أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد صيدم - هستيريا في الظلام (2) قصص قصيرة














المزيد.....

هستيريا في الظلام (2) قصص قصيرة


زياد صيدم

الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 04:11
المحور: الادب والفن
    


****
تبسم لأم العيال كديك قد أتم عمله، فنفش ريشه وقد انتصب عرفه .. كان يمسك بفانوس قديم أنزله من سدة المطبخ ، بعد أن أزال عنه لفائف من أكياس النايلون المغبرة .. أمطرته بنظرات الدهشة قبل أن تمضى إلى غرفتها، لم يكترث لها .. في السوق حفيت أقدامه سائلا عن كيروسين أبيض للفانوس .. في كل مرة كان يسمع رنات ضحكاتهم المتهكمة من خلف ظهره.. قبل أن يدخل بيته مكدرا سمعها للجارة تقول وهى تضرب كفيها: لا جاز ولا غاز ولا كهرباء.. دخل بقدمه الشمال على غير عادته ؟.. كانت لا تزال أم العيال على دهشتها منه ولا تزال ابتسامتها المستهجنة.. زارتهم العتمة بهواجسها.. تعثرت قدماه بمجسم للأقصى وضع في ركن الغرفة.. وخز أم العيال مستدركا.. الآن فقط قدرت حجم مصيبتنا.. فانفجرت ضحكاتها الهستيرية.!!

****
استنفذ الناس غاز الطبخ من بيوتهم .. وأغلقت معظم المخابز أبوابها في حصار لم يسبق له مثيل .. هرعوا إلى بواب ير الجاز القديمة ..كانت الزوجة الشابة بعمر الثلاثين تحاول جاهدة تشعله فلم تفلح محاولاتها ..التجأت إلى جارتها الحاجة أم توفيق في السبعين من عمرها .. وجدتها تخبز لأحفادها على قطعة صاج من المعدن .. وقد أوقدت من أسفلها نار من كراتين جلبها الصغار من أمام المحلات ومن زوايا الأسواق بعد عراك بالأيادي وشتائم من ألسنه قد نفذ صبرها...فجلست الزوجة الشابة لتعلمها الحاجة خبرات نصف قرن مضى ..كانت قد دأبت على صناعته ما قبل النكبة وما بعد النكسة.. بعد انتهائها طلبتها الشابة إلى مطبخها لتشعل لها ببور الجاز.. والذي استبدلت الكيروسين المفقود بمازوت معالج بملح الطعام .. شكرتها لام توفيق التي غادرت مزهوة ،على أنها ما تزال محل احترام وتقدير لخبراتها التي لا يعلمها سوى جيلها.. فأحست بقيمتها فبدت كامرأة في الخمسين من عمرها.. أوصلتها إلى الباب احتراما لها ...في طريق عودتها أدارت الشابة مفتاح الراديو تترقب أخبار فرحة لم تصل بعد إلى مسامع الفقراء والمحتسبين أمرهم إلى الله.. فكانت إذاعة الشرق الأوسط تصدح بأغنية لعبد الوهاب يكرر فيها: " يا ببور قلى رابح على فين " .. ابتسمت وراحت تقارن ما بين ببور القطار لعبد الوهاب .. وببور الطبخ الهادر من القرن الماضي.. كطائرة نفاثة تثير الرعب في قلبها تذكرها بالمآسي عقب كل صرير هادر لها كان يصعق السماء.. جاءتها رغبة مفاجأة جامحة لقهقهات عفوية صاخبة .. فوضت يدها على فاها تحول دون انطلاق ضحكاتها بشكل هستيري..!!

إلى اللقاء.



#زياد_صيدم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف
- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد صيدم - هستيريا في الظلام (2) قصص قصيرة