أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هادي الخزاعي - مصلحة العراقيين ومصالح الأخرين














المزيد.....

مصلحة العراقيين ومصالح الأخرين


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 726 - 2004 / 1 / 27 - 04:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


     ليس هناك من خلاف في أن المعنى اللغوي لمصطلح(المصلحه)هو معنـى مطلق بكل المقاييس,بمعنى أنه لايوصف تلك المصلحه, أو يعينها تعيننــا
ماديا محددا,أي أن المصلحه هي هدف يسعى نحوه الجميع,ملائكه وشياطين,
وبشريا لايعدم الأنسان الوسائل للوصول الى هدفه,وأختلاف الوسائط يرجع
الىطبيعة الهدف(المصلحه)..مشروعيته من عدمها,أذ يجري تكييف الوسيله
التي تستخدم للوصول الى الغايه بناءا على ماهية تلك الغايه.
أن المصلحه هي أحدى موضوعات حاجة الأنسان(يمكن أسقاط ذلك علـى
الطبقه,المجتمع,الدوله),ففي علم الأجتماع ينظر الى تلك المصلحه كونهــا المحرك لنشاطات كل مكونات المجتمع,وفي خضم ذلك النشاط تنعكس كل
العلاقات الأجتماعيه.في المجتمع الطبقي تتصادم,وعلى الدوام المصالـح
الأجتماعيه مع المصالح الشخصيه,لذلك سوف يعيش مجتمعنا العراقي بسبب
طبقيته التي غذاها ورسخ جذورها النظام الصدامي البائد,ولسنوات طويلـه
قادمه تحت طائلة هذا التناقض,ولايمكن حسم هذا التناقض الا بتلبية كـافة الحاجات الروحيه والماديه للناس.أن اللوحة الظاهره للحالة العراقية تشير
وبكل الأصابع الى أن هناك عراقيل جديه, موضوعية وذاتية, لاتسمح على
الأطلاق,بالوصول الى حل لذلك التناقض ,أو المساس بأسس ذلك الصرح
الطبقي الذي يشمخ عاليا في العراق,حيث يلاحظ وجود نشاط بالغ الوضوح
للقوى الأجتماعية العراقيه,متعارضة المصالح,والذي يتجسد تارة بتـكريس
المفاهيم الطائفيه وتارة القيام بأعمال عنف دمويه ضد الناس,وفي حالات لا
تحصى بتدمير البنية التحتية للمجتمع,ناهيك عن الخـراب الأخلاقي الذي لم
يتوانى النظام البائد من تكريسه في نفسية المواطـن العراقي.اذا فان مهمة
المعنيين بأمر العراق الجديد تتسم بالتعقيد والصعوبه,وأن حــل أي تناقض أجتماعي يتطلب منهم العمل على وضع الأسس اللازمه لمعايير أخلاقـيه
وأجتماعية جديده تحل محل تلك القيم التي كانت ترتكز عليها معايير النظام
البائد في تعاطيه مع المواطن العراقي.
أن المهمة التي يجب أن تقع في أول سـلـم جدول الأولويات للمعني بأمر العراق الجديد هي تسييد النهج الديمقراطي كممارسه يوميه للحاكم والمحكوم
على السواء,فالديمقراطيه تكفل أنتاج علاقات أجتماعيه تفضي الى حالة من
حالات الوصول الى حل للتناقضات الأجتماعيه السائده,كما أن تفعيل حرية
المواطن,وترك الأحساس المباشر لديه بأنه صاحب المصلحة الحقيقيه فـي
الوصول الى الآليات التي تؤدي الى حلا للتناقضات بين المصالح الخاصة
والمصالح العامة هو المفتاح الذي يؤمن توازنا أجتماعيا يحمي المجتمع من ظاهرة التهافت الأخلاقي أجتماعيا لتبرير أستمرار تناقض المصــــالح الأجتماعيةطبقيا,كما أن هناك العديد من العقديات, كالمسـألة القومية تتطلب
وضعها قيد الدراسة الموضوعيةالجادة المقترنة بالحـل الذي يكرس المفهوم
الناضج لمعنى الوطنيه والقوميه وفق المبدأ التي تتفق على صحته جميــع القوىالغيره في العالم,وهو مبدأ حق الأمم في تقرير مصيرهاالذي يضمـن لمجتمعناا لأستقــار,ذلك أن مجتمعنا العراقي جدير بأن يحل تناقضاتـه
بعقلية المصلحة المشتركة,وبعيدا عن الأرادويةوروح الأنعزال وضيق الأفق
بكل أشكاله.الى هنا يمكن أن نأمن لبلادنا مستقبل مستقر ومتوافق أجتماعيا,
بعد أن تنتهي  من سيل الأزمات الحادة التي تنهشها منذ سقوط النظــام
المقبور.
أن هذه الفترة يمكن أن نطلق عليها فترة أحتدام الأزمه غير المزمـنه في العراق,ولابد من نهايه لهذا النفق المظلم,ولكن هل من حفـر هذا النفق اهل
العراق فقط عبر ما أسميناه بتناقض المصالح,أم ان هنالك أطـراف عمقت
ذلك التناقض ووسعت من شقته؟بلا أدنى شك أن هناك العديد من الأطراف
كانت ولا تزال لها دور في زيادة أوار هذا التناقض,وفي هذه الفترة التـي
سميناها بفترة أحتدام الأزمة بالذات.
أن أبرز الأطراف هوالحزام الأقليمي الذي يحيط بالعراق, فلكل مكـون من مكونات هذا الحزام سلة يضع فيها مصالحه,وتحت مختلف التسميات,قوميه
وطنيه,طائفيه,ثقافيه,أقتصاديه وفي كيس الحاوي الكثير من المصالح التـي
تتقاطع مع مصلحة العراقيين,لاسيما جراب الأحتلال التي تحتوي علــى
مصالح غير منظوره للمدى القريب,فهي مصالح أستراتيجيه يجري التلويح
بها متى يقتضي الأمر,أما لتأمين ما تخطط له عبر كعب أخيل عـراقي,أو
لغرض أمداد ماكنة التناقض الأجتماعي والطبقي في العراق بالوقود,حتـى
يبقى النفق العراقي مظلما وبلا نهايه.
أن الحالة التي تؤمن للعراقيين الخروج من هذا النفق بأقل الخسائر, هــو
النضال من أجل الوصول الى حل لجميع تناقضاتنا الأجتماعيــه,أو على الأقل,تأجيل المستعصي منها لحين أستقرار العراق,وألافأن النفق سيكون بلا نهايه.



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الحزب الشيوعي العراقي أن يكون أكثر حذرا
- أنتبهوا يا رجالات مجلس الحكم!
- ملاحظات وفيه للفاضل باقر ابراهيم


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هادي الخزاعي - مصلحة العراقيين ومصالح الأخرين