أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام عبدالله - حتي لا نخسر - ذاتنا - السياسية














المزيد.....

حتي لا نخسر - ذاتنا - السياسية


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2728 - 2009 / 8 / 4 - 08:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



في عام 1913 بدأ عالم النفس " سيجموند فرويد " - Freud في نشر سلسلة من المقالات عن " الطوطم والتابو " ، حاول فيها إثبات وجود تشابه بين حياة الإنسان البدائي النفسية والمصابين بأمراض نفسية . ورأي أن الأب هو أساس " عقدة أوديب " ، حسب الأسطورة اليونانية .
فقد صوّر الأب البدائي علـى أنـه إنسان عنيف ، شديد الغيرة ، يحتفظ لنفسه بكل إناث القبيلة ، ويطرد أبناءه عندما يصبحون في سن الشباب . فما كان من هؤلاء ( الأخوة ) المطرودين الذين عانوا من القمع الجنسي ، إلا أن تجمعوا وقرروا محاربة التسلط الأبوي، فقتلوا والدهم وأكلوه (يعتبر فرويد أنه خلال عملية الابتلاع حقق الأبناء تماثلهم مع والدهم بإمتلاك كل منهم جزءا من قوته) .
وبعدما تخلصوا منه وحققوا تماثلهم معه، شعروا بعقدة الذنب، وبالرغبـة فـي التكفير عن خطأهم ، فاتخذوا قرارا بمنع قتـل الأب فــي القبيلة (الطوطم) ومنع قيام علاقات جنسية مع نساء الأب (المحرّم).
وقد لعبت فكرة " الأخوة " دورا مهما في نشأة الديموقراطية اليونانية ، علي أنقاض النظام ( الأبوي ) التسلطي ، ونشأة الأحزاب وفكرة الجماعة السياسية ، التي تنتمي إلي برنامج واحد وهدف واحد واستراتيجية واحدة ، فضلا عن الألتزام الحزبي . كما ساهمت في ميلاد مفهوم ( المواطنة ) بالمعني الحديث ، وأصبحت أحد مبادئ الثورة الفرنسية عام 1789 : الحرية ، الأخاء ، المساواة .
ففي عصر النهضة الأوروبية أو الرنيسانس - Renaissance، " أصبح الخيار المطروح أمام الأوروبي العادي، هو خيار بين ( الأخوة ) في الدين كما كانت تبشر الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطي ، أو ( الأخوة ) في الوطن كما كان يبشر أكثر مفكري النهضة ، وحسم هذا الخيار في حرب المائة عام ، من القرن الخامس عشر وحتى القرن السادس عشر، بين إنجلترا وفرنسا، بانفصال كل منهما عن الأخرى بوصفهما دولتين، ولغتين متمايزتين " ، كما يقول الدكتور لويس عوض في كتابه " ثورة الفكر في عصر النهضة الأوروبية " ص - 104.
المرحلة الثانية " للمواطنة " بدأت من إعلان حقوق الإنسان والمواطن في عصر الثورة الفرنسية عام 1789 وحتي انهيار الاتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية عام 1989 ، لتبدأ المرحلة الثالثة منذ أوائل التسعينيات من القرن العشرين وتستمر معنا إلي اليوم ، وهي مرحلة " المواطنة العالمية " التي يحذرنا منها الفيلسوف الفرنسي المعاصر " جاك دريدا " ، فما هي حجته ؟

يقول : " الأخوة " العالمية ، لا يمكن أن تتحقق عمليا ، إلا بوجود " أعداء " محتملين ، أيا كان اسمهم ورسمهم ونوعيتهم . والمشكلة هي أن القضاء علي هؤلاء ( الأعداء ) هو ( في الوقت نفسه ) قضاء علي هذه ( الأخوة ) المزعومة نفسها . إذ لا توجد " أخوة " في غياب " الأعدء " . و " حين نفقد العدو – في مجال السياسة - نخسر ( ذاتنا ) السياسية أيضا " .
إن ما يقصده " دريدا " هو : علينا أن نتعامل مع " الآخر " – The Other بوصفه ( آخر ) وليس بوصفه صورة مطابقة للذات ، كما هو الحال مع فكرة ( الأخوة ) بمختلف تجلياتها ومراحلها ، وهي فكرة لا تسود الفلسفة الغربية وحسب ، وإنما كل المجتمعات الأخواتية والقبائلية والعشائرية أيضا ، التي تمجد " الاخ ". يقول " أبو حيان التوحيدي " : " الصديق آخر هو أنت " ، أي نسخة كربونية من الذات وليس (آخر) في اختلافه ، على العكس تماما مما يدعو إليه " دريدا " .
وفي كتابه " مارقون " ، يحذرنا " دريدا " أيضا من خطورة الديمقراطية القادمة ، يقول : " لا خطر علي الديمقراطية القادمة ( في عصر العولمة ) إلا من حيث توجد ( الأخوة ) ، ليست بالضبط ( الأخوة ) التي نعرفها بالمعني البيولوجي ، ولكن حين تصنع ( الأخوة ) القانون ، وتسود ( دكتاتورية سياسية ) بإسم الأخوة ... فالدعوة الي( الأخوة ) العالمية ) اليوم ، سوف تلغي الخصوصية والهوية والاستقلال ، وكل حق في الاختلاف .



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أصدقائي ، لم يعد هناك صديق !
- النووي ، إلي أين يتجه بالمنطقة ؟
- جريمة إبراهيم عيسي !
- تحديات الليبرالية في العالم العربي
- هل بدأت الألفية الثالثة عام 1968 ؟
- تديين الشرق الأوسط .. إلي أين ؟
- الشخصية المصرية المعاصرة
- آليات الشخصية المصرية
- للصبر حدود .. وللتسامح أيضا
- الفوضي أم الاستبداد ، قدر المنطقة ؟
- الجغرافيا بين السياسة والثقافة
- شهادة المرأة في حقوق الإنسان
- 2008 .. عام المنع والممانعة
- في الثورة والفورة
- أدب المنفي ، أو الحضور الغياب
- الدبلوماسية الوقائية
- أحفاد جاليليو والبابا بنيدكت
- البحث اللاهوتي السياسي
- البابا شنودة والكاردينال جيرسن
- مستقبل الأقليات في الشرق الأوسط


المزيد.....




- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...
- إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المو ...
- السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
- تحوّل في خيارات التعليم بالصين: الشباب يصطفّون للانضمام إلى ...
- النمسا: عواصف قوية وبَرَد كثيف يشلّان مهرجانًا شهيرًا
- عراقجي يقول إن الإيرانيين -لم يستسلموا- والحوثيون يعلنون إطل ...
- صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إير ...
- إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودن ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام عبدالله - حتي لا نخسر - ذاتنا - السياسية