أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - انتزاع .. تحية للأسرى














المزيد.....

انتزاع .. تحية للأسرى


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 02:06
المحور: الادب والفن
    


يلوح لي في خاطر انهزامي .. نور .. هامة .. يشتد فيها نبض الإصرار .. وكف تبسط الأرض احتواء .. وعيون لا تزال تبصر الأقصى من خلف الأسوار .. وشهقة تتبعها زفرة الألم حسرات .. وصمت يبوح بجرح يقطع الأميال .. هناك يسكننا علم يستبطن مراسه .. ونوم يجافيه النوم صحوات .. ارتهان المدى يفوق إمكان العدم والانفلات .. هي مسألة حياة أو موت .. مسألة بقاء وامتداد .. هي فارق المسافة بين النور والظلمة .. بين الأنا والآخر .. والآخر والنحن .. فجميعنا يسكننا ذات الربوع وملحمة تعتصر شهد أريجها من تقلب الفصول .. من تقلب الرفات في اللحد .. من صمت النحيب خلف السطوات .. وصياح طفل يشهد مولده .. وطفل تتحرك فيه الهجمات .. ومعلم يعانق جرس الصباح .. وفجر يقبض خريطة مقسمة .. بعد هذا يبقى لنا حق التقرب بقربان ما .. سجل يا زمان .. فإني أخلق من مستحيلي خنجر الإمكان ..
لم يكن من الصعب في العادة أن أحاكي ذاتي ومغزى ما أنيط لي من دور البطولة في فيلم " انتزاع " ولربما ليس من الصعب أيضا أن أحاكي الفيلم بلغة النقد التي افهمها .. ولن يعجزني الحرج من أن أبلغ بشعوري حد الخروج بفاصل اللغة المحايدة أيضا لتقرير موقف ما .. يحكي الفيلم قصة أسير هي حال الأسرى الفلسطينية في السجون الإسرائيلية .. ومبلغ الأمل في توكيد عمقهم الإنساني رغم وجودهم المنسحق في عتمات بعيدة .. شاءت أن تسرقهم الحلم .. يستعوضون حالهم بنظرات تسبق التفاتاتهم .. إلى مجهول ينتظرهم .. ويبقى الأمل علامة تصليب على الجباه .. تسكنهم صلاة منسية .. وتنهيدة تشعل النهار .. يشعرون القوة في انكسارهم .. حق شرعي يسكنه فخر بالثبات .. فيما الآخر يحترم فيه الصلابة ويعتريه السؤال .. رغم ثبوت مسبق الجواب .. يأتي الفيلم مجرد محاولة فرض حال وقراءة له على ما فيه من بساطة في العرض والإمكانات إلا أنه لمس منطقة أخرى تتحسس سر آخر لوجودنا المرابط في دمائنا .. ورغم ما شهد واقعنا من تشوهات يبقى الجذر أساس الحقيقة فينا .. تتلاشى الصور وتبهت على وجه الواقع زيف المهاترات ليبقى هناك رجل واحد فقط .. ينطق بالحقيقة .. مثال الرمز فينا .. يحرك منا الوجهة والسبيل إلى حيث الهنا والهناك والجهات الأربع تتفجر ملامح الخريطة .. يتماسك فينا العصب والقوة رغم فتور العواطف حينا .. فلازال هناك مساحة تبقى لنا .. تشتعل منا إصرار البقاء ومحاولة انتزاع .. بقاء يمتد خارج الأطواق .. ورغم لهيب المشاعر .. تلتئم الجرح بصائر من الغد .. فتخرج الأيدي بيضاء .. وآيات تبرق في الصدور .. شعلة لا تنطفئ .. رغم الانشطار .. لا تحسبونه وهما .. هناك يختبئ الجمال غور النفوس .. يحتمي الصدور التي .. تقوى بالسر .. من ينتبه للصورة .. من ينتبه للخفي في القلوب .. من يستمع لنبض الروح التي يغمرها شوق الأرض حتى النخاع .. من ؟؟ من يعترف بالحق الذي باقيا رغم الضياع .. من يعرف معنى الفرح الذي يتبطن سر الوجع .. ومن ينحني برهة الفجاءة لكشف الرجال هناك .. رجال الأرض الذين يتقدس بهم الرمل حتى السماء .. لا تغرنكم أوجاع النفوس .. هناك فضاءات من الوفاء والولاء .. تغسل العتمات بظلال من همسات البوح .. ليبقى حلم الخلاص .. شكل من أشكال العبادة .. وطقس من طقوس الريادة ..



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نثار .. الشمس
- فيلم الريس عمر حرب .. وإشكالية الفاعل والمنفعل
- جدل الخبرات وشروط التمكين .. (8 )
- جدل الخبرات وشروط التمكين .. ( 9)
- جدل الخبرات وشروط التمكين .. ( 10 )
- جدل الخبرات وشروط التمكين .. ( 11 )
- تسكنني .. مدينة
- جدل الخبرات وشروط التمكين ..(7 )
- ويبقى ..
- دهشة ..
- فلسطين ..
- بيادر .. غائرة
- جدل الخبرات وشروط التمكين .. (4)
- جدل الخبرات وشروط التمكين .. ( 5 )
- جدل الخبرات وشروط التمكين .. ( 6 )
- جدل الخبرات وشروط التمكين .. (1)
- جدل الخبرات وشروط التمكين .. (2)
- جدل الخبرات وشروط التمكين ..(3)
- كلاكيت أول مرة
- شمائل ..


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - انتزاع .. تحية للأسرى