أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - جواد البشيتي - إنَّه قانون شهريار وسايكس وبيكو!














المزيد.....

إنَّه قانون شهريار وسايكس وبيكو!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2738 - 2009 / 8 / 14 - 06:14
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


حقوق المرأة الأردنية (والعربية على وجه العموم) تَقِفُ عاجزةً، لا حَوْل لها ولا قوَّة، أمام "قانون الجنسية"، وأمام "أصحاب الحَوْل والطول" من حُرَّاسه، والساهرين عليه، وسَدَنَتِه، فإذا أردتم دليلاً على أنَّ "نصف المجتمع"، من الوجهة الحسابية والعددية، ما زال، من الوجهة الحقوقية والقانونية والاجتماعية والسياسية..، "أقلِّية"، فما عليكم إلاَّ أن تقرأوا؛ ولكن بأبصار وبصائر لا تغشاها أوهام على هيئة "ذرائع"، "قانون الجنسية"، الذي يقول بالفم الملآن: "لا يحقُّ أبداً للزوجة الأردنية التمتُّع بحق مَنْحِ جنسيتها لزوجها غير الأردني، ولا حتى لأبنائها من هذا الزوج"!

إيَّاكم أن تجادلوا أرباب هذا القانون، ومُشْتَرعيه، ولا حتى وزارة الداخلية، من رأسها حتى أصغر موظَّفيها وظيفياً، في أمره، ولجهة عدائه الصريح الظاهر لحقِّ المرأة الأردنية هذا، فهُمْ جميعاً سيجيبون على البديهة قائلين (إذا ما سُئِلوا؛ وطالما سُئِلوا) إنَّ حال الزوجة الأردنية، في هذا الأمر، من حال الزوجة العربية، فالدول العربية، التي إنْ اتَّفَقَت فلا تتَّفِق إلاَّ على أنْ تَخْتَلِف، تواضعت جميعاً على أنَّ الزوجة العربية لا يحقُّ لها، ويجب ألاَّ يحقُّ، أنْ تَعْدِل الزوج العربي في "حقِّ مَنْح الجنسية"، درءاً للمخاطر عن "الأمن القومي العربي".

لا تظنُّوا أنِّي أغالي وأبالغ وأتحامل وأتجنى، فلمَّا سُئِل الناطق الإعلامي باسم وزارة الداخلية الأردنية عن السبب الذي يَمْنَع الزوجة الأردنية من مَنْح الجنسية لزوجها غير الأردني (العربي أو الأجنبي) ولأبنائها (غير الأردنيين!) منه، أجاب قائلاً: "لدرء مخاطر أمنية وسياسية وديمغرافية"، فثمَّة، على ما أوضح، 37 ألف زوجة أردنية متزوجات من غير أردنيين؛ ولكم، بالتالي، على ما نَسْتَنْتٍِج من كلامه، أنْ تتصوَّروا "المخاطر الأمنية والسياسية والديمغرافية" التي ستترتب على مَنْح هؤلاء الأزواج غير الأردنيين مع أبنائهم الجنسية الأردنية!

كل ما تستطيعه الزوجة الأردنية، قانونياً، هو مَنْح زوجها غير الأردني حقوقاً من قبيل الحق في التملُّك، والحق في الإقامة، والحق في العمل.

ما أفهمه وأتفهمه هو أن تكون لـ "قانون الجنسية" مساهمته في إحباط خُطَط وجهود ومساعي إسرائيل لإفراغ "الأراضي الفلسطينية المحتلة" من أهلها، توصُّلاً إلى مزيدٍ من التهويد لها ديمغرافياً.

ولكن، حتى في هذا الأمر نرى التمييز ضدَّ المرأة، بصفة كونها زوجة، يُفْسِد ما ينطوي عليه "قانون الجنسية" من "سياسة قومية جيِّدة"، فإذا تزوَّج رجلٌ من "الأراضي الفلسطينية المحتلة" من امرأة أردنية فإنَّه لا يُمْنَح جنسيتها؛ لأنَّ منحه إيَّاها يمكن أن يعود بالنفع والفائدة على تلك الخُطَط والجهود والمساعي الإسرائيلية؛ أمَّا إذا تزوَّجت امرأة من هناك من رجلٍ أردني فإنَّها تُمْنَح جنسيته، وكأنَّ "السبب السياسي القومي ذاته" ينتفي في حالة الزواج الثانية.. وكأنَّ تلك المرأة ليس لها من أهمية تُذْكَر في مقاومة محاولات التهويد الديمغرافي لـ "الأراضي الفلسطينية المحتلة".

العرب جميعاً، في "قانون الجنسية"، يُظهرون ولاءً لكلٍّ من ارتكب جرائم في حقِّهم القومي من أمثال سايكس وبيكو، فهُم جميعاً متَّفِقون على تحريم "ازدواج الجنسية" عربياً، وعلى تحليل ازدواجها مع غير العرب، فالأردني يمكنه ويحق له أن يصبح فرنسي الجنسية مثلاً من غير أن يَفْقِد جنسيته الأردنية؛ ولكن لا يمكنه ولا يحق له أن يظل محتفظاً بجنسيته الأردنية إذا ما أصبح، أو أراد أن يصبح، مصري الجنسية مثلاً، فـ "الانتساب" يجب أن يكون إلى "قبيلة عربية واحدة لا غير"!

ومع ذلك، كلُّهم ما زالوا يُغنُّون "بلاد العُرْب أوطاني.."!

بالله عليكم دعونا من الحُجج البالية الساذجة كحُجَّة "درء المخاطر الأمنية والسياسية والديمغرافية"، وحاولوا أن تأتوا لنا بسبب وجيه لاستمساككم بقانون "حرامٌ على الزوجة الأردنية أنْ تَمْنَح الجنسية لزوجها غير الأردني.. العربي على وجه الخصوص".

إنَّ هذا القانون يشرح لنا، ويُفسِّر، على خير وجه، قانون "لا فَرْق، من الوجهة القانونية، بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات"!

ما معنى أنَّ أبناء الزوج الأردني هُمْ "حَتْماً" أردنيون؛ أمَّا أبناء الزوجة الأردنية فهُم أردنيون "على وجه الاحتمال"؟!

في زمن ولَّى وانقضى، وأصبح بمن عَرَف، وبكل ما عَرَف، أثراً بعد عين، كان البشر يتوهَّمون (أي يعتقدون بحسب موازينهم المعرفية) أنَّ الزوج هو وحده صانع الأبناء، وأنَّ زوجته ليست سوى الرحم الذي فيه يُغْرَس الجنين، وينمو، حتى تأزف ساعة المخاض، فيَخْرُج من ظلمته إلى النور.

أمَّا الآن فنحن في مستهل الألفية الثالثة، التي لا ينتمي إليها (ويجب ألاَّ ينتمي إليها) إلاَّ كل من آمن بأنَّ الأب والأم يتقاسمان ابنهما مناصفةً، فالأم تعطي جنينها (أي الخلية البشرية الأولى) نصف "الكروموسومات" بما تشتمل عليه من "جينات"، أو "صفات وراثية".

في هذه "الشركة" يتساوى تماماً المالكان (الأب والأم) في "الأسهم"، ولا يحقُّ للأب، بالتالي، أن يزعم أنَّ الولد ابنه فحسب.

وإذا كان لـ "العقل" حقٌّ في الوجود (حتى لا نقول "حقٌّ في أن يَحْكُم العالم") فَلَسَوْف يمارسه قائلاً: "الحقوق المترتِّبة على تساوي طرفين في حقِّ المِلْكِيَّة يجب أن تكون متساوية".

وهذا إنَّما يعني أنَّ الزوجة الأردنية يمكنها، ويحق لها، أن تَمْنَح هي أيضاً جنسيتها لأبنائها، ولو كان زوجها (أي والد أبنائها) من كوكب المرَّيخ.

وهذا التساوي يجب أن يقترن بتساوٍ آخر، فالزوجة الأردنية يحقُّ لها هي أيضاً أن تمنح جنسيتها لزوجها غير الأردني.. والعربي على وجه الخصوص.

إنَّ "قانون الجنسية" المعمول به لا يمكن فهمه إلاَّ على أنَّه ثمرة جهود مشترَكة لرجال ثلاثة هم: شهريار وسايكس وبيكو!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نماذج نووية جديدة أربعة
- في -الأجندة الخاصة- وأصحابها!
- سنة على موت -هوميروس فلسطين-!
- العبوس.. عربياً!
- موت -الخبر-.. في الجريدة اليومية!
- هكذا يُحارَب -التوطين-!
- إذا لم يكن من -التطبيع- بُدٌّ..
- إذا سلَّمْنا ب -نظام القضاء والقدر-.. فهل إرادتنا جزء منه؟!
- أوَّل غيث -التطبيع الجديد-.. -مقالة-!
- ماركس إذ بُعِثَ حيَّاً!
- -الشيخ جرَّاح- هو -رودوس- التي تتحدَّى أوباما!
- لِيُعْقَد في -بيت لحم- ولكن ليس في -بيت العنكبوت-!
- من -أزمة الحل المرفوض- إلى حل -الحل المفروض-!
- الأهمية الحكومية ل -المعارَضة- عندنا!
- ما وراء أكمة -صُلْح- أوباما مع المسلمين!
- اقْضوا على اللاجئين.. تَقْضون على -حق العودة-!
- شتاينماير الذي هزَّ رأسه!
- ما بين -رجل الإعلام- و-رجل الأمن-!
- المخاطر الإسرائيلية.. كيف يمكن أنْ تُواجَه أردنياً؟
- المستوطنات في أسواقنا وبيوتنا!


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - جواد البشيتي - إنَّه قانون شهريار وسايكس وبيكو!