أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي محمد البهادلي - البرلمانيون وشرعية هيئة النزاهة














المزيد.....

البرلمانيون وشرعية هيئة النزاهة


علي محمد البهادلي

الحوار المتمدن-العدد: 2720 - 2009 / 7 / 27 - 09:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لكي نعرف أن المسؤول الفلاني أو الوزير أو البرلماني قد أثرى على حساب الشعب بواسطة استغلال منصبه للأغراض الشخصية ، ينبغي لنا أن نعرف رصيده المالي في المصارف وما يملكه من عقارات وأملاك أخرى .
إن هذا الدور هو من ضمن اختصاصات المؤسسات الرقابية وهو ما قامت به هيئة النزاهة ، إذ إنها أكدت أكثر من مرة أن على المسؤولين سواء في السلطة التنفيذية ( الحكومة ) أو السلطة التشريعية ( البرلمان ) أو السلطة القضائية أو المدراء العامين ووكلاء الوزارات وغيرهم ممن يتسنمون مناصب من الممكن استغلالها لأجل الإثراء غير المشروع على حساب الشعب ، أن يقدموا كشوفات عن مصالحهم المالية ، وكان الرد دائماً هو عدم استجابة المسؤولين أو الاستجابة الضعيفة ، لكن فاجأتنا الهيئة أن مجلس الوزراء وهيئة رئاسة الجمهورية ومجلس القضاء الأعلى قد كشفوا عن ذممهم المالية ، ولم يبقَ من مجلس الوزراء إلا وزيرٌ أو وزيران لم يكشفا عن مصالحهم المالية ، لكن المستغرب هو صدود أعضاء مجلس النواب عن دعوة الهيئة لهم بالكشف عن ذممهم المالية ، لا بل راح البعض منهم يشكِّك بشرعية عمل هيئة النزاهة وأنها ، أي الهيئة ، غير دستورية ، وأخذوا يصرحون بذلك في وسائل الإعلام والفضائيات المختلفة .
أقول : إن فوضى الحرية غير المسؤولة عمت كل شيء في العراق الجديد وتجاوزت الفرد العادي والمواطن البسيط لتصل إلى كبار المسؤولين ( غير المسؤولين ) !!في الدولة العرافية بعد 2003 ، ومنهم أعضاء مجلس النواب ، فمن المفترض أن تكون تصريحاتهم مسؤولة وعقلانية وأن لا تتجاوز حدود التنافس السياسي المشروع .
إذ إنهم هم من سنوا الدستور وكثير منهم شارك في كتابة قانون إدارة الدولة المؤقت قبله ، فلا يُعقل أنهم لم يقرأوا الدستور ولا قانون إدارة الدولة ، ولم يطلعوا على المادة المتعلقة بهيئة النزاهة والهيئات المستقلة في الدستور العراقي الذي صوَّت له الشعب العراقي قبل أكثر من ثلاث سنوات .
إذن ، لماذا يشكك بعض أعضاء مجلس النواب في دستورية الهيئة ؟! فوا أسفا على مثل هذه النخب ، إن الناس استبشرت خيراً في الأيام القليلة الماضية ؛ بسبب تفعيل دور البرلمان الرقابي ومحاولته لاستجواب الوزراء والمسؤولين الكبار والضغط المتواصل من أجل أن لا يكون هناك من هو خارج إطار المساءلة والاستجواب ، بيد أن موقف البرلمانيين من دعوة الهيئة إياهم لكشف ذممهم المالية يثير السخط والإحباط في الوقت نفسه لدى المواطن العراقي ، فيشعر المواطن أن المساءلة والقانون لا يطالان إلا المواطن البسيط ، أما من هم في مناصب متقدمة في الدولة فهم فوق القانون فلا يستطيع أحد أن يستجوبهم أو يخضعهم لسلطة القانون ، فهل هذا الوضع السيئ يسرُّ البرلمانيين ، فبدلاً من أن يكونوا قدوة يُقتدى بهم في الشفافية والنزاهة وتطبيق القانون يظهروا العكس من ذلك .
هناك سؤال يُطرح : ما هي الإجراءات القانونية التي يجب أن تُتخَذ ضد من لم يقدموا كشوفات مصالحهم المالية سواء كانوا من أعضاء مجلس النواب أو الوزراء أو المدراء العامين أو غيرهم ؟
إذا كانت هناك إجراءات رادعة منصوص عليها في القانون فالأجدر بهيئة النزاهة أن تلجأ إلى هذه الإجراءات وأن لا تتساهل مع أيٍّ من هؤلاء الذين لا يريدون لمبدأ الشفافية أن يسود ، بل الضبابية والعمل خلف الكواليس المظلمة ، وأن تتعاون مع السلطات الرقابية الأخرى كديوان الرقابة المالية يداً بيد من أجل تحقيق مبدأ الشفافية ، أما إذا لم يكن هناك قانون أو إجراءات تردع مثل هؤلاء عن الامتثال لأوامر الهيئات الدستورية ، فعلى هيئة النزاهة أن تضع مثل هذه الإجراءات بنظر الاعتبار في قانونها الذي يُنتَظَر المصادقة عليه في مجلس النواب .
لكنها مهمة صعبة وشاقة لا سيما أن البرلمانيين لا يعبأون بالقوانين المهمة سوى التي تُعنى بمصالحهم وامتيازاتهم ، لا التي تقيدهم وتحدُّ من إمكانية استغلالهم لمناصبهم من أجل الإثراء .
وحسناً فعلت الهيئة إذ نشرت أسماء البرلمانيين الذين قدَّموا كشوفات عن مصالحهم المالية ؛ ليميز المواطن بين الإنسان الذي يتميز بصفة الشفافية والنزاهة والآخرين المطعون في نزاهتهم ، حتى يستطيع في الانتخابات البرلمانية المقبلة انتخاب الشخصيات الشريفة المخلصة وإبعاد المشبوهين والفاسدين .



#علي_محمد_البهادلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم السيادة
- استجواب المسؤولين
- قانون الاحزاب متى يبصر النور
- الكرة الان في ملعب النزاهة
- النظام الرئاسي الطريق الامثل لمحاربة الفساد


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي محمد البهادلي - البرلمانيون وشرعية هيئة النزاهة