أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله تركماني - انتصار الأنموذج الديمقراطي الكويتي














المزيد.....

انتصار الأنموذج الديمقراطي الكويتي


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 08:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


بعد أن كاد الكويتيون يقعون في حبائل اليأس من مواصلة الطريق الديمقراطي جاءت انتخابات مجلس الأمة الثالث عشر في الذكرى الرابعة لمنح المرأة حقوقها السياسية فتكللت بفوز أربع مرشحات، مما فتح في المجال للأمل في التغيير.
إنّ الديموقراطية في الكويت تحركت إلى الأمام منذ العام 1962: إدماج المرأة الكويتية الكلي والمتساوي مع الرجل في العملية الديموقراطية، وفصل ولاية العهد عن رئاسة الوزارة، وتقليص الدوائر الانتخابية من خمس وعشرين إلى خمس دوائر وذلك من أجل التقليل من أثر الهويات الفرعية، القبلية والعشائرية والمذهبية، على نتائج الانتخابات. وجاءت نتائج الانتخابات مؤشرا على صحة توجه القيادة السياسية الكويتية وقدرتها على استكشاف طريق المستقبل.
لقد كشفت التجربة الكويتية أنها تملك مخزونا كبيرا من المرونة، ومن القدرة على الرجوع إلى الآليات الدستورية، للخروج من حالات الانسداد. ومما يُعاب، في نظر البعض، على التجربة الكويتية عدم نضجها وتطورها لتشريع أطر سياسية وبرامج حزبية، وبقاء النهج الانتخابي مقتصرا على الطابع الفردي وعدم تطوره إلى كتل سياسية جامعة. وبذلك باتت الحاجة ملحة للتغيير، ليس بالشعارات التي يرفعها جميع المرشحين، بل التغيير الحقيقي ليكون هدفا يقطع الطريق على الأزمات المتكررة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
ولعل الانتخابات الأخيرة تكون علامة فارقة في التجربة البرلمانية الكويتية، لكي لا تستمر هذه التجربة في إنتاج الأزمات المتلاحقة، ومن ثم العودة إلى المربع الأول في كل مرة. والمأمول هنا تصحيح المسار الديمقراطي، لأنّ الأنموذج الديمقراطي الكويتي لا يمكن أن يستمر محتقنا، بعد أن كان أنموذجا زاخرا لعدة عقود.
وفي الواقع، لا خوف على الوحدة الوطنية في الكويت من الميول والتوجهات، فهي طبيعية، لكنّ المطلوب هو تفعيل مفهوم " المواطنة " عبر إجراءات عملية واقعية، يلمسها المواطن في حياته وفي معيشته في سائر نواحي المجتمع، في التعليم وفي التوظيف وفي التشريع وفي الإعلام وفي الخطاب الديني والسياسي، بما هو عامل " التحصين " الأقوى للمجتمع تجاه كل الانتماءات الأخرى: قبلية أو طائفية أو مذهبية أو فئوية.
لقد انتهت الانتخابات وأفرزت نوابا من كل الحساسيات السياسية والاجتماعية، على نحو يكاد يشبه كل الانتخابات السابقة، لكنّ تحولا لافتا ومهما جرى هذه المرة بفوز أربع سيدات في سابقة تحدث لأول مرة في التجربة الكويتية. مما يدلل على أنّ الكويت تسير - بثبات - إلى أن تكون أنموذجا عصريا متقدما، يستحق أن يقف عنده كل من يدرس ويبحث في إشكاليات التحول الديمقراطي في المنطقة العربية والعالم.
ومن الجدير بالذكر أنّ المرأة الكويتية مُنحت حق التصويت والترشح للانتخابات عام 2005، لكن لم تنجح في الحصول على أي مقعد في المجلس خلال انتخابات 2006 و2008. وقد جاءت النساء الأربع الفائزات من باب العلم والمعرفة والانفتاح والخبرة، وهنّ يدركن جيدا حاجات البلاد، خصوصا في مجال التنمية. عقولهن السياسية أكثر واقعية وتركيزا، خاصة في ما يتعلق بالتربية والصحة والاقتصاد والبيئة.
إنّ هذا الفوز يحمل دلالات إيجابية مهمة، هي في صالح الحركة الديمقراطية الكويتية، وانتصار لحقوق المرأة، ودليل على تنامي الوعي السياسي لدى الشعب الكويتي، وانحسار التيار الإسلامي المتشدد، وهذا دليل على أنّ الديمقراطية بدأت تترسخ في المجتمع الكويتي ولا تراجع عنها.
ويبقى هناك أمل في أن تنتشل هذه الانتخابات الكويت من حالها، وأن يكون أطراف المعادلة السياسية الكويتية من أعضاء مجلس الأمة والحكومة القادمة، قد استوعبوا الدرس بما يدفع الجميع لتجريب نهج جديد غير الحلقة المفرغة من التأزيم والمواجهات والحل المتكرر لمجالس الأمة، والاستقالات المتعددة للحكومات، حتى تعود التجربة الكويتية لسابق عهدها. بما يوجب على الكويت أن تخلق أنموذجا قادرا على الدمج بين الديمقراطية والتنمية بنجاح، ووضع أولوياتهما في الوقت نفسه. إذ لاشك أنّ التحدي الآن أمام المجتمع الكويتي هو الحفاظ علي مكتسباته الديمقراطية وإعادة ترتيب أولوياته الوطنية‏,‏ وتقييم ممارسات التجربة، بما يفرض تعديل واستحداث آليات جديدة قد تساهم في تطويرها، من قبيل التفكير في السماح بإنشاء أحزاب سياسية.
كما أنّ إيجاد صيغة للتوازن السياسي بين السلطتين التنفيذية والتشريعية يمثل ضمانة لحسن استخدام الأدوات الديمقراطية، ومنها الاستجواب، بمسؤولية من جانب البرلمان ضد الحكومة كجزء من دوره في مراقبة سياستها ومواجهة ظاهرة الفساد الإداري‏,‏ وليس كتعبير عن توجهات أيديولوجية‏,‏ أو كأداة لاستهداف تيار التحديث الموجود داخل الحكومة، وهذا كفيل بتحقيق التناغم والتعاون بين السلطتين واستعادة الثقة بينهما. ويبدو أنه بدون البحث عن خريطة طريق جديدة‏,‏ فإنّ ذلك يعني تكرار الأزمات السياسية في المستقبل‏.‏
إنّ الديمقراطية ودولة المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات هي من القيم الحضارية التي لا يمكن منعها، أو إيقافها، وستتحقق - إن آجلا أو عاجلا - في كل مكان، وما انتصار المرأة الكويتية اليوم إلا دليل على صحة ما نقول، ودرس بليغ لمن يحاول مقاومة حكم التاريخ. ولا يستطيع المتتبع للتجربة الديمقراطية في الكويت إلا القول بأنها قد استطاعت، كعملية سياسية، التطور بقدر مهم خلال العقود الأربعة ونيف الماضية.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن حقيقة العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية
- العرب والحاجة إلى التنمية الشاملة
- الصحراء الغربية على طريق إجراءات الثقة
- إنجازات رجل مثابر
- الديمقراطية والمسألة الاجتماعية في سورية
- المجتمع المدني في العالم العربي - الواقع والمعوّقات والآفاق
- سؤال الهوية في دول الخليج العربي ؟
- معوّقات الحداثة في العالم العربي
- الإطار الاستراتيجي للعلاقات الأمريكية - الروسية
- مؤشرات الانتخابات البلدية في تركيا
- تساؤلات بشأن التحول الديمقراطي في العالم العربي ؟
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (6)
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (5)
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (4)
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (3)
- أسئلة ما بعد - انتصار - حماس
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (2)
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (1)
- أي سلام مع حكومة نتنياهو ؟
- موسم المصالحات العربية


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله تركماني - انتصار الأنموذج الديمقراطي الكويتي