أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - مَصدرُ الوَحيْ !!!














المزيد.....

مَصدرُ الوَحيْ !!!


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سياسيّونا المُخضرَمون ، مهما إدّعوا أو أسّسوا منظماتٍ وأحزاباً تحمل شعاراتٍ ودعواتٍ دينية أو قومية ، فهم ليسوا إلاّ أدعياءٌ ، لا ينتمون في الحقيقة إلى ما يدّعون . هؤلاء ليسوا مثل أنبياء الله يأتيهم الوَحي من ربّ العالمين ، بل هم يعيشون تحت سقوفٍ غير السماوات التي خلقها الله ، يأتيهم الوحي من أرباب فوق سطوح تلك السقوف وليس لهم إلاّ الإذعان لها غير مبالين بالمصالح الوطنية وحقوق الشعب الذي يحكمون .

هل يعيدُ التاريخ نفسه ؟

كان نظاما البعث في العراق وسورية على وشك توقيع إتفاق الوحدة بين البلدين في تموز عام 1979 لما إستلم الطاغية الراية ( السوداء ) في إعتلائه عرش العراق ، فما كان منه إلاّ أن يعلنَ عن إكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم في العراق لصالح النظام السوري . وقد أعدم على إثر ذلك كوكبة من رفاقه بدعوى ضلوعهم في تلك المؤامرة . وساءت العلاقات العراقية السورية إلى حد القطيعة . وكذا كان وفدٌ عراقي يفاوض الكويتيين في شهر آب 1990 بخصوص ديون الكويت على العراق . وما أن أُفشلت المفاوضات بسبب رعونة علي الكيمياوي ، دخلت القوات العراقية أرض الكويت في اليوم التالي لتحريرها من حكم الشيوخ وإلحاقها بالعراق كمحافظة رقم 19 ، هكذا ببساطة ، وبلا تقدير لموازين القوى الدولية و لا إعتبارٍ للعلاقات والأخلاقيات العربية التي تربط الأشقاء ببعضهم .

كان رئيس وزرائنا في زيارة إلى سورية ، وأجرى مفاوضات على أعلى المستويات بضمنها مع الرئيس السوري ، ثمّ بعد عودته وحصول أحداث الأربعاء الدامي التي راح ضحيتها المئات من أرواح عراقيين أبرياء ، نرى الحكومة قد تذرّعت بهذه الأحداث ، وكأنها كانت في نومة عميقة صحت منها ، وأعلنتها حرباً لم يسبقها مثيل طوال الست سنوات الماضية رغم أن النظام السوري كان الظهير والمساند لجميع النشاطات الإرهابية في العراق ، بالتسليح والتدريب وتسهيل تسلل الإرهابيين عبر الحدود . لقد كانت سورية الحاضنة الآمنة التي إلتجأ إليها جميع من تمكن من الهرب من أزلام صدّام يوم سقوط الصنم ، وقد آوتهم دون أن تعلن أنها قبلتهم كلاجئين سياسيين حتى لا يكونوا تحت طائلة القوانين الدولية ، ثمّ ليكونوا أحراراً لمزاولة نشاطاتهم التخريبية ضدّ العراق ، والحكومة العراقية تعرف ذلك وتعرف الأشخاص معرفة تامّة . تُرى ما الذي حصل الآن حتى تثور الحكومة هذه الثورة العارمة وتلتجئ إلى الأمم المتحدة مطالبة بمحكمة دولية ؟ إنّ الحكومة لا تعترف بل تتناسى أن أحداث الأربعاء الدامية كانت نتيجة متوقعة لما قامت به من إلغاء الحواجز الكونكريتية من الشوارع وتقليص نقاط التفتيش متباهية بقدرتها على حفظ الأمن . و لا الحكومة تعترف أنها تجازف بحياة مئات الألوف من العراقيين الهاربين من جحيم الإرهاب الذي ساد في العراق وإضطرهم إلى اللجوء إلى سورية كمحطة أولى للهجرة منها إلى الدول التي تقبلهم كلاجئين أو مهاجرين .

نحن كنا و لازلنا مبتلين بحكام يأتيهم الوحي من أربابٍ تعيش فوق سطوحهم ، نصّبتهم على كراسي السلطة وعليهم طاعة ما يُملى عليهم . تُرى مَن الذي أوحى إلى الطاغية أن يعلن إكتشاف تلك المؤامرة الوهمية يوم إعتلائه السلطة في 1979 وما تلى ذلك من تخريب العلاقات العراقية السورية وذبح رفاقه ؟ ومَن الذي أوحى له بغزو الكويت في اليوم التالي لفشل المفاوضات ؟ وكيف كان الجيش العراقي متهيئاً لتنفيذ الغزو؟ ومتى كانت خطة الغزو قد أعِدّت ؟ العراقيون يعرفون أن الوحي أتاه عبر الست ( سفيرة الدولة العظمى ) ، فيا تُرى ما هو مصدرالوحي الذي نزل على المالكي ؟ هل هو عبر الخيوط الرفيعة السرية التي يُربطُ بها القرقوز حتى لا تراها أعين المشاهدين ؟ وهل هي شرقية أم غربية ؟ أكيدٌ أن مصالح المحتل تتطلّب تأزّم العلاقات العربية العربية حتى يسهُل تمرير المخططات الملائمة لمصلحة إسرائيل ، ولكننا لا نستبعد أيضاً أن يكون الوحي آت من رياحٍ شرقية لعلّ الحكومة تدفع العربون لإستعادة ما فقدته من جراء إبتعادها عن التيارات السياسية السائرة في تيار تلك الرياح .

لقد كان الوحي الذي يحرّك مَن بيدهم القرار دائماً أجنبيّاً و لا زال وسيظلّ كذلك ما دمنا متفرّقين لا نعرف الهدف المركزي الذي يجمع كلمة القوى الوطنية المخلصة الأمينة ويوَحد صفوفهم لإنقاذ البلاد من ما أبتليَ به .





#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صِراعُ المؤتلفين
- التواطُؤ بإسم التوافُق
- حَرَكةُ التاريخ
- دروسُ الحياة
- الحسابُ
- مُكافحة السُّبات
- رأسُ الشليلة
- ثورةٌ فكريّةٌ .. مطلوبة
- وحدة القوى التقدمية
- في ذكرى سقوط الصنم
- الحركة الكردية والمنطق السياسي
- حُقوقُ الشّعبِ
- درس المعلم الأول
- دروسٌ ... للفائدة
- صناعةُ المستقبل
- المثقّفُ مسؤولٌ
- التقدّميةُ هيَ الأصل
- العملُ السياسيّ رسالةٌ
- سَرَقوا العيدَ
- صَرحُ الوحدةِ الوطنيةَ


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - مَصدرُ الوَحيْ !!!