أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - هل تتاثر اخلاقية المجتمع باستقلالية الفرد المادية














المزيد.....

هل تتاثر اخلاقية المجتمع باستقلالية الفرد المادية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2743 - 2009 / 8 / 19 - 06:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ نشوء الحياة على المعمورة و يحاول كل كائن حي تامين معيشته بالسبل المختلفة المتاحة امامه، و المعلوم ان ما موجود في الكون في تغيير مستمر و تطور دائم من مختلف النواحي و الاطراف .
ووعند مسيرة العيش و ما فرض من الاقتصاد البسيط و من ثم تعقد بمرور الايام و بعد ظهور المال او المواد و السلع التبادلية و توسع مساحة الاحتياجات و الضرورات لدى الانسان ، اصبح الفرد في وسط فرض عليه امتلاك ما تسير حياته ، و في التاريخ الحديث احتل المال الموقع الرئيسي في التاثير على ما يرتبط بالانسان ، و هوالعامل الرئيسي الهام في تحديد كيفية تسيير اموره ، و هذا ما يدعم استقلاليته على الرغم من عدم المساواة في توزيعه منذ البداية ، و لم تستفاد منه الطبقات الكادحة العديدة على مر التاريخ ، بحيث استغلت من اجل مجموعات و افراد معينة ، و هذا ما فرض الفروقات و الاختلافات الطبقية ، و به توزعت الاغتراب على جهة و الهيمنة على اخرى من الافراد .
اما في العالم الراسمالي و الصناعي الحديث ، مع بقاء جوهر التناقضات بصورة اخرى ، حيث المال نفسه يجعل الراسمالي يفرض الخضوع و الخنوع على الكادح و يجبره على ان يصبح عبدا لحاجياته باي شكل كان ، بعد جعل قوة العمل للعامل و الشغيلة سلعة يتعاملون بها في البيع و الشراء ، اي تغيًر وضع الانسان و اصبح بذاته مادة يتعامل معها الراسمالية بطرق متنوعة . و هنا يمكننا ان نبين بان المادة او المال بصورة خاصة اصبح العامل الفاعل الذي يضع الاخلاق تحت رحمة التساؤل و التعجب والانسانية تحت طائلة الاهمال .
اليسارية لوحدها فقط ادركت ان هذا التوجه ينعكس سلبا على معيشة الانسان ، وفي المقابل ، الراسمالية هي التي تشدقت بحرية الفرد التي تعود على نفسه بالضرر كما تلمسناه عمليا خلال الازمة المالية العالمية الجديدة ، و شهدت اليسارية و الفكر المهتم بالمجتمع بشكل عام انتعاشا لحد كبير ،و في المقابل ان الراسمالية لم توقف من محاولاتها و لن تدع الامور ان تسير طبيعيا ، و كما نلاحظ ان تحرر الفرد بشكل كامل هو الذي يخلق الاغتراب و الفساد و عدم ضمان حياة المجتمع و الاجيال في المستقبل ، و هنا يمكننا ان نعلن بان هذه التوجهات و الاهداف التي تعمل الراسمالية على تحقيقها ستجعل مجموع النظام الاخلاقي العام للشعوب امام التساؤلات العديدة . و به يمكن ان نقول و نوجه عناية العقلاء و المجتمع بشكل عام و نحذرهم و نوصيهم على عدم النظر الى دور المادة و تحرر الانسان من زاوية ضيقة خاصة و انية ، ونحذر من التعامل معه كا تدعي الراسمالية ، و انما من الواجب علينا بيان ما تُفرز من السلبيات من هذه النظرية و تطبيقها ، و الفساد الكبير و الاغتراب الذي ينبثق منه في النتيجة كتحصيل حاصل للحرية المطلقة التي تعمل من اجلها الراسمالية على انها تدخل ضمن مساحة استقلالية الفرد المالية .
اهم ما يمكننا ان نذكره و نعتبر منه هو، انه ليس بشرط ان يكون صاحب المال عاقلا و متميزا في عقليته و ايجابيا في مواقفه تجاه ما يهم البشرية ،و يختلف في فكره و عمله عن غيره كما تدعي الراسمالية العالمية و ثقافتها ، بل يمكن العكس بالضبط ، و هي ما تخلق الفرد البعيد عن القيم الانسانية المعلومة للجميع ، و لا يمتلك ما يمكن ان نسميه العقلانية في العمل ، و هذا ما يدعنا ان نقول بان هؤلاء ليسوا باحرار بل يكونوا عالة على المجتمع و معيشته بشكل عام . و من هنا نستنتج بان استقلالية الفرد المالية هي من العوامل الاساسية في تشويه اخلاقية المجتمع و قيمه و خصائصه الانسانية العامة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل انصاف الجميع و منهم الفيليين
- عدم الاستفادة من الاطروحات العلمية في هذه المنطقة
- حان الوقت لكشف الحقائق كي نعتبر منها
- الانتهازية صفة يكتسبها الفرد في المجتمعات المضطربة
- التنافس السلمي عامل لتقدم المجتمع
- اسباب ضعف دور المثقف في الحياة العامة لاقليم كوردستان
- الاوضاع السياسية في ايران الى اين؟
- ما مصير مجاهدي خلق في العراق
- هل نعترف بولادة الديموقراطية في كوردستان
- لماذا وصلت الحال لحد احراق الكتب
- مَن وراء استمداد العنف و الارهاب في العراق
- كان الخلل في التطبيق و التفسير و التاويل و ليس النظرية بكامل ...
- افاق زيارة المالكي و ذوبان ثلج حاجز العلاقات بين الاقليم و ا ...
- كيف كان دور المثقفين في الانتخابات البرلمانية الكوردستانية
- احتمال اشعال امريكا للضوء الاخضر لحل المواضيع العالقة عند زي ...
- الديموقراطية و الطبقة الكادحة
- الخطوات المطلوبة لما بعد الانتخابات البرلمانية في اقليم كورد ...
- النتائج الاولية للانتخابات تشير الى تغيير الخارطة السياسية ف ...
- كيفية العمل على عدم تسليم مستقبل البلاد للقوى العابدة للغيبي ...
- مهام هيئات و مؤسسات الاستفتاء و الاستبيان الرئيسية و مصداقيت ...


المزيد.....




- حلفاء ترامب الخليجيون يسابقون الزمن لتجنب الحرب الشاملة في إ ...
- ماذا سيحدث لو قصفت أمريكا مواقع نووية في إيران؟ مسؤول إيراني ...
- غروسي: أضرار كبيرة في منشآت نطنز وأصفهان.. وتحذير من استهداف ...
- أزمة مزدوجة في غزة: العطش يوازي الجوع والموت يحاصر الباحثين ...
- سياسة برلين شرق الأوسطية على نار الصراع بين إيران وإسرائيل
- -الموت أحلى من العسل-.. متظاهرة إيرانية في طهران توجه رسالة ...
- ماذا حدث بين سفيري إسرائيل وإيران بمجلس الأمن؟
- مقتل 70 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، واشتباكات في ...
- بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في ...
- قصف صاروخي إيراني يشعل حرائق ويتسبب بأضرار في بئر السبع


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - هل تتاثر اخلاقية المجتمع باستقلالية الفرد المادية