أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعد الشديدي - من قتلَ روبن هود؟














المزيد.....

من قتلَ روبن هود؟


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 2700 - 2009 / 7 / 7 - 08:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أخيراً مات روبن هود، الثائر الأسطورة الذي ألتفّ حوله الفقراء في غابة شيروود في مقاطعة نوتنغهامشايرلأنهم كانوا يرون فيه صوتهم العالي وقبضتهم الضاربة. مات الرجل الذي كان يُعيد للفقراء ما سرقه منهم الإغنياء ويقف أمام أطماع وتجاوزات شريف نوتنغهام على القانون ومحاولته المستمرة للحوسمة والتقفيص.
المؤسف إن هذا الثائر لم يمت في ساحات الوغى بطعنة رمح أو ضربة سيف، ولابالسمّ الذي دسّه له عدوّه اللدود مدير شرطة نونتغهام الظالم, ولاحتى بسهم طائش، من تلك التي كان يجيد توجيهها لخصومه، بل ذهب شهيداً لقرار هيئة الإذاعة البريطانية BBC التي قررت التخلّص منه غيلةً لإنهاء مسلسل يحمل إسمه لعدم كفاية الميزانية المخصصة للمسلسل جرّاء الأزمة الإقتصادية التي تعيشها بريطانيا والعديد من المؤسسات البريطانية ومن ضمنها هيئة الإذاعة البريطانية.

هكذا إذن هو مصير الأساطير! تموت عندما لاتجدّ من يدفع ثمن إستمرارها في الحياة.
وسواء وافقنا على موت نصير الفقراء أم لم نوافق فإن إنهاء حياة إسطورة تاريخية بريطانية دارت بها الركبان ووصل صيتها الى أقاصي الأرض يمثّل سابقة تاريخية لاتخلو من معنى ولا من الشجاعة أيضاً. فالناس، ونحن منهم، هم من يقررون في نهاية الأمر مايريدون ومالا يريدون، وظروفهم الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والنفسية هي التي تمنح الهواء والماء والغذاء للتاريخ وشخصياته، حتى تلك الأسطورية منها، لتعيش طالما كانت ثمّة حاجة لها وحيثما كانت تمارس دوراً إيجابياً في الخيال الجمعي لهم.

وإذا كان البريطانيون أماتوا شخصية ظلت عزيزةً على قلوبهم لما يقارب خمسة قرون لإنها شكّلت في لحظة ما عبئاً إقتصادياً عليهم فإننا، نحن العرب والعراقيون على وجه الخصوص، بحاجة الى إعلان وفاة عشرات من الشخصيات التاريخية الأسطورية التي مافتئت تُثقل تاريخنا وخيالنا منذ مئات السنين، بعد أن أصبح وجودها في عقولنا وأفكارنا وسلوكنا اليومي عاملاً من عوامل تدمير مجتمعنا وتمنعنا من رؤية يومنا الذي نعيش لابل تتجاوزه الى أن تكون جداراً حاجزاً يمنعنا من رؤية المستقبل بشكل موضوعي.

دعونا نتحلى ببعض شجاعة هيئة الإذاعة البريطانية لنقتل بعض أساطيرنا التي يستخدمها من يريد لزحزحة السلم الأهلي في بلدنا، دعونا نتعلم الدرس على بساطته أنْ ليس هناك من مقدسات في ثقافتنا سوى تلك التي نحتاجها بالفعل لنستطيع من خلالها ربط الماضي بالحاضر، لا ربط الحاضر بالماضي، وتساعدنا في مسيرنا الشاقّ نحو يوم غدّ. أما تلك التي يُراد لها تدمير حياتنا وتقسيمنا الى خنادق متحاربة تعيش في زمن الغزوات الجاهلية فلا حاجة لنا بها.
مات روبن هود ليس بسبب أزمة قلبية، بل بسبب الأزمة الإقتصادية العالمية! فمتى سيموت عشرات الروبن هودات لدينا ممن يشارك وجودهم الأسطوري في ربطنا بتاريخ لم يعد قادراً على مساعدتنا في خلق المستقبل، بل أصبحوا عاملاً لإذكاء الفتنة وخلق أزمات سياسية تكاد تدمّر وطننا وأهله؟
من يستطيع قتل أسطورة لاحاجة لنا بها فليفعل! من يستطيع إماتة طائر الفينيق الذي لايريد أن ينهض من وهج النار ولهيبها فليفعل! أما أنا فسأذهب الى أقرب كتاب لأرى ما إذا كنت قادراً على قتل عنترة بن شدّاد العبسي أو أبو زيد الهلالي .. ومن يدري فقد أستطيع إعلان وفاة إسطورة أكثر أهمية من هذين الرجلين.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصدقاؤنا الليبراليون.. ماذا يريدون حقاً؟
- نعم.. نحن قادرون
- أربع سنوات أخرى مع نجاد؟
- عمو بابا ... عراقٌ لوحده
- الكاظمية.. غصن الدمار النظير
- وردٌ لتاجِ البابلية
- مسوّدة ناقصة لصلاة الغائب
- القنوات الإخبارية الفضائية.. بين فقدان المصداقية وفقدان المش ...
- البقية.. في المجزرة القادمة
- عصفورةٌ جناحُها وَطن
- أوباما.. الخطر القادم الى الشرق
- عجائبُ آخر الزمان: ملاكمة ٌ في البرلمان
- هل يأكل الحزب الشيوعي العراقي أبناءه؟ عن رحيل كامل شياع
- الجواهري، إنغمار بريغمان ومحمود درويش .. عن فضة الصمت والغيا ...
- قبلَ ان يموت الجسر
- تفجيرات الكوفة - أربيل ولغة القواسم المشتركة
- غورنيكا عراقية لسماءٍ بلونِ العقيق
- يومٌ يستحقُ أن يحتفى به
- جند السماء.. أولى شرارات ألمعارضة ألشعبية ألعراقية؟
- جند السماء وجند المنطقة الخضراء


المزيد.....




- مقطع فيديو تم نشره حديثًا يُظهر مسلحًا يطلق النار على رجال ا ...
- قد تحدث لك.. كيف تُصمّم بناءك لمواجهة فيضانات مدمّرة؟
- حزب الله يعلن رفضه تسليم سلاحه للحكومة: إما أن نبقى ويبقى لب ...
- هل هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا؟
- مباشر: لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا... قمّة قد ترسم معالم مرح ...
- ما هي الأهداف المعلنة وغير المعلنة لخطة سموتريتش الاستيطانية ...
- هجمات أوكرانية على روسيا قبيل قمة ترامب وبوتين
- الاتحاد الأفريقي يدعو لاعتماد خريطة -الأرض المتساوية- إنصافا ...
- خريطة لإسرائيل الكبرى تفضح خطط نتنياهو
- هل يشكل هجوم اليمين الإسرائيلي على زامير مقدمة لإقالته؟


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعد الشديدي - من قتلَ روبن هود؟