أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هادي الخزاعي - كيف كان يحتفي أنصار الحزب بميلاده في جبال كردستان














المزيد.....

كيف كان يحتفي أنصار الحزب بميلاده في جبال كردستان


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 756 - 2004 / 2 / 26 - 10:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مع أقتراب ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي الســــــــــبعينية, تستثار الذاكرة.. فتتفتح كوردة ندية, لأريجهــا فعل السحر.. يرتحــــل  من تلافيف الجمجمة, ليستقرعلى تلافيف الوجدان,فيسري في تفاصيله ماء الحياة.. تتنهد
الروح.. وكأنه المخاض..لا يرشح عنه شيء ألا بالألم.. ذلك الألم الشـــفيف المتناوب الذي لا يختزل..صعوبة ولوج المتاهات, البدايه.. كيانات الأشــيـاء
 في حياة الأنصارلا تشبه بعضها.. الى أيها أحتكم كي أبدأ المشــــوار الذي
زامل الفصول دورات عديدة.. ورثنا فيها الحر والقر.. تآلفنا مع الســــــفوح والقمم.. روتنا عيون المـــــاء من زلالها.. أتخمنا العدس والحمص.. وشمت
أنوفنا روائح قداح اللوز والجوز, ولم تستثن هذه الأنوف روائح روث الخيل والبغال, بل وريحنا التي صاغ كيميائها العدس والحمص وتفــاح الأرض..
تآلفنا مع الأشياء .. مع الأحمال.. مع الأنهار الصغيرة التي يهدر فيها الماء والصخر.. تآلـــــف المستحيل مع اللامستحيل.. الصخر مع الحديد.. تآلـــف
الطبيب مع الوريس(حبل تشد به أحمال البغال).. المبدع مع البندقيه..المرأة مع نوبات الحراسه.. تآلفت حيوات النصيرات والأنصار..تآلفوا مع الأسماء والسماء.. مع القرية برجالها والنساء والأطفال.. مع الموت والشهادة.. مــع
اللقاء والفراق.. تآلف الأنصارمع كل ما يؤتلف, ولكنهم لم يأنســوا الأئتلاف مع النظام..آثروا كوموناتهم القصيـة تلك بكل مهاباتها وعذاباتها.. بكل ما لم يؤتلف,ليأتلفوا.. قربوا الحياة الى تلك المفاوزالتي لم تلون بأي من تفاصـــيل الحياة..أشاع الأنصار البهجة.. الأفراح والأتراح.. ومن بين ما كنا نفرح له وبه, عيد تأسيس الحـزب.. هذه الدالــــــيتة العـــــــــراقية الباســــــقة..هذه  النخلةالسومريةالضاربة بأرض السواد,هذه المسلة البابلية مؤنسنة العدل.هذا الأستطرلاب العباسي الذي عرف بالجهات.. هذا الذي قال ولم ينثـن"وطــن حـر وشعب سعيد ".. سبعون عام وهذا النشـــــيد الصـــــادح يــــتأزل في   الوجــــــدان, ويتوشم على جدران القلب..نفرح هذا العام بكل طقوس الفرح المستحيل, ولنا أن نتخيل كيــــف فــــرح الرفاق في أول أحتفال.. مـــبروك للعمال.. مــبروك للفلاحين.. مبروك للمرأة والأطفال.. مبروك للمثقفــــين, شغيلة الفكر والقلم.. مبروك لكل الخيرين الذين يظمرون الخير للعراق.. هكذا أبتدأ الأحتفال بأحد مقرات الأنصـارفي بهدينان.. مسرح تتشكل كواليسه وأرضيته من أغطيـــة نوم الأنصار(بطانيات وشراشف).. ينتشــــر مجموعة من الأنصارقريبا من المسرح (صوره رقم 1 ) وعلى السفوح والقمم يحرســـــون العــيد, فالنظام الصدامي يتربص بأنصار الحزب الشــــيوعي الدوائر..أنهـــم ذراع الحزب الممسكة بالمطرقة التي ستدق المساميرفي نعش النظام..البصاصون وعيون النظام وكلابهم ترى في مناسبات الشيوعيين مناسبة للأنقضاض عليهم.أنذار جيم لكلانا, للنـظام,لأنه يخشى من عمليات للأنصار في مناسباتهم الوطـــنية والأمميه, وللأنصــــــار,لأن النظام يستغل تجمعاتهم.. يتحلق الجمهور حول
المسرح المزهو بخضرة  نبات الربيع .. ضيوف من أحــزاب وحــــــركات  كردستانيه تحمل السلاح مثلنا ضد النـظام الأستبدادي قريبة مــن المسرح.. الجمهور من أهالي القرى القريبة من المقر, ينتشـرون على الســـــفوح التي تشرف على المسرح (صوره رقم 2 ).. الأنصار بعددهم وعتادهم, تذيبهــم بين الناس نشوة التآلف والأئتلاف..خراطيم الأشجار وفروعهــا الطريةتنوخ من ثقل ممتطيها.. هرج المكان ومرجه أســــتماله صوت عريف الحفل الى صمت مطبق..فدقيقة الصمت ووقفة الحداد عند بداية أحتفالات الشـــيوعيين لازمة لاتتغير..الصمت والخشوع ووقفة الحداد لشـــــهداء الحركة الوطنية وشهداء الحزب, مقدسة عند الشيوعيين.. ثم يتعالى من جهازالتسجيل الهرم نشيدالمضطهدين, هــــــبوا ضحايا الأضطهاد.. ضحايا جوع الأضطرار.. الأرض ملك المنتجين.. فما بقاء الخاملين.. تتسابق الأصوات من هنا ومن هناك لترافق النشيد, فالكل ضحايا الأضطهاد والفاشية الدكتاتورية.. تتوحد الحناجر, يهبوا بصوتهــــم المديد.. بركان الفكر بأتقاد هذا آخرأنتظار..هيا نمحوا كل ما مر.. كونوا أنتم الوجود.. ينتظم فوق ارضية المسرح مجموعة
من الأطفال ,أبناء الأنصار وأبناء القرى,وهم بحللهم الزاهية(صوره رقم3), أنه العيد, ينشدون له بكل حواسـهم وحماستهم.. بابا كالنه الحزب, بابا علمنه  الحزب .. يطفال كل العالم يا حلوين, يطفال بغداد الحلوه وفلسطين.. يصفق الحضورفتضيع زغاريد النصيرات مع التصفيق..كلمات وهتافات وتحايا, لم تخدس جلال الشعر.. يشــــــــد الوقت رحاله, بعد أن أنطوت من الساعــات الكثير, وقبل أن تؤوب الشمس الى خدر الجبل يختتم المهرجان بمســــرحية
تحكي البداية والتكوين والمسيره(صوره رقم 4 ).. تعلن الشــــــــمس نهاية الأحتفال..ينصرف الحضور,وقبل أن يكفوايعلوا صوت النصير (أبو حســن بوريات).. عشـــــــــــــــــــه رفاق عشه...عشــــــــــــــه.. وكل عام وأنتم والحزب بألف خير.                



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنتخابات العراقيه غاية كل العراقيين..ولكن!!
- 14شباط يوم الشهيد الشيوعي في العراق
- الدكتور كاظم حبيب والدكتور المسفر
- سبعون عاما من الحضور الشيوعي قي العراق 2ـ2
- سبعون عاما من الحضور الشيوعي في العراق 1ـ2
- مبروك للعراقيات بوقف العمل بالقرار137
- مصلحة العراقيين ومصالح الأخرين
- على الحزب الشيوعي العراقي أن يكون أكثر حذرا
- أنتبهوا يا رجالات مجلس الحكم!
- ملاحظات وفيه للفاضل باقر ابراهيم


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هادي الخزاعي - كيف كان يحتفي أنصار الحزب بميلاده في جبال كردستان