أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هادي الخزاعي - قذارة أن تمتهن كرامة الأنسان














المزيد.....

قذارة أن تمتهن كرامة الأنسان


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 825 - 2004 / 5 / 5 - 07:57
المحور: حقوق الانسان
    


تداعيات فضيحة تعرض بعض المعتقلين العراقيين الى أمتهان كرامتهم من قبل بعض الجنود الأمريكيين والأنكليز وضعتها الصحافة الحرة على طاولات قيادات العديد من الدول بكل جرأة وشجاعة لتجبرهم على أدانة هذا الفعل اللأنساني, الذي أصبح مدانا ومرفوضا على الصعيدين الرسمي والشعبي . تقودني الى النظر لكامل مشهد حقوقنا المنتهكة في بلداننا العربية ومن أي كان, وخصوصا أذا كان هذا الأي, له صلة بالسلطات الرسمية أو بطاناتها, وما اكثرها.
أن هذه الصرخة المستجيرة لحماية أنسانية الأنسان قد أطلقتها حنجرة الأنسان والتفكير الحر في العالم الذي يضع قضية أحترام كرامة الأنسان في أول مواد دستوره. وعليه فليس أعتباطا أن يعيش الأنسان كامل انسانيته في عالمهم, الذي ينظراليه البعض منا بأسوأ المراصد, لاسيما الأعلام الرسمي الذي نفتقد فيه أي خطاب خالي من التطبيل والتزمير لأوهام ا لعظمة الفارغة والأشتراكيات العربية الكسيحة وسمو شأن الأنسان العربي المكمم والمقيد, ليختصر هذا الأعلام المداهن كرامات كل مواطنيه بشخص الأمير أو الملك أو الرئيس. أن كل ما يبشر به هذا الأعلام الأجير من خير وسؤدد, هوفي الواقع لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ولا حتى بالمجهر, لأنها لا تخرج عن كونها كلمات تشبه المتاهات, بل لا أكثرمن شعارات تقيئها مداد المطابع الرسمية قسرا فوق صحائف عقول اطفالنا البيضاء وعقولنا, بل أنها شعارات, وشعارات فقط, يراد بها أرهاب المواطن العربي المسكين, الذي لم تعد تعني له هذه المفردات الكسيحة أي شيء, فقد أفقدوها نبلها وسموها, بل سطحوها الى حد التهكم عليها من قبل هذا المواطن الذي تصدر اليه.
هذه الحادثة العرضية التي أفرزها واقع الأحتلال الذي يتعرض له العراق تضع المؤسسات التي تدعي التدافع عن حقوق الأنسان في الوطن العربي أمام أمتحان حقيقي في أن تكون وفية فيه لحقوق الأنسان أو لا تكون, رغم التحايل الذي أخذت تدشنه حكومات الأنظمة العربية في هذا المجال, فقد صارت لتلك الحكومات مؤسسات رسمية لحماية حقوق الأنسان, علما بأن جهد المؤسسات المدنية العاملة بهذا الميدان يختصر في الكشف عن الخروقات التي تمارسها الأنظمة العربية ضد مواطنيها, وما أكثر تلك القصص التي يقشعر لها البدن التي أمتهنت فيها كرامات الكبار قبل الصغار في سجون الأنظمة العربية وبلا أستثناء.
ومن أطرف التداعيات التي خلفتها هذه الفضيحة على الصعيد العربي, هي الصحوة المفاجئة لضمير الجامعة العربية, التي هي الأن تزبد وترعد على الفعلة الأنكلوأمريكية الخسيسه!!, وللجامعة كل الحق في ذلك, ولكنها وبكل رؤسائها لا تعدوا أن تكون أكثر من قرد يقدس ثلاثيته المقيتة التي يرقص على أيقاعاتها بكل جذل, حينما يكون الفاعل نظام عربي. فجامعة الأنظمة العربية التي يجب أن تكون مصدر الكرامة للأنسان العربي, تفرط بكل ما اؤتيت من أمكانية بهذه الكرامة, عندما يكون الفاعل أحد مكوناتها, فحين تغتصب أمرأة أو رجل والأمر سواء في السجن العربي, أو عندما يجبر رجل بكل مهابته بالجلوس على قنينة لتمزق شرجه, أو عندما يلاط بصبي أو صبية من قبل فحل رسمي, أو عندما تغتصب زوجة أمام عيون زوجها,لا في المعتقل أو السجن, وانما في بيت الزوج وعلى فراش زوجيته, يصاب القرد والقراد في جامعتنا الكريمة بالصمم والبكم والعمى.
أن متابعة فصول هذه الفضيحة الراسية في مرافيء أخلاقيي هذا الكون, وخصوصا في عراقنا الجديد, مسألة غاية في الأهمية, لأنها الركن الذي يجب أن تنطلق منه قاعدة أحترام كرامة الأنسان العراقي, وطي الصفحة السوداء التي مورست سابقا بأستباحة كرامته, وأشعاره دوما بالدونية وعدم المساواة .
والشيء الذي لابد أن يتوقف عندة شرفاء العراق, هو ان تقدم البلدان وتقدميتها تقاس بمدى حجم الضمانات التي تؤمن للمواطن كرامته, ونحن في العراق الذي نتغنى بتراث أجدادنا الذين صاغوا أول الشرائع الأنسانية التي تحفظ للأنسان حقوقه وكرامته, جديرون بأن تتوفر لنا تلك الأجواء والقواعد التي نتطبع من خلالها على أخلاقيات راسية في السلوك الأجتماعي العام, تحترم وتجل كرامة الأنسان, ولا أشك في أن هذه المهمة ليست سهلة, فالعراقي الذي غيب في بحيرة اللاكرامة طيلة عقود عديدة, سيحتاج الى كثير من العمل الجاد والصبر, والى الكثير, من قبل المؤسسات الأنسانية المدنية والحكومية العراقية التي يجب أن تدار من أناس أكفاء شرفاء يقتنع بهم الجميع, لا من أؤلئك الذين كانوا الى وقت قريب أخلص المطبلين لحقوق الأنسان على الطريقة العربية الرسمية ,وذلك لكي تتأصل ثقة العراقي بالعراقي, ويمد جسور الوجدان مع محترمي كرامته وأنسانيته.
ملاحظة في السياق: أقصد بالأعلام الرسمي, اؤلئك الذين يدبجون له مقابل ما يتقاضوه من مرتب شهري باعتبارهم موظفين, وكذا اؤلئك الذين يقبضون على شكل مكافئات ككوبونات النفط سيئة الصيت.




#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة العراقية - سرد تأريخي غير موثق
- العراق.. سيزيف بثوب جديد - هذيان الفرح والحزن
- الشاعرالفريد سمعان يا لجين يطرز الجبين - من وحي المناسبة
- مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية ـ أربيل خطوة الألف ميل الصحي ...
- بكره يذوب الثلج ويبان المرج
- شهادات وادي الخيول (كه لي هس به) لمناسبة العيد السبعين لتأسي ...
- لماذا لايصدر أي بيان مشترك عن زيارات رؤساء مجلس الحكم الى أي ...
- ضحك يشبه البكاء
- الثامن من آذار.. يوم تستحق فيه المرأة التهنئه
- قرنفلة حمراء للنصيرات بمناسبة 8 آذار
- يجب أن ننظر الى الماضي بغضب..
- كيف كان يحتفي أنصار الحزب بميلاده في جبال كردستان
- الأنتخابات العراقيه غاية كل العراقيين..ولكن!!
- 14شباط يوم الشهيد الشيوعي في العراق
- الدكتور كاظم حبيب والدكتور المسفر
- سبعون عاما من الحضور الشيوعي قي العراق 2ـ2
- سبعون عاما من الحضور الشيوعي في العراق 1ـ2
- مبروك للعراقيات بوقف العمل بالقرار137
- مصلحة العراقيين ومصالح الأخرين
- على الحزب الشيوعي العراقي أن يكون أكثر حذرا


المزيد.....




- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...
- خلال فيديو للقسام.. ماذا طلب الأسرى الإسرائيليين من نتنياهو؟ ...
- مصر تحذر إسرائيل من اجتياح رفح..الأولوية للهدنة وصفقة الأسرى ...
- تأكيدات لفاعلية دواء -بيفورتوس- ضد التهاب القصيبات في حماية ...
- خبراء ومحللون: فيديو الأسرى الذي بثته القسام مهم في توقيته و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هادي الخزاعي - قذارة أن تمتهن كرامة الأنسان