أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - اديب طالب - ايران واسرائيل تتنافسان على المنطقة














المزيد.....

ايران واسرائيل تتنافسان على المنطقة


اديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 2748 - 2009 / 8 / 24 - 07:08
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تمكنت ايران من تشكيل جبهة اقليمية؛ لإحكام وضع المنطقة في ظل هيمنتها اولاً وتوفير حماية وقائية سياسية وعسكرية، في مواجهة اي تهديد لتوجهها لحيازة الذرة والسلاح النووي، ومستلزمات وصوله الى اهدافه ثانياً. وامتلاك القدرة الصاروخية قريباً من الحدود الاسرائيلية شمالها وجنوبها ثالثاً. والحجة دائماً، مقارعة الشيطان الأكبر الاميركي، والدفاع عن الحقوق الفلسطينية العربية الاسلامية التي "فرط" بها الحكام العرب والمسلمون "السنة" حين تهاونوا وعجزوا عن استردادها من الغاصب العدواني الاسرائيلي اليهودي الصهيوني.
ايران تدعي سلمية نشاطها النووي ولكنها تعرف جيداً ان ما يقال عن صنعها للذرة مفيد جداً لإلتفاف عامة العرب والمسلمين حولها بأمل ان الذرة قد تجبر "الشيطان الأكبر" و"ربيبته" اسرائيل على اعادة الحقوق الى اهلها حرباً اذا لزم الأمر. عندما أوصل الحكام عندنا العامة الى الخوف من الحرية واليأس من العدالة في أدنى حدودها والقنوط من احتمال التغيير؛ لم يبق لتلك العامة الا الدعاء بأن يضرب الله الظالمين بالظالمين ـ في الداخل والخارج ـ ونحن "قاعدون"، استقالت العامة من واجباتها بعد ان خسرت حقوقها كاملة ولم يبق لها الا الدعاء ـ وبالسر أغلب الأحيان، فالأدعية دائماً سلاح الضعفاء. ليس غريباً ابداً موقف العامة من ايران، وليس غريباً ايضا استغلال ايران للعامة عندنا.
هذه الإيران، لن تفعل ولن تقدر على شيء مما تدعيه عن استرداد الحق الفلسطيني العربي الاسلامي، وهي تعرف ذلك بالتأكيد؛ فميزان القوى الاقليمي والعالمي لن يسمح لتخريف من هذا القياس ان يحصل، ولعل الهروب الى الأساطير مفضّل لدى العجزة والمكرسحين. ما تفعله ايران وتقدر عليه هو ان تتنافس مع اسرائيل في الاستهداف لمنطقتنا وعامتنا وحتى حكامنا.
اسرائيل امتهنت العدوان نشأة وبقاء واستمراراً في هذا البقاء. وقبلت كل اشكال التفاوض، شرط الا توصل هذه المفاوضات الى حل حقيقي وسلام عادل وشامل، وشنت عشر حروب على الفلسطينيين والعرب والمسلمين خلال واحد وستين عاما، والأنكى انها تستكثر على فلسطينيي الداخل تذكر النكبة التي احلها بهم اليهود و"الشرعية الدولية" آنذاك!! اسرائيل تضع امام العرب كل العرب شروطاً تعجيزية لمجرد التفكير باقامة دولة للفلسطينيين على خمس ارضهم الحقيقية والمشروعة!! حجة اسرائيل ان الفلسطينيين لا يريدون نبذ العنف، وأن الفلسطينيين منقسمون؛ فلا شريك أمامها يقاسمها الجلوس الى طاولة المفاوضات ونحن نتبجح بالعنف "اللفظي الممانع"، ونكرس الانقسام والعداء الفلسطيني عامدين متعمدين!! ما احقنا وأغبانا، وما أبطلها واذكاها؟!
إيران وفي أحسن الأحوال سترتكز على أمرين رئيسيين في مفاوضاتها المقبلة مع أميركا ـ ولو تأخرت ـ الأمر الاول برهانها الواقعي على هيمنتها، الأمر الثاني استعدادها لبيع الورقة الفلسطينية بالسعر المناسب والزمان المناسب.
إيران لن تحارب وان اجبرت فلن تذهب الى حرب مفتوحة ففي ذلك دمار حكم السيدين خامنئي ونجاد. والأميركيون لا يرغبون في القضاء على إيران، وانما يرغبون في بقائها قوة إقليمية وتحت السيطرة، يلوحون بها ـ وقائياً ـ تجاه أي نزوع في المنطقة للحد من هيمنتهم الكلية عليها، ومعروف حتى لطلاب الشهادة الاعدادية عندنا، ان منطقتهم مصدر أكثر من نصف الطاقة في العالم كله، قيد الاستخدام الراهن، أم قيد المخزون الاحتياطي.
ان "الشرعية الدولية" تحمي الكيان الإسرائيلي وجودياً، وبدافع مصالحها، بالرغم من أنه قام على العدوان ومستمر به وان نفس هذه "الشرعية" لا ترغب في إزالة إيران وحكم "الملالي" من الوجود، الأمر الذي حصل حين أزالت "الشرعية الدولية" الدولة النازية بحرب حارة جداً وأزالت الدولة الشيوعية وملحقاتها بحرب باردة طويلة في القرن الماضي. والسبب في هذا كله أن الدولتين المذكورتين هددتا النظام "الليبرالي" العالمي في وجوده واستمراره.
عندما انشق الشارع الايراني بحكم الانتخابات المزورة، وعندما بطش الحرس الثوري بالمعارضين، قتلاً وسجناً وتعذيباً حتى الموت، ولم يتورع عن الاغتصاب الجنسي انثوياً أو ذكورياً كما صرح المعارض كروبي، عندما وعندما لنتذكر ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية السيدة هيلاري كيلنتون من أيام قليلة مضت، قالت: "لم نشأ أن نضع أنفسنا بين السلطات والإيرانيين الذين يعترضون بصورة شرعية، لأننا لو تدخلنا في وقت مبكر وفي شكل قوي جداً لأرادت السلطات استخدامنا لتوحيد البلاد ضد المعارضين". كلام ركيك ومضمونه أكثر ركاكة. السيدة كلينتون تترقب المفاوضات مع إيران، وتعرف أن السيدين خامنئي ونجاد باقيان في كرسيي الحكم، فلا بد من الجمل العرجاء ولا بد من المعاني الأكثر عرجاً. السيدة كلينتون مع القوة الباقية الباغية، لا مع الحق الصادق المغيّب!
هل طلب الرئيس الأميركي السيد باراك أوباما التطبيع العربي مع إسرائيل ثمناً لرد عدوانية إيران عن المنطقة وذلك بحرب اقتصادية قاسية وقائية ضدها، تقطع الطريق على خيار عسكري لا يرغبه، وقد لا تستقيم المصالح دونه؟ البعض اعتبر الطلب الاوبامي هفوة، أو انه كلام مبكر، السيد أوباما كإسرائيل عينه على إيران. وعود السيد اوباما قادمة في أيلول القادم وما بعده، هل يقدر أن يضع عيناً على عدوانية إسرائيل، وعيناً على توسعية إيران وفي وقت واحد، حتى لا يصاب بالحول القصدي؟؟ هذا أبسط ما نتمناه ونطلب من العامة أن تدعو المولى لأجله.
صحيح ان ايران ليست نمراً من ورق، ولكن الصحيح اكثر ان ايران لا اكثر من نمر يتطاول على جيرانه ولا بد من تقليم اظافره وكسر نابين من أنيابه وتقصير ذيله الممتد ابعد مما ينبغي، ولن يقدر هذا النمر ان يبتلع وحوش الغابة الأرضية كلهم!. وعليه ان لا يتجاوز غابته مطلقاً الا في الحدود التي يسمح بها عظماء الوحوش في هذا العالم "المتمدن". الصحيح اكثر ان اسرائيل وحش عمره واحد وستون عاماً، ولعل الرؤية الأوبامية للعالم، تأخذ وحشيته بعين الاعتبار كعدو حقيقي للسلام في هذا العالم.
ايران واسرائيل تتنافسان على المنطقة، وهذا خلاصة القول.



#اديب_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرؤية الأوبامية ليست حلم يقظة لرئيس أميركي
- التطبيع المطلوب هو التطبيع بين العرب أولاً !!
- دولة العدوان الإسرائيلي تنسج شبح الحرب
- النظام اللبناني مختلف عن أنظمة المنطقة
- المفاوضات خيار استراتيجي وليس السلام؟!
- الخيار العسكري ضد -السلاح النووي الإيراني- ما زال واحداً من ...
- النووي الإيراني إلى أين؟
- أيام ايران الصعبة ، لن تمنع المحادثات الامريكية الايرانية ال ...
- اوباما ومكارم الاخلاق
- مولد العصيان المدني في ايران
- حماس والرؤية الاوبامية
- أوباما: صوت السلام من القاهرة نتنياهو: صوت الحروب من -أورشلي ...
- أوباما ونتنياهو معاً: لا للخلاف الاستراتيجي!!
- وجهة نظر في الرؤية الأوبامية
- هل يضغط أوباما على اسرائيل ليصبح لخطابه القادم في القاهرة مع ...
- اسرائيل : عنف ضدّ ايران ، ليونة وسلاسة مع سوريا ، عناد لئيم ...
- 18 أيار والاسابيع بعده يحددان الأهم الأهم !!
- ا:اوباما يسوس العالم بسلاسة حازمة :
- 18 أيار بين باراك حسين اوباما المسالم وبين بنيامين نتنياهوال ...
- مئة يوم لاوباما في الشرق الأوسط الكبير


المزيد.....




- سلوفاكيا: تشخيص -إيجابي- لصحة رئيس الوزراء ومنفذ محاولة الاغ ...
- تونس.. البحث عن 23 مفقودا شاركوا في عملية -حرقة- من سواحل قر ...
- إلغاء 60 رحلة في مطار ألماني بسبب احتجاجات -الجيل الأخير-
- -كتائب القسام- تستهدف مروحية إسرائيلية من طراز -أباتشي- بصار ...
- منظمة -رصد الجرائم- في ليبيا تطالب بوقف فوري لإطلاق النار ف ...
- رئيس بلغاريا: من المستحيل هزيمة روسيا في النزاع الأوكراني
- خبير بريطاني: الغرب لن يتدخل إذا أطاح انقلاب عسكري بزيلينسكي ...
- فقدت آثاره عام 2017.. معلومات استخباراتية أمريكية تشير إلى و ...
- بالفيديو: أوكراني يطلق مسيّرة تحمل العلم الروسي وشرائط النصر ...
- دبلوماسي بريطاني سابق في موسكو: إبعاد الملحق الروسي من لندن ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - اديب طالب - ايران واسرائيل تتنافسان على المنطقة