أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام عبدالله - أطياف دريدا بالبحرين














المزيد.....

أطياف دريدا بالبحرين


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2735 - 2009 / 8 / 11 - 07:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في عام 1993 أصدر الفيلسوف الفرنسي ” جاك دريدا ” كتابا بعنوان : ” أطياف ماركس ” ، أصبح المحرك الجوفي للعديد من الأطروحات الفكرية المتناقضة حتي اليوم ، وأتهم دريدا بسببه من اليمين واليسار معًا بالتراجع عن مشروعه والتنصل من أفكاره ، ووصفه البعض بأنه ( ثورة ) على التفكيك ، ورد اعتبار للعقل أو اللوغوس الذي طالما عمل دريدا علي تقويض مركزيته ، ناهيك عن الأفكار والمفاهيم الأساسية ذات النزعة الإنسانية والعالمية التي كانت مصدر سخرية دائمة منه ، فقد تحدث دريدا لأول مرة في هذا الكتاب عن “الثورة” و “النضال” و “الايديولوجيا” منذ أن أعلن لأول مرة تفكيك الميتافيزيقا الغربية عام 1967.
الأهم من ذلك أنه جادل في هذا الكتاب المفكر الأمريكي ( من أصل ياباني ) ” فوكوياما ” حول كتابه ” نهاية التاريخ ” جدلاً عقلانيًا ، وقال : بأن الديمقراطية الليبرالية لم تتحقق في كل بلدان العالم كي نقول بأن التاريخ قد انتهى ، كما أنها لم تجد حلاً حتى الآن لمشكلة الفقر والبؤس الاجتماعي ، حتى داخل المجتمعات الغربية نفسها . وأثبتت الأيام صدق كلام ” دريدا ” وبعد نظره ، وخطأ نظرية فوكو ياما التي تراجع عن الكثير من أطروحاتها فيما بعد ، والدليل هو : الأزمة الاقتصادية العالمية التي لم نخرج منها حتي اليوم .
فقد دعا دريدا في هذا الكتاب إلى عدم التنكر الكلي لـ “ماركس”، ذلك أن ماركس لم يمت ولم يقل كلمته الأخيرة بعد. بل يجب استلهام روح النقد الاجتماعي ” النقد الراديكالي ” من كتاباته . واللافت للنظر في طرح دريدا إزاء الرأسمالية الراهنة ، هو لجوءه إلى التراث الغربي كوسيلة للخلاص ، على اعتبار أن ماركس جزء مهم من هذا التراث .
ويبدو أن فكرة ” الطيف ” أو ” الشبح ” بمثابة الخيط اللامرئي الذي يربط مفاهيم دريدا عن ” المحاكاة ” و ” التناسخ ” و” الأثر ” ، كما أنها تتعلق بجميع أفكاره المرتبطة بـ ” اللاحسم ” باعتباره الشرط الشارط لاتخاذ أي قرار مسئول .
هذا من جهة، من جهة أخرى فهو يرينا : ” كيف يتحقق قانون المفارقة التاريخية أو عدم التطابق الزمني ، باعتباره قانون النهاية والفناء ، وذلك لأن الشيء يعيش بعد صاحبه ويوجد على شكل فكره “. ( جاك دريدا : أطياف ماركس، ترجمة: منذر عياشي، مركز الإنماء الحضاري، المركز الثقافي، بيروت - الدار البيضاء، ط1، 1995، ص - 31. )
وهي الفكرة الأساسية التي تقف وراء المشروع الطموح لوزارة الثقافة والإعلام بالبحرين اليوم ، في تقديم أقطاب الفكر العالمي المعاصر للقارئ العربي ، من خلال سلاسل متخصصة وجذابة ، وباكورة إصداراتها سلسلة ” أطياف ” عن ” جاك دريدا ، في الذكري الخامسة لوفاته ( 1930 – 2004 ) .

يصدر الكتاب بعنوان : “دريدا بأثر رجئي”، ويتضمن مساهمات فكرية حول دريدا لأسماء تماست مع استراتيجياته واستثمرت طرائقه في الترجمة والفكر والأدب ، بتحرير من محمد البنكي وبتوقيع على التصميم الفني والإخراج من وحيدة مال الله وناصر مهدي، وتتوزع المقاربات المنشورة في الكتاب على كتاب من المغرب وتونس والسعودية وجمهورية مصر العربية، وهم : أحمد عبدالحليم عطية، صفاء فتحي، عبدالله الغذامي، منى طلبة، محمد شوقي الزين، حسام نايل، فريد الزاهي وعصام عبدالله، وتتمازج هوامش الكتاب مع أعمال فنية خاصة للفنانة البحرينية الشابة وحيدة مال الله على نحو يتيح للعبة المتن/ الهامش (وفاء لدريدا ) أن تندلع في طيات الكتاب.

ويجيء اختيار اسم الكتاب ، الذي يتم تدشينة في الفترة من 11 - 13 أغسطس الجاري وسط احتفالية ثقافية كبيرة ، من منطلق الزج بالتعبير الاصطلاحي بأثر رجعي” في لعبة تفكيكية، من خلال كشط ال (ع) في: (رجعي) وتحويلها إلى همزة (ء) تتشاكل مع ال (ع) بصرياً وتغايرها صوتا ودلالة.. فإذا كانت العبارة الاصطلاحية المتداولة: (بأثر رجعي)، تنصرف نحو الحركة الاستعادية بالذهاب إلى الماضي فان العبارة الجديدة: (بأثر رجئي) ، تنصرف إلى المستقبل بنشدان أثر مرجأ ومؤجل، يتراءى لنا الوعد به لكنه لما يأت بعد. ثمة إذن: (أثر رجعي) ، يأتي بـ (الماضي) إلى (الآن)، و أثر رجئي ينطلق بـ (الآن) إلى (المستقبل)، الموعود والمرجأ. وفي العنوان التماعة دريدية أخرى! ذلك أن استراتيجيات التفكيك الدريدي تراهن على مقاومة السك المغلق القار في التعبير الاصطلاحي… تقيم التكتيكات الدريدية في فجوات بنية الاصطلاح، تخاتل وتشتغل ضمن الانتظام الموهوم، تنصت له، وتتلبث فيه حتى يحين لها أن تباغته بالهدم والتقويض على حين غرة. هنا تنطلق عنونة الكتاب من استعادة تعبير اصطلاحي (+ استعادة دريدا ( بأثر رجعي، لكنها سرعان ما تجابه المصطلح بصياغة مضادة للاصطلاحية: بأثر رجئي، وهذا هو بالضبط شأن المفاهيم التفكيكية: مفاهيم مضادة للمفاهيمية، أو مصطلحات مقوضة للاصطلاحية لأنها تستريب في انغلاقية المصطلح anti-concept واكتماله، وثمة في العنوان استدعاء آخر لدريدا، استدعاء بالغ الحفاوة، عبر فكرة ( الأثر): “بأثر….” ، فالكلمة المفتاحية :(أثر) واحدة من أهم مفاتيح فكر دريدا.






#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتي لا نخسر - ذاتنا - السياسية
- يا أصدقائي ، لم يعد هناك صديق !
- النووي ، إلي أين يتجه بالمنطقة ؟
- جريمة إبراهيم عيسي !
- تحديات الليبرالية في العالم العربي
- هل بدأت الألفية الثالثة عام 1968 ؟
- تديين الشرق الأوسط .. إلي أين ؟
- الشخصية المصرية المعاصرة
- آليات الشخصية المصرية
- للصبر حدود .. وللتسامح أيضا
- الفوضي أم الاستبداد ، قدر المنطقة ؟
- الجغرافيا بين السياسة والثقافة
- شهادة المرأة في حقوق الإنسان
- 2008 .. عام المنع والممانعة
- في الثورة والفورة
- أدب المنفي ، أو الحضور الغياب
- الدبلوماسية الوقائية
- أحفاد جاليليو والبابا بنيدكت
- البحث اللاهوتي السياسي
- البابا شنودة والكاردينال جيرسن


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام عبدالله - أطياف دريدا بالبحرين