أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله تركماني - ما الجديد في خطاب - حماس - ؟














المزيد.....

ما الجديد في خطاب - حماس - ؟


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقاربة سابقة تساءلتُ: هل ستقوم " حماس " بقراءة نقدية لاستخلاص الدروس المستفادة من محرقة غزة‏,‏ وأن تضع تلك الدروس نصب أعينها في أية تحركات مستقبلية أم لا ؟ وكتبتُ " ... وحتى يخرج خطابها السياسي من نطاقه الحالي الضيق إلى الفعل السياسي المجدي، عليها أن ترفع شعاراً سياسياً واقعياً يمكّنها من كسب حلفاء دوليين وتحييد آخرين، وإضعاف الجبهة الداخلية الإسرائيلية لا توحيدها " (1).
واليوم يبدو واضحاً أنه لا يوجد أفق لتسوية سياسية بدون " حماس "، لأنّ المقاربات السياسية لأية تسوية مع إسرائيل تحتاج إلى قدر من الإجماع الفلسطيني حتى يمكن قبولها. ومن المؤكد بأنّ تصريحات رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بأنّ " حماس " لن تكون عقبة في طريق أي تحرك سياسي يؤدي لإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967، وتصريحات إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة، عن قبولها لدولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، هي جميعها إيجابية، لكنها ليست جديدة، فهي تكرار لما تقوله " حماس " دائماً عن الدولة والهدنة، لكن بطريقة أخرى.
وعلى الصعيد الدولي ثمة إجماع على تطويق الحكومة الإسرائيلية وفرض حل الدولتين عليها، ولعل هذا هو سبب الحراك السياسي الغربي باتجاه " حماس "، وإبقاء الباب مفتوحاً على احتمال محاورتها، في حال إظهارها قدراً من الواقعية السياسية تسمح إما بمشاركتها في العملية السياسية المتوقعة، أو بتأييدها لها دون مشاركة، أو حتى بصمتها عنها وإعطائها فرصتها ووقتها. وفي هذا السياق كتب أحد رموز " حماس " قائلا " على الغرب أن يسأل نفسه: هل يريد دعم توجهات الاعتدال والواقعية أم فتح الباب مشرعا للغلو والتطرف لينتهي المطاف بالجميع إلى ركوب عجلة الإرهاب وصراع الحضارات.!!؟ " (2).
لكن ثمة أصوات من " حماس " طالبت بطرد أحمد يوسف بحجة قيامه بمراسلات وأحاديث، تعكس لغة " عرفاتية " ولا تعكس أفكار " حماس ". وبعضهم الآخر طالب بإعادة تأكيدها تمسكها بتحرير فلسطين من بحرها لنهرها، وأنّ الهدنة وليس الاعتراف المتبادل، هو أقصى ما يمكن لـ " حماس " الموافقة عليه والتعهد به، مقابل الدولة كاملة السيادة وعودة اللاجئين.
لكنّ رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، في خطاب ألقاه بدمشق في 25 يونيو/حزيران الماضي أكد على مجموعة نقاط يجدر بنا التوقف عند أهمها:
أولا - إنّ " البرنامج الذي يمثل الحد الأدنى لشعبنا وقبلناه في وثيقة الوفاق الوطني كبرنامج سياسي مشترك، هو قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس ذات سيادة كاملة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967 بعد إزالة جميع المستوطنات وإنجاز حق العودة ".
ثانيا - إنّ " لغة أوباما الجديدة تجاه " حماس "، هي خطوة أولى في الاتجاه الصحيح نحو الحوار المباشر بلا شروط ".
ثالثا - إنّ " نتنياهو وأركان حكومته قلبوا الطاولة في وجوه الجميع، فلماذا تبقى عروضنا المستهلكة ومواقفنا المكررة على الطاولة، ولماذا تبقى خياراتنا مكشوفة دون أي هامش للمناورة وأي رصيد من أرصدة القوة ".
لغة جديدة في خطاب خالد مشعل، ولكن من دون مواقف جديدة أو سياسات مغايرة، ولكنه شكل تحولاً سياسياً نسبياً، ينبغي استثماره فلسطينياً في المقام الأول، ففي الوقت الذي تعيب فيه قيادة " حماس " على السلطة الوطنية الفلسطينية علاقاتها مع الإدارة الأمريكية، فإنّ مشعل يتودد إليها وإن كان من وراء حجاب، وهو يعلم مفهوم المصالح وأنّ السياسة تقوم على مبدأ المصالح المتبادلة.
ففي حال كانت " حماس " تريد أن تكون جزءاً من الحل، بدل الرهان على عامل الوقت، ليس أمامها سوى الإعلان صراحة أنها تقبل بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي تنادي به السلطة الوطنية. وليس مطلوبا من " حماس " الاعتراف بإسرائيل، بمقدار ما أنّ المطلوب التخلّي عن أوهام من نوع أنّ الوقت وقت الحوار بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية.
وبدل الرهان على رفض إسرائيل لقيام دولة فلسطينية، يفترض في "حماس" التوقف عن التلاعب بالألفاظ، الذي يساعد على تكريس الاحتلال للأرض الفلسطينية، وإلى القضاء على أي أمل في إقامة الدولة المستقلة التي عاصمتها القدس الشرقية.
وفي الواقع هناك مشروع سياسي فلسطيني واحد مقبول من المجتمع الدولي، هو البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي تحتاج إلى إعادة البناء والتفعيل، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولا برنامج سياسياً آخر يقبل به المجتمع الدولي سوى برنامج منظمة التحرير الفلسطينية.
فهل من رسالة جدية تستطيع " حماس " توجيهها باستثناء قبول البرنامج السياسي الفلسطيني الواحد الموحد ؟ من المهم في المرحلة المقبلة أن تقدم على خطوة تصب في خدمة القضية الفلسطينية، بدل وضع نفسها – بوعي أو بدون وعي - في خدمة الاحتلال الإسرائيلي.
إنّ المشكلة الآن في إسرائيل وليست في العرب، ولم يبقَ على " حماس "، وكذلك على " فتح "، من أداء سياسي سوى المصالحة الوطنية الفلسطينية، لأنهما تدركان أنّ كلا منهما لا تستطيع الاستفراد بتقرير مصير القضية الفلسطينية. والمصالحة ضرورية، في كل الأحوال، سواء قبل نتنياهو المبادرة العربية أو رفضها. ثم أنّ المسافة يفترض أنها ضاقت بينهما، بعد خطاب مشعل، لذلك فإننا ننتظر مصالحة وطنية فلسطينية تتوج المساعي المصرية، وبعكس ذلك فإنّ التقييم النهائي لحالة الانقسام لا يمكن تفسيرها خارج إطار صراع على سلطة غير موجودة.

(1) – انظر عبدالله تركماني: أسئلة ما بعد " انتصار " حماس ؟، صحيفة " الوقت " البحرينية – 2 أبريل/نيسان 2009.
(2) – انظر أحمد يوسف ( قيادي في حركة " حماس " ويحمل صفة " وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية – غزة ): آن الأوان للبحث عن رؤية مشتركة - صحيفة " النهار " اللبنانية، 19 يونيو/حزيران 2009.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران .. إلى أين ؟
- التنشئة السياسية وأدواتها
- نحو تصويب العلاقات العربية - الأمريكية
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (3)
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (2)
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (1)
- أي لبنان بعد الانتخابات ؟
- اليمن ليس سعيداً
- جدل العلاقة بين التنمية والديمقراطية
- انتصار الأنموذج الديمقراطي الكويتي
- زمن حقيقة العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية
- العرب والحاجة إلى التنمية الشاملة
- الصحراء الغربية على طريق إجراءات الثقة
- إنجازات رجل مثابر
- الديمقراطية والمسألة الاجتماعية في سورية
- المجتمع المدني في العالم العربي - الواقع والمعوّقات والآفاق
- سؤال الهوية في دول الخليج العربي ؟
- معوّقات الحداثة في العالم العربي
- الإطار الاستراتيجي للعلاقات الأمريكية - الروسية
- مؤشرات الانتخابات البلدية في تركيا


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله تركماني - ما الجديد في خطاب - حماس - ؟