أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - عندما تتداعى الذكريات..أحباب كانوا أبطالا [ 1 ]














المزيد.....

عندما تتداعى الذكريات..أحباب كانوا أبطالا [ 1 ]


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المقولات المحببة إليّ، قول نجيب محفوظ بأن أقوى صراع في الوجود هو بين الحب والموت.
الموت نصيبنا جميعا، ولكن حب الأهل والأصدقاء يجعل الراحل حيا في القلوب والنفوس، أما النسيان، فإنه هو آفة الموت.
حديثي هو عن بسطاء الناس، فعظماء السياسة والفكر والثقافة والفن والموسيقى والغناء يظلون خالدين في المؤلفات والتاريخ السياسي، أو الأعمال الفنية الرائعة. أما بسطاء الناس، أو الناس العاديون، من الطيبين حقا، فهم ما باقون ما بقي محبوهم على قيد الحياة.
كلما رحل لي إنسان عزيز تعود لمداهمتي أفكار الموت والحياة، وتنثال الذكريات، وتتداعى المشاعر وتتلاطم.
هاهي المرحومة سكينة محمد علي ترحل عن ولديها، فيصل وغازي، وعن كل أحبابها في السويد ليلة الثاني من تموز، بعد مرض عضال. الراحلة كانت زوجة ابن عمي المحامي المرحوم محمود شكر، شقيق الموسيقار سلمان شكر، ووالدة كل من المهندس فيصل وغازي شكر، المقيمين في السويد.
إن ذكرى كل من الراحلين الثلاثة، تفجر عندي ذكريات شخصية وسياسية، وقد كتبت عن سلمان، ولو كان ثمة اليوم عراق يرد الجميل، ولا ينكره، لاحتفل في بغداد بذكراه، وأعيد تسجيل وبث مؤلفاته الموسيقية.
محمود كان ممن شجع لدي قراءة الأدب والفلسفة، وهو ما أوردته في بعض كتب مذكراتي، وكان وسكينة يستقبلانني في دارهم كلما كنت أبحث عن ملجأ من البوليس، وذلك منذ عشية سجني أواخر 1948. كانا يرحبان بي، بلا تردد ولا خوف ومهما كانت الظروف البوليسية صعبة. وبعد ثورة 14 تموز، وعندما وضع الناصريون والبعثيون اسمي في القائمة السوداء، استقبلاني بحرارة، وبكرم، فكنت كأني في دار والدي الغاليين.
نماذج طيبة وشجاعة هؤلاء الذين يساعدون الآخر في المحنة حبا بالمساعدة وبكل نكران ذات.
إن البطولة أشكال ودرجات، ومن الأبطال، كما أرى، من يهبون بطيبة خالصة لتقديم العون للآخرين عند الحاجة، ومنهم كان المرحومان الوالدان، [سأعود إليهما في حلقة قادمة.] وقد شاهدت في ريبورتاجات تلفزيونية أميركية حية مئات من عمال البناء يتطوعون مجانا لبناء، أو لتحسين، دار عائلة أو إنسان لهم مشاكل خاصة، كتلك المرأة التي تبنت أربعة أطفال لم يكن أحد راغبا فيهم، وكذلك الجندي الأميركي العائد برجل مقطوعة من العراق، فيكيفون بيته ليسهل عليه التحرك في البيت. والأمثلة كثيرة.
أليس هؤلاء المتطوعون أبطالا حقا لأنهم يضحون بالطاقة والوقت، ويشتغلون ليل نهار بلا مقابل، بل لمجرد ترضية الضمير، وحبا لتقديم العون للآخر.
لقد عرفت في حياتي نماذج غير قليلة من أمثال هؤلاء، الذين يمكن وصفهم بالأبطال المجهولين، الذين رحلوا مخلفين وراءهم مشاعر الحب، وإن حذاء كل منهم أنبل وأنظف من سارقي أموال الشعب، ومن كل الواقفين في ظلام الكهوف، والمبشرين بالكراهية، ويستسهلون موت الآخر.
حثالة القوم لها مصير واحد، هو القمامة، وذلك مهما كان واحدهم كبير المنصب أو العمامة والاسم، أما الطيبون الراحلون، كسكينة ومحمود وسلمان، [ أذكرهم كأمثلة ترد بالمناسبة]، فإن واحدهم يموت وهو "غصن مزدهر"، وفي "الغصن المزدهر ما ليس في غابة يابسة"، [جبران]، و"في حبة القمح ما ليس في رابية من التبن."
وسلاماً على روح سكينة محمد علي، أم فيصل وغازي، وتعازيي الحارة لهما. سلاما سلاما.




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب والتسامح الديني في خطاب أوباما..
- مهنة النفاق وفقهاء تخريب العراق!
- أوباما و -أعراض- كارتر!
- حرب التطرف والإرهاب الإسلاميين في الغرب..
- (أممية) القرن الحادي والعشرين..
- تصاعد تيارات التطرف والعنف في العالم..
- عن اهتزاز الأمن في العراق..
- تحية لنوروز..
- برلمان بلا رأس وهوس للمغانم بلا حدود!
- الرجل: ضحيته المرأة..
- الانسحاب الأميركي و-بركات- رفنسجاني!
- من لأرامل العراق؟!
- إيران لبريطانيا: -إما نقتل جنودكم أو دعونا وقنبلتنا-!
- شؤون عراقية وشجون..
- استحقاقات ما بعد الانتخابات ..
- الانتخابات واستخدام اسم مرجعية النجف
- أمير الدراجي... وداعاً
- العراق هو الذي أهين، لا شخص بوش ..
- السيادة المغبونة والمقايضات المشبوهة!
- متى نتعلم من تجاربنا؟!


المزيد.....




- -حماس- ترد على تصريحات بلينكن بشأن موقفها خلال مفاوضات وقف إ ...
- انتقد تجاهل أزمة السودان.. تحقيق مستقل يدين -الدعم السريع- و ...
- حماس: لم نسمع بقبول نتنياهو لمقترح وقف النار وتحميل بلينكن م ...
- علاقات جنسية مع موظفاته.. تقرير يفضح رجل الأعمال إيلون ماسك ...
- عقب اغتيال قيادي في صفوفه..-حزب الله- ينفذ 19 عملية نوعية ضد ...
- رئيس أركان الجيش الجزائري يستقبل العقيد الروسي المتقاعد أندر ...
- السفارة الروسية في طرابلس تحتفل بيوم روسيا وتؤكد على التعاون ...
- إيلون ماسك يقترح اعتبار عدد من المنظمات غير الحكومية الأوكرا ...
- ليبيا وتونس تتفقان على إعادة فتح معبر حدودي رئيسي
- رئيس المجلس الرئاسي الليبي يستقبل السفير الروسي بمناسبة -يوم ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - عندما تتداعى الذكريات..أحباب كانوا أبطالا [ 1 ]