أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - تركي البيرماني - الثقافة التخلفية في العديد من مؤسسات التعليم العالي من أهم الكوابح التي تحد من عملية التجديد والتجويد















المزيد.....

الثقافة التخلفية في العديد من مؤسسات التعليم العالي من أهم الكوابح التي تحد من عملية التجديد والتجويد


تركي البيرماني

الحوار المتمدن-العدد: 2709 - 2009 / 7 / 16 - 08:28
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الجامعة بصر المجتمع وبصيرته وإحدى خلاياه الدينامية التي أنيط بها خلق الحراك
الاجتماعي والإسهام في خلق النقلة الحضارية وتصميم ووضع خطط التنمية بالمفهوم الشمولي للتنمية . علما إن التنمية لم تعد تنمية اقتصادية فحسب بل تنمية رأس المال البشري human capital )) الذي يتضاءل أمامه رأس المال الطبيعي والمالي . ولكي تتمكن الجامعة من تحقيق هذه الأهداف السامية لابد لها من التخلص من كل ما يعيق حركة التجديد والتطوير والمواكبة وفي مقدمة ذلك وعلى رأسه تجاوز الاتجاهات التخلفية والتقليدية في الفكر والممارسة . ولكي تحقق ذلك لابد لها من قيادات ميدانية تمتلك ثقافة دينامية يمكن من خلالها تجاوز الثقافة التقليدية والتحول من الجمود والتحجر إلى المرونة والتحرر ومن التجانس إلى التنوع والاختلاف ومن ثقافة الحد الأدنى إلى ثقافة الإتقان والجودة والتميز ومن ثقافة الاجترار إلى ثقافة الابتكار ومن التلقين واللفظية المفرطة إلى الحوار وسماع الرأي الآخر ومن ثقافة التسليم إلى ثقافة التقويم ومن السلوك الاستجابي إلى السلوك الايجابي 1: ومن القفز إلى النتائج إلى المرور بالعمليات والإجراءات واعتماد أسلوب تحليل النظم ومن الاتكالية إلى الاعتماد على الذات ومن التعليم الذي يؤكد على حشو الذهن بكل شيء وأي شيء إلى التعليم الذي يؤكد على الاختيار والحاجة ويعتمد شعار الأقل هو الأكثر (less is more) ومن ثقافة التدريس الجامعي وظيفة لمن لا وظيفة له إلى التدريس الجامعي عقيدة بمصافي العقائد السامية هذه التحولات الراديكالية لابد من تحقيقها حتى تتمكن الجامعة من المواءمة مع متطلبات العولمة والثورة المعلوماتية التي افرزها قرن الحادي والعشرين قرن ما فوق التصنيع وما فوق الحداثة قرن المنافسة الحادة في المعرفة والتقنيات والسلع والخدمات قرن الأسواق المفتوحة ورؤوس الأموال الجوالة وفي مقدمتها رأس المال البشري (human capital) قرن الشبكة العنكبوتية والانترنت قرن تحول فيه العالم إلى قرية صغيرة يهمن عليها الأقوياء الذين يمتلكون ما فوق المعرفة (metacognetion thinking ) قرن النظريات الوظيفية والمدرسة الذكية (smart school) قرن جعل من معارفنا ومعتقداتنا في مجال التربية والتعليم متخلفة وغير مواكبة ويمكننا القول إننا نواجه ما يسمى صدمة الثقافة المصاب بها مثله مثل الجندي أو ضحية الكارثة الذي يجد نفسه إمام موقف معقد يواجه أحداث وعلاقات غير مألوفة وغير متوقعة لايعرف كيف يواجهها. نحن في الجامعات نواجه سيل متدفق من المعلومات المتضاربة والمتعارضة فيها الغث والسمين والصالح والطالح والضروري والمستحب الأهم والمهم يعد هذا الوضع وضعا معقدا للعديد من العاملين في هذا الحقل يصعب عليهم التعامل معه البعض منا ل يعرف كيف يحصل على المعلومة وان حصل عليها لا يعرف كيف ينظمها وان نظمها لا يعرف كيف يعرضها هذا الوضع المعقد جعل العديد منا يشعر بالعجز وعدم المقدرة على المواكبة فبدلا من مواجهة الموقف بعقل ناقد وفكر متحرر واستخدام تقنية مناسبة نجده يتمسك بنظريات تقليدية ويغرق طلبته بسيل من المعلومات الخامدة غير الوظيفية ويحيطها بهالة من التخويف والامتحانات غير الهادفة وهذا ليس مستغربا فالعديد منا اعد محاضرا أو ملقننا يقذف ما لديه على سامعيه بغض النظر عن استعدادهم أو رغبتهم في التعلم هذا الإعداد غير المواكب دفع بالعديد منا إلى الاستهلاك دون الإنتاج والاستيعاب دون الإبداع والترديد دون التفكير والتفكير دون التطبيق 8 : ويؤكد أليفن توفر(Alvin Toffer ) وجهة النظر هذه قائلا (( إن ثورة مافوق التصنيع والحداثة ستدفع بالجهل معظم معتقداتنا الحالية عن المعرفة وعن التعليم وعن القيم وعن المستقبل )) 273:2
لهذا لابد لنا من إعادة النظر بأفكارنا ومعتقداتنا عن التعليم والتعلم وعن الإدارة والقيادة وعن الجودة والتميز لان التجويد أصبح ضرورة حياتية لجميع الجامعات من اجل بقائها واستمرار وجودها نحن بحاجة ماسة إلى تعليم عالي الجودة وان مثل هذا التعليم يتطلب وجود تدريسيين على درجة عالية من الكفاءة في المجالات الأكاديمية والمهنية والقيمية التدريس الجامعي ليس وظيفة لمن لا وظيفة له.التدريس الجامعي عقيدة ومبدءا نحن بحاجة إلى تعليم جامعي يؤمن بالسببية ( العلة والمعلول) ويتجاوز النظرية الميتافيزيقية واللفظية المفرطة التي تعد من أسباب ونتائج التخلف الثقافي. إن المجتمعات التي تريد المواكبة والإسهام الفاعل في الحضارة الإنسانية والتصدي للظلم والفساد الإداري والمالي وان تحقق حياة إنسانية لمواطنيها على أبنائها إن يتسلحوا بتربية ديمقراطية وبثقافة دينامية لكي يتمكنوا من حل مشكلاتهم الحياتية وتجاوز التربية الماضوية التي تخلق الشخصية الامتدادية المطواعية سريعة التصديق والقطيعية التي لا تستطيع قول لا لأولئك الفاسدين والمفسدين من هذا يتبين إن هناك العديد من الكوابح والمعوقات الفكرية والسلوكية التي تحد من قدرت الجامعات العراقية على التجويد والتجديد والتميز وعلى اتخاذ القرارات الإستراتيجية الصائب.

الأنماط الثقافية التي تحد من تجويد التعليم العالي في العراق :
لقد ترك النظام المباد إرثا ثقافيا متخلفا ثقيلا تنوء بحمله الجامعات ولا يمكن تجاوزه خلال فترة زمنية قصيرة فهو ارث من التخلف يضرب أطنابه في مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع وفي مقدمتها مؤسسات التعليم العالي فقد حول النظام المباد هذه الجامعات إلى جامعات تقليدية هدفها تخريج أنصاف متعلمين وحرمها من دورها الريادي كأداة للتحديث والتجويد وكمنبر للتعليم الحر ودفع بها إلى الانغلاق والتحجر بإرادتها أو رغما عنها واسهم في سيادة ثقافة الصمت والاتكالية والمحسوبية ومن الأنماط الثقافية التي مازالت سائدة:
1- ثقافة نظرية الكل في الواحد : نتيجة لهذه الثقافة أصبحت شخصنة العمل سمة ملازمة للعديد من الإداريين
2- ثقافة التسيير لا التغيير: نتيجة لهذه الثقافة لم يعد الإداري قادر على اتخاذ قرارات حاسمة لصالح المؤسسة.
3- غياب العمل المؤسساتي التعاوني
4- المقاتلة من اجل الاحتفاظ بالموقع: لقد أصبح الكرسي هدفا يتقاتلون من اجل الحفاظ عليه ويتفننون في ذلك.
5- ثقافة المدير دائما على حق (( الثقافة الأبوية)): هذه الثقافة لا تشجع المساءلة والمحاسبة وتحول الإداري من قائد ميداني محرك للعمل من اجل التميز إلى عقبة في تحقيق ذلك التميز.
6- الإهدار في الجهد والوقت والمال وتنمية البطالة المقنعة من خلال تعيين الأقارب والمحسوبين على الإدارة .
7- غياب الإتقان في العمل .
8-ثقافة البطء في اتخاذ القرار وبالاختيارات الخاطئة: ما جرى ويجري في مجتمعنا دليل على صحة هذا الرأي. اخترنا ذوي القدرات المتدنية ليحتلوا أعلى موقع ويتخذوا القرارات المصيرية مما أدى إلى اختلال السلم الهرمي وباختلاله يختل كل شيء انظر حولك في اغلب المواقع الإدارية ستجد من يمتلكون قدرات متدنية يتصدون لعملية التغير والتجديد ويفشلون في ذلك ويتساءلون لماذا هذا الفشل؟ يضعون كل الاحتمالات ويحاكمونها إلا احتمال واحد إن يكونوا هم السبب في هذا الفشل هذه الظاهرة لم تنتج من فراغ فثقافتنا الماضوية والعشائرية والأبوية خلقة شخصية فهلوية من سماتها الإزاحة
8- ثقافة التواكل وغياب التخطيط ( خليها على الله ) (الله كريم )
9- ضعف في تطبيق القوانين والتعليمات الإداري غير المؤهل والذي جاء من خلال المحاصصة والوساطة يخاف على الكرسي ويحرص عليه و لا يمكنه تطبق القوانين والتعليمات ومحاسبة المقصرين
10- ضعف العلاقة بين العاملين بعضهم ببعض وبينهم وبين الطلبة
11- الثقافة الامتدادية: تحولت بعض الجامعات إلى ثانوية عامة والموظفين فيها لا يختلفون في تعاملهم مع المراجعين عن الدوائر الحكومية الأخرى 6:
12- ضعف في استخدام التكنولوجيا الحديثة في مختلف مجالات العمل الجامعي (التكنولوجيا الآلية والعقلية والاجتماعية ).
13 انتشار ظاهرة الانتهازية والوصولية والباحثين عن المصالح الشخصية على حساب مصلحة الوطن والمواطن
14- ثقافة الخوف بمفهومه الشمولي : لابد من تحرير العاملين في الجامعة من كل ما يعيق إسهامهم الفاعل في مجريات الأحداث داخل الجامعة وخارجها .
(( تحريرهم من الخوف على الكرسي و تمكينهم من قول كلمة ( لا )في الوقت والمكان المناسب وتحريرهم من المعلومات الخامدة والمتخلفة ومن الوصاية و من الخوف من فقدان الوظيفة والعمل....... ))
15- انتشار ظاهرة التلقين واللفظية المفرطة التي تعد من أسباب ونتائج التخلف الثقافي وفي مقدمة ذلك ظاهرة المناهج التقليدية التي أسهمت إسهام مباشر في اخصاء عقولنا 3: إن أزمة التلقين والتبشير والحفظ الآلي التي تقدمها مناهجنا تستبيح عقولنا وتسهم في عقمها الفكري.8:
16- المدير يبدأ من أول السطر: المؤسسة تبدأ من توليه
17- الرضا المبالغ فيه عن الوضع الحالي للمؤسسة يؤدي إلى عدم المقدرة على تشخيص نواحي القصور في الوضع القائم.
18- ثقافة سوق مريدي أو ما يطلق عليه دكاكين خدمة الطلبة: لقد افرز الواقع الثقافي المتخلف العديد من الظواهر السلبية منها ما يمكن إن نطلق عليه دكاكين تغشيش الطلبة لقد انتشرت هذه الدكاكين داخل الجامعات وخارجها وتمارس دورا تخريبيا من خلال تقديمها بحوث تخرج جاهزة ولم تكتف بذلك بل تمادت لتكتب رسائل وأطروحات الدراسات العليا. هذه الدكاكين لا تسهم في إنتاج المعرفة ولا تدفع بالطلبة إلى البحث و الاستقصاء الذي يعد من أساسيات إنتاج المعرفة إضافة إلى كونها تحول بين الطلبة والمصادر الحقيقية للمعلومات.



#تركي_البيرماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراث ومستلزمات المواجهة
- هل اصبح التكنوقراط معضلة السياسين العراقيين؟
- التدريسي الجامعي وتحديات القرن الحادي والعشرين
- التربية التقدمية اداة للتطوير والتحديث
- مدرسة شيكاكو ا لتجريبية
- المدرسة الابتدائية وضرورة تطويرها
- العراق ومستلزمات المواجة 3
- ( 2 )العراق ومستلزمات المواجهة والتصدي
- العراق ومستلزمات المواجهة والتصدي
- التربية من وجهة نظر براجماتية
- فلسفة التربية
- البرجماتية فلسفة وتربية
- المناهج العراقية بين الواقع والطموح
- تجويد التعليم الجامعي في العراق
- النتائج الكارثية للمحاصصة على التعليم في العراق
- القيادة وامن المجتمع
- المعلم وتقنيات المواجهة
- الجامعات العراقيه الواقع والطموح
- التعليم غير قابل للمحاصصة
- تصورات لمعالجة هجرة الكفاءات


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - تركي البيرماني - الثقافة التخلفية في العديد من مؤسسات التعليم العالي من أهم الكوابح التي تحد من عملية التجديد والتجويد