أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم المصري - هل أنا .. عميلٌ .. للموساد والسي آي إيه ؟














المزيد.....

هل أنا .. عميلٌ .. للموساد والسي آي إيه ؟


إبراهيم المصري

الحوار المتمدن-العدد: 792 - 2004 / 4 / 2 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنبدأ بقصة مضحكة ...
فقد تلقيت قبل فترة رسالة على بريدي الإلكتروني من تلك التي يوزعها المؤمنون بهداية البشر سِلماً أو حرباً ، وكان مضمون الرسالة يقول إن الملاكم الأمريكي الشهير محمد علي كلاي حينما أسلم ، حمل معه علبة كبريت وكان كلاي كما تقول الرسالة .. كلما شاهد امرأة ( جميلة ) أشعل عود كبريت ولسع أصابعه حتى يتذكر النار ويغض بصره ، ولم تقل الرسالة وماذا عن النساء غير الجميلات هل كان كلاي ينظر إليهن ، وتدعو الرسالة بالطبع إلى غض البصر وتذكـِّر بالجحيم وتضرب مثلا في الردع بحكاية كلاي الملفقة هذه .
رددت على من أرسل لي الرسالة قائلاً إن هذه حكاية مضحكة للغاية وفي ظني أنها لم تحدث وقلت إن كلاي كان يمكنه حمل ( قداحة ) أسهل من علبة الكبريت ، وسألت صاحب الرسالة إن كان يجب على النساء أن يحملن علب الكبريت ويحرقن أصابعهن إن شاهدن رجلا جميلا حتى يتذكرن النار ويغضضن البصر أيضا .. فما كان من صاحب الرسالة إلا رد باتهامي بأنني من أنصار شارون وجورج بوش .
تذكرت هذه القصة المضحكة حينما تلقيت على بريدي الإلكتروني ردودا على ما كتبته أمس عمَّا حدث في الفلوجة حينما قام مهووسون بدائيون بالتمثيل بجثث قتلى أمريكيين فقد اتهمني أحدهم بأنني أقبض من الموساد والسي آي إيه وهذا كلامه بالنص :
( أخبرني : هل تقبض من الـ (سي آي إي) و(الموساد) معا؟ وكم يدفعون لك مقابل كل خيانة .
حري بك أن تندد بجريمة احتلال العراق أولا .. وثانيا: من واجب العراقيين أن يقتلوا كل الغزاة والخونة والتمثيل بجثثهم )
أما ( أبو العبد ) وهذا توقعيه على رسالته فقد قال :
( أراهنك يا أستاذ إبراهيم المصري أنك لم تكتب مقالة واحدة تدين الاحتلال الأنغلو أمريكي وجرائمه وأراهن أنك من شعراء البلاط – الاحتلال / تحياتي للمقاومة العراقية البطلة / الخزي والعار لعملاء الاحتلال الأنذال ) التوقيع كما جاء في الرسالة : أبو العبد .
الملفت للبهجة أولا أن هناك عرباً يفيقون من تكاسل الجسد ويجدون في أنفسهم القدرة والنشاط على إبداء الرأي حتى ولو كان بشتيمة الآخر .. لكن الملفت للحزن والأسى أن يكون غياب الوعي فادحاً إلى هذه الدرجة من انعدام احترام قيمة الإنسان عدواً كان أم صديقاً ، غازياً كان أم محتلاً وإلى الدرجة التي نمثل فيها بجثته .
ليس هذا فقط ، فقد شاءت الصدفة أن أشاهد مثقفاً عربياً صباح اليوم ( الخميس ) على فضائية عربية يعلق على مشهد التمثيل بالجثث في الفلوجة ويقول لسكان الفلوجة الحق أن يفعلوا ذلك وإن الإعلام لا يظهر الجانب الآخر من الصورة وضرب المثل قائلاً إن الولايات المتحدة قتلت مليون طفل عراقي خلال العشر سنوات الماضية بالحصار الذي فرضته على العراق .. ويمكن بالطبع أن نناكف هنا ونقول إن صدام لو لم يرتكب جريمة غزو الكويت لما كان هناك حصار وإن الإعلام العربي ومنه قناة تلفزيونية أعمل بها لطالما تحدث وأظهر بالصوت والصورة والشهادة حالة الأطفال العراقيين تحت الحصار .. وإن من الواجب بالطبع إدانة الولايات المتحدة على سياسة الحصار التي دمرت شعوبا ولم تدمر قادة وأنظمة وهذه السياسة وجدت انتقاداً على المستوى الدولي وحتى على مستوى الداخل الأمريكي .. غير أن كل هذا لا يعطينا الحق في التمثيل بجثة قتيل مثلما حدث في المشهد البشع في الفلوجة ، ولكنه من جانب آخر مشهد يشبع غريزة الدم والثأر التي تتحكم بالإنسان العربي الذي لا يعطي نفسه الفرصة لكي يرتفع على نزعاته البدائية التي تخلط في هوس رهيب كل القضايا .
وحينما يعجز عن الرؤية يتهم ، كما اتهمني البعض بأنني عميل للموساد والسي آي إيه ، وليتني كنت كذلك ، على الأقل كنت سأحيا حياة كلها نساء وخمر مثلما عاش بطل العروبة المتوج .. رأفت الهجان .. هل تذكروا قصته في المسلسل الشهير .. وبالمناسبة .. رأفت الهجان هذا وبشهادة السيد أمين هويدي وزير الدفاع المصري الأسبق ورئيس جهاز المخابرات المصرية في فترة الهجان ، لم يكن أكثر من عميل دوره ثانوي ولم يكن كما أظهره المسلسل بطلا لا يُشق له غبار كما يقول العرب .
أقول لمن يتهمني بأنني عميل للموساد والسي آي إيه ، لا يا سادة خاب ظنكم لست عميلا لهما وإنما أنا عميل لقيمة الإنسان ولقيم الحرية والعدل والتحضر ، إن كان التحضر يعني لكم شيئاً حتى في التعامل مع أعدائكم.
إبراهيم المصري
شاعر وصحفي .



#إبراهيم_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث في .. الفلوجة
- الروض العاطر
- النبأ الطيب .. من تونس
- أيتها الفراشة .. يا اسم حبيبتي
- ماذا يريد العالم .. من الشعب الفلسطيني ؟
- إعرابُ الفاكهة
- الله / الوطن .. بالأمر
- اهبطوا بسلام قبَّعاتكم
- من القلب .. أطردُ الملائكة
- ما وراء الحجاب .. والأكمة ؟
- بلطة صدام حسين
- لنصفق لجماعة الإخوان .. بمرارة
- بعث العراق سلطة صدَّام قياماً وحُطاماً كتابٌ للقراءة .. مرتي ...
- باسمي .. باسمي فقط


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم المصري - هل أنا .. عميلٌ .. للموساد والسي آي إيه ؟