وجرحك لن يندمل إلا بمثولك أمام محكمة جرائم الحرب

محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 2721 - 2009 / 7 / 28 - 07:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

قال طوني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق والشريك الاصيل لرئيس الادارة الامريكية السابقة جورج دبليو بوش في جريمة غزو العراق، قال في مقابلة مع مجلة "شتيرن" الالمانية في عددها ليوم الخميس الماضي "إن حرب العراق ستبقى جرحا مفتوحا بالنسبة لي وعلي ان اعيش بهذا الجرح لأني يتعين علي أن أعيش بعواقب قراري بالمشاركة في الغزو" معترفا بأنه تأكد من أن كل الادلة التي سيقت لتبرير هذه الجريمة مزعومة ولم تكن صادقة .

هذا أحد المجرمين يطلق تلك الاعترافات وبصيغة استجداء العفو من ضحاياه الذين سقطوا والذين يتساقطون يوميا والذين سيسقطون في مسلخ العراق الذي حوله جشع وغطرسة وتآمر المتهورين من أمثال بلير وسيده بوش وأدواتهم التي نصبوها على العراق بقوة الحديد والنار وتواطؤ عملائهم في المنطقة.. فهل ستراه سينال العفو؟!!!

من سيعفوا عنك يا سيد بلير؟ ومن سيطيب مشاعرك المجروحة ، هذا إذا كنت أصلا تمتلك مشاعر تمت للانسانية بصلة؟؟
هل سيعفو عنك ويطيب جروجك ملايين القتلى والارامل واليتامى والثكالى الذين اصبحوا سمة من سمات العراق في ظل حكومة المنطقة الخضراء واسيادها المحتلين..؟
هل سيعفو عنك ويطيب جراحك ملايين العراقيين المشردين في أصقاع الدنيا؟ أم الذين ذهبوا غذاءا لأسماك القرش وهوام البحر على سواحل استراليا او اندونيسيا او البحر المتوسط؟؟
هل سيصفح عنك مئات الحرائر من العراقيات اللائي حولتهن وحلفائك وعملائك الى مومسات في مواخير الخليج واوروبا ليطعمن أطفالهن بعد أن قتلت بقرارك الجنوني أبائهم ؟؟
هل سيصفح عنك عشرات آلاف العلماء الذين شردوا من مراكز بحوثهم ومؤسساتهم التعليمية ليعملوا في مراكز رخيصة لخدمة مؤسسات معادية بعد أن كانوا يصنعون قاعدة علمية لبلادهم؟؟
من سيعفو عنك ايها المجرم المأفون و يداك لا زالت تقطر بدماء الفلسطينيين بعد العراقيين، ونصبك أسيادك مبعوثا للسلام وبكل أسف وأنت صانع مجازر بشرية ومجرم حرب ؟؟
سيد بلير إن جرحك الذي تتحدث عنه للاستعطاف وطلب العفو، لن يندمل ولو أمضيت بقية عمرك في الحديث للصحافة والإذاعات عن ندمك..!! هناك طريق واحد لاندمال جرحك الذي تتحدث عنه ، وهو : مثولك وشريكك المجرم بوش وبطانته أمام محكمة جرائم الحرب الدولية لتقول فيكم كلمتها ولتنالوا عقابكم كمجرمي حرب ومرتكبي إبادة جماعية، وايضا إعتراف بلادكم بالمسؤولية عن هذه الجريمة وتعويض الشعب العراقي على كل قطرة دم سفكت وروح أزهقت وعلى كل لحظة فزع وترويع عاشها هذا الشعب طيلة وجودكم ببلاده كغزاة مجرمين .
هذا هو الطريق سيد بلير لراحة ضميرك إذا كانت فعلا قد استعدت الضمير الذي بعته للشيطان والصهيونية العالمية لتتحول الى جزار قاتل صانع شرور الدنيا، أما التأوه والاستجداء فلن ينفعك، ولن يعوض طفل عراقي واحد عن لحظة ترويع عاشها بفعل قنابل جيشك المجلل بعار الابادة والقتل الجماعي..

#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل