أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله تركماني - خصائص الإسلام السياسي الديمقراطي














المزيد.....

خصائص الإسلام السياسي الديمقراطي


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2697 - 2009 / 7 / 4 - 09:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية، من الضروري التمييز بين المسلمين المتدينين وأولئك الذين هم، على العكس تماما، إسلاميون متطرفون، فالإسلام والنزعة الإسلاموية واقعان مختلفان ومتعارضان. ولذا فإنّ الأحزاب التي تستلهم الإسلام وتدعي أنها معتدلة وتحترم الديموقراطية ستحسن صنعا إن هي لم تكتفِ بالتوقف عن توصيف نفسها بأنها إسلامية فحسب بل تقطع، أولا وقبل كل شيء، أية صلات إيديولوجية أو تكتيكية أو استراتيجية بأحزاب ذات توجه إسلامي متطرف.
مثل هذه الأحزاب الإسلامية الديمقراطية الجديدة تملك مقاربة سياسية ذكية قادرة على إدخال الظروف والمتغيّرات المحلية والدولية في حساباتها ورؤاها السياسية. بتعبير آخر، هي أحزاب واقعية وعملية، ترى العالم كما هو لا كما تريده، وتتعامل مع ظلمه وعدله بلا حساسية وبلا يأس غاضب، وبلا هجرة هاربة وعزلة خائفة منه، وبلا غريزة الانتقام والإلحاح الجنوني على إرهابه وتدميره، انطلاقا من الشعور بالدونية وبالعجز عن مجاراته في قوته وعلمه وحضارته. وبذلك، تقدم إسلاما آخر غير إسلام الجمود والانغلاق، بل إسلام متعايش مع العصر، منفتح على العالم، معترف بالحداثة، حريص على الهوية العربية - الإسلامية بلا تعصب وبلا إكراه وفرض، وبلا اغتيال للعقل، وبلا تكفير للمجتمع وللعالم.
إن المثال الأفضل جاء من إعلان حزب " العدالة والتنمية " التركي أنه يقبل العلمانية التي لا تناهض الدين، وينخرط في أعماق المجتمع التركي ويتعامل ويتعاون مع المؤسسات الدستورية.
هذا ما فعله فلاسفة التنوير في أوروبا عندما دخلوا في صراع مع الأصوليين المسيحيين وتصورهم الغيبي، اللاعقلاني، القائم على الخرافات والمعجزات بشكل أساسي. ومعظم المثقفين في ذلك العصر كانوا من المؤمنين، ولكنّ إيمانهم كان يختلف عن إيمان الأصوليين والعامة من حيث إهمالهم للطقوس والشعائر واعتبارها نسبية، فالمهم هو التدين الداخلي الجواني لا التدين الخارجي البراني الاستعراضي.
ولهذه الأسباب فمن الأهمية بمكان أن لا يصار إلى الاكتفاء بإنجاز وترسيخ إشاعة الديموقراطية والتطور السياسي في العالم العربي فحسب، بل أن ينتشرا على نطاق واسع. ذلك لأنّ مسألة الاندماج النهائي للإسلام السياسي في الديموقراطية التعددية تشكل شرطا أساسيا لحسن سير النظام السياسي في أقطارنا العربية.
ولعل إنجاز هذه المهمات سيجعل من الإسلام الديمقراطي، الذي يسعى للمصالحة بين الإسلام والحداثة، أنموذجا للاعتدال والتوافق مع المصالح الشعبية، في عالم عربي يتراوح إسلامه السياسي بين التطرف والانهيار والفشل. وربما يكون الإسلام السياسي التركي المعتدل أنموذجا لها، لكي لا تغرق في أصوليتها ومعاداتها للحداثة وتصويرها فهمها للدين كحل لمجتمعات تسعى للحاق بالعصر، وليس للرجوع قرونا أخرى للخلف.
أوليست المجتمعات العربية في حاجة ملحة إلى دولة تقوم على الحق والحرية والعدل والقانون, فتكتسب المجتمعات في ظلها المناعة والقوة وتستعيد بفضلها الثقافة العربية حيويتها وتقوم بتجديد نفسها ?





#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الجديد في خطاب - حماس - ؟
- إيران .. إلى أين ؟
- التنشئة السياسية وأدواتها
- نحو تصويب العلاقات العربية - الأمريكية
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (3)
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (2)
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (1)
- أي لبنان بعد الانتخابات ؟
- اليمن ليس سعيداً
- جدل العلاقة بين التنمية والديمقراطية
- انتصار الأنموذج الديمقراطي الكويتي
- زمن حقيقة العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية
- العرب والحاجة إلى التنمية الشاملة
- الصحراء الغربية على طريق إجراءات الثقة
- إنجازات رجل مثابر
- الديمقراطية والمسألة الاجتماعية في سورية
- المجتمع المدني في العالم العربي - الواقع والمعوّقات والآفاق
- سؤال الهوية في دول الخليج العربي ؟
- معوّقات الحداثة في العالم العربي
- الإطار الاستراتيجي للعلاقات الأمريكية - الروسية


المزيد.....




- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء أكثر من 4 آلاف وحدة استعمارية ف ...
- نصرة الفلسطينيين فريضة لا يجوز التهاون فيها.. ما هي توصيات م ...
- لماذا انتقد الداعية الكويتي سالم الطويل المذهب الإباضي ومفتي ...
- واشنطن تضيق الخناق.. -الإخوان- في مرمى التصنيف الإرهابي
- سالم الطويل.. فصل الداعية الكويتي بعد تهجمه على المذهب الإبا ...
- سفير إسرائيل في بروكسل: التكتل سيخسر إذا عاقبنا بسبب غزة ولم ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال ...
- الأردن.. توقيف أشخاص على صلة بجماعة الإخوان المحظورة
- روبيو: نعمل على تصنيف -الإخوان- كتنظيم إرهابي
- روبيو: الولايات المتحدة في طور تصنيف جماعة الإخوان منظمة إره ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله تركماني - خصائص الإسلام السياسي الديمقراطي