أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - شذرات رباط ...














المزيد.....

شذرات رباط ...


عبد العاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 2693 - 2009 / 6 / 30 - 10:24
المحور: الادب والفن
    



حين يخاصمك فضاؤك ، أيها الشاعر ، أو يصالحك ن ستقيم عرسا ، فتلتحف رؤاك ، وتغزل شرايينك تشد على قلبك بحرارة ، وتزحف نحو العبارة تسحب من جلدك قراطيس من أفق ، لترسم خطاك زغاريد لشتاتك .. وأنت تعصر مهجتك ، تنسج دروبا للخلاص وتباشير للبسطاء ..
احذر أن يتسرب الزيف إلى حبرك الطفولي حين يعانق البياض والفراغ ، إذ تنتشي الصفحة بالصفعات .. هنا ، وهناك ، يختلط الركض في المتاه بالرقص والإيماء . تتبعثر الكلمات ، الخطوط ، الخطوات ، تتجاذبها الحركات والسواكن .. زحاف وعلل وقواف تحتفل بمهرجان جنائزي مختوم بذكرى البوح والنبوءة ..
كان المخاض عسيرا ، إذ القلم يشذب ، ينخل أبعاض العبارات ، يستفز آفاق المعاجم الذهنية ، يستدعي المخزون الحاضر ، الغائب ، عسى تسعف العبارة .. كأن الأفق أمام العين يتشكل ؛ صور تحضر وأخرى تغيب .. ما لهذي الفوضى .. ؟ .. قيل العالم قرية . وقال صوت طفولي يستبق زمن الولادة العسيرة ؛ أمعتوه أم عبقري هذا المولود قبل الأوان ؟ .. يخرج الشاعر عن صمته مثقلا بأخاديد الواقع ، يخرج من وجه الكائن ليعانق الممكن ، يقلب صفحاته فتتراءى على الأسطرلغة تقرأ الجميع .. قال الشاعر ، وهو يعيد توزيع الفضاء الحلزوني ، اللغة رصاص ، إكسيروالقلوب مرعى تستدعي التبعثر ، يتبعثر الفضاء الرتيب المسكون بالخنوع إذ يحمل الشاعر أوزاره وحقائبه الموشومة بالرحيل ، يحمل تمزقاته ، فإما أن يكون أولا يكون .. رأيتك تقدم العبارة الشرارة عربونا على الانخراط والإصرار تراهن على إدخال الضحكة المفقودة قلوب الحيارى ، تقبل صورا أينعت وإيقاعات حبلى .. سمعتك تقول يوما ؛ " لك الويلات ، هل أنت مخلدي ؟ ..وأنت تخاطب الحروف الخرساء المنحرفة .. أيها الشاعر بيني وبينك رباط . لأننا نرضع من ثدي السماء سر الوجود ، والعشق .. عهدتني أموت في النزال هياما ، وأنا أعرف أن جاري يستهويه حتفي ، وأعرف أني عنيد في الحق . وأن أيامي سدى تقبل وتدبر لكنها مواسم للربيع ، وفواصل للعابرين ..
أحس أن الذوات منخورة تعض بالنواجد على المستحيل الجميل لتشيد فصولا خضراء ، تضاجع الرغبة في العلن عن غاب منمنمة أفنانا ، تطوفها طيور الحب مخلدة بشقشقاتها وزقزقاتها الحالمة ، حيث الحسون يزهو بحسنه ، فيراقص النيلوفر والزنبق والسوسن احتفاء بالذي يأتي ...

مراكش ـ 2 ـ 12 ـ 1994



#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رتجال صمت ...
- مسودتا صمت ...
- حانة صمت ..
- من ظلال الصمت ..
- أسئلة الثقافة في المغرب ...
- حلم بارد ...
- ضفتان لنهر واحد ...
- ديرها فين تجيك ...
- هجرة أخرى ...
- أسئلة الثقافة والقراءة والإبداع بالمغرب جمعية خطوة . تكوين
- أراني حطبا ...
- قلب للمساومة ...
- على أريكة مساء ...
- خرجت ...
- كأنيسة ...
- تراتيل جسد مسه الظن ...
- وكأننا ...
- زينب النفزاوية ...
- دروب نزيف ...
- إليه ينتسب الماء ...


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - شذرات رباط ...