وتنهدت في ضيق وقنوط وتعجبت للقدر ولحظها

الذي أبى أن يمنحها الفرحة بل زود حصتها وخلق لها المتاعب الذي علمها الدهر من الصبر ألوانا .


وبعد خلوة قصيرة، عادت زهرة إلى مكانها وسط إخوتها وأمها محاولة رسم ابتسامة على شفتيها

الجافتين اثر الحالة التي أصابتها والألم الذي الم بها وبلغ ذروته ، فخاطبت أختها سعاد

المدللة بصوت متحشرج قائلة أنها ترى الواجب غالبا ما يحتم التفاني وقد جاء دورها لتقدم شيئا

لهذا فهي مطالبة بالإخلاص و العطاء في وظيفتها حتى لا تفلت منها الفرصة وقد تكون إلى الأبد،

تقدمت بخطى ثابتة صوب سعاد وعانقتها بإشفاق وحب وحنان، أجل يا صغيرتي من الآن سوف

تقاسمينا نفس التضحية رغم الظروف ، لهذا لا تنسي انه ليس ثمة حاجة إلى تنبيهك لكن أحب أن

يكون كلامي تذكير لأننا سنظل في أمس الحاجة لرعايتك وعطفك.





#صباح_الشرقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شريط الحياة
- تائهون بين إنجازات علمية مفرحة وفتاوى مرعبة
- متى أصلي في محرابك يا وطني ؟؟؟
- هل يمكن إصلاح صورة أمريكا المكسورة؟
- تداعيات الاقتصاد العالمي أحد الأسباب الموضوعية لموجة للغلاء
- الفقر أكثر قسوة في يوم الفقر العالمي
- المخدرات وتأثيرها على الشباب والمجتمعات
- نساء عربيات غزون عالم مهن الرجال الشاقة
- مؤسسة عسكرية أم ملكية استثمارية ؟؟؟؟؟؟
- مآسي البشرية (( خصوصا المرأة والطفل)) مع فيروس ومرض الإيدز
- من يحمي الأم العازية ويتكفل بحقوق مولود ها؟؟؟
- التعبئة الأمنية القصوى في المغرب ضرورة لاحتواء تحدي الإرهاب ...
- لا للغبن ... لا للظلم ... لا للتجويع من اجل التركيع
- ماذا نعرف عن السوق العالمية لتجارة اللحوم البشرية ؟؟؟
- عنوسة الشباب العربي : عزوف، أم هروب، أم ظروف، أم عجز!!!!
- ذكرى اليوم العالمي للاجئين في شتى أنحاء العالم
- لحظات غضب...ألم...وحزن... عابرة
- أفيقوا يا أصحاب القرار من جنون عظمتكم...
- ظاهرة تضارب البيانات... من المسؤول عنها ؟؟؟؟
- البطالة في فلسطين برميل بارود قوي الانفجار


المزيد.....




- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...
- مليون مبروك على النجاح .. اعتماد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح الشرقي - الواجب يحتم التفاني