أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد عبعوب - انهيار الاقتصاد الأمريكي يؤذن بنهاية الرأسمالية، ويؤكد حاجة العالم الى فكر جديد محوره الإنسان..















المزيد.....

انهيار الاقتصاد الأمريكي يؤذن بنهاية الرأسمالية، ويؤكد حاجة العالم الى فكر جديد محوره الإنسان..


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 05:58
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


حواريو الرأسمالية يتخلون عن ربهم..
ما إن ظهرت بوادر النهاية الطبيعية للرأسمالية كنظام يحمل أسباب انهياره، حتى انبرى حواريو هذا الدين المادي الى التخلي عنه والانفضاض عن ربهم الذي أصبح يتبخر بين أيديهم وأمام أعينهم وهم عاجزين عن الإمساك به.. فهذا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية معقل الرأسمالية العالمية يدق نواقيس الخطر ويعترف بشكل غير مباشر بمسؤولية النظام الرأسمالي إزاء اخطر أزمة تهدد أمريكا ويقول في خطاب وجهه للشعب الأمريكي إن الولايات المتحدة تواجه أزمة مالية خطيرة، ويعترف بالحقيقة المرة ويقول "إن اقتصادنا برمته في خطر."
غولدن براون رئيس وزراء بريطانيا اعرق دولة اعتمدت النظام الرأسمالي كمنهاج لها ، يعلن فشل هذا النظام ويحمل الولايات المتحدة مسؤولية الانهيار المريع لاقتصاد العالم وقال " إن الاستهتار داخل الولايات المتحدة حول النظام المالي هو الذي أدى إلى أزمة الائتمان المالي التي يعاني منها العالم".
أما رئيس فرنسا ساركوزي الذي يؤمن حتى النخاع بالفكر الرأسمالي فقد انتقد هذا النظام بشدة وحذر من كارثة عالمية مقبلة وقال "إننا في حاجة لإعادة بناء النظام المالي والنقدي العالمي من جذوره".
رئيسة الحكومة الألمانية التي صعدت الى كرسي الحكومة بمباركة رب الرأسمالية أعلنت هي الأخرى موت الرأسمالية، وطالبت بمراجعة للنظام المالي العالمي، حيث قالت " إن المجتمع الدولي بحاجة الآن إلى قواعد جديدة للأسواق المالية".
ورغم إقرار الكونغرس الأمريكي لخطة إدارة بوش القاضية بضخ 700 مليار دولار لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي من الانهيار الكامل بعد أن كان قد صوت برفضها في جلسة سابقة إلا أن هذه الجرعة وحسب المحللين لن تفلح محاصرة الأزمة المتمثلة في فقدان الثقة في النظم المالية للدول الرأسمالية، خاصة وأن تمرير الخطة قد تم بضغوط ولم يكن بقناعة كل الأعضاء وهو ما عبر عنه أكثر من عضو بالكونغرس بقولهم أنهم تراجعوا عن قرارهم برفض الخطة بناء على ضغوط سياسيين كبار منهم بوش وماكين وأوباما..
ولا يفوتنا هنا الإشارة الى ما نبه له الكثير من المفكرين والباحثين الذين تنبئوا بانهيار الرأسمالية . وما صدر عن رؤساء الدول والحكومات الغربية من تصريحات إثر الأزمة الراهنة تؤكد وجود قناعة أصيلة لديهم بان الانهيار هو المصير الحتمي لهذا النظام، وأن العالم اليوم في اشد حاجة لإعادة النظر في هذه المنظومة وما أفرزته من هياكل وتشريعات وتقاليد فاسدة لم تفلح كل عمليات الترقيع والتلميع في إخفاء عيوبها..

الاستهتار في أمريكا هو سبب الأزمة المالية
وقول رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون "أن الاستهتار داخل الولايات المتحدة حول النظام المالي هو الذي أدى إلى أزمة الائتمان المالي التي يعاني منها العالم. وإن المشاكل بدأت في أمريكا، وأن ما يتطلبه الموقف الآن هو مراجعة عالمية شاملة للنظام المالي" ، وكذلك قول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي " ان الأزمة عميقة، و"ان النظام المالي العالمي كان على وشك كارثة"، و"اننا في حاجة لإعادة بناء النظام المالي والنقدي العالمي من جذوره"، إضافة الى إعلان المستشارة الألمانية ميركل أن المجتمع الدولي بحاجة الآن إلى قواعد جديدة للأسواق المالية، كلها تصريحات تؤشر إلى أن الأزمة الراهنة قد خرجت عن سيطرة البيت الأبيض والولايات المتحدة برمتها، وأنها أصبحت أزمة ثقة عالمية لن تستطيع مليارات أمريكا وقفها أو حتى محاصرة آثارها، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار بعض الاتهامات الصادرة عن أكثر من مصدر التي تحمل بعض كبار الرأسماليين اليهود في العالم مسؤولية هذا الانهيار لضلوعهم في جرائم فساد مالي عالمية كبيرة.

مخاوف عالمية من امتدادات الحريق
تسعى الكثير من الدول لحماية نفسها من آثار هذه الحريق، خاصة تلك الدول التي ارتبطت اقتصاداتها بشكل واسع بالاقتصاد الأمريكي.. فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني غولدن براون أنه يقوم حاليا بحماية ودائع المودعين البريطانيين عبر العمل على خطة لزيادة حجم الأموال المضمونة من قبل الحكومة للمودعين في المصارف البريطانية، حيث سيتم رفعها من 35 ألف جنيه إسترليني (62 ألف دولار) إلى 50 ألف جنيه (حوالي 90 ألف دولار).
ودعا الرئيس الفرنسي الى قمة تجمع قادة الدول الكبرى لوضع نظام عالمي مالي جديد قبل نهاية العام، كما طالب بإعادة النظر في سعر الدولار الأمريكي واليوان الصيني، اذ يرى أنهما مقومان بأعلى من قيمتهما الحقيقية.. كما طالب بوضع قيود على الرواتب والمكافآت التي يحصل عليها مديرو المصارف والمؤسسات المالية.
وهناك أنباء مسربة عن مشروع فرنسي لإنشاء صندوق إنقاذ أوروبي بقيمة تتجاوز 400 مليار دولار لتفادي آثار هذا الحريق المالي العالمي، رغم نفي فرنسا لوجود مثل هذا العرض وقول آخرين بعدم حاجة أوروبا لمثل هذا الصندوق.

آثار الازمة.. إفلاس وانهيارات
كأثر فوري للازمة، خسر الاقتصاد الأمريكي 159 ألف وظيفة في شهر سبتمبر 2008 مسيحي حسبما أعلنت وزارة العمل الأمريكية، وهو أعلى معدل لخسارة الوظائف خلال شهر واحد في خمس سنوات. كما اظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية ان نسبة البطالة حاليا تبلغ 6.1% ، وهي أيضا أعلى معدل يسجل منذ أكثر من ست سنوات. كما أظهرت البيانات النهائية للتوظف خلال شهر أغسطس الماضي تخفيض الوظائف بمقدار 73 ألف وظيفة، وهو رقم يقل قليلا عن رقم 84 ألف وظيفة الذي تم اعلانه من قبل. ويعد حجم خسارة الوظائف في الاقتصاد الامريكي هو الاكبر منذ شهر مارس 2003 عندما كان سوق العمل لازال يعاني من تبعات الكساد في عام 2001.
وعلى الصعيد المصرفي أوضحت بيانات مركز أبحاث الإفلاس الأمريكي ان معدل إفلاس المستهلكين ارتفع بنسبة 29% خلال شهر سبتمبر 2008 مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. وقال مدير مركز ابحاث الافلاس ان ارتفاع اسعار الطاقة، والمشكلات القائمة بسوق الاسكان جعلت الكثير من الاسر غير قادرة على الاستمرار في منازلها".
وعلق بيير اليس كبير الاقتصاديين بمركز "اقتصاديات القرار" في نيويورك على بيانات وزارة العمل بقوله انها تظهر ضعف أداء كل القطاعات الهامة. واضاف ان هذه الارقام توضح اننا نتجه الى الاسوأ، وان تراجع التوظف ينتشر بشكل واسع في مختلف القطاعات. وذكرت صوفيا كوروبيكيج الباحثة في موقع ecomomy.com انه لاشك الآن ان الولايات المتحدة دخلت في دورة كساد ستزداد حدتها في الاشهر القادمة. .

اوروبا الضحية الاكبر بعد الولايات المتحدة
يتوقع كثير من المحللين ان تظل الاسواق المالية في العالم متحسبة ولفترة لتبعات الاضطرابات في النظام المالي الامريكي.
وفي شهادته امام لجنة الميزانية بمجلس العموم البريطاني ، حذر رئيس مصرف المركزي البريطاني(مصرف انجلترا) ميرفين كنج الحكومة من التدخل في سوق الاقراض العقاري. وقال كنج ان تحمل الحكومة لقروض رديئة او العمل كمصرف اقراض قطاع عام من شانه ان يجعل المصارف والمؤسسات المالية تتكاسل في اصلاح اوضاعها وتنقي حساباتها. ويسود قلق كبير المؤسسات المالية الاوروبية من أن تنتقل عدوى انهيارات المصارف والمؤسسات المالية عبر الاطلسي، خاصة وان عددا من المصارف الرئيسية في اوروبا والعالم تستثمر في القطاع المالي الامريكي بكثافة.

الاقتصادات الخليجية الأكثر تأثرا عربيا بالازمة
لارتباطها الواسع بالاقتصاد الأمريكي وتركز استثماراتها في الولايات المتحدة، تعد دول الخليج العربية النفطية الأكثر تأثرا بالأزمة، وقد وضعت عدة اجراءات لتفادي هذه الآثار والتقليل منها .
وحسب تقرير لقناة (CNN) العالمية فان تداعيات الأزمة الاقتصادية الأمريكية على أسواق المال العربية قد تباينت ما بين قوية ومتوسطة، مشيرة الى أن المصارف المركزية الخليجية ، تتكتم على حجم الخسائر التي لحقت بها جراء تلك الأزمة.وتحدثت تقارير "غير رسمية" عن حدوث تأثيرات قوية على قطاع العقارات في عدد من الدول الخليجية.
ودعا خبير اقتصادي أمريكي رفيع الدول الخليجية إلى فك ارتباط عملاتها بالدولار الأمريكي، قائلاً إن الولايات المتحدة فقدت سيطرتها على الاقتصاد العالمي.
وقال المدير التنفيذي لشركة "تمبلتون أسيست مانجمنت" والمسؤول عن إدارة الأصول التابعة للشركة في الأسواق الناشئة، مارك موبيوس، إن التراجع الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي لن يهدد النمو العالمي، بعد ظهور مراكز قوى جديدة في العالم.وحث موبيوس دول الخليج على فك ارتباط عملاتها بالدولار والاستعاضة عن ذلك بسلة من العملات.
وتناول موبيوس الأزمة الحالية التي تشهدها الأسواق الأمريكية، فقلل من تأثيرها على الحركة الاقتصادية العالمية بسبب تراجع الدور المركزي الأمريكي.وأضاف ، قائلاً: "معظمكم يسأل عما سيحصل بسبب التضخم في الصين والخليج وأزمة الرهن العقارية الأمريكية، وأنا أقول إن الأمر الحاسم هو أن واشنطن لم تعد تتحكم باقتصاد العالم، فدول شرق آسيا مثلاً باتت تصدر نحو الصين بضائع تفوق بكثير ما تصدره إلى الولايات المتحدة."
وكان رئيس اتحاد المصارف العربية، عدنان أحمد يوسف، قد اعتبر أن خطة إنقاذ القطاع المصرفي، التي أقرها الكونغرس الأمريكي، "لن تعدو أن تكون إلا مجرد مسكن للأزمة"، التي توقع أن تتأثر الأسواق العالمية بتبعاتها خلال السنوات الخمس المقبلة على أقل تقدير. وأوضح أن المبلغ المقترح (700 مليار دولار)، "لن يعالج سوى جزء بسيط جداً من المشكلة، ما يجعله مبلغاً هزيلاً جداً، قياساً بحجم الكارثة التي نتحدث عنها.

كل المؤشرات وردود الفعل الشفهية والعملية إزاء هذه الأزمة العالمية، تؤكد أن العالم اليوم أصبح على قناعة تامة بان الرأسمالية كمنهج قد تجاوزها الزمن، وأنها قد فشلت في تحقيق الرخاء والرفاهية للإنسان، وان مغادرتها لساحة الفعل الإنساني أصبح أمرا ملحا وضروريا لبقاء العالم الذي يتطلع لحلول أكثر إنسانية تضع سعادة الإنسان ورفاهيته في مقدمة اهتماماتها وقبل المال.



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصمود الاستراتيجي في وجه الشر الاستراتيجي
- حتى لا يتحول الأمازيغ الى حصان طروادة
- وما هي مصلحة العراق في مصافحة الإرهابي باراك؟!!
- الاتفاقية الامريكية الامريكية
- إسرائيل تتحصن داخل الاتحاد الأوروبي.. ماذا يفعل العرب؟!
- محكمة الحريري مدخل لتوسيع حزام النار في المنطقة..
- احب العراق.. آكو حد يعوف العراق!!!
- (وإذا ابتليتم فاستتروا..)
- الموسيقى هوية انسانية
- الحرية لآمنة منى
- ايها الفلسطينيون الزموا بيوتكم حتى يغادرها
- الحوار الاسلامي المسيحي : التسامح والحوار هو الطريق الى مستق ...
- الحوار الاسلامي المسيحي : التسامح والحوار هو الطريق لمستقبل ...
- هل المرأة انسان حقيقي!!!
- عندما يتحول الايمان الى عصاب
- دفاعا عن العربية


المزيد.....




- صندوق النقد: مصر ستعالج تسهيلات السحب على المكشوف من البنك ا ...
- كيكة شوكولاتة غرقانة بصوص رهيب.. اقتصادية جداً ومفيش أسهل من ...
- المغرب وفرنسا يسعيان لتعزيز علاقتهما بمشاريع الطاقة والنقل
- مئات الشاحنات تتكدس على الحدود الروسية الليتوانية
- المغرب وفرنسا يسعيان إلى التعاون بمجال الطاقة النظيفة والنقل ...
- -وول ستريت- تقفز بقوة وقيمة -ألفابت- تتجاوز التريليوني دولار ...
- الذهب يصعد بعد صدور بيانات التضخم في أميركا
- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد عبعوب - انهيار الاقتصاد الأمريكي يؤذن بنهاية الرأسمالية، ويؤكد حاجة العالم الى فكر جديد محوره الإنسان..