عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 09:38
المحور:
الادب والفن
ـ أ ـ
لست أنتظر ردا ، أو اعترافا
قد انطلق القطاربجسدي
في اتجاه البحر ،
وبقيت على حافة المحطة ،
أرقب عودتي
تظللني نخلتي
في انتظار قطار
ربما يعيدني إلي ...
ـ ل ـ
قالت ؛
ليس بعد ..
لم تدر أنها تسعى ضد رغبتها ..
فالقطار الذي ينتظر عودتي
ربع قرن يستعجلني ..
لم تدر أنها أينعت
وهي تؤجل موعد الفراق ..
كيف يراودني صمتها ،
ويراودها خجلي ؟ ..
ونحن لم نشرب قهوة سويا بعد
كما تشتهي المسافات
التي تقربنا من عيون الشعر
وتبعدنا عن عيون البشر ...
ـ ي ـ
أخاف أن تبتعدي كي تقتربي
وما اقتربت لتبتعدي
من شرودي وسهوي ..
فأنا لغم ولغز علي المجاز ينطلي ..
فلا تصدقي قلبك ،
وعقلي اسألي ؛
فهل يستوي ربيع وخريف ،
بينهما صيف حارق ،
وفصل خارق كل الرغبات ؟ ...
ــ س ـ
أمامك الغدوة ، فاركضي فرسا ،
وبانصرافي ، لا تأبهي ..
تلك عادتي ، أبني أعشاشا
بدم القلب ،
في كل الفجاج ، والممرات ،
وأبيت دوما في العراء ..
وكأني أرثي ما بيننا
من وجد جامح ..
يوحدنا ما يفرق العشاق
ويفرقنا ما يوحد صمتهم
والأنين ...
ـ ب ـ
ليس بعد ..
أبهى سكر تمنحني ،
يتذوقه يراعي دون دواة ..
ليس بعد ..
أشهى توقيع يطرز مسوداتي الحالمة ،
والقادمة إليها ...
ربما في شهر إمساك
عن شرب قهوة مراكش ،
خارج حدود اللغة المدرسية ،
الرسمية الماسخة ...
فهل تسمحين لي
أن أوقف الكتابة
عن أعطاب الوطن ،
وأتفرغ لأعشاب القلب ،
كي لا تشيخ ؟ ...
ـ ع ـ
لك متسع من الظن
كي تردي ماء دلوي
عن ينابيعك الساحرة ،
وتترددي
في لمس عطشي ،
وأعرفك ظمآى
لهبوبي وشغبي ...
لي متسع من يقين
أن أبقى ذكرى لبعض الوقت ،
أجيئك ركوعا ، وسجودا ،
أوشوش صلاتك ،
علك تدعوين لي
بوصالك ما بقي القطار
الذي يقلني
في غيبوبته الآسرة ...
ـ د ـ
ليس بعد ..
قالت .
وكأنها تطهي فاكهة صمت ،
وتعد وليمة شوق ،
أشهى من وصل ...
رب انتظار أسكر من لقاء
لا مجاز فيه ...
لماذا يسبقني كلامي إليك ؟ ..
وكأنه يبلغ عني حين يتقنع
بمحسنات بلاغة موءودة
في بساتين شعري ...
يوليوز 2009
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟