أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - اعتذار














المزيد.....

اعتذار


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2721 - 2009 / 7 / 28 - 09:25
المحور: الادب والفن
    



(1)

حين ذابَ ثلجُ شتاءِ القصيدة

فاضت الورقةُ البيضاء

بالحروفِ والنقاط.

(2)

كي أشفى من مرضِ حبّك

جربّتُ كلّ شيء

بدأتُ بالكيّ والنار

وأدمنتُ كأسَ الخمرةِ وشوارع التشرّدِ الخلفيّة

وعطفتُ على طلاسم السحر

وجنّه وجنونه ودخانه

ثم لبستُ خرقةَ الصوفيّة

حتى انتهيتُ إلى الموت

إلى بوابةِ الموتِ الحديديّة

لكنّي لم أشفَ أبداً!

شيء عجيب

جربّتُ كلَ شيء

كي أشفى من مرضِ حبّك

ولم أجرّبْ

مرّةً واحدة

أن أراك!

(3)

في البلدِ البعيد

أجلسُ في مقهى مظلمٍ منعزل

لأستحضر صورتكِ التي دفنتُها

بيديّ

قبل أربعين عاماً

وسط الرماد

ووسط نار التنّور الذي اشتعل

فجأةً

وكادَ يقضي عليَّ إلى الأبد.

(4)

في حياتي

قرأتُ الكثيرَ من قصائد الشعراء الموتى

حتّى امتلأتُ باليأسِ والموت

فمتّ.

في حياتي القادمة

سأقرأ الكثير

من قصائد الشعراء الذين لم يولدوا بعد

علّي أحيط بأسباب الحياة

إلى الأبد.

(5)

كنتُ أخاف أن أراك

وأرى سريرك

لأنني أعرفُ أنه قد ارتحل

ذات اليمين وذات الشمال

وأنّ عصافيره قد ماتتْ

منذ زمن بعيد

ولم يبقَ إلاّ الغراب

ناعقاً منذ أربعين عاماً

بخاءِ الخسارةِ والخيانة،

بغينِ الغروبِ والغبار.

(6)

وهكذا قبل أن أموت

كنتُ ذكياً بما يكفي لأعتذر للغراب

وأعتذر للشتاءِ وللورقةِ البيضاء

وأعتذر للخمرةِ والتشرّدِ والسحرِ والتصوّف

وأعتذر للبلدِ البعيدِ وللمقهى المظلمِ المنعزل

وأعتذر للرمادِ والنار

وأعتذر للشعراء الموتى والأحياء

وأعتذر لليأس

وللسريرِ الذي قادني

من منفى إلى منفى

ومن حرفٍ إلى حرف

وأعتذر للعصافير التي ماتتْ منذ زمن بعيد

وأعتذر للحياةِ وأسباب الحياة

وأعتذر للموتِ مرّةً واحدة

وإلى الأبد!

************************
www.adeebk.com




#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأقبّلك الآن
- قطارات سدني
- أحمر ناري
- أغنية سوداء القلب
- معاً على السرير
- تناص مع الموت
- رقصة سرّية
- المتبرقع
- المبحر منفرداً
- دراهم كلكامش
- جاء نوح ومضى
- موت المعنى
- في الجحيم وما بعده!
- أخبار المعنى
- أخطاء المعنى
- أنا وأبي والمعنى
- ألف المعنى
- أنثى المعنى
- نون المعنى
- راء المعنى


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - اعتذار