أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - طفل ونورس وقرص شمس














المزيد.....

طفل ونورس وقرص شمس


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2727 - 2009 / 8 / 3 - 03:34
المحور: الادب والفن
    


بحث الطفل عن لعبة تناسبه ، توسل إلى أمه أن تشتري له واحدة فقط .
كانت اللعبة عبارة عن قطع بلاستيكية صغيرة يسمونها ( Ego) .
ركـّبها الطفل بمساعدة خارطة معلومات موضحّ فيها كيفية تركيبها .

التفت إلى اليسار .. اشتكى الجوع ، مما دعى به أن يناقش والده في قضية الدخول إلى المطعم وتناول العشاء فيه .
قال لأبيه إني جائع .. وهذا المطعم جميل ، وقريب .. هه يعني خطوتين من البيت ، (وبالفعل أنه يقع في وســـط المدينة التي قصدوها بغية الاستجمام ).
إلا أن الأسعار في هذا المطعم ليست كغيرها من المطاعم ، مرتفعة للغاية ، والمبلغ الذي ادخروه لهذه الرحلة أشرف على النفاذ .

لكن ، ومع الحاح الطفل ، دخلوا المطعم مرغمين .
جاءتهم النادلة مبتسمة ، أعطت لكل منهم دفتر أو كتاب عرف الأب فيما بعد أنه قائمة مسجل فيها أسماء المأكولات والمشروبات مرفقة بالصور والأسعار .
طلب الوالد حساء سمك وخبز ، وطلبت أمه صحن سلطة ، بينما طلب الطفل صحن من السمك ، وصحن سلطة ، وصحنا ً من الحمص ، ثم سيخين من اللحم المشوي ، وصحن فاكهة ، وكأس فراولة ، وأخيرا آيس كريم . ثم التفت إلى لعبته ليركـّب أجزائها ، ولم يرفع رأسه منها إلى أن انتهى من تركيبها .
قال لوالديه : هيا بنا نذهب إلى البيت .
والعشاء الذي طلبته ؟!!
سألاه أبويه بدهشة .
قال لهما وهو ينظر إلى لعبته بإعجاب : كلوه أنتم ، انظروا إلى هذا الرجل الآلي الذي ركــّبته ما أحلاه .

إنهم يرتادوا هذه المدينة أو شبه الجزيرة البحرية الواقعة على البحر الأسود منذ سنوات ، وعندما وصلوها هذه المرة كان الوقت مساء .
استقبلتهم أول ما وصلوا الجدة (ميلكا) وزوجها السيد بوريس عند الباب على طاولة من طاولات المطعم الموسمي في مدخل البيت والذي تعمل فيه السيدة تانيا وزوجها ناسكو ( نسبة إلى أتناس) ، وولديهما الصبية ماريا التي ستلتحق بكلية التجارة في مطلع العام الدراسي التالي ، والفتى ميدكو ،ابن الأربعة عشر ربيعا ً ، الفتى النشط الذي يساعد والديه بالعمل في المطعم في تقديم وجبات البيتزا للزبائن .
رحبت بهم صاحبة البيت ، وطلبت من ماريا أن تقدم لضيوفها شئ يشربوه ، وأكدت لهما أنه يجب عليهم الحفاظ على المفتاح ، سيما مفتاح الباب الخارجي .
فقد كادتا الفتاتان اللتان تسكنا في الغرفة المجاورة أن تناما على الباب بعد أن عادتا متأخرتان من الديسكو في الليلة الماضية لولا أنهما اتصلا بصاحبيهما فأتيا وأخذوهن لتناما عندهما .

في صباح اليوم التالي صاح الطفل متعجب : خطف الطائر أكلي .
تعال يابابا .. تعال بسرعة .
ركض الوالد فرأى طائر نورس يطير نحو البحر وفي فمه قطعة بيتزا كبيرة .
والحقيقة أن النوارس في تلك البلدة اجتماعية بالفطرة ، وبالإكتساب والعادة ، وقبلها أيام الحكام الحمر كانت الديوك تملأ المدينة .
تمشي بين الناس ، فيطعموها .. وكثير من الأحيان كانت تطير وتخرئ عليهم .
ضحك (البابا) .. قارن بين تلك النوارس ، والديوك ، وماريا ، وقرص الشمس بتلك العصابات الأمنية التي لاتزال تلاحقه وتحرض عليه الأوغاد ..
دمعت عيناه ..
حادث نفسه : هذه بلاد وتلك بلادي ..
لاشئ أجمل ..
لاشئ يشبه تلك البلاد .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربحان رمضان في حوار مع رئيسة الجمعية الإغريقية – البلغارية ا ...
- ايران : انتخابات ، ثورة ، ومظاهرات
- بمناسبة الخامس من حزيران كل عام وانتم بخير
- - المستبد (عبد) يتمثل سيده -
- هل كان الحسيني خائنا لشعبه عندما تعاون مع الألمان ؟
- أنت صيني ؟.. أنا لست صيني ؟ إذا ً صيني .. وعنزة ولو طارت
- حكاية الحوت وشيخ الخدم قصة قصيرة جدا ً للكبار والصغار
- فلنحتفل جميعا بالنوروزعيد قومي للكرد ، يوم فرح للجميع
- مات الذي كان من المفروض أن يكرم في يوم المعتقل السياسي
- عودة سيندي- قصة قصيرة للصغار والكبار
- عودة سيندي
- هل من المفروض تجاهل مبدعين وقادة اكراد لأنهم كانوا في أطر حك ...
- رحم الله شهداءنا لم يوفهم التاريخ حقهم ، وفاء
- ما الذي ينتظره الفلسطينيون من أنظمة ذليلة ؟؟!!لماذا العرب لا ...
- هذا الجهاز ، جهاز الأمن ومشتقاته مصيره مصير المملوك جابر
- يا صديقي وشريكي ..الوطن بحاجة .. لنا
- الوليمة
- ميكي - لك في القلب حسرة و لوعة
- حمودة تاب .. وما شاء الله شو صار مرضي ..!!
- النظام السوري يشارك في مؤتمر يعني بحقوق الإنسان !!


المزيد.....




- توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف ...
- كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟ ...
- شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي ...
- رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس ...
- أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما ...
- فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن ...
- بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل ...
- “حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال ...
- جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
- التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!


المزيد.....

- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - طفل ونورس وقرص شمس