أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - أوباما يصطدم بحيتان الطغمة المالية الأمريكية














المزيد.....

أوباما يصطدم بحيتان الطغمة المالية الأمريكية


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوباما. تغيير ضمن النظام الرأسمالي

يواجه الرئيس الأمريكي باراك اوباما وإدارته هذه الأيام معارضة صارخة واسعة، وصلت إلى انفجار مظاهرات جماهيرية واسعة نزلت إلى الشوارع لتعبر عن رفضها للإصلاح الصحي الذي تطرحه إدارته. ففي إطار سياسة "التغيير" التي وعد بها اوباما في خضم المعركة الانتخابية على الرئاسة الأمريكية والعمل على إجراء إصلاح صحي جذري. يوفر الضمانة الصحية، الأمن الصحي الشعبي لكل مواطن، فالولايات المتحدة الأمريكية، الدولة الرأسمالية الصناعية المتطورة، الدولة الوحيدة بين الدول الصناعية التي لا توفر لمواطنيها تأمينا وأمنا صحيا، فالقطاع الصحي مخصخص وتهيمن عليه ديناصورات الشركات الاحتكارية الخاصة، التي دينها وديدنها جرف المزيد من الإرباح وليس أبدا الرعاية الصحية للجماهير الشعبية الواسعة. ومن جراء هذا الوضع القاتم فان أكثر من 46 مليون أمريكي غير مؤمنين صحيا، بسبب وضعهم المادي المعيشي المأساوي لا يستطيعون دفع ما تفرضه الشركات الصحية الكبرى المهيمنة على سوق القطاع الصحي – من الرسوم والأدوية وحتى العيادات والمستشفيات التي تخضع للملكية الخاصة وللقطاع الخاص.
في ظل الأزمة المالية العاصفة التي انطلقت من الولايات المتحدة، وما رافقها من ركود وبطالة وانهيار وإفلاس لمؤسسات مالية وبنكية، وتدني مستوى معيشة أصحاب الدخل المحدود، في ظل هذه الأزمة فانه حسب أقوال اوباما في نيوهمفشير (يديعوت احرونوت 13/8/09) : "يفقد أربعون ألف أمريكي يوميا حقهم في الأمن الصحي لأنهم لا يستطيعون دفع المطلوب منهم للشركات"! ففي بلاد الدمقراطية المزيفة تبرز مستويات من "الحرية" فضمان الحرية والأمن والتأمين الصحي للأغنياء بمستوى عال، مقابل ضمان حرية الموت والمعاناة من الأمراض للفقراء والمحتاجين في ظل غياب التأمين الصحي لهم.
عندما أعلن اوباما مقولته السحرية "التغيير" أكدنا أن تغييره سيكون محدودا وفي إطار خدمة المصالح الإستراتيجية الأمريكية للنظام الطبقي الرأسمالي، وان هذا التغيير سيكون مرهونا بطابع توازن القوى والصراع بين كتل الطغمة المالية الأمريكية المختلفة ومدى نجاعة "لوبياتها" ومكابس ضغطها على بلورة هوية وطابع التطور. وأكثر من مرة، أكدتا على الفوارق بين السيئ والأسوأ، بين حيتان تكتل قوى الطغمة المالية لليمين المحافظ الأمريكي بمنهجه ونهجه النيولبرالي الرأسمالي الخنزيري العدواني والناشط في مجالات النفط والصناعة العسكرية وتصدير السلاح والحروب العدوانية والمتمثل بالحزب الجمهوري وإدارة بوش المنصرفة. وبين حيتان قوى تكتل الطغمة المالية الناشطة بالأساس في مجال النشاط الاقتصادي السلمي، فروع الاقتصاد المدني والتصدير والتجارة والمصارف، وتتمثل بالإدارة الحالية للحزب الدمقراطي والتي هويتها الطبقية – السياسية يحولها دفاعا عن مصالحها الإستراتيجية معنية بالانفراج الدولي وبالأمن والاستقرار الداخلي.
ومن يعارض وينطلق ضد الإصلاح الصحي الذي يقترحه اوباما وإدارته؟ يقف في مقدمة المتصدين للإصلاح حيتان شركات الاحتكار الخاصة الكبيرة، لان ضمان الأمن الصحي الشعبي يعني أن الدولة تأخذ على عاتقها توفير المصادر والآليات لضمان التأمين الصحي لكل مواطن، وهذا يوجه ضربة إلى شركات الاحتكار الخاصة ويقلل من إرباحها. كما يعارض ويتصدى للمشروع الحزب الجمهوري وقوى اليمين المحافظ تحت ستار عدم تدخل الدولة في الاقتصاد وصيانة نهج الخصخصة والمنهج النيولبرالي للرأسمالية الخنزيرية، ولتعميق فجوات التقاطب بين الأغنياء والفقراء، استغل هؤلاء بندا في الإصلاح يقول "إن مرضى في حالة ميئوس منها يستطيعون التشاور مع الطبيب فيما يتعلق بإنهاء حياتهم"! استغلوا هذا لاتهام إدارة اوباما بالنازية واوباما بالمجرم هتلر وحرضوا بسطاء الناس أيضا ضد أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري وهاجموا مكاتبهم.
لقد تأجل طرح هذا الإصلاح في الكونغرس إلى ما بعد العطلة الصيفية لمجلس الشيوخ والنواب خوفا من أن تؤدي هذه المعارضة الصاخبة إلى إسقاط عدد من أعضاء الكونغرس من الحزب الدمقراطي في الانتخابات القريبة لانتخاب جزء من الأعضاء، وان يفقد الحزب الدمقراطي الأكثرية الموجودة لحزبه في الكونغرس.
إن اوباما ابن المؤسسة والطغمة المالية ومواقفه تبلورها في نهاية المطاف تأثرها بميزان القوى والصراع الداخلي في أمريكا. واكبر مثل على ذلك ان اوباما الذي حاول الإيحاء بأنه يتخذ موقفا متوازنا من الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني العربي وانه يشدد على إسرائيل للقيام بالتزاماتها ووقف جميع أشكال الاستيطان والاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانبها، هذا الموقف بدأ بالتغير، واخذ اوباما "يغزل رفيعا" ويخفف اللهجة وسلة المطالب من إسرائيل من جراء مكابس الضغط الشرسة التي شغلتها ذئاب اللوبي الصهيوني اليهودي واليمين المحافظ والحزب الجمهوري وأعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والدمقراطي المدجنين صهيونيا وتأييدا للعدوانية الإسرائيلية وعداء للحق الوطني الفلسطيني والعربي المشروع.
نحن مع التغيير الذي يخدم المصالح الحقيقية للشعوب بالتطور الخلاق في ظل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ولكن يبقى المحك الأساسي لدفع عجلة التغيير بشكل جدي وجذري يتعلق بمدى تحرك ونشاط وتصعيد كفاح الضحايا الذين من اجلهم يرفع شعار التغيير بحسن نية تارة وبهدف السمسرة والاستهلاك الشعبي تارة أخرى.







#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر فتح السادس: نهج التسوية السياسية هو الخيار الاستراتيجي ...
- امبراطورية مافيا يهودية امريكية – اسرائيلية للفساد وغسل الام ...
- في التسعين من عمره المتجدد: لا تشوهوا دور الشيوعيين الكفاحي ...
- ماذا وراء عناق -الكاوبوي- الامريكي مع -الدب- الروسي في موسكو ...
- هل تأجيل الحوار سيساهم في ترتيب وتعزيز البيت الفلسطيني؟!
- حذار من محراك الشر التخريبي في لبنان والعراق!!
- هل وصلت اقدام الصراع الى عتبة بوابة التسوية السياسية الاقليم ...
- حقيقة الموقف من الاحداث المأساوية في ايران !
- بعد خطابه التاريخي مهمات اساسية لمواجهة التحديات الكارثية لم ...
- نتائج الانتخابات الايرانية: مؤشرات لمخاض داخلي لم تنجح في تغ ...
- مدلولات سياسية بارزة للانتخابات اللبنانية ونتائجها؟!
- خطاب اوباما في موازنة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني !
- ألمدلولات الحقيقية لمهمة اوباما في زيارته المرتقبة إلي المنط ...
- اسقاطات محادثات اوباما – نتنياهو
- ميزانية افقها الاستراتيجي مواصلة العدوان وافقار الفقراء
- في ذكرى النكبة: ألعودة حق لا عودة عنه
- عشية لقاء مبارك – نتنياهو: هل يخطط الحراك الامريكي – الاسرائ ...
- بذكرى النصر على النازية: هل يتعظ ضحايا النازية الفاشية من ال ...
- نفسي فيه وأخ تفو عليه
- هل استوفت الفاشية مقاييسها التقليدية في اسرائيل ام ماذا؟!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - أوباما يصطدم بحيتان الطغمة المالية الأمريكية