أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - العراق.. سيزيف بثوب جديد - هذيان الفرح والحزن














المزيد.....

العراق.. سيزيف بثوب جديد - هذيان الفرح والحزن


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 800 - 2004 / 4 / 10 - 11:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لمن لم يسمع بسيزيف, فهي ببساطة أسطورة أنسانية تحكي صراع البطل سيزيف الذي كتب عليه عقابا فريدا, وهو أن يحمل صخرة كبيرة من أسفل الجبل الى قمته لتستقر عليها , وبنجاحه في هذا الأمتحان, تستقر له الحياة وتهدأ. غير أن عمر سيزيف لم ينجح في مسعاه رغم ما بذله من جهد جبار, فلحظة وصوله بالصخرة الى قمة الجبل, وقبل أن تستقر سرعان ما تتدحرج الى أعماق الوادي, فينزل اليها ليحملها من جديد الى القمة, وهكذا دواليك, كلما أقترب سيزيف من بلوغ مرامه تتدحرج صخرته المستعصية الى أسفل, وبرؤية أفتراضية تتطلبها حكمة الأسطورة, فأن سيزيف لا يزال الى اللحظة حاملا صخرته, الى القمة المستحيلة التي تعبر عن عقاب الهي لسيزيف.
وانت .. أأنت العراق أم سيزيف ؟!
فمذ عرفناك في كتب التأريخ وشهادة الميلاد .. منذ الأجداد أوتونابشتم وانكيدو وكلكامش الذي أراد لنا الخلود, تدحرجت صخرتك الأولى وهي على جرف الفرات.. آه من شهوة النوم يا كلكامش.. آه من الشهوات.. ألم تسعفك مشورات أوتنابشتم, أم أنه المشتهى.. لعنتي الأبدية على جميع الأفاعي.. لعنتي المستديمة على الأفعى التي سرقت أكسير خلودي..لعنتي المتجددة عليها في كل ربيع وهي تستبدل جسدها بجسد جديد, كان يمكن ان يكون جسدا لي ولأطفالي , ومن قبلي امي وابي وجدي..
يقال قبل هذا أن هناك في ثراك يا عراق.. في بصرتك الثغر, تنغمس جذور شجرة أبونا آدم, تلك الشجرة التي حملت ثمر المعصية التي أنزلته الى الأرض من الرياض, وذات الأفعى كانت الوسيلة التي وهبتنا للشهوات, فأقتتل هابيل وقابيل, ومنها صار للعراق ثلاث من الأنهار.. دجلة والفرات ونهر مجنون بالدم.. أسمه نهر الشهوات.. الذي كلما قارب الجفاف, تتدحرج صخرتك.. فتتفجر ينابيع الدم, ليفيض على الناس بالآلام والأحزان.. وها هي الصخرة القضاء تتدحرج من جديد..
لا تبرحي بوابتك يا عشتار, فالآلهة ساخطة على تموز, وأنليل لا يدرك البكاء, فمن التراب خلقنا والى التراب نعود.. هكذا كان يردد أقنان بابل..
يمتطينا البرد.. يجتاحنا الجوع.. نتذلل للموت أن لا يطرق بابا, رغم أن بيوتنا مشرعة بلا أبواب.. يطرقها الطاوي بأي ساعة يشاء, نتقاسم وأياه اللقمة بلا منة.. وعند الوحشة ساعة يختفي القمر, يغشاها الغازي..فيفيض الدم على الشرايع, ويسود الحزن على المرابع.. لانواح ولا دموع يا أمة الله.. ألا تسمعي صوت المنادي..حيا على الصلاة حيا على الجهاد.. فهاهي صخرة القدرالكامن في مرابع جماجم السعالي تتدحرج من جديد...
لا مسلة من الشهوات حمتنا.. ولا جنائن معلقة أو ملوية من القيعان أنهضتنا.. فكلما قمنا, كانت السيوف.. كانت الرماح.. كانت النبال والخناجر.. وبين هذي وتلك كانت الرايات تحتكم, فضعنا بين الشام وكربلاء.. بين الربذة والفلاة.. ما حمتنا, لا السقيفة, ولاالمصاحف على رؤس الرماح...
وها أنت اليوم يا عراق, تتدحرج صخرتك من جديد.. ليفيض نهرالشهوات..
فلا تبكيني يا فرات بنواحك الحزين, لئلا يصحو دجلة من رحلة الألف عام.. فما بغداد قد أستفاقت بعد من طعن خناجر البرامكة ولا سنابك خيل المغول أو التتار...
أيعقل يا عراق انا بنوك نبقى مهزومين من كل الجهات.. نشد على بطوننا الحزام.. نتحسس على الدوام رقابنا خوفا من الأقصاء.. أم انها الشهوات...
منذ آلاف السنين ونحن بنوك يا عراق كالجمال, نحمل على ظهورنا الذهب ونعتاش على ما تجود به القفار.. وعندما نتوجس قولة اللا , تذوب في أحشاءنا ذؤابات الخناجر, وترتد يا عراق كسيزيف بسمال مثقوب من جهة القلب الى أسفل القاع تحمل من جديد صخرة الخطايا...
منذ عام , كانه الألف عام, أفلحت يا عراق بصخرتك تخطو صعودا شبر اثر شبر..أيه يا أشبار المسافات الحزينة.. كم قبر لبراءات الرجال ولعب الأطفال عثروا فيك.. كم جمجمة مثقوبة من الخلف مرتين جمعنا.. خصل الشعر وجدائل النساء لا تعد ولا تحصى.. ضاعت بين الشبر والشبر فرحة وصولك بالصخرة الى المنتهى.. وقبل أن تستريح ونستريح دعنا نمسح الدموع التي تابى أن تشربها السماء...
أيعقل أن ذؤابات الخناجر تذوب في خواصر الأحلام والآمال .. لقد وضع حجاج العصر الجديد عمامته على رأسه .. لقد لمعت نصال السيوف.. فلابد أذا من دم يفيض على نهر الشهوات, التي سموها مجازا كرامه...
الحذر ..الحذر يا سيزيف بثوبك الجديد من صائدي رأسك يا مغدور مذ خط بنوك الأسماء الأولى على رقيم الطين.. الحذر الحذرمن طائش يدفع بصخرتك الى القاع من جديد ياعراق...........




#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرالفريد سمعان يا لجين يطرز الجبين - من وحي المناسبة
- مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية ـ أربيل خطوة الألف ميل الصحي ...
- بكره يذوب الثلج ويبان المرج
- شهادات وادي الخيول (كه لي هس به) لمناسبة العيد السبعين لتأسي ...
- لماذا لايصدر أي بيان مشترك عن زيارات رؤساء مجلس الحكم الى أي ...
- ضحك يشبه البكاء
- الثامن من آذار.. يوم تستحق فيه المرأة التهنئه
- قرنفلة حمراء للنصيرات بمناسبة 8 آذار
- يجب أن ننظر الى الماضي بغضب..
- كيف كان يحتفي أنصار الحزب بميلاده في جبال كردستان
- الأنتخابات العراقيه غاية كل العراقيين..ولكن!!
- 14شباط يوم الشهيد الشيوعي في العراق
- الدكتور كاظم حبيب والدكتور المسفر
- سبعون عاما من الحضور الشيوعي قي العراق 2ـ2
- سبعون عاما من الحضور الشيوعي في العراق 1ـ2
- مبروك للعراقيات بوقف العمل بالقرار137
- مصلحة العراقيين ومصالح الأخرين
- على الحزب الشيوعي العراقي أن يكون أكثر حذرا
- أنتبهوا يا رجالات مجلس الحكم!
- ملاحظات وفيه للفاضل باقر ابراهيم


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - العراق.. سيزيف بثوب جديد - هذيان الفرح والحزن