أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - إيران .. إلى أين ؟














المزيد.....

إيران .. إلى أين ؟


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حظيت انتخابات الرئاسة الإيرانية، في 12 يونيو/حزيران الجاري، باهتمام كبير على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك لما لإيران من أهمية استراتيجية في استقرار منطقة الشرق الأوسط، ولما تمخضت عنه من مفاجآت كثيرة لم تكن متوقعة لدى الكثيرين، مما يثير الكثير من الأسئلة:
ماذا يحدث في إيران ؟ هل هو الإعلان عن سيطرة المحافظين على زمام الحكم ؟ أم أنّ الأمر يتعلق بمنعطف مهم في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية يتمثل في استياء نسبة كبيرة من الإيرانيين من الطريقة التي تدار بها بلدهم ؟ هل يستطيع المحافظون الاستجابة لمطالب الإيرانيين، وخاصة فئة الشباب التي تعاني من البطالة والتهميش ؟ هل أخطأ المحافظون في أجهزة الحرس الثوري ومؤسسات الدولة الإيرانية الحساب هذه المرة ؟ هل هي ثورة مخملية سياسية واجتماعية جامعة ؟ أم هي مجرد احتجاجات ومظاهرات سرعان ما تنقشع وتختفي لتعود الأمور إلى سالف عهدها ؟
يبدو من الصعب التنبؤ باتجاه التطورات في إيران، لأنّ النظام السياسي الإيراني يكتسب بعدين: ديني يتمثل بمؤسسة المرشد الأعلى " ولاية الفقيه "، وسياسي يتمثل بالجمهورية الإسلامية. مما جعل هذا النظام يعيش تناقضا في بنيته بين مركبه " الجمهوري " القائم على سلطة الشعب، ومركبه " الإسلامي " المجسد في ولاية الفقيه.
إنّ رأي الولي الفقيه لا يناقش لأنه " معصوم عن الخطأ "، وقد كان حاسما في خطابه الذي أدلى به في 19 يونيو/حزيران الجاري، عندما أبدى تأييده لنتائج الانتخابات، وشدد على نزاهتها، وحمّل المرشحين الإصلاحيين مسؤولية أية نتائج يمكن أن تترتب عن أية إراقة للدماء في حال حدوث صدامات بين المتظاهرين ورجال الأمن، أي ما يعني بأنّ أفق الإصلاح من داخل نظام الجمهورية الإسلامية مُغلق تماما، وهذه هي حال الأنظمة الشمولية كلها.
وفي اليوم الثاني رد المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي في رسالة إلى الشعب الإيراني " يريد الشعب الإيراني أن يعرف كيف تمت اللعبة ومن قام بلعبها والتخطيط لها، لقد شهد يوم الانتخابات خروجا واسعا عن القانون، وأدعو الناس إلى عدم الاستسلام لهذا المخطط الخطير، وعدم الاستسلام أمام الفساد وخيانة الأمانة لأولئك المسؤولين، والتي ستسفر عن إضعاف دعائم الجمهورية الإسلامية في إيران وتعطي الفرصة للأكاذيب والديكتاتورية ".
لقد فتحت الانتخابات الأبواب لاكتشاف الوجه الحقيقي لإيران، الذي برز في الانقسام الحاد داخل بنية النظام، لدرجة أنّ الحرس الثوري حذر من ثورة مخملية يقودها الإصلاحي مير حسين موسوي، ومعه الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، تستهدف تقييد صلاحيات المرشد الأعلى، والعمل على إجراء تغيير حقيقي في المعادلات القائمة في صلب بنية النظام.
‏ إنّ إيران تواجه أخطر تحدياتها منذ قيام الثورة الإسلامية في عام 1979,‏ مع ظهور طبقة وسطى تحمل رؤية مختلفة للمستقبل‏,‏ تعيش في المدن الإيرانية بعد أن غادرت أصولها الريفية‏,‏ تخنقها الأزمة الاقتصادية‏,‏ وتتطلع إلى حياة أفضل عجزت حكومة الرئيس أحمدي نجاد عن توفيرها برغم فوائض البترول الضخمة التي تحققت لإيران مع ارتفاع أسعاره‏,‏ كما ترغب في مشاركة ديموقراطية أوسع‏,‏ ولا تتعاطف مع السلطة المطلقة لشخص فرد يحكم باسم " ولاية الفقيه " كل مؤسسات السلطة‏,‏ ولا يستطيع أحد أن يراجع مواقفه أو قراراته.
ومن المفارقات الملفتة للانتباه أن إسرائيل تُعَد، بحسب كثير من المحللين، الرابح الأكبر من إعادة انتخاب نجاد، على أساس أنّ فوز موسوي كمعتدل من شأنه أن يخفف من الضغوط الدولية على إيران، من دون أن تكون الأخطار التي تمثلها قد تلاشت أو خفت حدتها، كما أنّ بقاء نجاد سيساعد حكومة نتنياهو على إبقاء خيار توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.
وسواء ظل نجاد رئيسا أو سقط، وسواء أُخمدت أو استمرت المعارضة، فإنّ إيران عمليا تغيّرت. فإيران الأمس لن تستمر مهما أفرزت الأحداث الحالية: لن يقدر المتطرفون، حتى لو حافظوا على كل الحكم، تجاهل الفريق الضخم الذي يرفض ويعارض أطروحاتهم بما فيها سياساتهم الخارجية.
ولكن، ثمة احتمال أن يتجه النظام إلى مزيد من انغماس الحرس الثوري في الحياة السياسية، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من تفاقم ظاهرة عسكرة السياسة في إيران، وتحول الجمهورية الإسلامية إلى نظام استبدادي تسلطي يسيطر عليه العسكريون. وهو خيار وارد في حال نجاح التيار الإصلاحي في إطالة أمد الأزمة السياسية وفرض خيار إجراء انتخابات رئاسية أخرى جديدة.
وهكذا، يواجه نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحديات حقيقية وحرجة، وبالذات مدى قدرته على احتواء الأزمة من ناحية، ومدى قدرته على التكيّف مع المطالب الجديدة والمتجددة، وعلى الأخص مطالب التغيير. وإذا ما فشل النظام في هذا الاختبار فإنّ العد التنازلي يكون قد بدأ، وأنّ التحدي الحقيقي الذي سيواجه إيران سيكون من الداخل أكثر من كونه خارجيا.






#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنشئة السياسية وأدواتها
- نحو تصويب العلاقات العربية - الأمريكية
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (3)
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (2)
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (1)
- أي لبنان بعد الانتخابات ؟
- اليمن ليس سعيداً
- جدل العلاقة بين التنمية والديمقراطية
- انتصار الأنموذج الديمقراطي الكويتي
- زمن حقيقة العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية
- العرب والحاجة إلى التنمية الشاملة
- الصحراء الغربية على طريق إجراءات الثقة
- إنجازات رجل مثابر
- الديمقراطية والمسألة الاجتماعية في سورية
- المجتمع المدني في العالم العربي - الواقع والمعوّقات والآفاق
- سؤال الهوية في دول الخليج العربي ؟
- معوّقات الحداثة في العالم العربي
- الإطار الاستراتيجي للعلاقات الأمريكية - الروسية
- مؤشرات الانتخابات البلدية في تركيا
- تساؤلات بشأن التحول الديمقراطي في العالم العربي ؟


المزيد.....




- رغم إعلان ترامب لوقف إطلاق النار.. شاهد كيف كانت الدفاعات ال ...
- وسط إرباك حول توقيته.. وسائل إعلام من إيران وإسرائيل تُعلن س ...
- ترامب يُعلن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ويوجه -رجاءً- ...
- إسرائيل.. الكشف عن حصيلة قتلى الهجوم الإيراني على بئر السبع ...
- -فُرض على العدو بعد مهاجمة العُديد-.. شاهد كيف وصف التلفزيون ...
- رضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحل ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- فيما تتصاعد حرب الإبادة في غزة: المهمّات المباشرة لإسناد فلس ...
- حادثة الطفلة غيثة تشعل المغرب.. موجة غضب وتضامن
- ثمرة واحدة قبل النوم تُحسّن جودة نومك بشكل ملحوظ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - إيران .. إلى أين ؟