أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم المصري - قفا .. نضحك














المزيد.....

قفا .. نضحك


إبراهيم المصري

الحوار المتمدن-العدد: 822 - 2004 / 5 / 2 - 10:10
المحور: الادب والفن
    


أكتبُ قليلاً .. وأنامُ كثيراً .. وتقابلُ موجتين لا يعني أنَّ إحداهما ستقدم سمكة مشوية إلى الأخرى .. إنما أحلمُ .. مكتفياً من الجوع بالذهاب إلى صيد الأسماكِ الطازجة .. ودليلي أمامي .. موجة تقفز مثل ضفدع ضخم ...
في العادة .. يكون البحر في مكانه .. ونحن من يضلَّ الطريق إلى المكان الملائم للغرق .. فنغرق في شبر ماء .. أو يميل الخوف بنا إلى شتم الليل .. إنْ طال أمده كما قال طيب الذكر امرؤ القيس .. وليل كموج البحر ...
لم يكن قادراً على حمل صنارته والصبر حتى يصطاد ما يسد رمقه الفلسفي .. فرمانا بمعلقةٍ من أحجار ضخمة تتدحرج مثل صخرته التي حطها السيلُ من علِ ...
من يومها والمعلقة .. عالقة في البلعوم .. لا تنزلق إلى هضم الماضي المسلح بسيوفٍ يمانية ...
هل نحن من فصيلةٍ نادرة .. تدل عليها نخلة تنتصب كخازوق في انتظارنا .. نحن شعب الله الذي ضلَّ وجبته في الصحراء رغم مهارته في اصطياد النساء والظباء ...
لماذا لم نعد نفهم أنَّ .. الحياةَ .. أبسط من مكر مفر مقبل مدبر معاً .. وأن قطعة شوكولاته كما يحرض إعلان تلفزيوني .. يمكن أن تلهبنا بالرقص ...
قفا نبكـ ـي قفا .. ولا تجزموا الفعل بحذف الياء التي تأمر بهبوط القلب .. الياء لينة .. ونحن في معية طرفة بن العبد .. نعيد إنتاج رخام في صلابته مثل أردافِ ناقتهِ التي تبدو كمعبدٍ مهيبٍ نصلي فيه لضروع عجفاء ...
لماذا لا نقبل بالمنخـِّل اليشكري زعيماً وهو الذي قال :
فإذا انتشيت فإنني ربُّ الخورنق والسرير
وإذا صحوت فإنني ربُّ الشويهة والبعير
وكان يقصد على ما يقول علماءُ الكآبة .. أنَّ الخورنق هو الكرنك .. هل هذا صحيح .. أم أنَّ للمعابد مهابتها الجوفاء حين نمر تحت أقواسها متبوعين بالأغنام والماعز والنساء والأطفال .. كوننا رعاةَ خيام اقتلعت أوتادها قنبلة فراغية ...
من نحن ؟ .. ألسنا بشراً في الضعف ونخضع مثل الآخرين لفحص الدم ونصاب مثل غيرنا باللوكيميا وأنفلونزا الطيور ...
لقد حشدنا جيوشاً فاض بها البر والبحر .. وعمرو بن كلثوم لا يزال قائدنا الأعلى الذي قال :
ملأنا البرَّ حتى ضاق عنـَّا
وماء البحر نملؤه سفينا ....
ومع ذلك يحلم بالهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليبدأ حياته ماسحاً للأحذية ...
لقد طفح الكيل .. وحان وقت الإقلاع عن التدخين .. تلك العادة التي لم يعرفها المتنبي بعد رحيل الظاعنين .. لكنها كانت قائمة بخرابٍ ممتع .. يجلس بمؤخرته المتقرحة فوق أطلال .. لم تغادرنا ...
ولن أفضح بالطبع .. عنترة العابس .. كان اسمه هكذا في شهادة الميلاد .. قبل أن يُقبـَّلَ السيوف بحثاً عن شفاه عبلة .. تلك التي كانت بالتأكيد وافرةً في شقائق النعمان ...
لكنه شأن كل فارس .. يحدق الآن من فضائيةٍ عربية .. ويرفض عصيرَ الليمون مُفضلاً عليه الصراخ حتى تكف طائرات الأباتشي عن قصف مضاربنا ...
اهدأ يا سيدي .. كفَّ عن اللوعة قليلاً .. نحتاج فسحة لإخلاء الساحة من قتلانا .. ولرؤية العدو الذي أهداك من حضارته ربطة عنق كي تبدو أنيقاً في وهمك أنَّ انتصابك الذكوري يمكن أن تلحظه الجميلات في ربطة العنق ...
نحتاج فسحة لرؤية أعناقنا تحت الشفقة .. وحتى لا نخلط بين المارينز وصلصة التوباسكو .. وكلاهما يُسيِّل الدمَ على حياتنا لتصبح أشهى مذاقاً ...
نحتاج أن نرى أنفسنا في تقابل مرآتين .. تكرران إلى ما لانهاية .. صورة بدوي .. حطت به الطائرة في مطار شارل ديجول .. ولا يعرف كيف سيخرج من هذه المحنة التي تصيب عنقه بالتصلب .. كون الإبل التي ساقها معه لا تجيد لغة أخرى غير القتل .



#إبراهيم_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليحفظنا الله .. من يوم الجمعة
- جنود السيد .. أحلى جنود !!
- لماذا أنا .. المصري .. أكتب عن العراق ؟
- ما هي حكاية .. الأطفال والنساء والشيوخ ؟
- رسالة خاصة .. إلى صديق عراقي
- حديقة الأرواح
- صلاح السعدني .. خيالٌ واسع .. ومعطوب
- END OF VIDEO CLIP
- هل أنا .. عميلٌ .. للموساد والسي آي إيه ؟
- حدث في .. الفلوجة
- الروض العاطر
- النبأ الطيب .. من تونس
- أيتها الفراشة .. يا اسم حبيبتي
- ماذا يريد العالم .. من الشعب الفلسطيني ؟
- إعرابُ الفاكهة
- الله / الوطن .. بالأمر
- اهبطوا بسلام قبَّعاتكم
- من القلب .. أطردُ الملائكة
- ما وراء الحجاب .. والأكمة ؟
- بلطة صدام حسين


المزيد.....




- المُخرج الكوري كيم كي دوك: ???????بيوتنا خالية ومغلقة تنتظر ...
- فيلم روسي يشارك في مهرجان -مومباي- الدولي للأفلام الوثائقية ...
- -لأول مرة-.. مصر تقرر تعليم أعضاء النيابة اللغة الروسية
- مغردون: كمين النابلسي فيلم هوليودي من إنتاج القسام
- طلاب من المغرب يزورون مقر RT العربية في موسكو (صور)
- لولو في العيد.. تردد قناة وناسة الجديد 2024 وتابع أفضل الأفل ...
- فيلم -قلباً وقالباً 2- يحطّم الأرقام القياسية في شباك التذاك ...
- أول تعليق من مصر على مشاركة ممثل مصري في مسلسل إسرائيلي
- مستقبل السعودية..فنانة تتخيل بصور الذكاء الاصطناعي شكل الممل ...
- عمرو دياب في ضيافة ميقاتي.. ما كواليس اللقاء؟


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم المصري - قفا .. نضحك