أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - زياد صيدم - ومضات رمضانية














المزيد.....

ومضات رمضانية


زياد صيدم

الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 03:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


يهرول الناس بعد صلاة العشاء والتراويح إلى بيوتهم ..كل يحاول إنهاء أشغاله للتفرغ لمشاهدة مسلسل باب الحارة في جزءه الرابع.. لفت انتباههم ذاك النفق الذي منه يُدخِلون التموين، ومستلزمات الحياة الأساسية لحارة الضبع المحاصرة.. يربطونه بأنفاق غزة وان كان العدد لا يقارن، فذاك نفق وحيد، وهذه مئات الأنفاق.. يقهقه رجل في السبعين من عمره، رافعا عكازه ملوحا به على امتداد ذراعه المتصلب بقوة غريبة في تلك اللحظات، قائلا جملة من كلمتين _ براو عليهم – وكلمة براو متداولة عند الجيل القديم خاصة، وهى مأخوذة من الكلمة اللاتينية برافو بمعنى شاطر.. يتحولق الجميع من كل الفئات والأعمار حول الشاشة الصغيرة، مشدودة أعصابهم تكاد لا ترمش جفونهم وخاصة أولائك الفتية حيث تزيدهم حماسة اشتراك شباب من فلسطين في تضامن عفوي مع المحاصرين داخل حارة الضبع، ودورهم الرئيسي في اكتشاف مناطق تسلل قوات الدرك الفرنسية إلى داخل الحارة.. وإجهاض المحاولة واسر الفرقة المهاجمة ...
أمس كُنت جالسا مع مجموعة من الأصدقاء الجيران أمام محل لأحد أفراد المجموعة وقد أضاء بمولد صغير بعضا من لمبات الإنارة لانقطاع الكهرباء في تلك الليلة الرمضانية والتي منعت معظم الناس في تلك المنطقة من مشاهدة أحداث المسلسل.. قال احد الأصدقاء: بأنه للعام الرابع على التوالي يصار إلى منع للتجوال بشكل تلقائي، واستنفار عام في بيته.. تململ أبو على كمن لا يعجبه الوضع، وكأنه غير مبالي من الحديث .. سأله أبو احمد: يا أبو على هل نفهم من حديثك بأنك لا تشاهد المسلسل .. أجاب : بلا أشاهده ..!! فضحك الإخوة باستغراب .. قال: لكن الأمر لا يدعوني إلى إعلان حالة استنفار كما تتحدثون .. قفز احدهم وبادره سريعا القول: لكنك تشاهده فصمت ولم يجب فانطلقت قهقهات من أفواه الجميع دون استثناء..

أبو احمد: خطرت الآن على بالى فكرة ؟ يشرفني أن تكونوا معزومين الليلة عندي، حيث سأقدم لكم القطائف بحشوه مميزة قمت بتجهيزها وهى خاصة .. فانبرى أبو على بالقول: يعنى شو خاصة يا أبو احمد ؟! سنزورك جميعنا الليلة على العاشرة وبعدها نحكم بالأمر.. انفض الجمع كل إلى حال سبيله.. في تمام العاشرة كانوا جميعا يقرعون جرس منزل أبو احمد.. رحب بهم وأجلسهم في منطقة مفتوحة في حديقة المنزل والبعيدة عن حرارة ورطوبة أجواء البيت الداخلية حيث لمس الجميع هنا الهواء المنعش ورائحة الشجر وبعض روائح الأزهار.. لحظات وإذ بصينية من القطائف قد وصلت، ومعها إبريق من الشاي بالنعناع، يضعها أبو احمد أمام الضيوف، كان بريقا في عينيه قد بدا واضحا للجميع ..كانت علامات الفرح والثقة متجلية على تقاسيم وجهه.. بدأ الجميع في تذوقها.. وما أن تنتهي واحدة في أيديهم حتى يلتقطون ثانية، مصدرين همهمات الرضي والإعجاب والانبهار بمذاقها الفريد وبخصوصيتها.. من بين الجميع نطق أبو على وهو بالمناسبة يسمونه الثرثار: هذه قطائف من أروع ما أكلت.. إنها باللوز وجوز الهند وعين الجمل والزبيب والقرفة وجوز الطيب فانا تذوقتها وحزرت مكوناتها أليس كذلك يا أبا احمد؟ تساءل كمن له خبرة ودراية .. وما تزال الحبة الثالثة في يده.. نعم لقد حزرت يا أبا على أجابه أبو احمد مبتسما..ثم دارت أكواب الشاي بالنعناع مباشرة بعد انتهائهم من أكل القطائف المميزة حيث همس كل واحد إلى الأخر بهذا ، حتى أن الثرثار قال: ابصم بالعشرة الآن.. استأذنوا لاحقا بالخروج من أبو أحمد فحياهم وشكرهم على تلبية دعوته، ورافقهم إلى بوابة البيت .. كانت الابتسامة والإعجاب بادية على وجوههم .. في تلك اللحظات بينما كان أبو احمد في طريق دخوله لبيته، كان يشكر الله على نعمته وفضله مكررا القول الدارج: رمضان كريم.. اللهم أدمها نعمة وأحفظها من الزوال.

إلى اللقاء.







#زياد_صيدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العين الساهرة للملك (قصة قصيرة).
- الصعلوك. ( قصص قصيرة )
- ابتسامات. (قصص قصيرة جدا )
- أمنيات رجل مختلف 9 ( الأخيرة ).
- نساء ولكن !! ( قصص قصيرة جدا ).
- أمنيات رجل مختلف (7).
- نوار ( قصة قصيرة ).
- خبر وصينية كُنافة (قصة قصيرة).
- أمنيات رجل مختلف (1،2،3 ).
- هستيريا على أطلال الموت (4) الحلقة الأخيرة .
- هستيريا على أطلال الموت (3) قصص قصيرة.
- هستيريا على أطلال الموت (2) قصص قصيرة
- هستيريا على أطلال الموت (1)
- المهرطقة في زمن اليأس/ قصة قصيرة.
- هستيريا في الظلام ( 4 / قمة العبث )
- هستيريا في الظلام (2) قصص قصيرة


المزيد.....




- أثار جدلًا في إسرائيل.. ما مصير المقترح الذي طرحه بايدن لوقف ...
- دونيتسك: اعتراض طائرة مسيرة -برتغالية- قرب محطة -زويف- للطاق ...
- دوديك: جمهورية صرب البوسنة لن تسمح للبوسنة والهرسك بفرض عقوب ...
- بعدما تشاور مع حاخامات حزبه.. سموتريتش يتجه للاستقالة من حكو ...
- القوات الإسرائيلية تعتقل 9 فلسطينيين من طوباس ودورا جنوب الخ ...
- حساب ترامب على -تيك توك- يتفوق على حساب بايدن خلال ساعات من ...
- 5 -وشوم- تكشف تفاصيل جديدة عن جرائم -سفاح التجمع- في مصر
- -سيموتون خلال أيام-.. عمال حديقة حيوان رفح يطالبون بإنقاذ ال ...
- ترامب يحدد -التهديد الوجودي الرئيسي للبشرية-
- بروفيسور أمريكي: يجب أن يدعو غوتيريش لقمة عالمية لحل الصراعا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - زياد صيدم - ومضات رمضانية